شبكة انباء العراق:
2025-04-17@07:57:02 GMT

هل نحن من سلالة الكوكا ؟

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

اغرب ما عرفناه مؤخراً هو هذا التشابه الكبير بيننا وبين حيوان استرالي مهدد بالانقراض. اسمه: (الكوكا)، ولا علاقة له بالكوكا كولا، فاسمه باللغة الإنجليزية: (quokka). أي: (كواكا)، وهي قريبة من المفردة العراقية (كَوّاك) بفتح الكاف وتشديد الواو. وتعني: بخير. .
لكن العرب وحدهم يسمونه: (كوكا).

وله أسم آخر غير شائع هو: (الدَّلِخ). ويعد من فصيلة الكنغريات. .
مشكلة هذا الحيوان انه ودود إلى ابعد الحدود، ومرح ولطيف ومبتسم ومتسامح وساذج، فهو لا يميز بين عدوه وصديقه، ولا يتردد عن تكرار تجاربه الفاشلة مع بقية المخلوقات، ربما يظن انها من فصيلته، فتراه يميل إلى اللعب مع الأفاعي والعقارب من دون ان يدرك انها مفترسة وعدوانية، فتقتله وتلتهم صغاره، وتستحوذ على بيته، وهكذا تقوده سفاهته إلى حتفه في كل مرة، ومع ذلك يصر على مواصلة اللعب مع الأفاعي حتى لو خسر حياته، وحتى لو فقد صغاره. وهو الآن مهدد بالانقراض والفناء بسبب سذاجته وطيبة قلبه. .
نحن (العرب) في هذا الزمن العجيب نتصرف كما (الكوكا). لا نعرف عدونا من صديقنا. وأحياناً نتصرف على العكس. نخاف الفرح، ونخشى البهجة، ونتمسك بالقتامة في كل شيء. إذا ضحكنا نستغفر، فنقول: (اللهم اجعله ضحك خير). قلوبنا نظيفة تماماً مثل قلوب الأسماك. نتحالف بكل عفوية مع القوى المعادية لنا، على الرغم من اننا نعلم انهم يريدوننا مرضى حتى يبيعوننا الدواء، وفقراء حتى يبيعوننا الغذاء، ويريدوننا متناحرين حتى يبيعوننا السلاح، ومنقسمين حتى يضمنوا لنا البقاء. .
اما رجال السياسة فهم عندنا كما القرود، إذا تشاجروا افسدوا الزرع، واذا تصالحوا أكلوا المحصول. عقولهم مغلقة حتى لو كانت وسائل المساعدة متاحة تحت أقدامهم. .
لقد زحفت علينا الزواحف الآن فاستولت على القنيطرة، وتوغلت في ريف دمشق، وتوجهت صوب درعا، والتفت حول السويداء، ومازالت قبائل الكولا العربية ترقص وتضحك وتطلق العيارات النارية في الساحات والشوارع للتعبير عن سعادتها من دون ان تنتبه للأفاعي والعقارب التي تسللت اليها من كل حدب وصوب. .
ولله في خلقه شؤون. . .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

عظمة فك غامضة تكشف عن سلالة بشرية عمرها 190 ألف سنة

كشفت تحاليل جزيئية حديثة أن عظمة فك سُفلي عُثر عليها قبالة سواحل تايوان تعود لما يُعرف بـ"إنسان الدينيسوفا"، وهو فرع غامض من سلالة البشر الأوائل، ولا يُعرف سوى القليل عن سماتهم التشريحية من ضمن مجموعة قليلة من المستحاثات النادرة التي عادة ما تظهر في الصقيع البارد من صحاري سيبيريا في قلب روسيا.

ويُعد هذا الكشف دليلا حاسما على وجود هؤلاء البشر في شرق آسيا، ورغم تعذّر استخراج الحمض النووي من العينة، فإن العلماء تمكنوا من تحديد نوعين من البروتينات داخل ميناء الأسنان (الطبقة الخارجية الصلبة التي تُغلف تاج السن)، وهي بروتينات سبق ربطها حصريا بالدينيسوفيين فحسب.

وأظهرت التحاليل أيضا أن العينة تعود لذكر، وذلك من خلال بروتينات مرتبطة بالكروموسوم "واي". وقد واجه الباحثون صعوبة في تحديد عمر العظمة بدقة نظرا لعدم إمكانية استخدام وسائل التأريخ التقليدية، إلا أن تحليل الأحافير الحيوانية المصاحبة يشير إلى أن عمرها قد يصل إلى 190 ألف سنة، مما يفتح المجال لاحتمال كونها أصغر أحفورة معروفة لإنسان دينيسوفا حتى اليوم.

وقد عاش الجنس الإنساني على الأرض قبل نحو مليونين و400 ألف سنة، ويعتقد العلماء أنه انتشر بشكل أساسي في جوانب قارة أفريقيا، ويضم عائلات مثل النياندرتال والدينيسوفان. وقبل نحو 500 إلى 600 ألف سنة ظهر البشر الحاليون، أو ما يسميه العلماء في هذا النطاق "الإنسان العاقل".

تبقى البقايا الأحفورية المرتبطة بهذه السلالة محدودة للغاية (ثيلو بارج) سلالة غامضة واسعة الانتشار

وتأتي أهمية هذا الكشف في كونه يوسّع النطاق الجغرافي المعروف لإنسان دينيسوفا، إذ تُعد هذه العينة رابع دليل أحفوري معروف حتى الآن، إلى جانب عينات من كهف دينيسوفا في سيبيريا، وكهف "بايشيا كيرست" في هضبة التبت، وربما كهف كوبرا في لاوس.

إعلان

ويمتد الفارق الجغرافي بين أقدم وأحدث هذه المواقع إلى نحو 4500 كيلومتر، مما يعكس قدرة هذه السلالة البشرية القديمة على التكيف مع بيئات متباينة تتراوح بين البرودة الجبلية في التبت والرطوبة الاستوائية في جنوب شرق آسيا.

ورغم تزايد الأدلة على انتشارهم، لا يزال إنسان دينيسوفا واحدا من أكثر فروع البشر القدماء غموضا، فقد عُثر على أول دليل لوجودهم مصادفة عام 2010 من خلال حمض نووي عُثر عليه في كهف بسيبيريا، وكانوا قد تزاوجوا مع الإنسان الحديث قبل أن يختفوا لاحقا لأسباب لا تزال غير مفهومة.

وتبقى البقايا الأحفورية المرتبطة بهذه السلالة محدودة للغاية، ومُقتصرة على شظايا من العظام والأسنان، دون أي هيكل عظمي مكتمل حتى اليوم، مما يعيق فهم شكلهم الجسدي أو أسلوب حياتهم بدقة. غير أن الدراسة الحديثة تُشير إلى أن فك الذكور لديهم كان عريضا، وأسنانهم كانت أكبر حجما من تلك الموجودة لدى الإنسان اليوم.

أما آخر أحفورة مؤرخة بالدقة العلمية فهي قطعة ضلع من كهف "بايشيا"، تعود إلى نحو 40 ألف عام، ورغم انقراضهم، فإن إرثهم الجيني لا يزال قائما وفقا لتحاليل الحمض النووي. فقد أثبتت الدراسات الوراثية أن بعض الشعوب في شرق وجنوب شرق آسيا تحمل آثارا من الحمض النووي لهم، وهو ما يُعد دليلا على تداخل الماضي السحيق في تشكيل الحاضر.

مقالات مشابهة

  • عظمة فك غامضة تكشف عن سلالة بشرية عمرها 190 ألف سنة