يحتفل العالم، اليوم السبت، باليوم العالمي للعمل الإنساني، بالتوازي مع الذكرى السنوية العشرين للهجوم على مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد، والذي أسفر عن مقتل 22 من موظفي المنظمة الدولية وإصابة أكثر من 150 آخرين.

وذكرت الأمم المتحدة في بيان، أنه في 19 أغسطس/آب من كل عام “نجتمع لتكريم العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء العالم، الذين يسعون جاهدين لتلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة، بغض النظر عن الخطر أو المشقة، مضيفة أن “الاحتفال العالمي بالعمل الإنساني يأتي لإظهار التزامنا الراسخ بتقديم المساعدة للمجتمعات التي نخدمها مهما كان”.

وأردف البيان أن “العاملين في المجال الإنساني ليست لهم غاية سوى إنقاذ الأرواح وحمايتها وتوفير المستلزمات الأساسية للحياة، فهم يقفون جنبًا إلى جنب مع أبناء المجتمعات التي يخدمونها ويجلبون لهم الأمل”.
مخاطر العمل الإنساني في السودان

ولم تفرق الاشتباكات المسلحة الدائرة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” بين العاملين في العمل الإنساني بالسودان والمدنيين، فالجميع معرّض لذات المخاطر. وهو ما أعرب عنه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، الخميس الماضي، قائلا إنه “منذ اندلاع الصراع في جميع أنحاء السودان منتصف أبريل، أصبح السودان من أكثر الأماكن خطورةً وصعوبةً على العاملين في المجال الإنساني، حيث قُتل 19 من عمال الإغاثة في 17 هجومًا هذا العام وحده”.

وأضاف المكتب أن “المرافق الإنسانية تعرضت للهجوم، حيث تم نهب ما لا يقل عن 53 مستودعا للمساعدات الإنسانية و87 مكتبا، وسرقة 208 سيارات حتى 13 أغسطس”.

وتقدّر الأمم المتحدة أن “نحو 25 مليون شخص يمثلون أكثر من نصف سكان السودان بحاجة للمساعدات الإنسانية”.

العمل الإنساني يواجه أوقاتا حرجة

وتصف نائبة ممثل صندوق الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” في السودان، ماري لويز إيغلتون، توقيت الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني قائلة: “يأتي هذا اليوم الإنساني الدولي في وقت حرج؛ حيث يوجد عدد قياسي من الأطفال المحتاجين للمساعدة الإنسانية، أو طفل واحد من كل طفلين”.

وأضافت: “ما زلنا نواجه عقبات في الوصول إلى ملايين الأطفال بالخدمات الأساسية، خاصة في الخرطوم ودارفور (غرب)، بما في ذلك العوائق البيروقراطية والإدارية التي تعمل على إبطاء تدفق عمال الإغاثة ومواد الإغاثة، بالإضافة إلى نقص كبير في التمويل للوصول إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها”.

وطالبت إيغلتون “بالوقف الفوري للأعمال العدائية”، داعية إلى “السماح بوصول غير مقيد للمساعدات الإنسانية”.

مأساة انهيار القطاع الصحي

من جانبه، يقول الناشط في الشأن الإنساني أسامة أبوبكر: “أدى اشتداد المعارك داخل العاصمة الخرطوم إلى سقوط عدد كبير من الضحايا بسبب القصف المتبادل داخل الأحياء السكانية”، مضيفا “أصبحت الخرطوم وبكثافتها السكانية العالية التي تقدر بنحو 13 مليون نسمة تعيش أوضاعا إنسانية صعبة مع انهيار للقطاع الصحي”.

وأشار أبوبكر إلى أن “التدهور الأمني والإنساني أدى إلى موجات النزوح الكبيرة إلى المناطق الآمنة داخل وخارج البلاد”، مردفا “الوضع الإنساني مأساوي، خاصة فيما يتعلق بالغذاء، فالملايين مهددون بالمجاعة مع حلول فصل الخريف وتعطل المشاريع الزراعية”.

ولفت أبوبكر إلى أن المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والمبادرات المحلية “تعمل بجهد للحد من آثار الكارثة الإنسانية في السودان”.

كارثة إنسانية أنهكت المتطوعين

ويوضح المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام جنوبي الخرطوم، محمد عبدالله إدريس، عن الجهود الإنسانية المبذولة منذ اندلاع الاشتباكات قائلا “نقوم بعمل إنساني كبير منذ اندلاع الحرب قبل 4 أشهر، فقد عملنا على تشغيل مشفى لاستقبال المرضى والمصابين في المنطقة جنوبي الخرطوم”.

وأضاف: “استطعنا تشغيل مستشفى بشائر الحكومي جنوبي الخرطوم بدعم من المنظمات ووزارة الصحة الاتحادية والولائية”، مردفا “بفضل مجهودات الناشطين تمكنا من تشغيل المستشفى واستقبال مصابي القتال بين الجيش والدعم السريع وكذلك المرضى”.

وذكر أن الحرب “تسببت في كوارث إنسانية، تطلبت عملا كبيرا من قبل المتطوعين في غرفة الطوارئ لتقديم المساعدات الغذائية، وكذلك المساهمة في نقل الجثث من الشوارع إلى المستشفى ومن بعد ذلك المشاركة في دفنها”.
وغرف الطوارئ هي لجان تضم متطوعين، نشأت في الأحياء عقب اندلاع الحرب في منتصف أبريل لتقديم المساعدات الطبية والغذائية والخدمية في أحياء الخرطوم.

ومنذ منتصف أبريل الماضي، يخوض الجيش و”الدعم السريع” اشتباكات لم تفلح سلسلة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.

العربي الجديد

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الأمم المتحدة العاملین فی أکثر من

إقرأ أيضاً:

المنتدى الحضري يبرز المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية كنموذج للعمل المناخي المستدام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

سلطت فعاليات الدورة الثانية عشرة للمنتدى الحضري العالمي (WUF12)، المنعقدة في القاهرة، الضوء على المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في مصر، باعتبارها نموذجًا رائدًا لتوطين العمل المناخي وتعزيز التنمية الحضرية المستدامة. 

وأدار الجلسة الرفيعة المستوى السفير هشام بدر، المنسق الوطني للمبادرة، بحضور وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، الدكتورة رانيا المشاط، ونائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ميشال ميلنار، والمنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، إلينا بانوفا، والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أليساندرو فراكاسيتي.

وأشاد المشاركون في الجلسة بنجاح المبادرة المصرية، التي تمثل نموذجًا يحتذى به على مستوى العالم في التصدي لتحديات الاستدامة الحضرية، ويعكس نجاح المبادرة قوة الشراكات بين الحكومة، القطاع الخاص، والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات المحلية، ومن خلال مشاريع مبتكرة في جميع أنحاء مصر، تتصدى المبادرة لقضايا حيوية مثل الطاقة المتجددة، وإدارة النفايات، والنقل منخفض الكربون، كما أن تركيز المبادرة على تمكين الشباب كان أحد عوامل نجاحها البارزة، حيث يقود الشباب العديد من المشاريع البيئية.

وأكدت الدكتورة رانيا المشاط على ضرورة التعاون بين مختلف القطاعات لضمان استدامة هذه الحلول وتوسعها بما يتماشى مع الأهداف المناخية العالمية.

فيما أشار ميشال ميلنار، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية إلى أهمية المبادرة في تعزيز التزام مصر بتوطين أهداف التنمية المستدامة. 

وشددت إلينا بانوفا على أهمية تسليط الضوء على المبادرة كقدوة للدول الأخرى، مشيدةً بالدعم الذي تقدمه الأمم المتحدة لمصر في هذا المجال.

وفي ختام الجلسة، أكد السفير هشام بدر على أهمية مشاركة الدول الأخرى في تبني نموذج المبادرة لتوسيع نطاق حلولها وتحقيق تأثير عالمي.

مقالات مشابهة

  • “قمة باكو” تشيد بوثيقة “الأخوة الإنسانية” وتؤكد دعمها لجناح الأديان في COP29
  • الأمم المتحدة: الأزمة الإنسانية تتفاقم..و صيدا تشهد أكبر موجة نزوح بلبنان
  • وزير الخارجية: مصر حريصة على تقديم كل أوجه الدعم للسودان سواء على المستوى السياسي أو الإنساني
  • الأمم المتحدة تسلط الضوء على الوضع الإنساني «الكارثي» في لبنان
  • المنتدى الحضري يبرز المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية كنموذج للعمل المناخي المستدام
  • الأمم المتحدة: التمويل لا يكفي الاحتياجات الإنسانية في لبنان
  • الأمم المتحدة: تدهور الوضع الإنساني شمال غزة ومخاوف من أزمة صحية وغذائية حادة
  • الأمم المتحدة: لبنان لم يتلقَ سوى 80 مليون دولار من النداء الإنساني
  • "يفوق شدة حرب 2006".. تحذير أممي من تدهور الوضع الإنساني في لبنان
  • الأمم المتحدة: مستويات تردي الوضع الإنساني الآن في لبنان تجاوز شدة حرب 2006