تربعت المهرجانات على صدارة مشهد الموسم الحالي للسياحة الشتوية في دولة الإمارات، عبر فعاليات غنية ومتنوعة استقطبت أعداداً غفيرة من الزوار المحليين والسياح ، لتثبت مجددا مكانتها كأحد أبرز عوامل تعزيز الأداء المتصاعد للقطاع السياحي.
وبرزت منذ منتصف أكتوبر الماضي، مجموعة من المهرجانات التي شكلت وجهات مثالية للباحثين عن المعرفة والثقافة والترفيه والتسوق، أو الاستمتاع بالأنشطة التراثية والرياضية، تحت مظلة واحدة تعزز التلاقي بين مختلف الشعوب والحضارات.


مهرجان الشيخ زايد
ويعد من مهرجان الشيخ زايد 2024-2025، إحدى أكبر الفعاليات الحضارية والثقافية والترفيهية لاسيما مع التغييرات التي شهدتها النسخة الحالية من جميع النواحي، بما في ذلك التصاميم والفعاليات والأنشطة والمهرجانات المتخصصة الجديدة التي تُقام أسبوعيا.
ويتضمن المهرجان، التي تستمر فعالياته حتى 28 فبراير المقبل، أكثر من 6.000 فعالية ثقافية عالمية، وأكثر من 1.000 عرض وفعالية جماهيرية كبرى، إضافةً إلى ما يزيد على أكثر من 30 ألف عارض ومشارك لاستقطاب ملايين الزوّار. 
ويشارك في المهرجان أكثر من 27 دولة من بينها دول تشارك للمرة الأولى في أجنحة وأقسام خاصة في المهرجان، كما يشهد المهرجان العديد من الفعاليات المُصاحبة مثل “مهرجان سباقات سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان”، و"سباق مهرجان الشيخ زايد للمحامل الشراعية"، و"مسابقات مهرجان الشيخ زايد التراثي للصيد بالصقور"، و"جائزة زايد الكبرى ‘سباق الهجن‘ “، و”مسابقة المأكولات الشعبية".
مهرجان أم الإمارات
استقبل مهرجان أم الإمارات في نسخته الثامنة التي اختتمت في 31 ديسمبر الماضي، أكثر من 259 ألف زائر حضوا بفرصة الاستمتاع بأكثر من 350 تجربة فريدة.
وبدأ المهرجان جولته في إمارة أبوظبي في منطقة الظفرة، ثم انتقل إلى العين، وصولا إلى مدينة أبوظبي، حيث حظي زواره من مختلف الأعمار بجدول مليء بالأنشطة المثيرة والتجارب الممتعة.
"ليوا 2025"
وقدم مهرجان ليوا الدولي "ليوا 2025" نسخة استثنائية، عنوانها التميز والإبداع على مدار 23 يوماً بلا توقف حتى رابع أيام العام الجديد مُعززاً مكانته إقليمياً وعالمياً كأحد أهم الوجهات الشتوية، التي تستقطب مختلف شرائح المجتمع ومحبي التخييم والبر وعشاق المغامرات والرياضات التراثية وسباقات السرعة وتحديات السيارات والدراجات بأنواعها.
واستمتع زوار المهرجان ببرنامج متنوع من عروض الألعاب النارية والحفلات الموسيقية الحية والأنشطة الصحراوية المتنوعة، بين أحضان الطبيعة الخلابة في منطقة الظفرة.
"شتانا في حتا"
وتضمن برنامج مهرجان “شتانا في حتا” الذي يختتم في 12 يناير الجاري نحو 120 ورشة، إضافة إلى أكثر من 14 فعالية متنوعة، و4 فعاليات مجتمعية مبتكرة.
ويندرج المهرجان تحت مظلة مبادرة "شتا حتا" التي تضم أيضا 4 مهرجانات أخرى هي "مهرجان ليالي حتّا الثقافية" و"مهرجان عسل حتّا" و"مهرجان حتّا الزراعي"، و"مهرجان حتّا DSF X".
القرية العالمية
وتشهد فعاليات الموسم الـ 29 للقرية العالمية، تفاعلا كبيرا من الزوار الذين سيحظون بفرصة الاستمتاع بأكثر من 40 ألف عرض ترفيهي وما يفوق 200 جولة ألعاب ومغامرة يقدمها المهرجان حتى 11 مايو 2025.
ويتضمن الموسم الحالي للقرية العالمية 30 جناحاً يجسّد أكثر من 90 ثقافةً من دولٍ متنوعة وأكثر من 3500 منفذ للتسوق، وما يزيد على 250 منفذاً من خيارات المطاعم والمأكولات.
ودشنت القرية العالمية خلال موسمها الحالي، ثلاثة أجنحة جديدة هي جناح الأردن وجناح العراق وجناح سريلانكا وبنغلاديش.
دبي للتسوق
وقدمت الدورة الـ 30 من مهرجان دبي للتسوق، لزوارها، باقة كبيرة من العروض الحصرية، والفعاليات الترفيهية المتنوعة، والحفلات الموسيقية مع أبرز النجوم المحليين والدوليين.
واستمتع زوار المهرجان الذي يختتم فعالياته بعد غد الأحد بتجارب تسوق فريدة، بالإضافة إلى سحوبات جوائز ضخمة، وعروض الألعاب النارية
فعاليات الشارقة
وسجلت الدورة الرابعة من مهرجان "فعاليات الشارقة" التي امتدت 4 أيام تحت شعار "تشرق بفعالياتها" على مسرح المجاز، حضور نحو 30 ألف زائر استمتعوا بالأنشطة والفعاليات المتنوعة التي استهدفت مختلف أفراد الأسرة.
وتفاعل زوار المهرجان الذي ركز في دورة هذا العام على مغامرات الغابات، مع 52 نشاطاً وفعالية متنوعة، تضمنت المسابقات والتحديات والألعاب والعروض الكرنفالية والمسرحية الحية.
خورفكان البحري
واجتذبت فعاليات مهرجان خورفكان البحري في نسخته الثانية، حضوراً كبيراً وصل إلى 70 ألفاً و420 زائراً، استمتعوا خلال 10 أيام بأجواء مميزة جمعت بين التراث البحري والمتعة والمرح والتجارب الغنية. 
وشارك في المهرجان أكثر من 40 جهة قدمت مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والتراثية والترفيهية، والعروض الحية التي عبرت عن عبق التاريخ والموروث البحري، إلى جانب ورش العمل والمعارض.

 

أخبار ذات صلة مهرجان فخر الوطن ينطلق في إمارات الدولة 17 يناير النصر يعود إلى «الصدارة المشتركة» لدوري السلة المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: السياحة الشتوية الإمارات السياحة في الإمارات مهرجان الشیخ زاید أکثر من

إقرأ أيضاً:

المهرجانات الشتوية وتنمية المحافظات

تعَد المهرجانات المقامة في مختلف المحافظات منذ بدء موسم السياحة الشتوية أحد الممكنات الداعمة لتنمية المحافظات عبر لامركزية الفعاليات والمناشط، وتعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية، وتمثّل المحافظات بمختلف مقوماتها وبناها الأساسية المتطوّرة وجهات للسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها، حيث شهدت المحافظات تحديثا كبيرا في البنى الأساسية منذ إطلاق برنامج تنمية المحافظات، إضافة إلى استحداث مرافق أخرى داعمة للاستثمار السياحي، مما حفّز المؤشرات الاقتصادية المرتبطة بالقطاع السياحي على النمو. تتميّز سلطنة عُمان باختلاف مقوماتها السياحية؛ الأمر الذي أوجد تنافسية في المهرجانات المقامة بالمحافظات، فمثلا بعض المهرجانات تجسّد التراث الغني لسلطنة عُمان والحداثة الممزوجة ببعض التفاصيل الثقافية والترفيهية التي وفّرت فرصا للاستمتاع بالمهرجانات.

ورغم حداثة فكرة المهرجانات الشتوية في سلطنة عُمان، فإنها قدّمت نموذجا رائدا في التنظيم والاستعداد الجيد لاستقبال الزوار والسياح، وحظيت بانطباع إيجابي من قبل أفراد المجتمع عامّة، وأظهرت مقوّمات سلطنة عُمان التي تزخر بها في مختلف المحافظات والمواقع لا سيّما المقومات السياحية والتراثية والثقافية، وتنوّعت الفعاليات والمناشط الترفيهية.

ومع قرب انتهاء غالبية المهرجانات الشتوية، لا بد من تقييم تجربة المهرجانات التي نظمتها المحافظات وولاياتها؛ للوقوف على الملاحظات الواردة إن وجدت أو لتعزيز بعض الجوانب الداعمة لاستدامة المهرجانات وتطوير فعالياتها مستقبلا. فمن المهم تطوير منهجيات الترويج للمهرجانات والاستفادة من التسويق الرقمي وعدم الاعتماد على الناشطين والحسابات الإلكترونية في المنصّات؛ لعدم وصولها لجميع شرائح المجتمع مثل فئتي الأطفال وكبار السن.

أيضا من الجيد عدم تداخل توقيت الفعاليات والمهرجانات، بحيث يحظى كل مهرجان بالنشاط المجتمعي والإعلامي للترويج عنه، حيث رُصدت إقامة أكثر من مهرجان وفعالية في الوقت نفسه، مما أثّر في فاعلية بعض الحملات الإعلامية والترويجية لبعض المهرجانات، كذلك من الجيد التفكير في إمكانية الاستعانة بالفرق التطوعية للترويج عن الفعاليات المقامة؛ لخبرتهم في التواصل الفعّال مع مختلف شرائح المجتمع، وللتنوع في الترويج بدلا من الاعتماد كليا على الناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، والحسابات الإلكترونية في المنصات الرقمية، أيضا أرى من المهم أن يتم التركيز على المقومات الطبيعية والسياحية والميزة التنافسية لكل محافظة عند التخطيط للمهرجانات؛ بهدف الترويج عن المحافظة وتشجيع الزوّار والسيّاح على زيارتها، واكتشاف المقومات التي تزخر بها وتميزها عن غيرها من المحافظات، إضافة إلى تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في المحافظة من خلال زيارة عدة مواقع مختلفة إضافة إلى المهرجان.

أرى من المهم أن يتم دمج الفعاليات والمناشط المختلفة التي تنظمها المحافظة خلال العام؛ بهدف عدم إرباك المتابع والمهتم بكثرة الفعاليات المقامة خلال فترة وجيزة، كذلك أقترح أن تؤجَّل بعض المهرجانات إلى موسم الصيف في المحافظات التي تتميز بجو معتدل الواقعة حدودها على الشريط الساحلي بدءًا من نيابة الأشخرة بمحافظة جنوب الشرقية مرورا بمحافظة الوسطى وصولا إلى محافظة ظفار، حتى يتسنى للسائح والزائر تنظيم جدول زيارته إلى المهرجانات طيلة العام، أيضا من الجيد دراسة مقترح تنظيم ملتقيات أو منتديات اقتصادية واستثمارية تزامنا مع إقامة المهرجانات في المحافظات؛ بهدف التعريف بالفرص الاقتصادية والاستثمارية للمحافظة وعرضها للمستثمرين وروّاد الأعمال وأصحاب الأعمال الأخرى؛ لجلب أكبر عدد من الاستثمارات النوعية في المحافظات، بحيث تكون الفرص الاستثمارية مستقبلا ضمن الحوافز التي تشجّع الزوار والسياح إلى زيارة المحافظات وارتياد المهرجانات باستمرار مثل زيادة عدد الغرف الفندقية، وزيادة عدد المنتجعات، وتنوّع المحال التجارية، التي بلا شك ستكون إضافة قيّمة للمواقع السياحية إضافة إلى الجهود الحكومية المتواصلة لتحديث البنى الأساسية السياحية.

إنها فرصة سانحة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتعظيم إيراداتها والتوسّع في المحافظات عبر المهرجانات الشتوية، مما تدعم الاقتصاد العُماني وتزيد وتيرة الأنشطة السياحية من خلال ارتفاع نسبة الإشغال في المرافق السياحية.

إن استمرار تنظيم المهرجانات الشتوية سنويا يعَد فرصة لتنمية المحافظات اقتصاديا وتنمويا، وكذلك تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع من خلال تعزيز التفاعل المجتمعي عبر إيجاد بيئة ترفيهية مستدامة، وهنا نستطيع القول بأن المهرجانات الشتوية ساعدت كثيرا في اكتشاف الفرص التي تمتلكها مختلف محافظات سلطنة عُمان، وآلية توظيفها لتعظيم الاستفادة من الميزة التنافسية لكل محافظة، وأتوقع أن تشهد المهرجانات الشتوية في الأعوام القادمة مزيدا من التطوّر والتحديث في الفعاليات والمناشط المقامة هذا العام من خلال تحليل الملاحظات المرصودة، وأن تحظى الفعاليات بالتجديد؛ لتوقعي أن المهرجانات الشتوية في العام المقبل ستشهد تنافسية من حيث جاذبية الزوّار والسياح من داخل سلطنة عُمان وخارجها وإضفاء الجانب الابتكاري والإبداعي في الفعاليات لتكون المحافظات واجهة سياحية إضافة إلى المهرجانات الشتوية المقامة فيها، مما يعزّز فكرة لامركزية إقامة المهرجانات في المحافظات طيلة العام.

مقالات مشابهة

  • المهرجانات الشتوية وتنمية المحافظات
  • محافظ الإسماعيلية: تكثيف فعاليات الترفية والمهرجانات لتشجيع السياحة المحلية
  • مهرجان الخير للتسوق ينطلق في دمشق بمشاركة 118 شركة
  • إقبال واسع على فعاليات "مهرجان سناو مقصدنا"
  • كاظم الساهر يشعل حفل مهرجان الشيخ زايد في الإمارات
  • مهرجان عسل جازان يجمع الأطفال في فعاليات ترفيهية مميزة
  • انطلاق فعاليات "مهرجان البريمي"
  • ختام فعاليات مهرجان سناو مقصدنا
  • مهرجان أبوظبي ينطلق بعرض لأوركسترا اليابان الفلهارمونية
  • بمشاركة 5 محافظات.. اتحاد السلة يختتم فعاليات مهرجان الميني باسكت في الأقصر