خلفيات إعلان التكتل الشعبي .. تحذير من توتر قادم وحلول تسعى لتحريك البركة السياسية الراكدة
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
كشف الأمناء العامون لأحزاب الحركة الشعبية، والمغربي الحر، والديمقراطي الوطني، عن خلفيات تكتلهم الشعبي الذي تم الإعلان عنه مباشرة بعد إعلانهم عن تحالف سياسي مشترك.
وفقا لأسس ومنطلقات التكتل الشعبي، التي تضمنتها الأرضية السياسية للتحالف، فإن الساحة السياسية بالبلاد، باتت تواجه انحباسا غير مسبوق، يطغى عليه تراجع ملموس ومتفاقم في المهام التأطيرية والتمثيلية لمختلف الوسائط المؤسساتية التقليدية.
ويتجلى ذلك بوضوح، حسب الوثيقة السياسية للتحالف، في الضعف البنيوي والعجز الوظيفي القائم في أداء وأدوار الوساطة السياسية والنقابية والجمعوية بتجلياتها المؤسساتية على مستوى السلطة التنفيذية وعلى مستوى المؤسسات المنتخبة وطنيا وجهويا وإقليميًا.
ويرى التكتل الشعبي الذي تتزعمه الحركة الشعبية، أن هذا الوضع فسح المجال لتنامي القطاع السياسي غير المهيكل، وتفشي التأطير العشوائي، وخضوع المجتمع لصناعة آليات التأطير الذاتي والإفتراضي، وتوسع مساحات البناء السياسي العشوائي خارج مغرب المؤسسات وحولها.
هذه الوضعية المقلقة يرى التكتل الشعبي الجديد، أن تخلف الفعل السياسي والنقابي المؤسساتي عن سقف المغرب الدستوري الجديد يكرسها، وتعززها مفارقة عدم التوازي بين مسارات العمل الحزبي والنقابي من جهة، وبين الديناميات والتحولات الإقتصادية والمجتمعية المتسارعة التي تعرفها البلاد من جهة أخرى، مما ينذر بخطر قائم وقادم يعمق مسافات التوتر بين المواطن والمؤسسات، ويلقي بظلاله القاتمة على مكتسبات البلاد في مجال السلم الإجتماعي والأمن الإستراتيجي، الذي ظل ولا يزال العملة الصعبة الحقيقية للبلاد وعلامة مميزة لها إقليميا وجهويا ودوليا.
وبما أن الطبيعة البشرية تخشى الفراغ ولا تحتمله، فقد أصبح من اللازم تضيف الأرضية السياسية للتكتل الجديد، المبادرة والمساهمة في صناعة أجوبة وبلورة حلول تحرّك هذه البركة السياسية الراكدة، وتعيد للممارسة السياسية نبلها المفقود وللوساطة المؤسساتية نبرتها الإستراتيجية ومفعولها الإيجابي المغيب في واقع حزبي ونقابي مطبوع بالتشرذم وبصراع المواقع على حساب المواقف. واقع يقاس فيه الفعل السياسي، بعمقه الفكري المؤجل بالأوزان الإنتخابوية العابرة والمتحولة وغير المؤثرة لا تنمويا ولا مجتمعيا.
ويعتبر التكتل السياسي الجديد، أنه يحمل أجوبة مفحمة في الإقناع، تعيد للمشهد السياسي تميزه في البرامج والإختيارات، وتعيد للقطبية السياسية مغزاها ومضمونها الفعلي، وللتنافس السياسي المشروع عمقه الإيديولوجي، وحسه المبني على تجديد النخب، والتمايز في الأفكار، وإنتاج السياسات، ورسم التوجهات بدل أن يترك المشهد الحزبي أشبه بأكياس ملونة منتفخة بالماء يختزل فيها هاجس الفاعلين في الأرقام والمواقع فقط.
التكتل الشعبي، يرى نفسه أنه يتجاوز التصنيفات السياسية التقليدية، ويستوعب كل الكفاءات المجتمعية ويحمل عرضا سياسيا جديدًا مبنيا على مشروع مجتمعي ديمقراطي وتنموي، مستمد من تربة مغربية أصيلة، ومن عمق شعبي أصيل وجوهر وطني صادق عنوانه «مغرب التنوع في وحدته»، ورهانه مستقبل يتقاسم فيه جميع المغاربة خيراته بعدالة وانصاف، ويساهم الجميع في صناعة قراراته واختياراته الكبرى.
ويشدد التكتل الشعبي أنه يسعى إلى تأسيس رؤية سياسية متجددة، تعلي من شأن الإلتزام الوطني، وتعزز من أدوار الأحزاب والقوى المجتمعية كركائز أساسية لبناء دولة الحقوق والمؤسسات.
كلمات دلالية الارضية السياسية التحالف التكتل الشعبي الحركة الشعبية الحزب الديموقراطي الحزب المغربي الحر
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الارضية السياسية التحالف الحركة الشعبية الحزب الديموقراطي
إقرأ أيضاً:
إبراهيم النجار يكتب: هدنة غزة.. تهدئة أم تصعيد قادم؟
حماس وإسرائيل، صفقة تبادل جديدة تتم. ونتانياهو، ينتقد ويتوعد. لن تمر مرور الكرام. حماس تستعرض قوتها مجددا، وتقول " نحن اليوم التالي في غزة". فهل الاتفاق مجرد هدنة مؤقتة، قبل جولة جديدة من التصعيد؟. الانظار شاخصة نحو المرحلة الثانية من اتفاق غزة. وبينما تبدو المرحلة الأولي، قابلة للتنفيذ، تبقي الثانية أكثر تعقيدا. بسبب شروط إسرائيل، التي تهدف إلي ضمان استمرار السيطرة الأمنية علي غزة.
كعادته يماطل ويضع شروطا تعجزية أمام المقاومة. نتانياهو يثير جدلا واسعا، بعد إعلانه عن شروط جديدة، للمضي قدما في المرحلة الثانية، من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. حيث أشار إلي رفضه الاستمرار في الهدنة، إذا بقي قادة حماس في القطاع. مؤكدا علي ضرورة موافقة حماس، علي نفي قادتها وكل من يرتبط بها. وفي حال رفض هذه الشروط. قد يضطر نتانياهو، للعودة إلي الحرب. أو تمديد المرحلة الأولي من وقف إطلاق النار.
يري مراقبون، أن هذه الشروط، تهدف إلي تعقيد مهمة الوسطاء الدوليين، وإجبار حماس علي تقديم المزيد من التنازلات. لا فتين إلي أن هذا التكتيك، يعزز من فرص بقاء إئتلاف نتانياهو الحكومي. الذي يواجه تهديدات من الداخل. في حين يؤكد البعض الأخر، أن شروط نتانياهو، تتناقض مع الاتفاقات المبدئية التي تم التوصل إليها.
مشيرين، إلى أن هذه الشروط تأتي ضمن خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن غزة. في نفس السياق، يسعي نتانياهو جاهدا لإطالة أمد التوتر العسكري مع غزة. لضمان استمرار حكومته. كما أن الشروط التي فرضها تسعب في اتجاه دفع حماس، لتقديم تنازلات في قضايا أخري. مثل تبادل الأسري، والانسحاب العسكري. إلا أن هذه الشروط غير قابلة للتحقيق ولن تؤدي إلي اتفاق حقيقي في المرحلة الثانية. والوسطاء سيدفعون نحو تمديد المرحلة الأولي من التهدئة. بناء علي هذه الشروط، من المرجح أن تستمر المفاوضات والضغوط الدولية. حيث يسعي كل طرف لتحقيق مصالحه. مع احتمال استمرار التوتر الأمني في غزة.