يعقد غدا السبت في العاصمة الدانماركية كوبنهاغن مؤتمر "معا من أجل الإنسانية" وتنظمه الشبكة الأوروبية الفلسطينية، بهدف تسليط الضوء على حقوق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته الإنسانية ووقف تصدير السلاح لإسرائيل، في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتشارك في المؤتمر 11 دولة أوروبية وعدة منظمات عالمية مثل العفو الدولية وأوكسفام، ومنظمة العمل الخيري المسيحي، والمؤسسة الدولية لدعم الصحافة، بالإضافة إلى تمثيل لمظلة يهودية تضم أكثر من 22 مؤسسة يهودية أوروبية داعمة لفلسطين.

والشبكة الأوروبية الفلسطينية منصة إلكترونية مخصصة لتقديم الأخبار والتحليلات حول فلسطين ومنطقة الشرق الأوسط عامة، بهدف تقديم رواية دقيقة ومبنية على الحقائق، كما تسلط الضوء على الرواية الفلسطينية، التي يتم تجاهلها غالبا في وسائل الإعلام العالمية.

إحدى المظاهرات في أوروبا المتضامنة مع الحق الفلسطيني (الشبكة الأوروبية الفلسطينية) لماذا المؤتمر؟

وقالت الناطقة باسم الشبكة الأوروبية الفلسطينية مريم إبراهيم إن هناك العديد من المبادرات التي انطلقت في أوروبا من أجل دعم القضية الفلسطينية وحقوقها المشروعة، وأصبح هذا الدعم واضحا جدا في استمرار الفعاليات والمظاهرات التي تجوب الشوارع الأوروبية، من أجل مناصرة هذه الحقوق.

وأضافت مريم إبراهيم -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن انعقاد مؤتمر "معا من أجل الإنسانية" يهدف إلى تحقيق عدة غايات:

أولا- أن القضية الفلسطينية إنسانية ولها عدالتها التي يجب أن تتحقق للشعب الفلسطيني. ثانيا- مناقشة مبادئ الحرية والعدالة والحقوق التي كفلتها القوانين والشرائع الدولية. ثالثا- أن الشعب الفلسطيني له حق كباقي الشعوب في العيش بكرامة وبناء دولته المستقلة. إعلان

وأكدت المتحدث باسم الشبكة أننا "نهدف إلى استثمار المبادرات السابقة عبر العمل على انضمامها إلى الشبكة لتكون منصة عالمية تدافع عن عدالة قضيتنا، وتنسيق العمل المشترك بينها لتوفير الجهود والمعلومات التي تخدم أهدافنا المشتركة".

جلسات المؤتمر

وفي ما يتعلق بالهدف الرئيسي الذي يمكن أن يتحقق من المؤتمر، قالت مريم إبراهيم إننا "نحاول من خلال الشبكة الأوروبية الفلسطينية أن نستثمر المبادرات السابقة بحيث نجمعها جميها معا من خلال منصتنا من أجل تسليط الضوء على المعاناة اليومية للفلسطينيين، والعمل على توفير حقوقهم الأساسية التي تكفلها القوانين الدولية والإنسانية".

وأشارت المتحدثة باسم الشبكة إلى أن جلسات المؤتمر ستناقش القضايا الرئيسية التي لها تأثير مباشر على حياة الناس في غزة ومعاناتهم في الحصول على الطعام والماء والعلاج في ظل حصار مفروض عليهم منذ سنوات.

وأيضا الدعوة إلى وقف الحرب الإسرائيلية التي تشنها على القطاع منذ أكثر من 18 شهرا وراح ضحيتها الآلاف بين شهيد ومفقود ومصاب ونازح أو لاجئ.

وتطرقت المتحدثة -في مقابلتها مع الجزيرة نت- إلى القضية الأساسية التي يناقشها المؤتمر والمتعلقة بضرورة العمل على إيقاف تصدير السلاح الأوروبي إلى إسرائيل الذي تستخدمه في قتل الشعب الفلسطيني.

يذكر أن الجيش الإسرائيلي يشن عدوانا على قطاع غزة منذ 462 يوما، وراح ضحيته 46 ألف شهيد، ونحو 110 آلاف إصابة، بالإضافة إلى عدد غير معلوم من المفقودين تحت ركام منازلهم نتيجة القصف الإسرائيلي طوال هذه الفترة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات من أجل

إقرأ أيضاً:

مع اقتراب موعد تنصيبه.. هل يملك ترامب حلولا حقيقة لقيام دولة فلسطينية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وسط التوترات المتصاعدة في المنطقة، يبرز تساؤل جوهري حول قدرة الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، على الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتحقيق أي تقدم في القضية الفلسطينية، وسط توقعات بأنه ما زال يفتقر إلى رؤية سياسية واضحة يمكن أن تمهد الطريق لحل مستدام رغم التهديدات المتكررة التي أطلقها منذ فوزه في الانتخابات، فبعد فشله في تنفيذ "صفقة القرن" التي طرحها في 2018، والتي لم تقدم سوى تصورات ضبابية حول كيان فلسطيني غير محدد المعالم، يبقى السؤال الأبرز: هل يمكن لترامب أن يحقق أي تغيير حقيقي في ظل تعنت الاحتلال الإسرائيلي؟، ومع غياب أي إشارات واضحة من الإدارة الأمريكية الحالية، تبدو آفاق التوصل إلى تسوية سياسية حقيقية بعيدة المنال، خاصة في ظل الاستمرار في إغلاق جميع المسارات التي قد تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.

هل لدى ترامب أوراق ضغط على إسرائيل؟

وفي هذا الصدد أبدى الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، عدم اعتقاده بأن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، يحمل في جعبته ما يضغط به على الاحتلال الإسرائيلي وسط تهديدات متكررة بدأت بعد فوزه بالانتخابات في ديسمبر، ثم عاد مرة أخرى ليهدد المنطقة والشارع الفلسطيني من جديد، مشيرًا إلى أنه لا يتحدث عن رؤية سياسية حتى الآن رغم ما يثار من ادعاءات بأن ترامب هو "رجل الصفقات".

وقال: "فشل ترامب في تحقيق ما يسمى بـ «صفقة القرن» التي طرحها وغادر دون تنفيذها بشكل كبير جدًا في عام 2018 حيث كان يتحدث عن كيان فلسطيني غير واضح المعالم وقال خينئذ «إذا أردتم أن تسموها دولة فسموها»، وكان يتحدث عن كيان تتسع رقعته الجغرافية في غزة في حين تتقلص من ناحية أخرى في الضفة الغربية وتتقسم إلى مدن منفصلة عن بعضها البعض"، مستكملًا: "إن كان ترامب أتى إلى فترته الرئاسية الجديدة بهذه الرؤية فأعتقد أنه لا يحمل في جعبته الجديد وسيفشل كما انتهت ولايته الأولى بالفشل أيضًا في تحقيق مشروعه".

سلام بلا دولة فلسطينية.. هل يكرر ترامب أخطاء الماضي؟

وتابع الرقب: "ترامب كما هو معروف يريد أن يكمل ما يطلق عليه "صفقة القرن" أو "السلام الإبراهيمي"، وهو ما لن يتمكن من رؤية النور إلا بقيام دولة فلسطينية أو على الأقل مسارات واضحة لذلك"، وتساءل: "هل اليمين الحاكم في تل أبيب يقبل بالدول الفلسطينية؟ وهل هو مقتنع بفتح مسارات سياسية تفضي إلى حل سياسي بشأن قيام دولة فلسطينية؟"، مجيبًا: "لا أعتقد أن هذا وارد في ظل وجود اليمين الإسرائيلي بشكل كبير جدًا داخل كيان الاحتلال، ورغم كل ذلك سننتظر ما سيحمل ترامب في جعبته".

وأردف: "على المستوى الشخصي أعتقد أن ترامب سيدخل البيت الأبيض ويخرج منه دون أن يحقق شيئًا في هذا الأمر وسيفشل أمام إصرار اليمين الإسرائيلي، حيث ستنتهي فترة نتنياهو القانونية هو وحكومته الحالية في فبراير عام 2026، متسائًلا: "هل سينتظر ترامب عامين كاملين ليغير المشهد بعد غياب نتنياهو واليمين المتطرف عن الحكم داخل الكيان المحتل أم أنه سيمارس ضغطًا على الشعوب والقيادات العربية في المنطقة ليحقق مبتغاه؟"، وأجاب: "أعتقد أنه لا العرب ولا المسلمون ولا الفلسطينيون أنفسهم، سيقبلون بالإملاءات التي لا تُفضي بعد كل هذه التضحيات وعمليات القتل الممنهجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، إلى نتيجة ملموسة على الأرض".

وشدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، على ضرورة أن ينطلق أي سلام أو تسوية، من منطلق واحد وهو قيام دولة فلسطينية، متوقعًا أن تختلف الأمور، إذا اقتنع الأمريكيون وتحديدًا ترامب بذلك، متوقعًا أن محاولات ترامب ستكون بلا جدوى وستبوء بالفشل، إذا سارت الأمور على غير ذلك.

قرارات دولية لا «فيتو» أمريكي

وأكد أن قيام دولة فلسطينية مرهون بإصدار قرارات دولية، وألا يتهرب الأمريكان ويستخدموا الفيتو لعرقلة الحصول على الحق في إعلان دولة فلسطينية على حدود الرابع من يوليو عام 1967 وأن يعترف المجتمع الدولي بالحق في هذه الدولة.

واختتم الدكتور أيمن الرقب: "الأمور صعبة على الأمريكان، وترامب تحديدًا إذا أراد أن يكون له تأثير في المشهد السياسي عليه أن يقتنع بقيام الدولة الفلسطينية ويدفع باتجاه مسارات واضحة في هذا الشأن، وما دون ذلك أعتقد أنه سيكون بلا جدوى".

 

مقالات مشابهة

  • مؤتمر لوقف تصدير السلاح لإسرائيل بالدانمارك.. بحضور 22 مؤسسة يهودية
  • مؤتمر الجزيرة للذكاء الاصطناعي في الإعلام
  • 20 سنة من حكم محمود عباس.. ما هي الخسارة المزدوجة التي تحققها السلطة الفلسطينية؟
  • المؤتمر الوطني السوري بين الأهمية البالغة والتحديات الكبيرة
  • الإمارات تدين نشر حسابات إسرائيلية خرائط مزعومة "لإسرائيل التاريخية" تضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن وسوريا ولبنان
  • الإمارات تدين نشر خرائط مزعومة "لإسرائيل التاريخية"
  • مع اقتراب موعد تنصيبه.. هل يملك ترامب حلولا حقيقة لقيام دولة فلسطينية؟
  • مسؤول إسرائيلي يدعو لوقف حرب غزة وإطباق الحصار عليها
  • سوريا: تأجيل مؤتمر الحوار الوطني