قال الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن  الله سبحانه وتعالى جلت حكمته خلقكم لتعبدوه ، وكلفكم في الأعمال بما تطيقون فاعملوه.

كلفكم بما تطيقون

وأوصى “ الجهني” خلال خطبة الجمعة الثانية من رجب من المسجد الحرام بمكة المكرمة، قائلاً:  اتقوا الله بامتثال الأوامر، واجتناب النواهي والكبائر، والاستبصار بما في القرآن العظيم من البصائر، فقد أنزله عليكم لتتبعوه.

وأوضح أن القرآن الكريم  للنجاة من أعظم الذخائر، لما فيه من فرائض وفضائل وتحليل وتحريم ومواعظ وزواجر، فما للنفوس لا تَسْتَجِيبُ لأوامره ولا تنتهي بنواهيه وزواجره؟ ولا تراقب من يعلم علانية العبد وسرائره وضمائره وظواهره؟.

 وأشار إلى أنه قد ضربت عليها الغفلة برواقها، وصدفتها شهوات النفوس عن مراقبة خلافها فاستحلت مذاق باطلها، وجهلت مرارة الجزاء في آجلها، فأصرت على معاصيها، ولم تخف يوم يؤخذ بأقدامها ونواصيها.

وتابع: يوم يضاعف العذاب على من ترك الصلاة وضيعها، وتهاون بأمر الزكاة ومنعها، وانتهك حرمة شهر الصيام بإفطاره، وأخر فريضة الحج مع استطاعته وعدم إعذاره، يوم يسقى شارب الخمر من ردغة الخبال، ويتجرع من عصارة أهل النار ما به الويل والوبال.

يوم يضاعف العذاب

وأضاف : ويرسل شواظ النار على الزناة والفجار، ويضربون بسياطها على الفروج والأدبار، ويأكل آكل الربا من شجر من زقوم، وماظهر في قوم الزنا والربا إلا أحلوا بأنفسهم عذاب الله.

ونبه إلى أن الظالمين يظلون في سموم وحميم وظل من يحموم، ألا وإن من اشتغل بنفسه تفرغ عمن سواه ، ومن نظر إلى تقصيره عمي عن غيره وما كسبت يداه ، وقيدوا رحمكم الله ألسنتكم عن الوقيعة في الأعراض فإن الله عند لسان كل قائل.

وحذر من انتهك عرض أخيه وآذاه قولًا أو فعلًا كان خصمه الله ، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينًا ﴾ وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى: (أي يرمونهم بغير ما عملوا فقد تحملوا بهتانًا أي كذبًا ، والبُهتان هو أن تَذكُر أخاك بما ليس فيه .

واستند بما ورد أنه لمَّا سُئل النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن الغِيبة قال : «هِيَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قال: يا رسول اللَّه أَرَأَيْت إن كان في أخي ما أَقول؟ قال: "إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ" أخرجه مسلم.

أذية المؤمن

وأردف :  ثم قال رحمه الله: وأَذِيَّة المؤمن تكون بالقول وبالفعل وهي كثيرة فالذين يُؤذون المُؤمِنين بغير ما اكتَسَبوا قد تحملوا على أنفسهم البهتان وهو الكذب والإثم المبين وهو العقوبة العظيمة نسأل الله العافية). 

ودعا أن تكون ألسنتنا عفيفة وقلوبنا محبة للمومنين، مؤكدًا على مواصلة صحة العمل مادام مقبولًا ، والإقلاع عن المخالفات مادام حبل الحياة موصولًا وإصلاح النفس بالتوبة ليطيب لك المصير .

ودلل بما أخرج الإمام أحمد رحمه الله والبخاري رحمه الله في الأدب المفرد والبيهقي بسند جيد عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم ، ويل لأقماع القول ، ويل للمصرين الذين يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ) وإقماع القول الذين يستمعون القول ولا يعونه ولا يعملون به .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: خطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة من المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام الجهني المزيد رحمه الله

إقرأ أيضاً:

جزاؤها خصومة الله.. إمام الحرم يحذر من الغيبة والوقوع في الأعراض

قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبد الله الجهني، إن الله خلق الانس بحكمته ليعبدوه، ولم يخلقهم سدى وهملا، بل خلق الموت والحياة ليبلوهم أيهم أحسن عملًا.
ودعا إلى تقوى الله بامتثال الأوامر واجتناب المناهي والاستبصار بما في القرآن العظيم من البصائر، فإنه للنجاة من أعظم الذخائر.
أخبار متعلقة إمام الحرم: التعصب داء خطير يفرق الجماعات ويهدد الاستقرارإمام الحرم: الخضوع للعادات بعيدًا عن هدى الله مبعث الانحرافانطلاق الدورة العلمية الفقهية الأولى في المسجد الحرام غداً .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جزاؤها خصومة الله.. إمام الحرم يحذر من الغيبة والوقوع في الأعراضالإقلاع عن المخالفاتوأكد أن من اشتغل بنفسه تفرغ عمن سواه، ومن نظر إلى تقصيره عمي عن غيره وما كسبت يداه.
وحذر من الوقيعة في الغيبة والخوض في الأعراض، فإن الله عند لسان كل قائل، ومن انتهك عرض أخاه وآذاه قولا أو فعلا كان خصمه الله.
ودعا إلى الإقلاع عن المخالفات ما دام حبل الحياة موصول، فالعمر قصير، مسشتهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم "ويل لأقماع القول"، وهم من يستمعون القول ولا يعونه ولا يعملون به.

مقالات مشابهة

  • محدثة مبتدعة.. خطيب المسجد النبوي يحذر من كل قربة ليس عليها دليل
  • إمام المسجد الحرام: مدمن الخمر يتجرع عصارة أهل النار
  • خطيب المسجد الحرام: اللهم فرحة تغمر قلوبنا بتحرير القدس من الصهاينة .. فيديو
  • خطيب المسجد النبوي: حديث (اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان) غير صحيح
  • خطيب المسجد الحرام: مدمن الخمر سيشرب من ردغة الخبال ويتجرع عصارة أهل النار
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • جزاؤها خصومة الله.. إمام الحرم يحذر من الغيبة والوقوع في الأعراض
  • لكبار السن وذوي الإعاقة.. أماكن العربات اليدوية بالمسجد الحرام
  • انطلاق الدورة العلمية الفقهية الأولى في المسجد الحرام غداً