وزارحقوق الإنسان: سوء التنفيذ للمشاريع الإنسانية في اليمن متعمد من قبل المنظمات الأممية
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
الثورة نت../
أكدت وزارة حقوق الإنسان، أن معاناة الشعب اليمني تتفاقم بصورة تضع علامة استفهام كبيرة على واقع العمل الإنساني الأممي في اليمن.
وأشارت وزارة حقوق الإنسان في بيان بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه إلى أن سوء التنفيذ للمشاريع الإنسانية في اليمن متعمد من قبل المنظمات الأممية، إضافة إلى استمرار غياب الشفافية والمساءلة والنزاهة في مساعدات المنظمات الدولية وتنصل هذه المنظمات عن مسؤولياتها الإنسانية.
وأشارت إلى أن القيود المفروضة من قبل تحالف العدوان على الكثير من السلع ومنعها من دخول ميناء الحديدة شريان الحياة الرئيسي لليمنيين ما يزال يعرض حياة المواطنين للخطر.
واستنكر بيان وزارة حقوق الإنسان، دور الأمم المتحدة المساند لتحالف العدوان من خلال توقيعها مذكرة تفاهم مع حكومة المرتزقة بشأن التأمين البحري على السفن.
واستغرب استمرار الصمت الأممي المطبق تجاه ما يجري في المناطق الحدودية بمحافظة صعدة من جرائم قتل مستمرة، فضلاً عن تعرضها لاعتداءات متكررة بالقصف الصاروخي والمدفعي والاستهداف المباشر للمدنيين وبشكل متصاعد خلال الأسابيع الأخيرة.
وأكد البيان، أن استمرار تقييد الرحلات على مطار صنعاء الدولي، ومواصلة حصار ميناء الحديدة، واستهداف المدنيين، وقطع رواتب موظفي الدولة ونهب ومصادرة ثروات البلاد، قضايا ذات أولوية لا يستقيم العمل الإنساني إلا بإيجاد الحلول المناسبة لها، ووضع حد لاستمرار تجاهل المجتمع الدولي وآلياته لتلك الأولويات.
ودعت وزارة حقوق الإنسان، الأمم المتحدة ومختلف المنظمات الدولية إلى مشاركة آليات تنفيذ برامجها الإنسانية في اليمن مع حكومة الإنقاذ الوطني لتحقيق الشفافية، معبرة عن تقديرها للموظفين والعاملين والمتطوعين في أنواع العمل الإنساني والجهود المبذولة لخدمة المجتمع وحمايته رغم ظروف العدوان والحصار والحرب الاقتصادية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: وزارة حقوق الإنسان فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مفهوم الكرامة الإنسانية في الفلسفة والأديان
عيسى الغساني
يُشكِّلُ الإنسان العنصرَ الأهم على هذه البسيطة، وتدور كل الأفكار والمعتقدات حول الحياة الإنسانية الكريمة، بحيث يُصان عقل الإنسان وجسده ومقومات بقائه من مسكنٍ ومأكلٍ ومشربٍ؛ بل إن توفُّر مقومات الحياة وتشارك الإنسان فيها مع الآخرين هو حق له وواجب عليه الحفاظ عليها؛ فالاجتماع الإنساني يقوم على قاعدة الاحترام والتشارك والتآزر.
والكرامة الإنسانية تُعد من القيم المحورية التي تتناولها كل من الفلسفة والأديان الكبرى وكل المعتقدات والنِحَل. والإسلام، يؤكد كرامة الإنسان منذ خلقه؛ إذ يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ" (الإسراء: 70)، وهذا يُظهر الشأن السامي للإنسان في الدين الحنيف. كما إن الإسلام يشدد على العدل والمساواة بين الناس. إلى جانب أن الكرامة الإنسانية في المسيحية مبنية على فكرة أن الإنسان خُلِقَ على صورة الله؛ مما يعني أن كل فرد يحمل قيمة مُقدَّسة. ويُشدد الكتاب المقدس على المحبة والاحترام بين البشر كجزء من الإيمان. بينما ترى التعاليم اليهودية أن كل إنسان يستحق الاحترام والكرامة. وإذا انتقلنا إلى النصوص التلمودية، نجد أنها تُشدد على احترام الكرامة الإنسانية، وتجنب الإذلال أو الإساءة للآخرين.
وكذلك البوذية التي تُوطِّد مفهوم الكرامة من خلال السعي والعمل على تخفيف معاناة الآخرين والعيش برحمة وتسامح؛ إن تعاليم بوذا تدعو إلى احترام الحياة الإنسانية وتعزيز السلام الداخلي والخارجي. وهناك في الهندوسية، مفهوم الكرامة مرتبط بفكرة "أهيمسا" (أي عدم الأذى)، وفكرة أهميسا (Ahimsa)، نظرية جوهرية في العديد من المُعتقدات الهندية مثل الهندوسية والبوذية والجينية، ويعني "عدم الأذى" أو "اللاعنف". وهذا المفهوم يعد من أنبل القيم الأخلاقية الإنسانية، وتكون مقطعًا حيويًا من الفلسفة والوجدانية والممارسات العملية في الحياة اليومية لاتباع هذه النِحَل.
واللاعنف هو الطريق إلى السلام الداخلي والخارجي، في حين أن العنف كممارسة، مناقضٌ للقيم الإنسانية، وليست فقط سلوكًا ساقطًا ومُنكرًا يوصم من يقوم به بالتردي الأخلاقي والخلل العقلي؛ بل تمتد آثاره إلى فاعله ومحيطه، فيُصاب بشتي العِلَل والأمراض النفسية والعقلية والجسدية؛ ذلك أنه مخالف ومنافٍ ومتناقض مع طبيعة النفس البشرية السوية.
ومن زاوية التحليل النفسي، فإنَّ الأشخاص الذين يمارسون التعذيب قد يعانون من اضطرابات شخصية مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial Personality Disorder) أو اضطراب الشخصية النرجسية (Narcissistic Personality Disorder)، وهذه الاضطرابات قد تجعلهم غير قادرين على التعاطف مع الآخرين أو احترام حقوقهم، وبالتالي أصبح اليوم اختبار الحالة النفسية للوظائف ذات الارتباط المباشر بالأفراد؛ سواء على مستوى المؤسسات الخاصة أو العامة، تمُر بمرحلة تقييم واختبار حالة الصحة النفسية وهو اختبار يسمى تقييم الملاءمة النفسية للوظيفة.
رابط مختصر