تشهد النسخة الثالثة من قمة المليار متابع، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وتستضيفها الدولة خلال الفترة من 11 إلى 13 يناير الجاري، في أبراج الإمارات، ومركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل في دبي، تحت شعار "المحتوى الهادف"، 7 حوارات طاولة مستديرة.


وتتناول الحوارات، التطورات التي تشهدها العديد من قطاعات المحتوى في الإعلام الجديد، وأحدث اتجاهاته ومآلاته، وتوجه صناع المحتوى والمؤثرين، وكيف يمكن لهم أن يكونوا حياديين في المحتوى الذي يقدموه، كما تتضمن أسئلة كثيرة يتولى الإجابة عنها أبرز الخبراء والمتخصصين من كبرى المنصات والشركات العالمية، وعدد من أهم صناع المحتوى والمؤثرين.

وتتناول أولى نقاشات الطاولة المستديرة في النسخة الثالثة من القمة، القطاع السياحي، ويركز المشاركون في الحوار على مواضيع عدة تتعلق بتحديات التعاون الحالي بين الدوائر المعنية وصناع المحتوى، وكيف يمكن معالجتها، وأفضل الممارسات للتفاعل مع صناع المحتوى من أجل القيام بحملات سياحية ناجحة.
كما يتوقف المشاركون عند المقاييس التي يجب التركيز عليها لتحقيق النجاح في التعاون بين الجانبين، والخطوات التي يمكن اتخاذها لبناء علاقات تعاون طويلة الأمد بين المؤسسات والهيئات المعنية بقطاع السياحة وصناع المحتوى.

وفي جلسة أخرى، يناقش خبراء الإعلام محاولات الإعلام التقليدي لمواجهة الإعلام الرقمي، ويجيبون عن أسئلة مفصلية في هذا القطاع، تتصل بأدوار الصحافة التقليدية وصناعة المحتوى الرقمي تتقارب في مشهد الإعلام الراهن، ودرجة ثقة الجمهور بالإعلام التقليدي قياساً ما يقدمه صناع المحتوى.
كما تناقش الجلسة أفضل السبل التي يمكن لصناع المحتوى اتباعها، للحفاظ على مصداقيتهم وتجنب نشر المعلومات المضللة في ظل غياب الإشراف التحريري، ومدى حرية صناع المحتوى في التعبير عن آرائهم، إضافة إلى مستقبل الإعلام في السنوات العشر المقبلة.

وتحت عنوان "رؤى الاستثمار في اقتصاد صناعة المحتوى: الفرص والتحديات"، يتحاور نخبة من أبرز خبراء الاقتصاد والمستثمرين، بشأن اتجاهات الاستثمار في اقتصاد صناعة المحتوى، وماهية النماذج الجديدة لتحقيق الدخل ومصادر الإيرادات، وكيفية التغلب على التحديات التي تواجه توسع القطاع ونموه.
وتتطرق الجلسة، إلى أهمية الابتكارات التكنولوجية والفرص المستقبلية المتاحة أمام صناعة المحتوى، والأثر الاجتماعي والثقافي لذلك.

أخبار ذات صلة الإمارات الأولى «أوسطياً» في استخدام الذكاء الاصطناعي بالتصنيع الدوائي طحنون بن زايد: الاستثمار في التكنولوجيا يعزز الإنتاجية والتنافسية العالمية

ويجيب خبراء التسويق المشاركون في حوار الطاولة المستديرة هذه عن الكثير من الأسئلة المهمة، التي من الممكن أن يطرحها كل من صناع المحتوى والعلامات التجارية، فبالنسبة للأخيرة تسأل عن المعايير التي تستخدمها لتقييم نجاح الحملات التي يشارك فيها صناع المحتوى، وهل يعتمد الأمر فقط على العائد على الاستثمار، أم أن هناك مقاييس نوعية أخرى تؤخذ بعين الاعتبار؟، وما هو دور الشراكات الحصرية في تعزيز العلاقة طويلة الأمد بين العلامات التجارية وصناع المحتوى؟، ومن وجهة نظر صناع المحتوى، ما هي أكبر التحديات التي تواجههم عند العمل مع العلامات التجارية أو الوكالات؟، وكيف يمكن لصناع المحتوى ضمان أن محتواهم سيبقى متماشياً مع أسلوبهم وأصالتهم، وأن يحقق أهداف العلامات التجارية في الوقت ذاته؟. 
وتبحث الطاولة المستديرة "مستقبل التسويق عبر صناع المحتوى"، آفاق الشراكة بين العلامات التجارية وصناع المحتوى وسبل نجاحها، وكيفية موازنة صناع المحتوى بين الحيادية وتلبية توقعات العلامات التجارية، إضافة إلى رؤية المتابعين لتطور الشراكات والرعاية بين العلامات التجارية وصناع المحتوى، بجانب بحث مؤشرات الأداء الرئيسية التي تُستخدم لقياس عائد الاستثمار للشراكات مع المؤثرين.

وخلال جلسة بعنوان "البنية التحتية لصناع المحتوى"، يناقش المشاركون المشهد المتغير للضرائب واللوائح التنظيمية في الاقتصاد الرقمي، خاصةً بالنسبة لصناع المحتوى والمنصات الرقمية والشركات التقنية. 
وسيتم التركيز خلال النقاش على الحاجة إلى سياسات ضريبية واضحة وعادلة مع تشجيع الابتكار وحماية مصالح صناع المحتوى.

وفي حوار طاولة مستديرة بعنوان "الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى"، يتحدث خبراء في هذا المجال حول الجدل الذي يدور بشأن دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإبداع البشري، والأسئلة التي يثيرها التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي وتأثير ذلك على الأصالة.
كما تتناول الجلسة المجالات التي ساعد فيها الذكاء الاصطناعي على تقليل الوقت أو التكلفة من دون التأثير على الإبداع، والتحديات المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بتوجهات الجمهور بدقة، والإرشادات الأخلاقية التي يجب وضعها لاستخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى.
ويتطرق المتحدثون، إلى التقنيات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي التي ستحدث ثورة في إنشاء المحتوى خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، واحتمالات أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى تشبع بعض الأسواق بالمحتوى، وأفضل السبل التي تتيح للمبدعين والعلامات التجارية التميز.
 

المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: قمة المليار متابع المحتوى الإعلامي الذكاء الاصطناعي العلامات التجاریة الذکاء الاصطناعی لصناع المحتوى صناعة المحتوى وصناع المحتوى صناع المحتوى

إقرأ أيضاً:

"وكلاء الذكاء الاصطناعي".. ماذا ينتظرنا؟

 

 

 

مؤيد الزعبي

رغم أنَّ مصطلح "وكلاء الذكاء الاصطناعي" ليس بالمصطلح الجديد، فقد سمعنا به كثيرًا خلال الفترة الماضية، والذي يعني ببساطة أنه نظام ذكي مُستقل قادر على إدراك بيئته، ومعالجة المعلومات، واتخاذ القرارات، وتنفيذ الإجراءات لتحقيق أهداف محددة دون تدخل بشري، إلّا أنه برز مرة أخرى بعدما طرحت شركة Butterfly Effect الصينية وكيلها الاصطناعي "مانوس"، والذي أحدث ضجّةً كبيرة حول العالم لكونه قادرًا على تنفيذ مهام معقدة بشكل مستقل، مثل إنشاء مواقع إلكترونية مخصصة؛ بدءًا من اختيار القالب المناسب، وتصميم الهيكل، وإضافة المحتوى، وصولًا إلى إطلاق الموقع النهائي.

وهذا المستوى من الاستقلالية في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهام يعكس تقدمًا كبيرًا في مجال وكلاء الذكاء الاصطناعي ولهذا دعنا نبحر في هذا المصطلح ونكتشف معًا أنا وأنت عزيزي القارئ ماذا ينتظرنا في المُستقبل؟

في البداية، دعني أخبرك بأن وكلاء الذكاء الاصطناعي سيكونون هم يَدُنا اليُمنى في كل ما نقوم به في حياتنا في قادم السنوات، هم من سيديرون لنا مواعيدنا كما لو كانوا أفضل سكرتير وهم أيضًا من سيكونون مساعدينا الشخصيين الذين طلباتنا لهم مجابة وحاضرة في الوقت واللحظة، وهم من سيكونون وكلاء سفرنا وهم مساعدينا في العمل وفي البيت وفي الشارع وفي المراكز التجارية، هم من سيختارون لك لباسك بناءً على شكلك وجسمك، وهم من سيختارون لك عطرك بناء على درجة حرارة الجو والمكان الذي تقصده، وهم من سيختارون لك تخصصك الدراسي ومسارك المهني، وهم من سيقودون سيارتك وينجزون لك مهامًا وأنت في طريقك للعمل، وهم من سيكونون طبيبك ومعالجك وجراحك الذي يجري عمليته ببراعة دون أي تدخل بشري لا في التحريك ولا في اتخاذ القرار.

تخيَّل معي، عزيزي القارئ، كيف ستكون مهام عملك بوجود وكيل ذكاء اصطناعي يساعدك على إتمامها. فحسب التقارير، هذا الوكيل سيقوم بما يزيد عن 50% من مهام عملك، فكما جاء في الفيديو التعريفي لـ"مانوس"، فهو قادر على مراجعة السير الذاتية المقدمة لوظيفة ما، وبعد أن يقوم بدراستها، يختار الشخص المناسب لهذه الوظيفة، وصحيح أن الأمر أعقد من مجرد قراءة سير ذاتية، إلّا أن هذا العمل الذي كان يتطلب الكثير من الوقت والجهد من موظفي الموارد البشرية، ها هو وكيل الذكاء الاصطناعي يختصر لك المُهمة ويُشيل عنك نصف العبء، والأمر لا يتوقف عند هذه المهمة فقط، فهناك الآلاف من المهام التي سيقوم بها وكيل الذكاء الاصطناعي في قادم الأيام.

فمثلًا، لو كنت مُتداوِلًا في أسواق الأسهم، وجعلت وكيل الذكاء الاصطناعي هو من يدير لك عملية التداول، فهو سيقوم بكل ما يلزم من دراسة الأسواق، وقراءة التقارير المالية، وقراءة ما يُكتب في الصحافة، ويدرس لك وضع الشركات وخططها المستقبلية، ويقوم لك بالتداول من بيع وشراء دون أن تتدخل أنت. أو على الأقل، يقدم لك اقتراحات حول أفضل الاتجاهات في السوق، وأنت تقوم بتأكيد العملية. وهذا ما سيحدث في البداية، ولكن يومًا بعد يوم سيختار هو بدلًا عنك، واختياراته ستكون مقنعة ومنطقية أكثر منك أنت، عزيزي المتداول.

في قادم الوقت، حتى لو كنت تعمل في وظيفة حساسة كوزير مثلًا، سيكون لديك وكيلك الاصطناعي الذي يخاطب وكيلًا اصطناعيًا لوزير آخر، ويتفق معه على كل الصيغ المتاحة للتبادلات التجارية أو السياسية أو حتى المجتمعية أو الفنية أو الرياضية، ويخرج لك باتفاق مبدئي لا ينقصه سوى توقيعك البشري ليدخل حيز التنفيذ، وحمدًا لله إن بقي التوقيع البشري له قيمة في قادم الأيام، فبمجرد أن أعطينا الذكاء الاصطناعي السلطة على اتخاذ القرارات، سيبدأ بتعلم كيفية اتخاذها بشكل أفضل يومًا بعد يوم، وكل المهارات البشرية الحساسة سيبدأ الوكلاء بتعلمها وإتمامها بسرعة تفوق قدرتنا على مجاراتهم.

ما نحن مقبلون عليه باختصار هو أن حياتنا العملية والشخصية ستتغير للأبد. فوكلاء الذكاء الاصطناعي سيصلون إلى بيوتنا ويدخلون مطابخنا، وسيطرقون أبواب غرف نومنا ليقوموا لنا بمهام كثيرة؛ هم من سيختار وجبات طعامنا، وهم من سيطلب لنا طلبيات احتياجاتنا المنزلية، وهم من سيضعون لنا ميزانيتنا، وهم من سيختارون لنا شكل علاقاتنا.

ما الذي سيأتي مستقبلًا؟!

ستصبح حياتنا مُنقسمة إلى جزأين: جزء يقوم وكلاء الذكاء الاصطناعي بملئه من مهام في العمل أو مهام حياتية، وجزء تقوم به أنت. وقد يكون هذا الأمر إيجابيًا في حالة أوكلنا لهذه الأنظمة ما يعكر علينا صفو الحياة، وجعلناها تساعدنا في تنفيذ أمور حياتنا وعملنا بطريقة أسرع وأسهل وأكثر دقة. ولكن في حال اعتمدنا عليها اعتمادًا كليًا، ستفوق علينا لدرجة أن تطغى، وتصبح الوكلاء تخاطب بعضها البعض وتدير حياتنا بناءً على صفقات من يشغل هؤلاء الوكلاء، أو نكون مجبرين على أن ندفع لهم جزءًا من أموالنا مقابل خدماتهم. فالأمر لن يكون مجانيًا، أعدك بذلك.

في النهاية، ما أردته هنا هو أن نفتح أعيننا للفرص المتاحة أمامنا مع هؤلاء الوكلاء. وأنا أتفق بأنهم سيكونون عونًا لنا في الكثير من الأمور، ولكن في مُعظم الأحيان ستكون قراراتهم مبنية على منطق عقلي أو حسابي. أما في حياتنا نحن كبشر، فإنَّ جزءًا كبيرًا من قراراتنا مبنية على الإحساس أو المشاعر، أو ما نسميه "إنسانية"؛ فكيف سيتعامل الوكلاء مع هذه النقطة تحديدًا؟ هو ما سنكتشفه أو ستكشفه لنا الأيام.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت
  • “الغذاء والدواء” تعقد اجتماع طاولة مستديرة مع شركات يابانية
  • إطلاق جمعية الإعلام السياحي والآثار لتعزيز المحتوى السياحي والتعريف بالمعالم التراثية
  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
  • "وكلاء الذكاء الاصطناعي".. ماذا ينتظرنا؟
  • صناعة النواب تناقش طلب إحاطة بشأن عدم وجود إستراتيجية واضحة لدعم القطاع
  • حوارات ثقافية| الدكتور مصطفى عيسى لـ«البوابة نيوز»: رمضان شهر الإبداع.. أزمة الذوق العام تحتاج إلى دراسات سوسيولوجية وسيكولوجية.. والذكاء الاصطناعي حاليًا غير مفيد
  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • قومي المرأة يبحث تنظيم لقاء مع صناع المحتوى لتحسين صورة المرأة بالأعمال الدرامية
  • أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي