يُعد حصن البزيلي من أبرز المعالم التاريخية في ولاية ضنك بمحافظة الظاهرة، حيث يقع على تلة مرتفعة في الجهة الغربية للولاية، مما يمنحه موقعًا استراتيجيًا. تم بناء هذا الحصن في عهد دولة اليعاربة وتحديدًا في فترة حكم الإمام سيف بن سلطان اليعربي، الملقب بـ"قيد الأرض"، الذي عرف بحكمته وقوته العسكرية، ورغم مرور العصور، ما زال الحصن قائمًا بشموخه وقوته المعمارية، ليكون شاهدًا حيًا على عراقة التاريخ العماني ومرور الزمن.

الحصن يقع في منطقة صحراوية مفتوحة، بالقرب من فلج البزيلي الشهير الذي يمتد لمسافة تقدر بحوالي 50 كيلومترًا، حيث يعد هذا الفلج من الأفلاج الجوفية الفريدة التي كانت توفر المياه للزراعة في المنطقة، وما يميز فلج البزيلي هو تقلب درجات حرارة مياهه بين الصيف والشتاء، حيث تبقى المياه باردة في الصيف ودافئة في الشتاء، وهو ما أكسبه اسم "الداوودي" نظرًا لتلك الخصائص الطبيعية الفريدة.

في العصور القديمة، كان الفلج مصدرًا رئيسيًا للري في المنطقة، حيث كان يروي مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الصيفية والشتوية مثل الشعير، والحنطة، والبصل، والحلبة، والحمص. وكان الفلج يساهم أيضًا في زراعة الخضراوات والحبوب، مما جعل المنطقة من المناطق الزراعية المهمة في تلك الفترة، وكانت السواقي المائية التي تنقل المياه تُبنى باستخدام مواد مثل الجص والحصى، ولا تزال بعض هذه السواقي شاهدة على الحضارة العمانية القديمة حتى اليوم.

ويُعتبر حصن البزيلي من أقدم الحصون في ولاية ضنك، وقد تم تشييده ليكون نقطة دفاعية استراتيجية في تلك الحقبة الزمنية، حيث كان يشكل معلمًا مهمًا في التصدي للغزاة، وبالقرب من الحصن، توجد العديد من الشواهد الأثرية، بما في ذلك بقايا الأدوات الخزفية والحجرية التي تعكس الأنشطة اليومية لسكان المنطقة في العصور الماضية.

أما اليوم، يُعد حصن البزيلي واحدًا من أهم المعالم السياحية في ولاية ضنك، حيث يتوافد الزوار على مدار العام للاستمتاع بمشاهدته واستكشاف آثار السواقي والحصون القديمة المحيطة به. كما يتميز الحصن بموقعه الفريد بالقرب من الرمال الناعمة وأشجار السمر، مما يضيف إليه طابعًا سياحيًا مميزًا. كما أن المنطقة المحيطة به تعد بيئة مثالية للتعرف على التراث العماني العريق، وتعد زيارة الحصن فرصة للتعرف على حضارة عُمان القديمة والتاريخ العسكري والدفاعي الذي شكل جزءًا من الهوية العمانية عبر الأزمان.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

حكم بيع العملات القديمة والعملات من بلاد أخرى.. دار الإفتاء تجيب

أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن بيع العملات القديمة والعملات من دول أخرى لا يوجد فيه مانع شرعي طالما أن هذه العملات ملك للشخص ولا يتم تداولها كعملة حقيقية في الوقت الحالي.

وأوضح أمين الفتوى في فتوى له، أن العملات القديمة التي لم تعد تستخدم كوسيلة للدفع، مثل "الشلن" أو العملات البائدة، يمكن بيعها كسلعة عادية، بحيث تكون قيمتها مرتبطة برغبة الشخص في اقتنائها أو جمعها، مضيفًا أن هذا البيع يعتبر حلالًا طالما أن هذه العملات ليست محظورة من قبل الدولة أو مدرجة ضمن المواد الأثرية المحظور بيعها، وفي هذه الحالة يكون التعامل بها لا يضر بالقوانين أو اللوائح المحلية.

حكم وصية من لا وارث له بجميع ماله لجهة خيرية.. الإفتاء تردحكم الصوم في شهر رجب .. دار الإفتاء تجيب

وأشار إلى أنه إذا كانت العملات القديمة أو العملات من دول أخرى ليست مدرجة ضمن المواد المحظورة أو تلك التي لا يجوز التعامل بها، فلا مانع من بيعها مقابل قيمتها النقدية أو كجزء من مجموعة للمهتمين بها، مؤكدا أن المال الناتج عن هذا البيع حلال، بشرط أن لا يكون هذا التداول محظورًا بموجب القوانين المحلية.

مقالات مشابهة

  • رسالة الرئيس السيسي لطلبة الأكاديمية العسكرية (شاهد)
  • الرئيس السيسي: مصر بخير رغم كل الصعوبات التي نواجهها منذ 4 سنوات
  • شاهد | حرائق هي الأسوأ في تاريخ لوس أنجلوس الأمريكية
  • حفل افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يسلط الضوء على آثار الأقصر وتاريخها العريق
  • حرائق الغابات تلتهم منزل مايلز تيلر الذي يقدر بـ 7.5 مليون دولار .. شاهد القصر بعد الحريق
  • محلل سياسي: مصر الدولة الوحيدة بالمنطقة التي اختارها الاتحاد الأوروبي لترفيع العلاقات
  • حكم بيع العملات القديمة والعملات من بلاد أخرى.. دار الإفتاء تجيب
  • صحراء الجوف.. البحث عن رائحة الأجداد الباقية في الخيام وبيوت الطين
  • في صحراء المملكة.. 618 إعلاميًا ينقلون أحداث رالي داكار السعودية 2025