ما سر اجتماع بوتين بقادته العسكريين قرب حدود أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
التقى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قادة الجيش المكلفين بالحرب على أوكرانيا في مدينة روستوف القريبة من الحدود الأوكرانية، على ما أعلن الكرملين، صباح السبت.
وجرى الاجتماع بعدما أعطت الولايات المتحدة، الضوء الأخضر للدنمارك، وهولندا، لإرسال مقاتلات أميركية من طراز إف-16 إلى أوكرانيا.
والجمعة، أكّد ناطقٌ باسم الخارجية الأميركية أنه تم منح الدنمارك وهولندا "ضمانات رسمية" لنقل طائرات "إف-16" المقاتلة إلى أوكرانيا.
يذكر أنه في يوليو الماضي، أكّد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أن موسكو ستعتبر إرسال مقاتلات "إف-16" إلى أوكرانيا تهديدا "نوويا".
فهل لاجتماع بوتين بقادته علاقة بالقرار الأميركي؟بيان الكرملين، الذي تحدث عن الاجتماع، لم يذكر المقاتلات الأميركية، واكتفى بالقول إن "الرئيس استمع إلى تقارير رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، وقادة قطاعات ومسؤولين آخرين".
⚡️#Denmark has confirmed that it has received approval from the United States for transferring #F16 fighters to #Ukraine, Danish Foreign Minister Lars Lykke Rasmussen said, TV2 reports. pic.twitter.com/d7u7hig6Ap
— KyivPost (@KyivPost) August 18, 2023ورغم عدم إعطائه تفاصيل أكثر عن الاجتماع، وتوقيته، إلا أنه أكد أن طبيعة الاجتماع تدخل في إطار تتبع سير المعارك.
رد فعل؟تعليقا على ذلك، يقول المحلل العسكري في معهد هدسون، ريتشارد وايتز، إن هذه الاجتماعات قد توحي بأنها "ردود فعل، لكنها ليست كذلك".
وفي حديث لموقع الحرة، شدد وايترز على أن بوتين عقد عدة اجتماعات منذ قراره غزو أوكرانيا، "ولا يمكن أن يكون هذا الأخير مختلفا" مشيرا إلى أن انعقاده قرب الحدود الأوكرانية "رسالة بأن الرئيس قريب من جنوده".
إلى ذلك، أوضح وايتز أن وصول مقاتلات إف- 16 إلى أوكرانيا سيستغرق بعض الوقت، لذلك "لا يمكن أن يكون هذا المعطى وراء الاجتماع بقدر كونه بحثا للحلول أمام الاستبسال الأوكراني".
ومن المتوقع أن يبدأ تدريب الطيارين الأوكرانيين في أغسطس الجاري، حيث أعرب مسؤولون أوكرانيون عن أملهم بأن تصبح الطائرات جاهزة بحلول بداية العام 2024.
وتطالب كييف بانتظام بالحصول على مقاتلات غربية لتعويض الخسائر التي تكبدتها قواتها الجوية التي تستخدم في الغالب مقاتلات روسية.
ويشير وايترز، إلى أن اجتماع بوتين بقادته قد يكون بهدف تقييم تحركات جيشه في الميدان، وإعادة ضبطها وتنظيمها وتحديد أهدافها في هذه المرحلة من الحرب "ولم يكن ردة فعل على القرارا الأميركي".
وأضاف "بويتن لن يغير كثيرا في طريقة الحرب التي يخوضها ضد أوكرانيا، إنه يسعى لتأكيد قوته أمام جيش الدفاع الأوكراني".
ومطلع يونيو، أطلقت كييف هجوما مضادا لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد وجنوبها بعد الحصول على دعم عسكري غربي ضخم.
إلا أنها أقرت بصعوبة المعارك والتقدم في مواجهة الدفاعات الروسية، وبقيت نتائج هجومها دون ما كانت تأمل به.
والأربعاء، أعلنت أن قواتها استعادت من القوات الروسية قرية أوروجاين في منطقة دونيتسك، ضمن الهجوم الذي تشنه على امتداد الجبهة الجنوبية.
وايتز أكد تعليقا على ذلك، بالقول إن "الروس كانوا على علم بأن الغرب سينتهي بتقديم طائرات إف-16، نظرا لمتطلبات ساحة المعركة، وهو السر وراء تهديدهم المستمر بالخصوص" مضيفا أن العمليات الأوكرانية هي التي تؤرق بوتين ومن ورائه الكرملين "وليس الإمداد بمقاتلات إف-16" وفقه.
يُذكر أن المدينة التي اجتمع فيها بوتين بقيادته العسكرية، هي نفسها التي احتلتها قوات مجموعة "فاغنر" خلال محاولتها التمرد شهر يونيو الماضي.
وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها بوتين مدينة روستوف منذ تمرد جماعة "بريغوجين".
رغم ذلك، ينفي وايترز أن يكون لذلك أي علاقة بالاجتماع، أو حتى "رمزية" وفق وصفه، بينما يؤكد على أن نجاح الهجوم المضاد لكييف، ولو بطريقة بطئية، هو الذي أجبر بوتين بالاجتماع بقيادته.
من جانبه، يرى المحلل السياسي، حسن منيمنة، أن قضية مقاتلات إف-16 ليست وليدة اليوم "حتى نجزم أن الاجتماع، جاء إثر القرار الذي اتخذ بخصوصها" بينما أكد هو الآخر على أن سير المعارك في ظل الهجوم الأوكراني المضاد "ربما تكون السبب وراء لقاء بوتين بقياداته".
وفي اتصال مع موقع الحرة، لفت منيمنة، إلى أن كلا من موسكو، وكييف، تسعيان إلى تحسين أوضاعهما، في ظل الهجوم المضاد "الذي كان ينبغي أن يحقق إنجازات كبيرة" وفق تعبيره.
الرجل أشار إلى أن بوتين يحاول تدبير خططه العسكرية وفق المعطيات الجديدة، مشيرا إلى ما وصفه بـ"امتعاض بعض الدول الغربية من طريقة تسيير الحرب من جانب كييف".
ويرى منيمنة أن الدفاعات الروسية كان جاهزة للهجوم المضاد، وهو ما ثبت خلال المعارك التي تكبدت فيها كييف خسائر كبيرة كان بالإمكان تفاديها.
وقال "الاجتماع يدخل ضمن المسعى والزخم الروسي من أجل إفشال الهجوم المضاد".
وتابع "ثبات القوات الأوكرانية في باخموت كبدها عدة خسائر في العتاد والأرواح، وهو ما يريد بوتين استغلاله، وهو في ذات الوقت، سبب امتعاض الغرب".
ولفت منيمنة إلى أن واشنطن ومن ورائها الدول الغربية، لم تحبذ كثيرا الإصرار الأوكراني على توسيع الصراع، وقال "واشنطن كانت تريد أن تستعيد كييف ما سُلب منها منذ بدء الحرب في فبراير 2022، لكن المسؤولين الأوكرانيين أصروا على استعادة شبه جزيرة القرم "وهو ما كلفهم الكثير وجلب القليل من النتائج".
وأوضح أيضا، أنه بينما هذا الوضع أقلق الغرب قد يكون وراء سعي بوتين الإسراع في إنهاء الصراع لصالحه.
من جانبه، قال وايترز، إن بوتين ربما يريد الإبقاء على الوضع كما هو إلى حين قرار غربي- أوكراني بإنهاء الحرب "ربما يكون هذا سر الاجتماع".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إلى أوکرانیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
تأجيل محادثات لندن بشأن السلام في أوكرانيا بعد رفض كييف الخطة الأميركية
أعلنت الحكومة البريطانية تأجيل المحادثات المقررة في لندن الأربعاء بين وزراء خارجية عدد من الدول لبحث السلام في أوكرانيا، وخفض تلك المحادثات إلى مستوى المسؤولين، وذلك بعد رفض كييف خطة الولايات المتحدة للاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم.
ووفقا لموقع سكاي نيوز فإن وزيرا الخارجية البريطاني ديفيد لامي والأميركي ماركو روبيو لن يحضرا محادثات السلام، موضحا بأن "الدبلوماسيين من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا أرجأوا اجتماعا كان مقررا في لندن اليوم الأربعاء لإجراء محادثات رفيعة المستوى حول كيفية إنهاء الحرب الروسية".
وكان من المقرر أن يزور روبيو لندن اليوم الأربعاء للقاء لامي ووزراء خارجية أوكرانيا وفرنسا وألمانيا، لكن الزيارة تأجلت يوم أمس الثلاثاء، وبمجرد الإعلان عن ذلك، أوقفت باريس وبرلين خطط سفر وزرائهما إلى لندن، ويعتقد أن الاجتماع الوزاري سيتم قريبا.
بدلا من ذلك، سيشارك المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ في المناقشات بلندن مع كبار المسؤولين الفرنسيين والألمان، كما أن وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا لا يزال من المقرر أن يكون في العاصمة وسيلتقي نظيره لامي.
إعلانوبدلا من الاجتماع شخصيا، أجرى لامي مكالمة هاتفية مع روبيو، ووصفها في تغريدة على منصة إكس بأنها "بناءة"، وقال إن المحادثات ستستمر بوتيرة متسارعة وسيجتمع المسؤولون في لندن الأربعاء. في المقابل نشر روبيو تغريدة أشار فيها إلى أن كيلوغ سيترأس وفدا أميركيا إلى لندن لعقد اجتماعات "فنية جوهرية" مع نظرائهم الأوكرانيين والبريطانيين.
وكان ينتظر لمحادثات وزراء الخارجية أن تلعب دورا مهما في الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات، رغم أن بريطانيا قللت من التوقعات بتحقيق اختراق كبير.
الخطة الأميركيةوتنص الخطة الأميركية المقترحة، وفقا لما أوردته وسائل الإعلام الأميركية نهاية الأسبوع الماضي، على تجميد خطوط المواجهة كجزء من اتفاق سلام، إلى جانب الاعتراف الأميركي بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم.
وكانت صحيفة فايننشال تايمز ذكرت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عرض خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف في سان بطرسبورغ هذا الشهر وقف القتال عند خط المواجهة الحالي، والتخلي عن مطالبات موسكو بالسيطرة الكاملة على 4 مناطق أوكرانية.
ونقل موقع أكسيوس عن مصدر مقرب من أوكرانيا أن كييف ترى أن الاقتراح الأميركي منحاز بشدة نحو روسيا، معتبرا أنه ينص بوضوح شديد على مكاسب ملموسة ستحصل عليها روسيا فيما يورد بشكل غامض وعام ما ستحصل عليه أوكرانيا.
من جهته، جدد الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنسكي تمسك كييف بوقف كامل لإطلاق النار كخطوة أولى نحو السلام وإنهاء الحرب قبل الدخول في أي تفاصيل تطيل أمد الحرب. وخلال إحاطة صحفية في كييف، أكد زيلنسكي انفتاح بلاده على الحوار مباشرة مع موسكو في حال قبولها وقفا شاملا لإطلاق النار.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب صرح الأسبوع الماضي بأن المفاوضات "تصل إلى نقطة حاسمة"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قد "تنسحب" إذا لم يتحرك أي من الطرفين نحو السلام، كما صرح وزير الخارجية الأميركي الأسبوع الماضي، بأن واشنطن "ستتخلى عن المحادثات ما لم يتم إحراز تقدم في غضون أيام".
إعلان
اقتراح غير مقبول
وبهذا الصدد اعتبر الدبلوماسي الأوكراني والمستشار السابق لمحافظة خيرسون فولوديمير شوماكوف، في تصريح للجزير نت أن الاقتراحات المقدمة من ترامب غير مقبولة لأوكرانيا، مشيرا إلى أن الشروط المطروحة تتعارض مع الدستور الأوكراني الذي يمنع أي تنازلات عن الأراضي الوطنية، خاصة في ظل الأحكام العرفية خلال الحرب.
وأضاف أن الحديث عن نهاية الحرب في أوكرانيا يجب أن يفهم ضمن سياقه الحقيقي، مؤكدا أن الرئيس الأميركي ليس هو صاحب القرار في إنهاء الحرب، وأن بوتين وحده من يملك هذا القرار.
ووصف شوماكوف التصريحات الروسية الأميركية والاقتراحات المطروحة بأنها صفعة على وجه أوكرانيا، وإهمال واضح للقوانين الدولية، معبرا عن رفضه القاطع لأي اعتراف أميركي بشبه جزيرة القرم كأرض روسية.
واعتبر الدبلوماسي الأوكراني أن اقتراح ترامب هو ذريعة للانسحاب من المفاوضات، وأن الرئيس الأميركي يريد أن يترك أوكرانيا لمصيرها، ظنا منه أن روسيا ستحتلها في النهاية، واصفا ذلك بأنه محاولة استرضاء لبوتين ومؤشر على عدم فهم حقيقي لأسباب هذه الحرب.
وأوضح شوماكوف أن هذه حرب استعمارية هدفها السيطرة الكاملة على أوكرانيا، وإذا قدمت أوكرانيا أي تنازلات الآن، فإن روسيا ستهاجم مرة أخرى على نطاق أوسع.