فرضت إدارة بايدن عقوبات جديدة على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” وشخصيات وشركات مرتبطة بها، العقوبات تأتي في وقت حرج، مع تزايد الانتهاكات الميدانية. الخبراء يرون أن العقوبات قد تضيق الحلول السلمية، بينما يشير البعض إلى أن “حميدتي” قد يصبح أكثر شراسة ميدانيًا. كما يتوقع البعض أن العقوبات المقبلة ستطال قيادات في الجيش السوداني.

.

التغيير: نيروبي: أمل محمد الحسن

فرضت إدارة بايدن، قبيل مغادرتها البيت الأبيض، عقوبات جديدة استثنائية على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بالإضافة إلى سبع شركات مقرها الإمارات وأحد المدراء التنفيذيين وهو أبو ذر عبد النبي حبيب الله أحمد.

وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن هذه العقوبات تأتي بسبب تورط القوات في انتهاكات جسيمة، من بينها “الإبادة الجماعية” بدارفور.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، شملت العنف الجنسي واسع النطاق، وإعدام مدنيين ومقاتلين عُزَّل. وأضاف أن القوات استخدمت وسائل مثل حرمان الشعب السوداني من الإغاثة الإنسانية كسلاح حرب، في مخالفة للقانون الإنساني الدولي وإعلان جدة لعام 2023 ومدونة السلوك العامة لعام 2024.

تطور العقوبات

لم تكن العقوبات الأمريكية الأخيرة ضد قوات الدعم السريع الأولى من نوعها. فقد فرضت واشنطن خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين عقوبات على أشقاء قائد قوات الدعم السريع، “عبد الرحيم” و”القواني”، بالإضافة إلى عقوبات على عبد الرحمن جمعة بارك الله، أحد قادة الدعم السريع، في نوفمبر.

وفي سياق مماثل، أصدرت لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي عقوبات على قائد عمليات الدعم السريع عثمان محمد حامد محمد، وعبد الرحمن جمعة بارك الله، متهمة إياهما بالمساهمة في زعزعة استقرار السودان من خلال العنف وانتهاكات حقوق الإنسان.

ردود الأفعال

انتقدت قوات الدعم السريع القرار الأمريكي، حيث وصفه عز الدين الصافي، عضو وفد التفاوض بالدعم السريع، بأنه “غير عقلاني”، معتبرًا أنه يضر السلام والاستقرار في السودان والمنطقة.

على النقيض، رحّبت وزارة الخارجية السودانية بالقرار، داعيةً المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات مماثلة ضد قيادة الدعم السريع والداعمين لها.

تأثير العقوبات

بحسب بيان الخارجية الأمريكية، فإن العقوبات الجديدة تستهدف “حميدتي” شخصيًا، محملةً إياه المسؤولية عن “الأفعال البغيضة وغير القانونية لقواته”. واعتبر الخبير الاستراتيجي محمد إبراهيم كباشي هذه الخطوة رسالة نفسية تهدف إلى الضغط على القيادة العسكرية للدعم السريع.

عقوبات واشنطون الجديدة على “حميدتي” محاولة من إدارة بايدن “لحفظ ماء الوجه”..

خبير دبلوماسي

ووصف خبير دبلوماسي – طلب عدم ذكر اسمه – العقوبات بأنها محاولة من إدارة بايدن “لحفظ ماء الوجه” قبل مغادرتها، مستشهدًا بتقارير حقوقية ووثائق إعلامية تؤكد تورط قوات الدعم السريع في جرائم يومية.

وأشار الخبير إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق توازن سياسي، لا سيما بعد تمرير صفقة أسلحة للإمارات المتهمة بدعم قوات الدعم السريع.

أبعاد سياسية وعسكرية

يرى الخبير الاستراتيجي محمد كباشي أن تأثير العقوبات ينحصر في البُعد النفسي أكثر من العملي، مشيرًا إلى أن تجارب مشابهة أثبتت محدودية جدوى العقوبات الشخصية. وقال: “لدينا تجربة مع البشير، كما أن مؤسسات العدالة الدولية أثبتت انتقائيتها وعدم قدرتها على تغيير الواقع الميداني”.

وأضاف كباشي: “هذه العقوبات جاءت كهدف في الزمن بدل الضائع، إلا أن الإدارة الأمريكية المقبلة قد تعتمد نهجًا مختلفًا، خاصة مع تركيز الجمهوريين على الاقتصاد”.

واستشهد كباشي بإعلان الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن استثمارات بمليارات الدولارات مع الإمارات، مما قد يعقد الموقف الأمريكي تجاه الأزمة السودانية.

التصعيد المحتمل

توقع خبير عسكري – طلب عدم ذكر اسمه – أن تؤدي العقوبات إلى تصعيد ميداني من قبل قوات الدعم السريع، موضحًا أن “حميدتي” قد يحاول تحسين صورته أمام العالم من خلال تعزيز السيطرة الميدانية، مما قد يزيد من حدة القتال.

العقوبات ستؤدي إلى تصعيد ميداني من قبل قوات الدعم السريع

خبير عسكري

وأضاف الخبير: “العقوبات قد تدفع حميدتي إلى اتخاذ خطوات أكثر عدائية، مشابهة لما فعله قائد المعارضة السورية أحمد الشرع، الذي تغيرت النظرة الدولية تجاهه بعد تحركات عسكرية بارزة”.

وأشار الخبير العسكري إلى احتمال أن تؤثر العقوبات على إمدادات الدعم السريع من الأسلحة والأموال الخارجية، مما قد يقلل من حدة المعارك على المدى الطويل.

استهداف الجيش

لم يستبعد الخبير العسكري أن تشمل العقوبات الأمريكية المقبلة قيادات من الجيش السوداني، مشيرًا إلى تصريحات بلينكن التي أكدت أن العقوبات على الدعم السريع لا تعني تفضيل واشنطن للجيش. وقال: “على الأرجح، ستبدأ العقوبات المستقبلية ضد الجيش بقادة ميدانيين قبل أن تصل إلى رأس القيادة العسكرية”.

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على جمع الأدلة اللازمة قبل استهداف شخصيات بارزة مثل عبد الفتاح البرهان، مشددًا على أن الخطوات الأمريكية المستقبلية قد تغير مسار الصراع في السودان.

ومنذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، دخل السودان في دوامة من العنف والدمار. الاشتباكات تسببت في مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 14 مليون آخرين.

وإلى جانب المعاناة الإنسانية، تشهد البلاد انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان من كافة الأطراف، بما في ذلك عمليات إبادة جماعية، عنف جنسي، وإعدام المدنيين العزل. هذا النزاع يعقد الوضع السياسي والإنساني في السودان ويجعل الوصول إلى حل سلمي بعيد المنال.

الوسومإدارة بايدن العقوبات الأمريكية على الدعم السريع حرب الجيش والدعم السريع حميدتي

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إدارة بايدن العقوبات الأمريكية على الدعم السريع حرب الجيش والدعم السريع حميدتي قوات الدعم السریع إدارة بایدن عقوبات على فی السودان إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعلان للدعم السريع يقلق الاتحاد الأفريقي.. والأخير يحذر من خطر تقسيم السودان

 

أعرب الاتحاد الأفريقي، اليوم الأربعاء، عن قلق عميق جراء قيام قوات الدعم السريع وحلفائها بتشكيل حكومة موازية في السودان.

 وندد في بيان بـ”إعلان قوات الدعم السريع والقوى السياسية والاجتماعية المرتبطة بها، تشكيل حكومة موازية في جمهورية السودان”، محذراً من أن هذه الخطوة تمثل “خطراً هائلاً لتقسيم البلاد”.

وقسمت الحرب البلاد إلى قسمين مع سيطرة الجيش على الشمال والشرق، في حين تسيطر قوات الدعم السريع على كل إقليم دارفور تقريباً ومساحات من الجنوب. ويشهد السودان منذ العام 2023، حرب طاحنة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

ويوم أمس الثلاثاء، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، أن نحو 400 ألف سوداني عادوا إلى ديارهم خلال الشهرين ونصف الشهر الماضيين بعد نزوحهم بسبب النزاع المستمر.

وأضافت المنظمة: “بين ديسمبر (كانون الأول) ومارس (آذار) الماضيين عاد حوالي 396737 شخصاً إلى مناطق استعادها الجيش من قوات الدعم السريع بعد أن حقق تقدماً عبر وسط السودان في الأشهر الأخيرة”

مقالات مشابهة

  • المستشار السياسي السابق لـ”حميدتي” يكتب عن مستقبل الدعم السريع في السودان
  • الدعم السريع تختطف طبيباً في شمال كردفان بعد هجوم مسلح على منطقة «أم سيالة»
  • قتلى بينهم أطفال في هجمات بالسودان والبرهان يتوعد الدعم السريع
  • السودان: مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة “الدعم السريع”
  • مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة الدعم السريع في السودان
  • مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء قصف الدعم السريع الأبيض لليوم السابع
  • البرلمان الأوروبي يصوت لفرض عقوبات على قيادات في الدعم السريع ودرع السودان
  • السودان: مجلس السلم الإفريقي يؤكد الرفض الدولي لمؤامرة “الدعم السريع”
  • إعلان للدعم السريع يقلق الاتحاد الأفريقي.. والأخير يحذر من خطر تقسيم السودان
  • السودان: الدعم السريع يقصف مدينة الأبيض لليوم السادس توالياً