مسؤول أمريكي يربط تحسين العلاقات مع بريطانيا بعودة سجناء داعش لدولهم الأوروبية
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
أكد المدير المقبل لإدارة "مكافحة الإرهاب" الأمريكية ضمن فترة دونالد ترامب الجديدة، سيباستيان غوركا، أن على بريطانيا "إعادة مواطنيها من تنظيم الدولة المحتجزين في معسكرات السجون السورية كثمن للعلاقة الخاصة مع الولايات المتحدة".
ونقل تقرير لصحيفة "التايمز" تصريحات لغوركا، قال فيها: إن "حكومة المملكة المتحدة يجب أن تحترم التزامها بالقتال الدولي ضد تنظيم الدولة من خلال استعادة العشرات من البريطانيين العالقين في شمال شرق سوريا".
وذكر التقرير أن من بين هؤلاء شميمة بيغوم، التي غادرت إلى سوريا من بيثنال غرين، شرق لندن، كطالبة في المدرسة في عام 2015 وخسرت استئنافا نهائيا العام الماضي ضد إلغاء جنسيتها البريطانية.
وقال غوركا الذي يشغل أيضا منصب نائب مساعد الرئيس المنتخب، ردا على سؤال حول ما إذا كان ينبغي إجبار بريطانيا على قبول مواطنيها من تنظيم الدولة: "يجب على أي دولة ترغب في أن ينظر إليها كحليف وصديق جاد لأقوى دولة في العالم أن تتصرف بطريقة تعكس هذا الالتزام الجاد، وهذا ينطبق بشكل مضاعف على بريطانيا، التي لها مكانة خاصة جدا في قلب الرئيس ترامب، وجميعنا نتمنى أن نرى إعادة تأسيس العلاقة الخاصة بالكامل".
وأكد التقرير أن تدخل غوركا سوف يثير قلق الحكومة البريطانية وهو أحدث إشارة إلى أن إدارة ترامب القادمة تتبنى نهجا أكثر قوة تجاه حلفاء الولايات المتحدة.
والاثنين، قال ترامب إن أعضاء الناتو الأوروبيين يجب أن يزيدوا إنفاقهم على الدفاع إلى 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، مضيفا: "لدينا شيء يسمى المحيط بيننا، أليس كذلك؟ لماذا نحن ننفق مليارات ومليارات الدولارات أكثر من أوروبا؟".
هدد ترامب أيضا بفرض رسوم جمركية عالمية على الواردات، الأمر الذي من شأنه أن يلحق الضرر بالاقتصادات الأوروبية المتعثرة.
وكان من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس في مقر رئيس الوزراء البريطاني الشتوي، حيث من المتوقع أن يناقشها ردهما على مطالب ترامب.
ورغم أن إدارة بايدن دعت في عام 2021 بريطانيا إلى إعادة أعضاء تنظيم الدولة من شمال سوريا، بحجة أنها "مسؤولية أخلاقية"، إلا أنها لم تشر إلى أن الفشل في القيام بذلك من شأنه أن يلحق الضرر بالعلاقات.
وتقود الولايات المتحدة تحالفا من الدول في المعركة ضد تنظيم الدولة في سوريا والعراق. وعلى مدى سنوات، كانت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وهي جماعة كردية متحالفة مع الغرب، تحرس عشرات الآلاف من أعضاء التنظيم الأجانب الأسرى وأطفالهم في معسكرات ومراكز احتجاز مترامية الأطراف، ويعتقد أن هناك ما يصل إلى 20 امرأة بريطانية و40 طفلا وعشرة رجال من بينهم.
وأثار سقوط نظام الأسد في سوريا الشهر الماضي مخاوف بشأن احتمال هروب السجناء، بينما رحبت هيئة مراقبة الإرهاب في بريطانيا بدعوة غوركا، التي قالت إن الأعداد الصغيرة تعني أن العائدين يمكن مراقبتهم عن كثب من قبل وكالات الاستخبارات للتأكد من أنهم لا يشكلون تهديدا.
وقال المستشار القانوني جوناثان هول، المراجع المستقل لقوانين الإرهاب: "قد لا يرحب المسؤولون بهذا، لكن الأعداد ليست كبيرة جدا - على الأقل في حالة النساء والأطفال، الذين يجب أن تنطبق عليهم اعتبارات خاصة لأسباب إنسانية - بحيث لا يستطيع جهاز مكافحة الإرهاب المحترم في المملكة المتحدة استيعاب المخاطر" و "يمكن تخفيف عبء المراقبة، في الحالات عالية الخطورة، من خلال العودة التدريجية. على الأقل يجب أن يكون هناك افتراض بالعودة" كما قال.
وكانت الولايات المتحدة تضغط على حلفائها لإعادة مواطنيهم منذ هزيمة "الخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية في عام 2019، وجادلت وزارة العدل بأنه من المهم إرسال رسالة مفادها أن أولئك الذين يسافرون إلى الخارج لارتكاب أعمال إرهابية سيحاسبون.
وترفض بريطانيا منذ فترة طويلة إعادة جميع مواطنيها باستثناء عدد قليل منهم، وقال حزب العمال إنه لا يخطط لتغيير هذه السياسة.
وقال كريس فيلب، وزير الداخلية في حكومة الظل، إن المحافظين يعارضون بشدة إعادة بيغوم، التي تبلغ من العمر الآن 25 عاما، وغيرها ممن سافروا للانضمام إلى تنظيم الدولة.
وقال: "لا أريد أن أرى أشخاصا دعموا بنشاط هذا النظام المروع الذي اغتصب وقتل واضطهد الأبرياء في شوارع المملكة المتحدة".
وأضاف متحدث باسم الحكومة: "تظل أولويتنا ضمان سلامة وأمن بريطانيا، وسنستمر في فعل كل ما هو ضروري لحماية المملكة المتحدة من أولئك الذين يشكلون تهديدا لأمننا".
وجاء في تقرير الصحيفة أن "الدور الجديد لغوركا كمدير أول لمكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض سيضعه في قلب الاستراتيجية للتعامل مع التهديد من تنظيم الدولة والجماعات الجهادية الأخرى".
وأضاف إن غوركا تحدث إلى الصحيفة "بعد أسبوع من واحدة من أكثر الهجمات الإرهابية المستلهمة من تنظيم الدولة، \ دموية على الأراضي الأمريكية في السنوات الأخيرة، وفي يوم رأس السنة، قتل شمس الدين جبار، وهو من قدامى المحاربين المولودين في تكساس، 14 شخصا عندما صدم بشاحنة صغيرة المحتفلين في نيو أورليانز".
وفي الساعات التي تلت ذلك، نشر غوركا، 54 عاما، على وسائل التواصل الاجتماعي أن الأمريكيين "على خط المواجهة في الحرب ضد الإرهاب".
وقال إن ترامب ورث وضعا أمنيا أسوأ بكثير من الرئيس بايدن قبل أربع سنوات، وألقى باللوم على الإدارة المنتهية ولايتها لفشلها في التعامل مع تهديد الإرهاب الإسلامي بشكل جاد.
وتساءل بشكل خاص عن سبب عدم وجود جبار على رادار أجهزة الاستخبارات.
وقال: "بدلا من حماية أمريكا، اتخذ بايدن وهاريس كل الإجراءات الممكنة لتعريض الأمريكيين للخطر، لو كان مكتب التحقيقات الفيدرالي قد أمضى وقتا أقل في مراقبة الكاثوليك المحافظين ومداهمة مار إيه لاغو تحت تهديد السلاح (بحثا عن وثائق سرية تم إزالتها من البيت الأبيض)، لكان أولئك الذين قتلوا باسم الجهاد على قيد الحياة اليوم"، وذلك في إشارة لمقر إقامة ترامب في فلوريدا.
وأضاف: "لقد سمحوا لـ 16 مليون مهاجر غير شرعي بدخول البلاد لا نعرف شيئا عنهم، وأطلقوا مليارات الدولارات للنظام القاتل في طهران والتي يمكنهم من خلالها تمويل وكلائهم الإرهابيين، وسلموا أفغانستان لطالبان، مما أدى كما كان متوقعا إلى ظهور تنظيم الدولة- خراسان (ولاية خراسان)".
وقال غوركا إن أولوياته في اليوم الأول لإدارة ترامب كانت "تأمين الحدود (مع المكسيك)، وتحديد التهديدات الإرهابية داخل الأمة، وتحديدها وإزالتها".
وأضاف: "في الخارج، هذا يعني أننا سنعمل مع حلفائنا وشركائنا لنزع الشرعية عن الحركة الجهادية العالمية وتحييد قدرة مجموعات التهديد المحددة على إلحاق الأذى بنا كأمة وإيذاء مواطنينا".
وقال غوركا إنه يريد أن يرى الولايات المتحدة تتراجع عن "الحروب الأبدية"، مثل سوريا، التي "كلفتنا تريليونات الدولارات".
واعتبر أن "الإرهاب الإسلامي قضية عالمية مستوردة، وليس محلية المنشأ في أمريكا.. والهجمات الجهادية الخطيرة لا تحدث أبدا في فراغ. في مكان ما على الخط يتم تجنيد الفرد وتلقينه أفكارا وغالبا ما يتم 'مباركته' من قبل إمام جهادي. ومن المرجح أن تكون رحلة جبار إلى مصر العام الماضي جزءا من هذا النمط الراسخ".
وكان الهدف الآخر الذي حدده غوركا هو العمل بشكل أوثق مع الشركاء العرب، وخاصة الأردن ومصر، "لنزع الشرعية عن رسالة مجموعات مثل القاعدة وداعش" وفي الوقت نفسه "المضي قدما في الهجوم في المجال السيبراني واستهداف استخدامهم للتكنولوجيا لشل دعايتهم القاتلة".
وقال إن المشرعين يجب أن يراجعوا قانون باتريوت الأمريكي لعام 2001، والذي أضعف حماية التعديل الرابع ضد مراقبة المواطنين الأمريكيين بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر، والذي زعم أنه أساءت إدارة بايدن استخدامه لأغراض سياسية.
ولد غوركا في لندن لوالدين مجريين فروا بعد الانتفاضة الفاشلة ضد السوفييت عام 1956. انضم إلى الجيش الشعبي قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة ويصبح مواطنا متجنسا في عام 2012.
كان غوركا محررا لشؤون الأمن القومي في شبكة "بريتبارت نيوز" اليمينية تحت قيادة حليف ترامب ستيف بانون قبل الانضمام إلى كلية الدراسات العليا لمعهد السياسة العالمية. وخدم غوركا في إدارة ترامب الأولى كإستراتيجي لشؤون الأمن القومي لمدة سبعة أشهر. وظل حليفا قويا لترامب، مدافعا عن أكثر سياسات الإدارة إثارة للجدل. ولا يحتاج دوره إلى تأكيد من مجلس الشيوخ.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية بريطانيا تنظيم الدولة الولايات المتحدة سوريا سوريا بريطانيا الولايات المتحدة داعش تنظيم الدولة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة المملکة المتحدة من تنظیم الدولة فی عام یجب أن
إقرأ أيضاً:
هوس ترامب بضم كندا.. حلم توسّعي أم مجرّد أداة للضغط؟
هل هو مجرّد تكتيك ذكي للتفاوض، أم مسعى للسيطرة على الموارد الطبيعية، أم مجرّد حلم صعب المنال؟ يعد هوس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضم كندا فريداً بشكل يصعب إيجاد تفسير سهل له.
وقال أستاذ العلوم السياسية لدى جامعة جورج واشنطن، تود بيلت: "أعتقد أن هذا أحد الأمور التي يظن ترامب أن تحقيقها سيكون أمراً لطيفاً، لكنه يدرك أن احتمال ذلك أقل من ضئيل". وأضاف أن "خطابه يهدف على الأرجح إلى اتّخاذ وضعية تفاوضية لا يمكن التنبؤ بها".
وأعلن الجمهوري البالغ 78 عاماً، الذي كان على وشك إطلاق حرب تجارية عالمية في الأسابيع الأخيرة، عن رغبته التوسعية مرة أخرى على منصته الاجتماعية "تروث سوشال". وكتب ترامب أن "الأمر الوحيد المنطقي بالنسبة لكندا، هو أن تصبح ولايتنا الـ 51 العزيزة"، راسماً صورة عن مستقبل مشرق بضرائب أقل ومن دون رسوم جمركية وينعم فيه الكنديون بالأمن.
Analysis: Canadians are taking Trump’s annexation talk very seriously https://t.co/Z3dKUoVLCP
— The OPEN Daily (@theopendaily) March 11, 2025 %33وترك حديث ترامب عن الضم الكنديين في حالة ذهول. وقال رئيس الوزراء الكندي المنتهية ولايته جاستن ترودو الأسبوع الماضي "ما يريد (ترامب) رؤيته هو انهيار كامل للاقتصاد الكندي"، بعدما أعلنت واشنطن عن رسوم جمركية نسبتها 25% على جميع الواردات الكندية قبل أن تتراجع لاحقاً.
وأثارت تصريحات ترامب مواقف معادية للولايات المتحدة شمال الحدود، حيث بات النشيد الوطني الأمريكي يقابل بصيحات استهجان في المباريات الرياضية. وأفاد استطلاع للرأي أجراه "معهد ليجيه" هذا الشهر، بأن 33% من الكنديين فقط لديهم رأي إيجابي حيال الولايات المتحدة، مقارنة مع 52% في يونيو (حزيران) 2024.
وفي الاستطلاع ذاته، قال 77% من المستطلعين إنهم ينظرون بإيجابية إلى الاتحاد الأوروبي. وفي منشوره على "تروث سوشال" الثلاثاء، وصف ترامب الحدود الأمريكية الكندية بأنها "خط فاصل اصطناعي رُسم قبل العديد من السنوات".
Why do I have a feeling we will wake up one morning and discover Trump has ordered an invasion of Canada?
Trump Intensifies Statehood Threats in Attack on Canada https://t.co/NmTMF1tKcb
وتوجّه إلى الكنديين قائلاً إنه "عندما تختفي الحدود ستكون لدينا أمّة هي الأكثر أماناً وروعة في العالم. وسيتواصل عزف نشيدكم الوطني الرائع (أوه كندا)، لكنه سيمثل الآن ولاية عظيمة وقوية ضمن أعظم أمّة عرفها العالم على الإطلاق!".
ويبدو ترامب عازماً على إعادة رسم الخرائط، وهو ما اتضح من خلال قراره الذي صدر بعد وقت قصير على تنصيبه بتغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا. كما طالب علناً بضم غرينلاند وقال إنه يريد استعادة السيطرة على قناة بنما.
وقال بيلت إن "جزءاً كبيراً من هذا التوسع الإقليمي (غرينلاند وبنما وكندا)، جاء بعد الانتخابات وأعتقد أن أحداً ما أقنعه بأن الرؤساء العظماء يسيطرون على الأراضي باعتبارها إرثاً".
وتعهّد ترودو في خطابه الأسبوع الماضي بأن ضم كندا لن يتحقق. وقال: "لن يحدث ذلك إطلاقاً.. لن نكون الولاية الـ51 قط".
وبحسب تقرير لـ "نيويورك تايمز"، استغل ترامب فرصة المحادثات مع ترودو الشهر الماضي، للتشكيك في معاهدة أبرمت عام 1908، وأسست الحدود بين البلدين. وانتقد الرئيس الأمريكي المعروف باهتمامه بموارد المياه الاتفاقات التي تنظم الوصول إلى المياه بين البلدين، بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية.
وتمر الحدود الكندية الأمريكية شرقاً عبر منطقة البحيرات العظمى. وأما غرباً، باتّجاه ساحل الهادئ، تعبر الحدود نهر كولومبيا الذي تنظّم معاهدة دولية مفصّلة الوصول إلى المياه فيه.
ويرى أستاذ الاقتصاد لدى جامعة كارلتون في أوتاوا، إيان لي، أن من شأن اندلاع حرب تجارية بين الولايات المتحدة وكندا، المرتبطتين اقتصادياً بشكل وثيق، أن يمثّل "تهديداً وجودياً" للكنديين. وأضاف "لكن بغض النظر عن مدى صراخنا وتعبيرنا عن غضبنا، لا يغير ذلك الواقع"، مؤكداً "نحن الفأر وهم الفيل البالغ وزنه 5 أطنان. علينا التوصل إلى تسوية والتعامل مع مطالب الولايات المتحدة".
ولكن رئيس الوزراء الكندي الجديد مارك كارني، الذي سيتسلم منصبه يوم غد الجمعة، لا يتفق مع هذا الموقف الانهزامي. وقال الأحد الماضي: "على الأمريكيين ألا يخطئوا: في التجارة كما في الهوكي، كندا ستفوز".
وأعلنت أوتاوا أمس الأربعاء، عن رسوم جمركية جديدة على منتجات أمريكية معيّنة، رداً على رسوم اعتبرتها "غير مبررة ولا منطقية" فرضها ترامب على الصلب والألمنيوم.