أطباء بلا حدود تعلق أنشطتها في مستشفى البشير بجنوب الخرطوم
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الجمعة، تعليق أنشطتها الطبية في مستشفى البشير التعليمي بجنوب الخرطوم، وذلك بسبب الهجمات المتكررة التي تعرض لها المستشفى من قبل مقاتلين مسلحين. وقالت المنظمة إن هذا القرار الصعب جاء بعد أشهر من التهديدات التي طالت الطاقم الطبي والمرضى، مما جعل استمرار العمل في المستشفى أمرا مستحيلا.
وأشارت المنظمة في بيانها إلى أن مستشفى البشير، الواقع في منطقة تسيطر عليها قوات الدعم السريع، كان يقدم خدمات طبية حيوية لآلاف الأشخاص، بما في ذلك ضحايا الغارات الجوية المتكررة التي تشنها القوات المسلحة السودانية، بالإضافة إلى النساء والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في منطقة تواجه خطر المجاعة.
وقالت المنظمة في بيانها: "خلال الأشهر العشرين التي عملت فيها فرق أطباء بلا حدود إلى جانب موظفي المستشفى والمتطوعين، شهد مستشفى البشير حوادث متكررة لمقاتلين مسلحين يدخلون المستشفى وهم يحملون السلاح ويهددون الطاقم الطبي، وغالبا ما كانوا يطالبون بمعالجة المقاتلين قبل المرضى الآخرين".
وأضافت "على الرغم من التواصل المكثف مع جميع الأطراف المعنية، فإن هذه الاعتداءات استمرت في الأشهر القليلة الماضية، مما اضطرنا إلى اتخاذ القرار الصعب بتعليق جميع الأنشطة الطبية في المستشفى".
إعلانووفقا للمنظمة، فقد بلغت الهجمات على المستشفى ذروتها في الأشهر الأخيرة، حيث وقعت حوادث خطيرة مثل إطلاق النار داخل قسم الطوارئ، الأمر الذي هدد حياة الطاقم الطبي بشكل مباشر. وفي حادثة أخرى، تم إطلاق النار على مريض وقتل داخل المستشفى. كما تعرض المستشفى لقصف أدى إلى دخول الرصاص إلى الحرم الطبي، مما أدى إلى إصابة شخص واحد.
وقالت منسقة الطوارئ في المنظمة، كلير سان فيليبو، "المعاناة التي نشهدها في الخرطوم هائلة. العنف الشديد والمستمر يوميا، ونقص الغذاء والإمدادات يجعل الناس يتصارعون من أجل البقاء. الاحتياجات الطبية هائلة، والإصابات غالبا ما تكون مروعة".
مستشفى البشير كان يقدم خدمات طبية حيوية لآلاف الأشخاص (رويترز) مستشفى البشير: شريان حياةكان مستشفى البشير أحد المستشفيات القليلة التي لا تزال تعمل في جنوب الخرطوم، حيث قدم الرعاية الطبية المجانية لأكثر من 25 ألف شخص منذ مايو/أيار 2023، بما في ذلك 9 آلاف شخص تلقوا العلاج من إصابات ناجمة عن العنف، مثل الانفجارات وجروح الرصاص. كما أجرى الفريق الطبي أكثر من 3700 عملية جراحية، معظمها مرتبط بالإصابات الناجمة عن العنف، وساعد في ما يقرب من 3800 عملية ولادة، بما في ذلك 850 عملية قيصرية.
وأشارت المنظمة إلى أن المستشفى شهد زيادة كبيرة في عدد المرضى الذين يصلون بإصابات عنيفة نتيجة تصاعد القتال في المنطقة. وفي بعض الأحيان، يصل العشرات من الأشخاص إلى المستشفى في نفس الوقت بعد قصف أو غارات جوية على الأحياء السكنية والأسواق.
ويوم الأحد الماضي، نُقل 50 شخصا إلى غرفة الطوارئ بعد غارة جوية على بعد كيلومتر واحد من المستشفى، وتوفي 12 منهم بالفعل.
وأدت الحرب التي اندلعت في السودان في أبريل/نيسان 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى أكبر أزمة نزوح وجوع في العالم. تم إغلاق ما يصل إلى 80% من المستشفيات في مناطق النزاع، مما ترك ملايين الأشخاص دون رعاية طبية كافية.
ويتعرض المدنيون لقصف جوي ومدفعي متكرر، فضلا عن النقص الحاد في المواد الغذائية والإمدادات الطبية. وصرحت أطباء بلا حدود "إنه لمن المدمر أن تضطر إلى وقف دعم الرعاية الطبية المنقذة للحياة في هذا المستشفى، لا سيما في مواجهة مثل هذه الاحتياجات الطبية الكبيرة والمتزايدة". وأعربت المنظمة عن أملها في أن تسمح الظروف بالعودة إلى مستشفى البشير في المستقبل، وإعادة أنشطتها الطبية لخدمة السكان المحتاجين.
وتواصل منظمة أطباء بلا حدود العمل في 11 ولاية في السودان، بما في ذلك مدينة أم درمان في ولاية الخرطوم، حيث تقدم الرعاية الطبية اللازمة للحفاظ على الحياة في ظل ظروف صعبة للغاية.
إعلان النيل الأزرقعلى صعيد آخر، تشهد ولاية النيل الأزرق جنوبي السودان موجة نزوح كبيرة نتيجة تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمواقع مختلفة بالولاية.
وذكرت مفوضية العون الإنساني بإقليم النيل الأزرق أن 100 ألف نازح اضطروا للفرار إلى مدينة الدّمازِين وهم يقيمون في مخيمات ومراكز إيواء بائسة، وسط موجة البرد القاسية التي تضرب المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أطباء بلا حدود مستشفى البشیر بما فی ذلک
إقرأ أيضاً:
بعد افتتاحها.. الوفد تستعرض الخدمات التي تقدمها مستشفى أبوتشت الجديدة
تستعرض الوفد أبرز الخدمات التي تقدمها مستشفى أبوتشت الجديدة فى ثوبها الجديد، وذلك بعد افتتاحها أمس الأربعاء، عقب الإنتهاء من أعمال البناء والتشطيبات والتجهيزات التى دامت لقرابة ١٠ سنوات.
فقد جرى افتتاح العيادات الخارجية بالمستشفى، والتى تشتمل على عيادات الأسنان ، والباطنة ، والنساء والتوليد ، والجراحة العامة، والرمد، والعظام ، و المسالك البولية، والأطفال ، وتنظيم الأسرة ، وغرفة مشورة ، وصيدلية ، ومعمل لتحاليل .
يأتى ذلك ظل قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وتوجيهات الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، والدكتور خالد عبدالحليم محافظ قنا، بالنهوض بصحة المواطنين وفتح منافذ جديدة تقدم خدمة طبية متميزة ترقي لمتطلبات المواطنين من أبناء المحافظة.
وكان الدكتور محمد يوسف عبدالخالق، وكيل وزارة الصحة بقنا، قد افتتح أمس الأربعاء، العيادات الخارجية بمستشفى أبو تشت العام بعد إحلاله وتجديده وتطويره، وسط فرحة عارمة بين الأهالي بعد 10 سنوات من المعاناة.
جاء ذلك بحضور كلآ من، الدكتورة سمر عاطف وكيل المديرية، والدكتور عبدالله حمدي مدير الطب العلاجي، والدكتور أشرف السيد مدير إدارة الإعلام ، والدكتورة سولاف حسن، مدير إدارة المعامل بالمديرية، وفريق العلاجي بالمديرية، وسيد تمساح، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أبوتشت، وعاطف عيسى، نائب رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة أبوتشت، والدكتور على نور الدين مدير الادارة الصحية بأبوتشت والقائم بأعمال مدير المستشفي ، ومسئولي القطاع الصحي بأبوتشت.
هذا وتفقد وكيل الوزارة قسم الاستقبال والعيادات الخارجية، وتواجد الأطباء وقيامهم بالكشف على المرضى المترددين على المستشفى، وراجع الصيدلية، وتأكد من توافر الأدوية بداخلها، وقد اطمئن وكيل الوزارة، خلال جولته، على عدد من المرضى المترددين على المستشفى والحالة الصحية وتوافر الخدمة الطبية لهم ومدي فرحتهم بالمستشفي الجديدة ، موضحاً أن المستشفى تهدُف إلي تقديم خدمات علاجية متكاملة وشاملة تضمن رعاية صحية مميزة للمترددين من المرضي من أبناء مركز أبوتشت والمراكز المجاورة.
وأشار وكيل وزارة الصحة بقنا، إلى أن المستشفى في ثوبه الجديد تم إنشاؤه وفقاً لأحدث الأنظمة التشغيلية للمستشفيات ليضم في أروقته تنفيذ العمليات الجراحية والعناية المركزة والحضانات والمعمل والأشعة، ووحدة غسيل كلوي، وغُرف عزل، والمشرحة، وعيادات، ومسجد، وذلك طبقاً لأحدث أنظمة التشغيل الطبية التي أقرتها وزارة الصحة. ولفت وكيل الوزارة إلى أن المستشفى مقام على 6 طوابق على مساحة أكثر من 11 ألف متر مربع تقع فيها المباني على مساحة تقارب 4 الآف متر مربع، ويشتمل على أحدث أنظمة الآمان والحماية المدنية وأنظمة الإطفاء وشبكة الغازات والأكسجين.