خطيب الكوفة: مظاهر الإعراض عن الله انتشرت في العراق بسبب الفقر والإرهاب
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
بغداد اليوم -
استعرض خطيب وإمام جمعة مسجد الكوفة المعظم فضيلة السيد كاظم الحسيني (دام توفيقه) على اليوم ٩ رجب الأصب ١٤٤٦ الموافق ١٠ كانون الثاني ٢٠٢٥ عددا من الأحاديث والروايات الواردة عن الرسول الأكرم وأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) التي تبين الثواب العظيم لمن يلتزم فيه بالوصايا الخاصة بشهر رجب الأصب.
وأوضح الحسيني أن أيام شهر رجب الأصب من شأنها أن تكون فياضة بالمواهب الإلهية والنعم الكثيرة التي ذكرها النبي وأهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من بركة هذه الأيام وعدم تضييع فرصتها فإن ثواب الطاعة يكون مضاعفا وآثارها المعنوية على الفرد والمجتمع في سياق التكامل النفسي تكون وفيرة.
وأضاف: إن شهر رجب من الأشهر التي حرم الله سبحانه وتعالى فيها القتال وأن الصوم فيه يُبعد غضب الله ويُغلق أبواب النيران وأن الصائم فيه يأمن من سكرات الموت وعذاب القبر ويوم الفزع الأكبر بل وتوجب له الجنة ، مستدركا: ولكن هذه المواهب العظيمة مشروطة بالإخلاص والوفاء لله تعالى وليست مطلقة كما قد يتوهم بعض الناس.
وأكد خطيب الكوفة: إن الله تعالى جعل هذه الأيام المباركة مثابة لتأسيس بنيان التقوى في نفوسنا ومجالا لتهذيب سلوكنا وتدقيق الحساب فيما يصدر منا، مسترسلا: لنرتقي بوعينا وإنسانيتنا ولتنحسر عن مجتمعنا مظاهر الإعراض عن الله تعالى وعن تشريعاته والتي انتشرت في بلدنا بسبب الفقر والإرهـ*اب وفقدان الأمن وغياب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وبين فضيلة السيد كاظم الحسيني (دام توفيقه): إن من أعمال شهر رجب المهمة هو الاستغفار، منوها إلى أنه من استغفر الله في رجب سبعين مرة بالغداة وسبعين مرّة بالعشي يقول أَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، فاذا بلغ تمام سبعين مرة رفع يديه وقال اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وَتُبْ عَلَيَّ، فإن مات في رجب مات مرضيا عنه ولا تمسه النار ببركة شهر رجب.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: شهر رجب
إقرأ أيضاً:
ضابط تغيير خلق الله المنهي عنه في القرآن الكريم
تغيير خلق الله.. قالت دار الإفتاء المصرية إن المفسرون اختلفوا في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ [النساء: 119]، أي هل المراد تغيير دين الله بتحليل الحرام وتحريم الحلال؛ كما في قوله تعالى: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله﴾، أو المراد تغيير الأحوال التي تتعلق بالظاهر؛ كالوصل والوشم ونحو ذلك.
حكم تغيير خلق اللهواوضحت الإفتاء أنه إذا كان المراد بهذه الآية هو تغيير الأحوال الظاهرة فإن المنهي عنه هو العدول عن صفة الخِلْقة أو صورتها التي تعرف بها بالإزالة أو التبديل؛ كالوشم وتفليج الأسنان.
قال الإمام البيضاوي في "أسرار التنزيل" (2/ 98، ط. دار إحياء التراث العربي): [﴿وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ﴾ عن وجهه وصورته أو صفته] اهـ.
والضابط في تغيير خلق الله المنهي عنه، والذي نص عليه العلماء: أن يسبب ضررًا لفاعله، وأن يعمل في الجسد عملًا يُغير من خلقته تغييرًا دائمًا باقيًا، كالوشم وتفليج الأسنان ووشرها، أما إذا خلا من ذلك فلا يعد تغييرًا لخلق الله.
قال الإمام القرطبي في "تفسيره" (5/ 393، ط. دار الكتب المصرية): [فقيل: لأنها من باب التدليس، وقيل: من باب تغيير خلق الله تعالى، كما قال ابن مسعود، وهو أصح، وهو يتضمن المعنى الأول، ثم قيل: هذا المنهي عنه إنما هو فيما يكون باقيًا؛ لأنه من باب تغيير خلق الله تعالى، فأما ما لا يكون باقيًا كالكحل والتزين به للنساء، فقد أجاز العلماء ذلك] اهـ.
وقال الشيخ الطاهر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" (5/ 205-206، ط. الدار التونسية): [وليس من تغيير خلق الله التصرف في المخلوقات بما أذن الله فيه ولا ما يدخل في معنى الحسن، فإن الختان من تغيير خلق الله، ولكنه لفوائد صحية، وكذلك حلق الشعر؛ لفائدة دفع بعض الأضرار، وتقليم الأظفار؛ لفائدة تيسير العمل بالأيدي، وكذلك ثقب الآذان للنساء لوضع الأقراط والتزين، وأما ما ورد في السُّنَّة من لعن الواصلات والمتنمصات والمتفلجات للحسن؛ فمما أشكل تأويله، وأحسب تأويله أن الغرض منه النهي عن سمات كانت تعد من سمات العواهر في ذلك العهد، أو من سمات المشركات، وإلا فلو فرضنا هذه منهيًّا عنها لما بلغ النهي إلى حد لعن فاعلات ذلك، وملاك الأمر أن تغيير خلق الله إنما يكون إثمًا إذا كان فيه حظٌّ من طاعة الشيطان، بأن يجعل علامة لنحلة شيطانية، كما هو سياق الآية واتصال الحديث بها] اهـ.