سودانايل:
2025-01-10@12:27:15 GMT

الكيزان واستمرار حربهم على لجنة تفكيك التمكين!

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

محاولات تشويه صورة لجنة تفكيك التمكين، تأتي في إطار الحرب التي تشنها الحركة الإسلامية على ثورة ديسمبر. ورغم انّ اللجنة كانت في بدايات عملها حين وقع انقلاب البرهان المدعوم من الحركة الإسلامية، الا ان اللجنة استطاعت خلال فترة وجيزة، من الكشف عن عمليات نهب ونصب واحتيال لم يشهد لها التاريخ مثيلا، الحركة الإسلامية حاولت عن طريق افشال مساعي الحكومة الانتقالية في استعادة المسار الطبيعي للحياة في بلادنا ومحاربة الفساد وكل الممارسات السيئة التي اوجدها النظام الكيزاني.

حاولت تنظيف وجهها ومحاولة اغراق كل جرائمها في النسيان تمهيدا للعودة مرة أخرى الى السلطة. وكانت كل جهود لجنة تفكيك التمكين تصب في اتجاه معاكس لرغبات الحركة في تنظيف سجلها الاجرامي.
النظام الكيزاني اللصوصي لم يسع يوما لمصالحة شعبنا او الاعتراف ولو بجزء من جرائمه في حق هذه البلاد التي تسلّمها مليون ميل مربع، وفيها خدمة مدنية أسهمت في تأسيس الخدمة المدنية في فترة ما بعد الاستعمار في الكثير من الدول في محيطنا الافريقي والعربي.
بحكم طبيعة البشر فان الفساد موجود في كل المجتمعات، لكن الفرق يأتي من القوانين الرادعة وأنظمة المحاسبة. اذكر انه في فترة الديمقراطية الأخيرة ما قبل انقلاب الكيزان اشترى أحد جيراننا قطعة غيار صغيرة للجرّار الزراعي الذي يملكه، من موظف في احدى المؤسسات الحكومية، لم تمض سوى أشهر قلية حين جاء تيم المراجعة السنوي واكتشف اختفاء قطعة الغيار، فتم تحويل الموظف المسئول للمحاسبة واُعتقل جارنا وحوكم وذهب الى السجن! كان جارنا سيء الحظ فلو انه انتظر سنوات قليلة لما حدث له شيء حتى لو اشترى جرارا او استولى على 99 قطعة ارض، بعد ان أصبح الفساد هو القاعدة والمحاسبة والمراجعة هي الاستثناء، بل ان احتمالات المحاسبة تراجعت أكثر بعد أن وجد ترزية الفتاوي مخرجا للفاسدين في فقه التحلل!
المشكلة انّ النظام الانقاذي سعى لإفساد الجميع، وكان وجود موظف عفيف اليد في احدى المؤسسات، يحاول تطبيق القانون ولا يستسلم لسياسات الافساد الممنهجة، مصدر قلق للنظام حتى يتم احالته للصالح العام! ليتحول الصالح العام نفسه الى أكبر مزرعة فساد في العالم!
في تبديل العملة الأخير الذي ابتدره نظام بورتسودان الانقلابي في ظل ظروف صعبة بسبب الحرب المشتعلة في أجزاء كثيرة من البلاد، كان لافتا انتشار خبر عن اختفاء كميات ضخمة من العملة القديمة التي يجب اتلافها بعد ان تم استلامها! أعاد ذلك الى ذاكرتي رواية سمعتها من صديق شارك في اول استبدال للعملة في العهد الانقاذي والذي تم فيه استبدال الجنيه القديم بعملة الدينار! حكى لي الصديق إنّ الكيزان الذين أشرفوا على العملية كانوا يقومون باستلام العملة القديمة، وبدلا من تسليمها للجهة المكلّفة بإتلافها كانوا يقومون باستبدالها لحسابهم عدة مرّات!
مسئول كبير تم تعيينه في عهد الفساد الانقاذي بعد استجلابه من الخارج، فوجئ بعد ان حضر اول اجتماع في مؤسسته، بمن يوزع ظروفا على حضور الاجتماع فيها مبالغ مالية كبيرة! تسلّم المسئول الظرف قبل أن يتساءل عن سبب توزيع هذه المبالغ على الحضور، فكانت الإجابة انه بدل او أجر مقابل الاجتماع! تساءل الموظف ألسنا نحصل على مرتبات مقابل عملنا والاجتماع جزء من العمل؟ لم يجد إجابة من بقية الموظفين الذين تم تدجينهم في عملية الافساد المنظم، فأصدر الرجل قرارا بوقف تلك العطايا، ليدفع الثمن طرده من المنصب بعد فترة!
حليمة لم تنس عاداتها القديمة، وقد عاد أحد اساطين فسادهم الى وزارة المالية، جاءها في عهد الحكومة الانتقالية، سقطت الحكومة الانتقالية بانقلاب البرهان الكيزاني، وبقي الوزير صامدا! سقط الانقلاب وبقي الوزير المزمن لم تهزه رياح الاطاري أو فشل الانقلاب، أو استمرار الثورة التي اعادته للبلاد فوقف ضدها منتقدا الاعتصام ثم انضم لنفس جماعته القديمة التي قامت الثورة ضدها، نفس من قتلوا شقيقه. قامت الحرب وانتقل الوزير مع سياراته وحاشيته الى البحر، وقبل ان تنتهي الحرب يعلن بقائه في المنصب السرمدي، وانه مشغول بوضع خطة إعادة الاعمار لفترة ما بعد الحرب! والغريب انه يوالي التنظيم الفاشي رغم انّ التنظيم لا يخفي رغباته التقسيمية وميوله لفصل أجزاء من البلاد بما فيها الجزء الذي ينتمي اليه الوزير المزمن!
قصص فساد العهد الكيزاني يحتاج لمجلدات، مليارات الدولارات من ريع البترول والذهب وبيع مؤسسات الدولة وممتلكاتها بالخارج ذهبت لحسابات بنوك واستثمارات في الخارج، وبدلا من توجيهها لدعم التنمية والتعمير والتعليم والصحة، ذهبت لشراء السلاح وتجييش المليشيات ورشوة الحركات المتمردة بل وصناعة حركات جديدة بهدف ضرب مصداقية القضايا التي تحارب من أجلها حركات التمرد. ومن اجل العودة أشعلوا حربا تقضي على الأخضر واليابس في بلاد نُكبت بهذا التنظيم العصابي الشيطاني.
لذلك يواصلون حربهم على لجنة تفكيك التمكين، لذلك تستميت الجماعة الكيزانية في رفض السلام أملا في ان تهيئ الحرب عودتهم الميمونة لزمن النهب والعمولات. لا يهمهم ان يدفع المواطن البريء تكلفة هذه الحرب العبثية من دمه وماله ومستقبل اطفاله. ذلك كان عملهم وديدنهم منذ بدايات عهدهم الخراب.
لو تم إدارة موارد هذه البلاد بصورة شفافة وصحيحة، تعطي الحقوق لأهلها وتوزع التنمية بعدالة وتحاسب المفسدين، لما نشبت هذه الحرب التي باتت تمثل تهديدا وجوديا لهذه البلاد.
لابد من وقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب واستعادة كل الأموال المنهوبة وتوجيهها للتنمية المتوازنة، واستبعاد أطراف الحرب من اية عملية سياسية مستقبلية، يستعيد فيها شعبنا دوره في دولة العدالة والقانون.
#لا_للحرب

أحمد الملك

ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

روان أبو العينين تكشف التحديات التي تواجه إدارة «ترامب»

أكدت الإعلامية روان أبو العينين أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سيتسلم مهام منصبه رسميا في 20 يناير الجاري، مشيرة إلى أن الأنظار تتجه صوب واشنطن التي تستقبل العام الجديد برئيس جديد وأيضا تحديات بعضها قديم وبعضها مستجد.

وأوضحت روان أبو العينين خلال برنامج حقاق وأسرار المذاع على قناة صدى البلد، أن الرئيس ترامب يرث نزاعات كثيرة وتغيرات جيوسياسية كبيرة، خاصة أن العام 2024 وصفه المراقبون بأنه عام التحولات الكبرى والمفاجآت خاصة في الشرق الأوسط، منوهة عن أن مجموعة من الصراعات المفتوحة في الخارج، بعضها سيكون اختبارا لوعوده الشهيرة بقدرته على وقفها.

وقالت روان أبو العينين: أحد أكثر الصراعات تعقيدا هي الحرب التي أشعلتها إسرائيل في غزة والتي دخلت عامها الثاني مكونات المعادلة إبادة جماعية ممنهجة ومصابون بالآلاف واغتيالات وملف أسرى ورهائن ولا تقدم يُذكر في المفاوضات ولا أفق نحو حل سياسي وكما استمر العدوان طوال عام 2024، متوقع أيضا أن يمتد لعام 2025، أو وفق أحسن تقدير لجزء منه على الأقل ترامب قال إنه لو كان رئيسا لما نشبت هذه الحرب من الأساس ولديه الوسيلة لإنهائها.

ونوهت روان على أن ترامب يواجه ملفات (لبنان - سوريا - أوكرانيا) خاصة أن الأمر لم يقتصر على غزة بل اتسع نطاق الحرب ليشمل مناطق أخرى بالشرق الأوسط حيث امتد العدوان إلى لبنان حيث اشتعل الجنوب ونزح منه الآلاف فرارا من الموت وللمرة الأولى شهد العالم في 2024 ضربات عسكرية متبادلة بين إسرائيل وإيران فضلا عن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وإسرائيل.

وشددت على أن ترامب لوح في تصريحاته دائما بخفض الدعم العسكري والمالي لأوكرانيا، ويترقب كثيرون تأثير عودة ترامب إلى البيت الأبيض على هذا الصراع خاصة مع الوعد الذي قطعه خلال حملته الانتخابية بإنهاء تلك الحرب في يوم واحد فقط.

واختتم قائلا: سياسة ترامب فيما يتعلق بروسيا وأوكرانيا هي جزء من سياسته العامة في إطار حلف شمال الأطلنطي الناتو وتجاه أوروبا بشكل عام خاصة بعدما اشترط ترامب على دول الحلف زيادة ميزانيتهم العسكرية إلى 5% من ناتجهم المحلي وتسائل عن سبب عدم تقديم أوروبا نفس الدعم الذي تقدمه واشنطن إلى أوكرانيا قائلا إن هذه الحرب تفوق أهميتها بالنسبة لأوروبا أهميتها لواشنطن بكثير.

مقالات مشابهة

  • الازمة الدستورية خانقة التي يمر بها السودان
  • هذه الأثمان الباهظة التي يدفعها الاحتلال بسبب استمرار الحرب في غزة
  • روان أبو العينين تكشف التحديات التي تواجه إدارة «ترامب»
  • “الشوري اليمني” يقر تشكيل لجنة لاستلام طلبات الترشح لعضوية هيئة مكافحة الفساد
  • الشورى يقر تشكيل لجنة لإستلام طلبات الترشيح لعضوية هيئة مكافحة الفساد 
  • انعقاد اجتماع لجنة تسيير حركة رفع مستوى التغذية في اليمن
  • حراك أوروبي لرفع سريع للعقوبات التي تعيق تعافي سوريا
  • اليوم نرفع راية إستغلالنا وحلم عودة الكيزان
  • رئيس لجنة وقف النار: الجيش هو المؤسسة الشرعية التي توفر الأمن للبنان