عربي21:
2025-04-13@07:14:24 GMT

هل تضع الثورة السورية حدا لمذابح الإخوان المسلمين؟

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

نشأنا وعشنا ثلثي قرن على أخبار مذابح الإخوان المسلمين وفروعهم القُطرية، وشاركت كل الأنظمة العربية القومية منها والليبرالية (الثورية منها والرجعية) في هذه المذابح على طول الرقعة العربية. كانت مذابح منظمة متشابهة في ترتيبها وتبريراتها وتقوم على سردية متطابقة (الإخوان تنظيم خياني وإجرامي زرعه الاستعمار لتخريب الأوطان).

وكانت سردية قابلة للبلع لو حققت الأنظمة، الرجعية منها والتقدمية، ما أعلنته من تنمية اقتصادية واجتماعية وحررت الأرض المحتلة طبقا للشعارات، لكن انكشاف الوضع السوري بعد نظام البعث أعاد تجلية الصورة.

هذه الأنظمة ومن كل مشاريعها المعلنة لم تتقن ولم تتفق إلا في مهمة مركزية واحدة؛ تصفية تيار الإخوان بمختلف مسمياته القُطرية. لقد فشلت كل الأنظمة في كل مهامها إلا مهمة تصفية التيار الإسلامي، لكنها الآن تسقط تباعا ويظهر وجه الإخوان من جديد. لقد عاش التيار رغم المذابح أكثر من قاتليه وهو يبدو حيا ومتماسكا وربما يتأهل للقيادة من جديد، وتقع عليه الآن مهمة إنجاز التنمية والتحرير وبناء الديمقراطية من الصفر، فهل يثبت التيار قوة فعلية وينجز وقد أنهت الثورة السورية المذابح المنهجية؟

لا يدخل في اهتمامي الآن وهنا تقييم مشروع الإخوان المسلمين الفكري والسياسي، كما لا ننسب لهم كل الثورة السورية التي نجحت، بل هو مكون منها قد لا يكون مؤثرا ولكن لا يمكن نفي مشاركتهم في الثورة
الإخوان أحياء بعد

لا يدخل في اهتمامي الآن وهنا تقييم مشروع الإخوان المسلمين الفكري والسياسي، كما لا ننسب لهم كل الثورة السورية التي نجحت، بل هو مكون منها قد لا يكون مؤثرا ولكن لا يمكن نفي مشاركتهم في الثورة. لذلك نُخرج المقال من منطقة الدعاية السياسية للتيار ومن منطقة الاستهانة بدوره، ونقف أمام سؤالين مهمين موجهين لمن حارب الإخوان بلا هوادة: الأول لماذا لم يندثر التيار رغم المذابح التي تعرض لها في كل قُطر وظل يعود باسمه أو بمسميات مختلفة طيلة حياة الدولة العربية الحديثة (للتذكير ولد التيار منذ قرن أي قبل ولادة الدويلات العربية كلها)، والثاني لماذا كانت تصفية التيار تحظى بالدعم الغربي المطلق لكل نظام عربي مارس مذابح في حقهم، سواء كان قوميا تقدميا/صمود وتصدي أو رجعيا، ملكيا أو جمهوريا)؟

هذا اللقاء المريب بين الأنظمة والغرب الاستعماري وربيبته الصهيونية ظل باستمرار شهادة براءة من العمالة والخيانة التي وصمت بها الأنظمة التيار الإسلامي من المغرب إلى العراق، وظل يجمع لهم أنصار ومتعاطفون. (غني عن القول أن هناك تيارات وشخصيات وطنية حرة وديمقراطية من خارج التيار لم تشارك في المذابح لصالح الغرب والكيان الصهيوني، وقد وصمت بالإخوانية لمجرد أنها لم تشارك في المذابح).

فشل الأنظمة في إنجاز التنمية والديمقراطية وتحرير الأرض المحتلة أنتج تعاطفا أكبر مع التيار، وخاصة بعد حرب الطوفان التي قادها فصيل لا يخفي أصله الإخواني وإن اختلف معهم في الوسيلة النضالية.

الصورة تتضح أكثر؛ ثلثا قرن من التكاذب باسم التحرير والتنمية انتهت في سوريا بفضيحة نظام يمكن وصفه بالأكثر كذبا من كل الأنظمة. وخرج الإخوان من تحت ركام البراميل أحياء ولهم صوت ورجال، ويمكن أن يكونوا شركاء حكم في أكثر المواقع إستراتيجية لناحية معركة التحرير والتنمية.

بقية عناصر الصورة تكملها الحالة التركية التي لم ينشأ فيها تيار إخواني صرف، لكن التيار الإسلامي فيها ظهر وقاوم الانقلابات منذ الأتاتوركية وانتصر وحقق نجاحات في التنمية وبناء الديمقراطية، وحوّل تركيا إلى قوة إقليمية تحدث الغرب بندية وتشارك في تخطيط مصير المنطقة وربما العالم أيضا. وتبدو الآن في موقع الراعي الحامي لتيار الإخوان و(الإسلام السياسي عامة) في المنطقة العربية، وقد تقوم بمهمة قيادة كل التيار في اتجاه التجربة الأردوغانية.

الإخوان أمام محنة السلطة

الثورة السورية أعلنت نهاية عذابات الإخوان المسلمين في سوريا، حيث تعرض التيار أكثر من كل فصيل إلى التصفية، فلا نظير لما فعل نظام البعث بتيار الإخوان في سوريا. إنهم ليسوا وحدهم الآن في سوريا، ولكنهم مكون رئيسي سنعرف وزنه في أول صندوق انتخابي تعد به الثورة السورية. ونظن أن بقية الفروع الإخوانية في بقية الأقطار تنظر بغبطة لما حصل في سوريا ونراها تفكر في توسيع الحالة السورية، ونعتقد أن الأنظمة التي عاشت من قمع الإخوان وقبضت من الغرب ثمن تصفيتهم على مدى ثلثي قرن، تفكر الآن في التوقف عن مواصلة المذابح وتعيد حساباتها مع التيار الإسلامي. هنا نتوقع إنهاء المذابح المنهجية في حق التيار بالمصالحات أو بالمناورات أو بالاستيعاب التدريجي.

إسلاميو سوريا في موقع يتجاذبه تياران: الأردوغانية (العدالة والتنمية) أو تيار العمل السياسي تحت سقف الديمقراطية وقبول التعايش مع المختلف دون فرض الإسلام عليه (في عقلية أسلمة وإعادة الفتح)، وهي تجربة قدمت نتائج جعلت حتى المسيحي التركي يصوت لأردوغان في ردهات كثيرة، كما قدمت نتائج تنموية لا يمكن الاستهانة بها، وتيار إسلام سعودي نصمه بالتيار الشريعي
نهاية محن العذاب فتح باب محن السلطة انطلاقا من سوريا. هنا يبدأ الاختبار الحقيقي للإخوان المسلمين ومن ناصرهم أو لمن يشارك في ذبحهم؛ هل يتجهون إلى استنساخ التجربة التركية فينجزون التنمية والديمقراطية أم تستوعبهم التجربة السعودية بخطابها الشريعي الذي يحمل الناس إلى تدين مظاهر غير مشغول؟

إسلاميو سوريا في موقع يتجاذبه تياران: الأردوغانية (العدالة والتنمية) أو تيار العمل السياسي تحت سقف الديمقراطية وقبول التعايش مع المختلف دون فرض الإسلام عليه (في عقلية أسلمة وإعادة الفتح)، وهي تجربة قدمت نتائج جعلت حتى المسيحي التركي يصوت لأردوغان في ردهات كثيرة، كما قدمت نتائج تنموية لا يمكن الاستهانة بها، وتيار إسلام سعودي نصمه بالتيار الشريعي ينشغل بإسلام شعائري يقيس طول اللحية بالقبضة والإصبع، ويبني على تكفير القول بالديمقراطية ومن ذلك فقه طاعة أولي الأمر قبل طاعة الله ورسوله، ولا يضع التنمية وتحرير فلسطين ضمن أجندته بل يراود التطبيع ويساوم به.

في ردهات كثيرة من عمر تيار الإخوان وخاصة بعد هروبهم الكبير من مذابح الناصرية تسلل إسلام الشعائر إلى تفكير الإخوان، وساقتهم السعودية إلى تحالفاتها الخاصة (الأمريكية أساسا) فحاربوا بشبابهم في كل حروب السعودية. ونظن أن هذه المرحلة تركت آثارها في الفكر والسلوك.

نتوقع في كواليس الثورة وجود هذا التجاذب العميق بين التيارين، وليس لدينا علم بالاتجاه الغالب لذلك سنبقى في منطقة التوقعات حتى يحين أوان الصندوق الانتخابي، ولكن هنالك ما يشبه اليقين أن عصر المذابح قد توقف في سوريا وقد يشمل بقية الأقطار التي توجد فيها تطبيقية إخوانية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه العربية الثورة سوريا سوريا ثورة اخوان عرب مقالات مقالات مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الإخوان المسلمین التیار الإسلامی الثورة السوریة فی سوریا لا یمکن

إقرأ أيضاً:

نيويورك/ الأناضول ناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة، الخميس، الهجمات الإسرائيلية على سوريا. وعقدت الجلسة الطارئة بناء على طلب الجزائر والصومال. وفي كلمة لها بالجلسة، أشارت نائبة المندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة آصلي غوفن، إلى أنهم اجتمعوا الخميس

كازاخستان – أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تبادل الموقوفين والسجناء بين روسيا والولايات المتحدة يخدم تعزيز الثقة، التي ستحتاج وقتا طويلا لإحيائها بين البلدين.

وأضاف لافروف في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مجلس وزراء خارجية بلدان رابطة الدول المستقلة في ألماتا بكازاخستان اليوم الجمعة: “تم إطلاق مبادرة لتبادل السجناء من الجانبين الروسي والأمريكي في آن واحد. وأنا على ثقة بأن أي بادرة إنسانية حتى عندما يتعلق الأمر بعودة شخصين فقط إلى ذويهما تكون دائما إيجابية”.

ولفت لافروف إلى أن “تبادل السجناء بين موسكو وواشنطن يساعد على بناء الثقة وتعزيزها بعد أن دمرتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، رغم أن إحياء هذه الثقة سيستغرق وقتا طويلا، حيث قوّضتها ودمّرتها إدارة بايدن.. هذا هو التبادل الثاني من نوعه للسجناء والموقوفين خلال الأسابيع القليلة الماضية”.

وأكد أن اتصالات روسيا مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أظهرت إجماع الجانبين على ضرورة الحوار، ولفت إلى أن روسيا تتطلع إلى تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة وإحياء الثقة بين البلدين.

وأعلن الأمن الفيدرالي الروسي أمس الخميس عن مبادلة المواطن آرتور بتروف المتهم لدى واشنطن بانتهاك قانون الصادرات الأمريكي، بالأمريكية كسينيا كاريلينا المحكومة في روسيا بالسجن 12 عاما بتهمة الخيانة، وتمويل نظام كييف.

كما أعرب الأمن الفدرالي الروسي عن شكره لدولة الإمارات على وساطتها لإتمام التبادل الذي جرى في مطار أبو ظبي.

وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس عن امتنانه الشديد للسلطات الروسية على إطلاق المواطنة الأمريكية كسينيا كاريلينا.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • أنطاليا تجمع أبو الغيط وخان.. دعوة عربية لمحاسبة مرتكبي “المذابح” في غزة
  • مسؤولة أوروبية تؤكد ضرورة معالجة جذور الكراهية ضد المسلمين التي تصاعدت مع حرب غزة
  • رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا: الحكومة السورية الجديدة تريد الخير لمواطنيها ونحن مستعدون للتعاون معها 
  • “اشترِ الآن”.. تغريدة ترامب التي هزّت وول ستريت
  • اشترِ الآن.. تغريدة ترامب التي هزّت وول ستريت
  • أردوغان يتهم إسرائيل بمحاولة "نسف الثورة" في سوريا
  • نيويورك/ الأناضول ناقش مجلس الأمن الدولي في جلسة طارئة، الخميس، الهجمات الإسرائيلية على سوريا. وعقدت الجلسة الطارئة بناء على طلب الجزائر والصومال. وفي كلمة لها بالجلسة، أشارت نائبة المندوب التركي الدائم لدى الأمم المتحدة آصلي غوفن، إلى أنهم اجتمعوا الخميس
  • ممثل سوريا في مجلس الأمن: إسرائيل تعمل على تقويض جهود الحكومة السورية من أجل السلام
  • مندوب سوريا بمجلس الأمن: الاحتلال انتهك القرارات الأممية بدخوله الأراضي السورية
  • ماذا نعرف عن جماعة أولي البأس التي ظهرت جنوب سوريا وهل هي فعلا ذراع جديد لإيران في المنطقة؟