الازمة الدستورية خانقة التي يمر بها السودان
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
بقلم / محمدين شريف دوسة
Dousa75@yahoo.com
السودان يمر بأزمة حقيقية في كافة الاصعدة لن يواجهه حرب اللعينة التي حرق الاخضر و اليابس فقط في هذه مقال ، دعوني اتحدث عن الازمة الدستورية خانقة التي يمر بها السودان في ظل تجميد عضوية حكومة السودان في منظمات الاقليمية مثل الاتحاد الافريقي ومنظمة الايقاد عوضاً عن دعوات متكررة من قبل مجلس الامن الدولي تابع للامم المتحدة بضرورة تشكيل حكومة المدنية كاملة في ظل انقسام القوي السياسية السودانية بين من هو مناصرة للتمرد ومنحاز للجيش و قوي الاخري تدعي موقف الحياد برغم الحياد في مثل هذه الظروف الخيانة في حق الوطن في الواقع استوقفني حديت القائد العام للجيش الفريق اول عبدالفتاح البرهان الذي قال نحن بصدد تعديل بنود الوثيقة الدستورية المنتهيه الصلاحية ! هل سيتفق السودانيين حول تعديلات المقترحة التي يدعو لها الجيش ام سيخلق انقسام الجديد في صف الوطن ، بسبب انفرد الجنرالات الجيش الذين ساهموا في ادخال البلاد في نفق مظلم السوال مطروح الان هل يستطيع هولاء ان يخلقوا وضع الدستوري جديد في البلاد يقوم عليها الدولة في ظل الحرب الحالية ؟ مع علم لم ينجح اي نظام لحكم في التوقيت الحالي سوى عودة الي حكومات فيدرالية ربما يساهم في نزع فتيل حروب و يوقف اصحاب نزعات انفصالية
و حروب عبثية التي توارثت في البلاد تحت قطاع التهميش و حركات المطلبية
عادة تعديلات الدستورية يعلن للملا و يناقش المواد مطلوب تعديلها و يتم حوار حولها في أوساط شعبية و رسمية وفي وسائل الاعلام مختلفة حتي يعرف الشعب اسباب وراء التعديل وهل في مصلحة الشعب ام يخدم جهات السياسية وبعدها يوافق عليها الشعب ويخضع الي الاستفتاء او تعايد من الشعب بصورة تلقائية في ظل ظروف الاستثنائية ما يحدث الان مجرد اجتهادات الشخصية ربما سيعقد المشهد السياسي
تعديل بهذه طريقة يعتبر معيب شكلاً و قانوناً و الان يتم في غرف مغلقة وفق الاهواء جهات ايدلوجية و اطماع الشخصية هذا يتطابق مع ما حدث عند توقيع علي الوثيقة الدستورية افي اكتوبر 2019 الذي منح مجلسي السيادة و مجلس الوزراء حق مجلس التشريعي لمدة تسعين يوم حتي يتم تشكيل مجلس التشريعي القومي مقرر تكوينها خلال ثلاثة شهور استغل اصحاب صلاحية في مجلسي السيادة و الوزراء هذه حق و عدلوا الوثيقة وفق مزاجهم و عطلوا مجلس التشريعي و مرروا أجندات لصالح محاور الدولية وافشلوا حكومة الفترة الانتقالية و تم جر البلاد الي الحرب و بسبب تلكم الأخطاء دفع الشعب ثمن الغالي و كذالك ذات الوثيقة اعطي حق اختيار رئيس مجلس الوزراء للقوي الحرية التغيير و لم يحدد من له حق العزل رئيس مجلس الوزراء خلق ازمة الدستورية مما ادي الي انهيار حكومة وانتهي بانقلاب 25 اكتوبر 2022
في تقديري لجوء الي تعديلات بصورة انتقائية من دون موافقة الشعب سيعقد المشهد ربما يساهم في انتاج حكومة اخري الموازية سميها كما شئت حكومة الظل او حكومة المنفي التي يمهد لها المتمردين و حلفائهم في قوي المدنية ممثلة في تحالف تقدم
يجب علي قيادة الجيش اقرار بالاخطاء السابقة و تحمل مسؤولية في الاطر الوطنية التي ينقذ البلاد من الكوارث بدلا من تكرار التجاوب السابقة
لابد من الجيش ان يتحمل المسؤلية كاملة اي اجراءات متعلقة بالوثيقة الدستورية او اقرار بمبادي فوق الدستورية يتم بعد تشكيل حكومة كاملة ليس قبلها و تشكل لها لجنه الدستورية من الخبراء القانون اضافة تحديد المواد مطلوب تعديلها او استخلاصها من الدساتير السابقة و كتابتها في الوثيقة و يبدي المواطنين بارائهم و ليس كما يجري الان في السودان ، ذكر من خلال تصريح القائد الجيش فقط سيتضمن تعديلات مضاعفة نسبة مشاركة النساء في الهياكل الدولة في الوقت منحت الوثيقة نسبة 40% للنساء تمييز الايجابي
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أمسية الاستقلال
أمسية في غاية الروعة، تعانقت فيها السنة الجديدة باستقلال بلادنا، هنا في بلاد الفايكنج - مملكة النرويج- القابعة في أقاصي القطب الشمالي، التي قادتنا اليها الأقدار بعبثها ولؤمها لنكّون نواة لجالية سودانية، مجتمعا جديدا يمثل طيف السودان بكل تنوعه ولهجاته، مجتمعا معاف من كل الأمراض التي نسمع عنها أخريات الأيام. نعم فقدنا كل شيء جميل، للنندمج في هذا المجتمع الطيب أهله، المحّب لأهل السودان ممثلا في تراثه وعاداته وأنماط طعامه التي أسال فيها علماء النرويج حبرا نتوارى أمامه خجلا من شّح ما كتبناه عن هذه البلاد الجميلة التي تموت من البرد حيتانها.
قلنا من قبل أن أمسية السبت 4 يناير 2025 كانت في غاية الروعة، أمسية نظمتها جمعية الكنداكيز السودانية في مدينة بيرغن، الجمعية هي نتاج تجمع نساء وبنات بلادي هنا، عملنّ بجد وإصرار في شد أواصر الوطن التي تجمعنا.
جمعية كنداكيز ولجنتها عملت على اخراج ما أسموها بأللّمة أيّما اخراج، زينت القاعة الواسعة وبهوها برسوم تجيب سؤال من نحن؟
بعدها افتتحت الأخت رشا رمضان، نائبة رئيسة الجمعية مرحبة بالضيوف، متمنية أن يكون العام عام سلام في بلادنا، تلتها الأخت أمنية شداد من نشاط الجمعية ، أعقبتها الأخت منى عمر تالية برامج اللمة.
بعدها وببراعة فائقة اصطفت أربعة صفوف لأطفالنا وأمامهم علم السودان بألوانه الثلاث (الأحمر، الأبيض والأسود) ومثلثه الأخضر الذي يشير الى الزرع في بلادي. حين أنشد الأطفال نشيد العلم
نحن جند الله جند الوطن
ان دعا داعي الفدا لم نخن نتحدى الموت عند المحن
نشتري المجد بأغلى ثمن، هذه الأرض لنا
فليعش سوداننا علما بين الأمم يا بني السودان هذا رمزكم يحمل العبء ويحمي أرضكم
يا بني السودان هذا رمزكم يحمل العبء ويحمي أرضكم.
مقرونا بعزف نشيد العلم، بمشاركة كوكبة من أبنائنا وبناتنا ( أحمد بابكر، رحمة طارق وأحمد طارق).
وحتى لا نبخس الناس أشياءهم، فالقصيدة من تأليف الشاعر أحمد محمد صالح المولود بأمدرمان والمرفقة صورته أدناه:
وتلحين الموسيقار العقيد أحمد مرجان من سلاح الموسيقى، (ولد في الكوّة بالنيل الأبيض)
ومع الانشاد، قام الجمع تقديرا للعلم، وفي النفس شيء من الألم والمرارة فيما تمرّ به بلادنا من محدثات ما عرفناها ولا شغلنا بها البال يوما، لا شك أن الدمع قد وجد طريقه لعيون البعض سبيلا.
ثم تناول الجمع أطراف النقاش حول الوضع الراهن في البلاد، ماذا يمكن تقديمه للأرامل والثكالى واليتامى ممن خلفهم مكر الجنرالين عليهما لعنة الله الى يوم يبعثون على ما اركبوه من جرم في البلاد والعباد، ومن خلف جنرال الجيش ذاك الشيطان الكيزاني المختبىء خلف الجيش ينفخ كير الحرب التي أحرقت البلاد وأحالتها الى ركام. ومن خلال المتحدثين والمتحدثات وتعليقاتهم استقر الأمر الى أن نقوم بعمل أكثر جدية ودونما ملل، نبذل فيه الجهد والفكر ما أمكن مساهمة من كوكبة بيرغن تجاه بلادنا، وقادمات الأيام تشهد على ذلك.
بعدها أدارت الأخت هويدا فيصل الحوار في اللّمة، ثم اردفت بأنه من الضروري القيام بنشاط أكثر يليق بمجتمع السودانيين في بيرغن، وأفصحت حديثها بمناشط جمعية الكنداكيز خلال الفترة السابقة والمتمثلة في وقفات احتجاجية ومناشط أخرى لمصلحة وطننا الغالي، واقترحت بأن يعمل الكل على المساهمة في تسيير مستشفى للأطفال في أمدرمان ، وذاك ما نقوم الجميع بمتابعته في قادمات الأيام. بعدها تولت الأخت هويدا توزيع الفرص للراغبين في التعليق والاضافة: في السياق شارك الأخ عبد الرحمن احمد حسن بتعليق مختصر ومركز على ما قيل وشدد على ضرورة اسماع صوتنا للمجتمع النرويجي وعبره الى السلطات لحثهم على المزيد من التركيز تجاه مشكل السودان العصي، وقد أمّن الجميع المقترح.
بعده شاركت الأخت هاجر زين العابدين، بحديث مركز ورأت أن الانتقادات الكثيرة التي يوجهها البعض تجاه من يقومون بعمل ما أو فكر، أمر غير حميد، وأيد التجمع رأيها والقول بعدم الاكتراث للنقد بل ان نعتبر النقد البناء كطريق لإصلاح العطب، أما غيره فيعتبر غثا لا يستحق الالتفات اليه.
واختتمت المجموعة دعوتها بقصيدة رائعة من الأخت عفاف زروق.
فلتحية للكنداكيز، واعتقد بأن لديهن المزيد.. ونأمل أن يجارين نساء ليبيريا الدولة الأفريقية التي انهكتها الحرب وفشلت أحرابها وسياسيها إيقاف الحرب الليبيرية التي نشبت في العام 1999 وانتهت في العام 2003 (عام نشوب حرب دارفور الأولى). يومذاك كونت نساء ليبريا منظمة اسموها (المجموعة النسائية الليبيرية من أجل السلام)، وهي مجموعة ذات خلفيات طبقية واثنية ودينية مختلفة، استطاعت أن توقف الحرب وتصل ببلادها الى اتفاقية سلام شامل. على إثرها نلن جائزة نوبل للسلام التي تنظمها أوسلو، ويوم استلام الجائزة وأمام لجنة الجائزة والحضور، خرت سيدة ليبيرية مسلمة ساجدة حمدا لله ان كتب لها الحياة لترى السلام يتحقق على ايديها وأيدي زميلاتها.
فهل أنتن يا نساء بلادي أقل شأنا؟ اعتقد كلا، اذن نحن في انتظار المزيد، فإنني أرى ثمة شمس تشرق في الأفق القريب القريب ، وأخالها شمس السودان الجديد، ليكون عام 2025 عام يغاث فيه الناس وفيه يعصرون.
عبد المجيد دوسة المحامي
majeedodosa@gmail.com