رصد مسؤول إسرائيلي سابق، عددا من المؤشرات حول تدهور الجيش نتيجة الحرب التي وصفها بـ"العبثية" في قطاع غزة منذ أكثر من عام، مشددا على أن القتال على جبهات عدة وفي مقدمتها غزة، بات يشكل خطرا كبيرا على تل أبيب وجيشها.

وقال الرئيس السابق للجنة الخارجية والأمن بالكنيست عوفر شليح، إنه "منذ عدة أسابيع يبدو أن الحرب الإسرائيلية في مختلف الساحات العسكرية تتراجع، والأنظار تتجه نحو الحلول السياسية وقانون التجنيد، إلى جانب الضجيج المستمر المحيط برئيس الوزراء وعائلته ومحاكمته".



وتابع شليح في مقال نشرته القناة الـ12 العبرية وترجمته "عربي21": "غياب عملية سياسية من شأنه أن يخلق مثل هذا الوضع، فالقتال لا يتوقف من تلقاء نفسه أبدا ولا يقف الجيش أبدا ساكنا"، موضحا أن "الحركة هذه الأيام على كافة الجبهات وعلى رأسها غزة، تشكل خطرا كبيرا على إسرائيل وجيشها".

وذكر أن "الأفلام التي نشرها حول مزاعم القضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية لا تحجب الحقيقة عن الإعلام، والذي يميل بطبيعته لتجاهل أهمية ما يحدث في غزة"، مشيرا إلى أن "الواقع في الميدان يشير إلى أن هناك احتلال كامل لشمال القطاع وتجهير للفلسطينيين واقتراب فعلي من التعريف القانوني لجرائم الحرب".

وأوضح أن "ما يصله من تقديرات كبار جنرالات الجيش تؤكد أنه يشتاق لإنجاز صفقة تسمح بإنهاء القتال بشكله الحالي، لكنهم لا يستطيعون قول ذلك بصوت عالٍ، أو في غرف النقاش أمام المستوى السياسي، مع أنهم في الحقيقة يعتقدون أنه لا فائدة من استمرار الحرب، وهم يوصون بالعودة للخطوط الدفاعية، وفي نفس الوقت البدء بتحرك سياسي يخلق بديلا حقيقيا لحماس، ويمنع نموها المتجدد كقوة مهمة في القطاع".



وأشار إلى أنه "بما أن الجيش لا يستطيع العودة للوراء، وغير قادر على الوقوف ساكنا، فهو ينفّذ عمليات تخلق واقعا لا رجعة فيه على الأرض، يضاف إليه عواقب حقيقة أن أربعة عشر شهرا منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر، لم تُنشر التحقيقات بشأن التقصير الذي تخلّله، مع تآكل روح القتال الذي طال أمده، وأجواء زيادة الأعباء، وغياب السلطة القيادية".

وحذر أنه "في هذه الأثناء تدخل عناصر مرتبطة بالأجنحة المتطرفة في الحكومة، تدفع نحو احتلال شمال القطاع، بما يصعّب جدا دحره، وتحويل ثلث الشريط الحدودي في غزة لمنطقة أطلال، وسط دعوات في المستوى السياسي والميدان لتحويلها إلى جباليا ثانية، رغم مزاعم عدم تجويع الفلسطينيين تنفيذا لخطة الجنرالات، وتحضير المنطقة لعودة الاستيطان، صحيح أن قيادة الإسرائيلية العليا ليس لديها مثل هذه النوايا، لكن مع مرور الوقت، قد يتغير الأمر، بالتزامن مع رؤية العالم لمئات آلاف الفلسطينيين النازحين يتجمعون في البرد".

وأكد أن "متآمري إعادة الاستيطان في غزة يعملون بقوة، مع اتهامات التطهير العرقي المتعمد، وبالتالي فإن الواقع في غزة يقترب كل يوم من وضع لا رجعة فيه، سيكون له عواقب وخيمة على إسرائيل والجيش، لأن التجربة التاريخية تظهر أن القوات على الحدود ستصبح في وقت قصير هدفاً للهجمات المسلحة وعمليات حرب العصابات، وهو ما يحدث عندما يحتك الجيش بالفلسطينيين في منطقة بلا حكم مركزي".

وحذر أن "هذا الواقع انتقلت عدواه الى داخل الجيش، وتحديدا عندما تهبّ روح "الخيول الراكضة"، يعزّزها تآكل الانضباط والسلطة القيادية، وارتباط بعض الضباط في الرتب العليا المتوسطة بأحزاب سياسية خارج الجيش، في ظل حاجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاستمرار القتال لأغراض البقاء السياسي، ومواصلة ضخّ شعار "النصر المطلق"، أي الحرب التي لا نهاية لها، فيما ينشغل وزير الحرب يسرائيل كاتس بالصراع على الصلاحيات مع قادة الجيش، ولا يقدم رؤيته الخاصة لمستقبل غزة، مما يزيد من التحدي على عاتق قيادته".

وختم بالقول إن "القيادة العسكرية مطالبة بإعادة القوات إلى خط مستقر، والبدء باستعادة لياقة الجيش المتعب، النظامي والاحتياطي، بما يوقف تدهور القيم، من خلال رسم سياسة جامدة مستمدة من روح الجيش، والإصرار على تنفيذها، ومعاقبة من ينحرف عنها، واستعادة الثقة داخل الجيش وخارجه، من خلال عرض التحقيقات العسكرية على الجمهور، بطريقة شفافة ومفصلة، وتوضيح المسؤول، وطبيعة الاستنتاجات".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الجيش الحرب غزة غزة الاحتلال الجيش تهجير حرب صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

جنرال إسرائيلي يحذر من عدم جاهزية الجيش لحرب متعددة الساحات

 أكد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحق بريك، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الحاجة إلى إخلاء مليوني غزي من قطاع غزة إلى أماكن أخرى في العالم، الذي يبدو خيالي أكثر منه واقعي، يثير غضب العالم العربي ضده وضد الولايات المتحدة و"اسرائيل".

وقال الجنرال الإسرائيلي بريك، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس": إن هذا الإعلان من شأنه أن يؤدي إلى تدهور أكثر خطورة، واتفاق السلام مع السعودية يمكن أن يختفي من الأجندة، والسلام مع مصر يمكن أن يتحطم، وتحالفات قديمة بين دول عربية ضد "إسرائيل" ستظهر مرة أخرى على جدول الأعمال.

وأضاف أن هناك أيضا خطة تطبيق المرحلة الثانية في صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار المحتمل مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، التي أصبحت محل شك، نظرا لأن "إسرائيل" تربط هذه المرحلة باستسلام حماس ونزع سلاحها. 

وأوضح أن احتمالية هذا الاستسلام لا تلوح في الأفق، لأن حماس تدرك أن أمريكا واسرائيل لن تبقيا لها أي أفق للمستقبل، وأنهما تنويان طرد السكان من أراضيهم ونفيهم إلى أماكن أخرى في العالم.


وأكد أنه "بدلا من الانخداع في الأوهام فإنه يجب على المستوى السياسي إطلاق سراح جميع الرهائن بدون وضع شروط لن توافق عليها حماس بأي شكل من الأشكال، وأنه يجب وقف الحرب التي فقدت هدفها، والتركيز على إعادة ترميم الدولة والاقتصاد والمناعة الاجتماعية والعلاقات الدولية والجيش".

وذكر أن "هذا التغيير يحتاج إلى رؤية أمنية تختلف عن الرؤية التي بلورها دافيد بن غوريون في الخمسينيات، ويجب التسلح بوسائل قتالية جديدة، وعلى الجيش تبني نظرية تشغيل تختلف في جوهرها، كل ذلك لم يحدث في السنوات الأخيرة بسبب الجمود الفكري والعملي والغطرسة والسذاجة والغرور وعدم المهنية والتهرب من المسؤولية والإهمال".

وكشف أن "الجيش الإسرائيلي تدهور وتخلى عن أمن إسرائيل في كل المجالات، فلم تتم بلورة نظرية
أمنية مناسبة للحروب الحالية والحروب المستقبلية، والجبهة الداخلية لم يتم إعدادها للحرب، والجيش البري تم تقليصه وهو لا يمكنه الصمود أمام تحديات الحرب، كما لم يتم في الجيش بناء نظرية دفاع وهجوم أمام الصواريخ والقذائف والمسيرات".

وبين بريك أنه في "أعقاب غياب نظرية أمنية وعدم فهم الواقع في المستوى السياسي وفي المستوى الأمني، فإن الجيش لم يقم بشراء وسائل قتالية جديدة مناسبة للحرب متعددة الساحات، لم يتم إنشاء سلاح مضادة لصواريخ أرض – أرض من أجل تدمير منصات إطلاق صواريخ العدو، التي ستكون ناجعة أكثر من الطائرات لهذه المهمة".

وأضاف أنه كان يجب أن تكون مبادرة وطنية مع الولايات المتحدة لتطوير وإنتاج سلاح ليزر قوي يمكنه المس بالصواريخ البالستية، الذي هو أرخص بمئات الأضعاف من الصواريخ التي توجد لدينا مثل "الحيتس" و"مقلاع داود" و"القبة الحديدية".


وقال إنه "بسبب الثمن الباهظ فإن احتياطي هذه الصواريخ ضئيل جدا، وفي أثناء الحرب متعددة الساحات ستنفد خلال بضعة أيام، وإضافة إلى ذلك فإن الليزر القوي هو الوسيلة الوحيدة التي يمكنها اعتراض الصواريخ فرط صوتية المتملصة، ولم يتم شراء قواعد إطلاق متعددة الفوهة موجهة بواسطة الرادار، التي فعاليتها ضد المسيرات كبيرة، ولم يتم شراء عشرات آلاف المسيرات لمهمات استخبارية وهجومية وزيادة الجيش البري".

وأرجع سبب كل ذلك إلى "رؤية مشوهة للمستوى العسكري الأعلى، الذي واصل تخيل حروب الماضي وقام ببناء القوة العسكرية بالأساس على الطائرات التي مكانتها في الحروب العالمية آخذة في التقلص لصالح الطائرات بدون طيار والمسيرات، وإضافة إلى ذلك المستوى السياسي والمستوى العسكري الأعلى لم يرد على التغيرات في الجيوش العربية التي أعدت نفسها للحروب التي تغيرت بشكل كامل".

واعتبر أن "التهديد الوجودي الآن على دولة إسرائيل هو لا شيء مقارنة بالتهديد الوجودي في المستقبل، فالجيش البري فيها صغير ولا يمكنه المحاربة في أكثر من جبهة، لكن سيكون عليه المحاربة في خمس جبهات برية على الأقل في نفس الوقت".

وأكد أنه "عندما ستندلع حرب إقليمية متعددة الجبهات وشاملة فسيكون على الجيش الاسرائيلي المحاربة ضد قوة الرضوان التابعة لحزب الله في لبنان، التي ستتعزز مرة أخرى؛ وضد الدولة الاسلامية الجهادية المتطرفة في سوريا التي تدعمها تركيا؛ وضد المليشيات المؤيدة لإيران على الحدود مع الأردن وإذا حدثت انتفاضة هناك مثل ما حدث في سوريا فإن إسرائيل ستشعر بتأثير الدومينو، ووضعها سيكون أصعب بكثير، كل ذلك بسبب تقليص الجيش البري في العشرين سنة الأخيرة".


وأكد أنه في الوقت الحالي "لا توجد لإسرائيل قوات على طول الحدود مع الأردن، ومنذ سنوات هي لا تقوم بمنع عمليات تهريب مئات آلاف قطع السلاح والعبوات إلى الضفة الغربية، الأمر الذي يمكن أن يتسبب في تفجر انتفاضة ثالثة، ويجب الأخذ في الحسبان بأنه في ظروف معينة هناك إمكانية لانضمام مصر للحرب، وهكذا أيضا حماس في قطاع غزة".

ورجح بريك أن "هذه هي السيناريوهات التي يجب على الجيش الاستعداد لها، وإذا لم يحدث أي شيء فطوبى لنا، ولكن إذا حدثت كارثة فإن وضعنا سيكون سيء ومرير، ويجب الاستعداد للإمكانية الكامنة في التهديد المحتمل، وليس تقدير نوايا العدو، كما فعلت "أمان" في السابق ودائما كانت مخطئة".

وختم بالقول إنه "لقد تم انتخاب في الفترة الأخيرة رئيس جديد لهيئة الأركان، ايال زمير، الذي يستطيع وهو قادر ويعرف كيفية ترميم الجيش/ ولكن هناك خوف كبير من أن بنيامين نتنياهو والحكومة، الذين بقاءهم في الحكم هو الأكثر أهمية من أي شيء آخر، سيضعون العصي في الدواليب وسيحرصون على إرسال الجيش لمواصلة الحرب التي فقدت منذ زمن هدفها، وهذا الوضع لن يسمح بإعادة الترميم والإعداد للتحديات في الحاضر والمستقبل".

مقالات مشابهة

  • مكاسب مزعومة.. لماذا يسعى الحوثيون لإعادة الجيش اليمني لجبهات القتال؟
  • جنرال إسرائيلي يحذر من عدم جاهزية الجيش لحرب متعددة الساحات
  • لواء صهيوني يهاجم الاحتلال: جيشنا تدهور ولا يستطيع القتال
  • ليفني: الدعوات لاستئناف القتال في غزة صبيانية
  • الانقسام السياسي يهدد خارطة الطريق في السودان
  • بعد ثلاث سنوات من القتال.. اجتماع أمريكي أوروبي يبحث إنهاء الحرب الأوكرانية
  • إعلام إسرائيلي: الجيش يخطط للبقاء في سوريا حتى نهاية 2025
  • غضب شعبي في لحج نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية والخدمية
  • الجيش الروسي يعلن تقدم قواته على عدد من محاور القتال والقضاء على 135 عسكريًا أوكرانيا
  • الجيش الروسي يعلن تقدم قواته على عدد من محاور القتال والقضاء على 135 عسكريًا أوكرانيًا