صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان -اليوم الجمعة- أن الولايات المتحدة هي المحاور الوحيد لتركيا بشأن التطورات في شمال شرق سوريا، محذرا من أن أنقرة ستتحرك عسكريا ضد المقاتلين الأكراد في المنطقة إذا لزم الأمر.

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الخارجية في العاصمة التركية أنقرة، حيث تناول التطورات الأخيرة في سوريا والموقف التركي من الأطراف الفاعلة في المنطقة.

ولفت فيدان إلى أن "الولايات المتحدة هي محاورنا الوحيد… بصراحة، لا نولي اعتبارا لدول تحاول أن تخدم مصالحها الخاصة في سوريا من خلال التلطي وراء قوة الولايات المتحدة"، في تلميح واضح إلى فرنسا. وأضاف أن تركيا لديها "القدرة والعزم" للقضاء على جميع التهديدات الأمنية التي تواجهها، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني على وجه التحديد.

ونوه فيدان إلى أن تركيا لن تتعايش مع التهديدات التي تشكلها الجماعات الكردية في سوريا، قائلا "قلنا مرارا إنه لا يمكننا التعايش مع هكذا تهديد، فإما أن تتخذ أطراف خطوات بحقه أو نحن سنفعل ما يلزم". وأكمل أن "نهاية الطريق باتت قريبة لحزب العمال الكردستاني وامتداداته في سوريا".

كما شدد الوزير على أن تركيا تدعم خروج المقاتلين الأكراد من وحدات حماية الشعب واندماجهم في الهيكل السوري الجديد، موضحا أنه يجب منح الإدارة السورية الجديدة "فرصة لمعالجة وجود وحدات حماية الشعب الكردية في البلاد".

إعلان مستقبل القواعد الروسية

وفقا لفيدان، فإن تركيا ستتابع ما سيحدث للقواعد الروسية في سوريا، إذ إن ”معظم الطائرات والسفن غادرت القواعد بالفعل“. وأوضح أن روسيا "اتخذت قرارا عقلانيا للغاية بوقف دعم الأسد في سوريا، وكان بوسعها استخدام قدراتها العسكرية".

وفي السياق ذاته، تحدث فيدان عن عدم اهتمام تركيا بالدول التي تتخفى خلف الولايات المتحدة لتعزيز مصالحها في سوريا، في إشارة واضحة إلى فرنسا. وذكر أن "ما ينبغي لباريس فعله هو استعادة مقاتليها من سوريا". وقال أيضا إن تركيا تعتبر الولايات المتحدة محاورها الوحيد في شمال شرق سوريا، معربا عن اعتقاده بأنه ”لن تكون هناك مشاكل مع أميركا بشأن مكافحة الإرهاب في سوريا في الفترة المقبلة، وواشنطن تعرف موقف أنقرة“.

واختتم فيدان حديثه بالتأكيد على أن تركيا ليس لديها مطمع في أي جزء من الأراضي السورية، مشيرا إلى أنها تسعى فقط إلى إزالة التهديدات الأمنية التي تواجهها. وقال ”تركيا لديها القوة والقدرة، وقبل كل شيء التصميم على إزالة كل ما يهدد وجودها من جذوره“. وأعرب عن أمله في أن تسهم الجهود الدولية في تحقيق السلام والمصالحة في سوريا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة أن ترکیا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

صحفية تؤكد عزم تركيا القضاء على الثغرات الأمنية بسوريا.. يتطلب القدرات العسكرية

كشفت الصحفية والكاتبة التركية هاندا فرات، نقلا عن مصادر وصفتها بأنها "رفيعة المستوى"، أن أنقرة تنظر إلى الساحة السورية باعتبارها أولوية أمنية قصوى، وتشدد على ضرورة القضاء على "الثغرات الأمنية" في المنطقة، في ظل استمرار التوترات الإقليمية، لا سيما مع إسرائيل.

وأوضحت فرات المعروفة بقربها من الحكومة التركية، في مقال نشرته بصحيفة "حرييت" التركية، الخميس، أن تركيا ترى أن الفوضى القائمة في سوريا قد تُخلّف تداعيات سلبية على دول الجوار، وتؤكد أن التعامل مع هذا الواقع يتطلب استخدام القدرات العسكرية بشكل مباشر.

وبيّنت أن مركز عمليات التحالف الذي شكل من أجل محاربة تنظيم الدولة الإسلامية سيعمل أيضا من داخل سوريا، في إطار تعاون إقليمي موسع.

ولفتت الصحفية التركية التي استضافت وزير الخارجية هاكان فيدان مساء الأربعاء في لقاء عبر قناة "سي إن إن تورك"، إلى أن أنقرة "عازمة على دعم سوريا في سبيل إزالة الثغرات الأمنية وكسب القدرة العسكرية"، معتبرة أن هذه الخطوة ضرورية لجميع دول المنطقة.


وفي ما يتعلّق بالتوتر الحاصل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، قالت فرات إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبّر خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن قلقه من استخدام سوريا كقاعدة لشن هجمات ضد إسرائيل، مشيرا إلى تدهور العلاقات مع تركيا.

وأشارت إلى أن أن ترامب قال خلال اللقاء "إذا كانت لدى إسرائيل مشكلة مع تركيا، فأنا أعتقد حقا أنني أستطيع حلها. لدي علاقات جيدة جدا مع تركيا وقادتها".

وفي السياق، شددت فرات على أن أنقرة لا تضع خيار التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي عبر وساطة أمريكية على جدول أعمالها في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن ذلك "لا يبدو ممكنا" في ظل الموقف الإسرائيلي الحالي، الذي يستبعد الانسحاب من غزة أو تنفيذ حل الدولتين.

مع ذلك، أكدت الكاتبة أن تركيا في الوقت ذاته لا ترغب في مواجهة مباشرة مع الاحتلال على الجبهة السورية، وتسعى إلى تجنب أي صراع محتمل، وهو ما يفسر الجهود الرامية إلى تبادل المعلومات بين الجانبين قبل أي عملية عسكرية.

وختمت بالإشارة إلى أن أنقرة قد تنفتح على إنشاء "آلية غير مباشرة" لمنع التصعيد مع إسرائيل، من خلال وساطة أطراف ثالثة.

وفي وقت سابق الخميس، كشفت مصادر في وزارة الدفاع التركية عن عقد أول محادثات بين أنقرة ودولة الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة الأذربيجانية باكو، بعد تصاعد التوترات بين الجانبين في سوريا.

وبحسب المصادر التركية، فإن الاجتماع الفني الذي عقد بين الجانبين أمس الأربعاء هدف إلى مناقشة وضع آلية لتفادي التضارب من أجل منع الوقائع غير المرغوب فيها في سوريا.

ولفتت المصادر إلى أن المحادثات تمثل بداية جهود لإنشاء قناة اتصال لتجنب أي صدامات أو سوء فهم محتمل لعمليات البلدين في المنطقة.

والأسبوع الماضي، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة من الغارات العنيفة على مناطق مختلفة من الأراضي السورية، مستهدفا العاصمة دمشق ومطار حماة العسكري ومطار "تي فور" العسكري في بادية حمص وسط البلاد.


وأشارت تقارير إلى أن الهجمات الإسرائيلية جاءت بالتزامن مع دراسة أنقرة إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية وسط سوريا، في حين لفتت وسائل إعلام عبرية إلى أن الهجمات الأخيرة على سوريا هدفت إلى توجيه رسالة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكان وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، قال إنه "بينما نقوم بعمليات معينة في سوريا، يتعين أن يكون هناك آلية تفادي صدام في مرحلة معينة مع إسرائيل، التي تحلق طائراتها في تلك المنطقة، تماما كما نفعل مع الأمريكيين والروس".

وأضاف فيدان في تصريحات صحفية خلال لقاء مع فرات على قناة "سي إن إن" النسخة التركية، مساء الأربعاء، "طبعا، إنه أمر طبيعي أن يكون هناك اتصالات على المستوى الفني لتأسيس ذلك". لكنه استبعد أن يكون هناك تطبيع للعلاقات مع "إسرائيل"، خاصة بعد أن تصاعد التوتر بين البلدين على خلفية العدوان الإسرائيلي الواسع على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • هل تتحول ليبيا إلى ممر لدعم حزب الله عسكريا بعد انهيار مسار سوريا؟
  • صحيفة عبرية: التوتر بين تركيا وإسرائيل بسوريا هو ذروة الأزمة بين الجانبين
  • صحفية تؤكد عزم تركيا القضاء على الثغرات الأمنية بسوريا.. يتطلب القدرات العسكرية
  • رويترز: الأكراد سيطالبون بنظام اتحادي في سوريا
  • كيف تفاعل النشطاء مع المحادثات التركية الإسرائيلية بشأن سوريا؟
  • الزيارة الثانية خلال شهرين.. الشرع في تركيا لبحث ملفات مشتركة
  • مصادر تركية تكشف محاور أول محادثات بين أنقرة والاحتلال بشأن سوريا
  • إيران تلوّح بتعليق التعاون مع الوكالة الذرية إذا استمرت التهديدات الخارجية
  • تركيا تعلن استعدادها لدعم سوريا عسكرياً وتحذر من التحركات الإسرائيلية (شاهد)
  • هاكان فيدان: لا ننوي التصادم مع إسرائيل في سوريا