مدربون وطنيون: جماعية الأداء واستعادة الثقة والحاسة التهديفية أبرز مكاسب الأحمر في خليجي 26
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
أثمرت نسخة كأس خليجي زين 26 التي اختُتمت منافساتها مؤخرا بدولة الكويت الشقيقة مكاسب فنية عديدة خرج بها منتخبنا الوطني من هذه البطولة التي حل فيها وصيفا عقب خسارته المباراة النهائية أمام المنتخب البحريني الشقيق بهدفين لهدف والتي أقيمت مساء السبت الماضي على أرضية استاد جابر الدولي بالعاصمة الكويتية الكويت.
واستطلعت "عمان" آراء وردود أفعال ثلة من المدربين الوطنيين الذين يمتلكون باعا طويلا في الساحة التدريبية حيث سألتهم حول تقييمهم للمستويات الفنية العامة التي ظهر بها منتخبنا الوطني في منافسات كأس خليجي زين 26 بالكويت، فضلا عن وقوفهم على أبرز المكاسب الفنية التي خرج بها الأحمر من خلال هذه المشاركة، وفيما يلي نستعرض آراء وردود أفعال خمسة من المدربين الوطنيين على النحو التالي.
انسجام بين الخطوط
أعرب المدرب الوطني مصبح بن هاشل الرشيدي عن فخره واعتزازه بالمردود الإيجابي والمستويات الفنية المشرّفة التي أظهرها منتخبنا الوطني في منافسات كأس خليجي زين 26 بالكويت، وفي هذا الشأن علّق قائلا: أثبت منتخبنا الوطني قدرته على تقديم كرة قدم رفيعة المستوى خلال منافسات بطولة كأس خليجي زين 26 التي اختتمت مؤخرا بدولة الكويت الشقيقة، حيث نجح في الوصول إلى المباراة النهائية التي واجه خلالها المنتخب البحريني الشقيق.
وتابع الرشيدي قائلا: هذا الإنجاز يعكس مدى تطور الأداء الجماعي والقدرات الفردية للاعبي الفريق تحت قيادة الجهاز الفني ممثلا في المدرب الوطني الوحيد بالبطولة رشيد جابر.
وحول قراءته الفنية لخطوط منتخبنا الوطني الثلاثة أوضح الرشيدي قائلا: تميز الخط الدفاعي بالصلابة والثبات والتماسك بالإضافة إلى التنظيم العالي، حيث نجح في تقليل الأخطاء الدفاعية والحد من خطورة مهاجمي الخصوم، واعتمد الدفاع على قوة الثنائي محمد المسلمي وأحمد الخميسي في متوسطي قلب الدفاع والتغطية الجيدة من الأظهرة التي ساهمت أيضا في تفعيل الشق الهجومي.
وأضاف: أما خط الوسط فكان بمثابة مفتاح الإبداع والتحكم والقوة المحركة لمنتخبنا الوطني، حيث أظهر اللاعبون قدرة مميزة على السيطرة على الإيقاع وتوزيع اللعب بشكل متوازن بين الدفاع والهجوم، كما ساهمت الشراكة بين اللاعبين في خلق فرص حاسمة وتنظيم اللعب خلال المباريات.
وزاد: أما خط الهجوم فتمتع بالفعالية واستغلال الفرص، وأظهر المهاجم عصام الصبحي أداء قويا في ترجمة الفرص المواتية إلى أهداف، مع تنوع في طرق التسجيل سواء من الكرات العرضية أو التسديدات البعيدة، كما استفاد الفريق من سرعة الأجنحة والتمركز الجيد للمهاجمين داخل منطقة الجزاء.
وتعقيبا حول أبرز المكاسب الفنية لمنتخبنا الوطني في بطولة كأس خليجي زين 26 بالكويت لفت الرشيدي قائلا: لعل اللعب الجماعي والانسجام بين الخطوط الثلاثة عطفا على تنويع اللعب من خلال التغيير بين أسلوب اللعب السريع والهجمات المرتدة وبين السيطرة على الكرة في وسط الملعب، بالإضافة إلى استغلال الكرات الثابتة الهجومية هي من بين أبرز المكاسب الفنية التي خرج بها منتخبنا الوطني من مشاركته بكأس خليجي زين 26 بالكويت.
وأكمل الرشيدي مساحة حديثه بالقول: كان الشارع الرياضي في سلطنة عمان يتطلع إلى تتويج هذا الأداء المميز الذي ظهر عليه منتخبنا الوطني في كأس خليجي زين 26 بالكويت بالظفر بلقب البطولة، خاصة مع الدعم الجماهيري الكبير والثقة التي يتمتع بها اللاعبون، ولكن قدّر الله وما شاء فعل، وعلى الجهاز الفني أن يبني على هذا العمل والأداء الذي ظهر عليه منتخبنا خلال هذه البطولة في الاستحقاقات القادمة.
استعادة الثقة
أشاد المدرب الوطني سهيل الرشيدي بالمستوى الفني الذي ظهر به منتخبنا الوطني في منافسات كأس خليجي زين 26 بالكويت واصفا إياه بفوق الجيد، وفي هذا الإطار علّق الرشيدي قائلا: خرجنا بمكتسبات عديدة من هذه المشاركة من بينها استعادة الثقة في قدرتنا على تقديم أداء ممتع ومتوازن واستعادة المهاجم عصام الصبحي لحاسة التهديف، واكتشاف بعض اللاعبين الجيدين من بينهم ثاني الرشيدي، والظهور المميز لأغلب لاعبينا.
وتابع: أرجو العمل على هذه المكتسبات والسعي الدؤوب والحثيث لتطويرها وتعزيزها بما يخدم منظومة العمل الجماعية لمنتخبنا الوطني ويضطلع بمهام ومسؤوليات تجويد قدرات وإمكانيات لاعبينا، تمهيدا لاستئناف رحلة منافسات التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المقررة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وأتم: الوسط الرياضي برمته رفع سقف التوقعات والتطلعات عاليا في أعقاب المشاركة الناجحة لمنتخبنا الوطني في منافسات كأس خليجي زين 26 بالكويت؛ نظرا للمستويات الفنية المشرّفة التي أبانت علو كعب الأحمر مؤخرا والتي بطبيعة الحال تؤهله لتقديم وجه مغاير يعكس حجم الطموح في إكمال المشوار المتبقي من مباريات التصفيات.
توازن منظومة الدفاع والهجوم
عزا المدرب الوطني الأسبق عبدالرحيم الحجري المستويات الفنية الرائعة التي أظهرها منتخبنا الوطني في منافسات كأس خليجي زين 26 بالكويت إلى جماعية الأداء وتوازن المنظومتين الدفاعية والهجومية التي عكست لحمة وترابط الفريق وتجلى من خلالها الاتزان والانضباط التكتيكي على حد وصفه وتعبيره.
وقال الحجري في معرض حديثه لـ"عمان": إن ما ميز منتخبنا الوطني في مباريات كأس خليجي زين 26 بالكويت هو التحولات الهجومية السريعة، مثمنًا في الوقت عينه عمل المدرب الوطني رشيد جابر في هذا الجانب، ومشددا على أهمية المرحلة المقبلة التي تتطلب إرساء دعائم الهوية الفنية للأحمر داخل المستطيل الأخضر عبر تجهيز 22 لاعبا يتمتعون بذات الجودة الفنية المقاربة لمستويات وعطاءات النجوم الموجودين في القائمة الأساسية، والهدف من هذه الاستراتيجية هي إبقاء جميع العناصر على مسافة واحدة من التألق المشترك، وعدم حصر قائمة الأحمر على عناصر محددة.
وأشار الحجري إلى أن منتخبنا الوطني خرج بمكاسب إيجابية عدة من مشاركته في منافسات كأس خليجي زين 26 التي اختُتمت مؤخرا بدولة الكويت الشقيقة، وفي هذا الصدد أفصح قائلا: أثمرت منافسات كأس خليجي زين 26 بالكويت مكاسب عدة من ضمنها تأقلم المجموعة مع بعضها بعضًا، وارتفاع منسوب الثقة بالنفس لدى اللاعبين، ناهيك عن تألق نجوم بعينهم في هذه البطولة على غرار عبدالرحمن المشيفري وأرشد العلوي وجميل اليحمدي والمنذر العلوي بالإضافة إلى عصام الصبحي.
واختتم الحجري مساحة حديثه بالقول: استطاع نجومنا مقارعة أعتى المنتخبات وأكثرها ندية وشراسة في منافسات كأس خليجي زين 26 بالكويت، مما ينبئ بمؤشرات إيجابية طيبة حول قدرة منتخبنا الوطني على العودة بمستويات فنية أقوى فيما تبقى من مباريات التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المقررة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
محوا الصورة الباهتة
أكد المدرب الوطني الأسبق مبارك سلطان بأن نجوم منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم تمكنوا من محو الصورة الباهتة التي ظهروا عليها في مباريات المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026، وذلك بعد المستويات الفنية اللافتة التي قدموها في منافسات كأس خليجي زين 26 بالكويت.
وأردف المدرب الأسبق قائلا: تغيّرت مستويات المنتخب الوطني مائة وثمانين درجة في منافسات كأس الخليج وهو ما ألغى الظهور الشاحب والأداء القاتم الذي كان بمثابة نقطة سوداء في مشوار منتخبنا الوطني بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وتابع: ما زال المدرب الوطني رشيد جابر بحاجة إلى الوقت لتقييم فترة عمله على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم، وعلى الصعيد الشخصي أراه قد أحدث طفرة هائلة وقفزة نوعية في الأداء مكنته من نقل منتخبنا إلى مستويات أعلى في غضون فترة قصيرة، وهو أمر يُحسب له بعدما طالته عصا الانتقادات اللاذعة في مباريات التصفيات.
وحول أبرز المكاسب الفنية والدروس المستفادة من كأس خليجي زين 26 بالكويت أفصح مبارك سلطان قائلا: لا شك أن ارتفاع المستوى الفني لمنتخبنا الوطني واستعادته لبريقه وهيبته ومستوياته المعهودة هي من بين أبرز المكاسب الفنية المثمرة التي تجلت في منافسات كأس خليجي زين 26 التي اختُتمت منافساتها مؤخرا بدولة الكويت الشقيقة، لافتا في السياق ذاته إلى أن كسر منتخبنا الوطني للحاجز النفسي في بطولة كأس الخليج أفضى إلى المستويات الفنية المشرّفة التي قدمها في منافسات البطولة، ناهيك عن بروز بعض العناصر واستعادة المهاجم عصام الصبحي للحاسة التهديفية التي افتقدها طويلا وبالأخص في مباريات التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 المقررة بالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
وأتم مبارك سلطان مساحة حديثه بالقول: منتخبنا الوطني أثبت احترامه أمام جميع المنتخبات وأظهر علو كعبه في منافسات كأس خليجي زين 26 بالكويت، وآمل أن يغزل على نفس المنوال من النهج ووتيرة العمل خلال مشواره المتبقي من مباريات تصفيات كأس العالم 2026، بحيث يستمر في إظهار الأداء الرجولي والروح القتالية العالية وشخصية الفريق البطل التي كانت السمة البارزة التي غلّفت طابع أدائه في مباريات خليجي 26.
توظيف نموذجي للقدرات
لفت المدرب الوطني الأسبق سليمان بن خايف الناصري إلى أن توظيف المدرب الوطني رشيد جابر للعناصر واستغلال قدرات وإمكانيات نجومنا أدى إلى تفجير المخزون الإبداعي لمنتخبنا الوطني في منافسات كأس خليجي زين 26 التي اختُتمت منافساتها مؤخرا بدولة الكويت الشقيقة.
وقال الناصري في حديث خصّ به "عمان": إن توظيف رشيد جابر لعناصر منتخبنا الوطني واستثمار قدراتهم وإمكاناتهم الكامنة داخل المستطيل الأخضر كانت من بين أبرز العوامل التي قادت الأحمر لتحقيق معادلة النجاح المطلوبة في منافسات كأس خليجي زين 26 بالكويت، لافتا في السياق ذاته إلى أن الأحمر ظهر بصورة جيدة في جميع المباريات التي خاضها في البطولة، مشيرا إلى أن الأخطاء الدفاعية التي ارتكبها الفريق في النهائي أمام منتخب البحرين الشقيق حرمته من التتويج بلقب البطولة.
وعدَّد الناصري أبرز المكاسب التي خرج بها منتخبنا الوطني خلال مشاركته في منافسات كأس خليجي زين 26 بالكويت، بقوله: تتمثل أبرز المكاسب الفنية التي خرج بها منتخبنا الوطني في مشاركته بكأس خليجي زين 26 بالكويت في إتقان عملية التحولات الهجومية السريعة ونموذجية توظيف المدرب رشيد جابر لقدرات وإمكانيات اللاعبين لا سيما فيما يتعلق بالسرعة الانتقالية للاعبين خصوصا في الثلث الأخير من ملعب الفريق المنافس بفضل المهارة الفردية العالية للاعبين والثقة التي غرسها المدرب رشيد جابر في اللاعبين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مباریات التصفیات لمنتخبنا الوطنی المدرب الوطنی عصام الصبحی فی مباریات رشید جابر إلى أن فی هذا من بین
إقرأ أيضاً:
اللغة وتقبّل المجتمع أبرز التحديات التي تواجهها المرأة العربية بألمانيا
برلين – تحديات عدة تواجه المرأة العربية في ألمانيا تجعلها تعيش حالة من الغربة المزدوجة، إذ تحاول من جهة الحفاظ على هويتها العربية التي نشأت عليها، ومن جهة أخرى التأقلم مع مجتمع غربي بثقافته المختلفة وأسلوب حياته المغاير، وذلك على الرغم من درجة التمايز في التجارب الشخصية والمعرفية.
وتعد ألمانيا من أكثر الدول جذبا للمهاجرين، بمن فيهم النساء العربيات اللواتي قدمن لأسباب متنوعة، مثل الدراسة أو العمل أو اللجوء.
ومع تزايد عدد أفراد الجالية العربية تسجل المرأة العربية حضورا أكبر في مختلف مجالات الحياة رغم الصعوبات التي تواجهها في البداية من حيث التكيف مع المجتمع ومواجهة التحديات أو استغلال الفرص المتاحة.
تعد اللغة الألمانية من أبرز العقبات التي تواجه المرأة العربية، إذ إنها أساس التواصل اليومي والاندماج في سوق العمل والمجتمع، لكن كثيرا ما ترتبط هذه المشكلة بالعنصر الزمني المطلوب لتعلم لغة البلد الجديد، لكن هناك جانب آخر يواجه العديد من النساء ويكمن في صعوبة التوفيق بين الحياة الأسرية والطموح المهني.
وتلخص ماسا تيفور التحديات التي تواجه المرأة العربية في ألمانيا في صعوبة تعلم اللغة الألمانية وقلة المعارف لممارسة اللغة معهم.
وتقول تيفور للجزيرة نت "رغم وجودي في ألمانيا منذ 10 سنوات فإنني لا أملك سوى صديقين ألمانيين وألتقيهما مرة كل بضعة أشهر، كما أنني شعرت بصعوبة إيجاد مكاني في هذا المجتمع، فأنا أتعرض للانتقاد من الألمان لأنني عربية، ومن العرب لأنني متأقلمة مع الحياة في المجتمع الألماني، لذا لا أشعر بالانتماء لأي من المجتمعين".
إعلانأما منال عبد الحفيظ شريدة -وهي مترجمة لغوية- فتقول إن "التحدي كان في قبول المجتمع الألماني لي كامرأة عربية، لكن الأمر كان أسهل نسبيا بالنسبة لي لأنني لا أرتدي الحجاب، ومع ذلك، فإن الحفاظ على هويتي كامرأة عربية كان تحديا كبيرا، لأنني لا أرى الاندماج ضرورة تعني الانصهار في المجتمع الألماني أو تبني عاداته بالكامل".
وأضافت شريدة للجزيرة نت أن تربية الأبناء في هذا المجتمع تشكل تحديا آخر، إذ يفرض المجتمع المشاركة في تقاليده مثل الاحتفال بأعياد الميلاد، وهو ما قد يضع الأطفال في مواقف محرجة أمام زملائهم الألمان "لكننا نحرص على توضيح موقفنا لهم، ونعرّفهم أيضا بأعيادنا الإسلامية".
من جهتها، ترى المسؤولة النسائية والإعلامية في الهيئة الإدارية للجالية الأردنية سوسن الحمود أن من أكبر التحديات المرأة في ألمانيا هو التوفيق بين العمل والأسرة.
وقالت سوسن للجزيرة نت "في بلادنا العربية هناك دعم عائلي قوي من الجدة، العمة، أو الأخوات في رعاية الأطفال، بالإضافة إلى توفر مربيات وعاملات منازل بأجور معقولة، أما في ألمانيا فإن الاعتماد على خدمات الرعاية المنزلية مكلف للغاية، إذ يتم احتساب الأجور بالساعة، مما يشكل عبئا ماليا على الأسر".
وأضافت أن "اختلاف الثقافات يلعب دورا كبيرا، فمن الصعب الحفاظ على ثقافة البلد الأم بالكامل لأننا نعيش في مجتمع منفتح، مما يجبرنا على البحث عن حلول وسطية".
ورغم التحديات فإن ألمانيا توفر العديد من الفرص التعليمية والمهنية للنساء من خلال الجامعات والمعاهد وبرامج التدريب المهني، كما تقدم الحكومة برامج لدعم المرأة في مجالات التعليم والعمل ورعاية الأطفال، إلى جانب دعم منظمات المجتمع المدني للنساء المهاجرات.
بدورها، تقول رشا ديب الفنانة التشكيلية التي وصلت إلى ألمانيا قبل 10 سنوات إن "البيئة الألمانية توفر فرصا متعددة، ومع ذلك فمدى استفادة المرأة العربية من هذه الفرص تعتمد على قدرتها على الاندماج مع المجتمع الألماني".
إعلانوأضافت ديب للجزيرة نت أن تعلم اللغة الألمانية كان تحديا كبيرا بالنسبة لها كونها بدأت باستخدام الإنجليزية في البداية، ثم أدركت أن إتقان الألمانية كان ضروريا لتحقيق النجاح المهني والاجتماعي.
ويشهد تمكين المرأة في ألمانيا تطورا متزايدا، مما يفتح آفاقا جديدة للنساء العربيات، خاصة في ريادة الأعمال والعمل الحر، إذ توفر الحكومة الألمانية دعما ماديا وإرشاديا للراغبات في بدء مشاريعهن الخاصة.
وتقول ديب إن "الهجرة منحتني فرصة لإعادة تشكيل أفكاري وأسلوب عملي الفني، لقد ساعدتني هذه التجربة في التعبير بحرية عن القضايا الاجتماعية والسياسية التي تهم المرأة، كما أضافت بعدا جديدا إلى أعمالي الفنية".
وتواجه المرأة العربية تحديات إضافية عند تولي مسؤولية الأسرة بمفردها، إذ ترى لونا قزاز أن التحدي الأكبر يتمثل في "إدارة حياتي كأم وحيدة مسؤولة عن أطفالي، الصعوبات التي واجهتها شملت تعلم اللغة، والتعامل مع مجتمع مختلف تماما في عاداته وتقاليده، لكن التحدي الأكبر كان الصور النمطية، إذ واجهت رفضا متكررا من الشركات عند التقدم للعمل، فقط لأنني محجبة".
أما ماسا تيفور فتشير إلى الضغط الاجتماعي الذي تعاني منه الفتاة العربية في ألمانيا، قائلة إن "هناك توقعات لا تنتهي، الأهل ينتظرون من ابنتهم أن تكون قوية وتدعمهم، في حين يتوقع المجتمع الألماني أن تكون مستقلة تماما، وأن تحقق نجاحا مهنيا وإلا فلن تعتبر ناجحة وفقا لمعاييره".
ورغم التحديات المتعددة التي تواجهها المرأة العربية في ألمانيا فإن الفرص المتاحة تمكّنها من تحقيق ذاتها على الصعيدين المهني والاجتماعي شرط قدرتها على مواجهة الصور النمطية، وكذلك التوفيق بين هويتها وثقافة المجتمع الجديد، والاستفادة من الفرص المتاحة.
إعلان