لبنان ٢٤:
2025-01-10@11:44:39 GMT

خطاب القسم خارطة طريق إنقاذية

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

لم يكن خطاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون عاديًا، بل هو خارطة طريق إنقاذية. فالمكتوب يُقرأ من عنوانه. ففي هذا الخطاب، الذي لا يشبه أي خطاب قسم آخر، قد وضع الأصبع على كل الجراح. وأعطى صورة متكاملة عمّا سيكون عليه العهد الجديد. لم يترك الرئيس عون تفصيلًا مما يعانيه لبنان منذ أكثر من ثلاثين سنة إلا وأرفقه بتعهدات استثنائية.

فما جاء فيه من أوله إلى آخره يُظهر كم هو ملمّ بكل شاردة وواردة. لم يكتفِ بعرض الكمّ الهائل مما يعانيه لبنان من مشاكل وأزمات، بل كان له في كل محطة أكثر من حل. وللمرة الأولى شعر اللبنانيون بأن التعهدات الرئاسية آيلة إلى التطبيق على أرض الواقع. ولكثرة هذه الأزمات المتشابكة والمتداخلة والمعقدة فإن الحلحلة لن تبصر النور بين ليلة وضحاها، بل تحتاج إلى الكثير من الصبر والعناية والمتابعة. وهذا الأمر لن تقتصر مفاعيل تطبيقه على الرئيس الجديد لوحده، بل يحتاج إلى كل تعاون ممكن، بدءًا من شخص رئيس الحكومة، الذي سيكّلف تشكيل الحكومة، ومرورًا بمجلس النواب، وانتهاء بالأحزاب السياسية والمجتمع المدني والهيئات الاقتصادية بكل فروعها.

فالرئيس عون، الذي استطاع أن يحافظ على وحدة الجيش ومنعته وحصانته ومعنوياته وإبقائه أملًا لجميع اللبنانيين على مدى سنوات توليه قيادة المؤسسة العسكرية، ستكون له من دون أدنى شك بصمات أكيدة على مجمل الحياة السياسية انطلاقًا مما رسمه لنفسه من تعهدات سيبدأ بترجمتها تباعًا، ووفق أجندة الأولويات التي تفرضها التطورات المتلاحقة، خصوصًا أن في خطاب القسم أكثر من نقطة جوهرية تصلح لأن تكون أولوية بحدّ ذاتها.

ففي هذا القسم التاريخي أكثر من رسالة وأكثر من عنوان وأكثر من أمل بلبنان جديد. فاللبنانيون بكل تشعباتهم السياسية والحزبية مشتاقون إلى مثل هذا الدفق من العصف المعنوي، وهم الذين عانوا ما لم يعانه شعب آخر على مساحة الكرة الأرضية.

ففي عناوين هذا الخطاب غير المسبوق طيّ لصفحة لم تكن مشرقة وفتح أخرى يؤمل في أن تكون ناصعة البياض على عكس الأوراق، التي لم تعطِ عماد الجمهورية فرصة نقل لبنان إلى مكان آخر، خصوصًا أن ما رافق هذا الانتخاب من إرادة عربية ودولية لمساعدة اللبنانيين للخروج من دوامة أزماتهم، التي كانت تبدو حتى لحظة إعلان الرئيس بري بأنه قد أصبح لهم رئيس جديد.

 ففي هذه العناوين العريضة ما يؤشّر إلى "أن مرحلة جديدة من تاريخ لبنان تبدأ اليوم"، ممارسًا "صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة كحكم عادل بين المؤسسات". ولأنه يعرف أن أتى بفعل توافق داخلي دعا إلى "أن نكون جميعاً تحت سقف القانون وتحت سقف القضاء إذا أردنا أن نبني وطناً". وتعهد بأن يعمل "مع الحكومة المقبلة على إقرار مشروع قانون جديد لاستقلالية القضاء" وأن يطعن "بدستورية أي قانون يخالف أحكام الدستور"، وأن " يحترم فصل السلطات". ومما قاله عندما أعلن رفضه أن "لا مافيات ولا بؤر امنية بعد اليوم ولا تهريب او تبييض اموال او تجارة مخدرات او تدخل في القضاء"، قوبل بتصفيق حار. 
ومما تعد به أيضًا "ان نعيد هيكلة الادارة العامة ونقوم بالمداورة في وظائف الفئة الاولى وان يتم تعيين الهيئات الناظمة. ولم يكتفِ بتأكيد  "حق الدولة في احتكار حمل السلاح"، بل دعا الى "مناقشة سياسة دفاعية متكاملة كجزء من استراتيجية الامن الوطني بما يمكّن الدولة اللبنانية من ازالة الاحتلال الإسرائيلي"، و"الاستثمار في الجيش لضبط الحدود ومحاربة الإرهاب وحفظ وحدة الأراضي اللبنانية".

في خطابه تعهد الرئيس عون "بإعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائيلي بشفافية"، مشدّدًا على "اقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية وبناء الشراكات الاستراتيجية مع دول المشرق والخليج العربي وشمال افريقيا".

ومن بين الأمور الكثيرة التي تعهد بها قال: "لدينا فرصة تاريخية لبدء حوار جدّي وندّي مع الدولة السورية بهدف معالجة كافة المسائل العالقة بيننا"، مؤكدًا "التمسك بالحفاظ على الاقتصاد الحر وعدم التهاون في حماية اموال المودعين".

وبالمختصر المفيد فإن ما ورد في كل كلمة من هذا الخطاب المسؤول هو تعبير ضمني عمّا يتوق إليه جميع اللبنانيين إلى أي حزب أو تيار سياسي انتموا. ويكفي أنه قوبل بتصفيق حار من قِبل جميع النواب، باستثناء الذين عزلوا أنفسهم في زوايا النسيان.

المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

مطالب نتنياهو من ترمب .. خارطة طريق إسرائيلية للهيمنة الإقليمية

سرايا - مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب؛ كشفت تقارير إعلامية متعددة، أبرزها تقرير لمجلة يسرائيل ديفينس ، عن نية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تقديم قائمة مطالب استراتيجية خلال أول قمة تجمعه بترمب، وذلك في سياق التوترات الإقليمية المتصاعدة، ومحاولة إسرائيل تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية جوهرية بدعم أمريكي.

وتتصدر قائمة مطالب نتنياهو قضية الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، حيث يسعى لاستغلال الزخم السياسي للضغط على الإدارة الأمريكية للمساعدة في إعادتهم.

وقد أشار الكاتب في مجلة يسرائيل ديفينس دان أركين إلى أن نتنياهو سيطلب من ترمب ممارسة نفوذه الدولي لتحقيق الإفراج عن الأسرى، مستغلًا العلاقات الوثيقة بينهما، في محاولة لاستثمار الملف لتحسين صورته الداخلية، والظهور كمدافع عن حقوق الإسرائيليين.

أما المطلب الثاني؛ فيتمحور حول مواجهة إيران وبرنامجها النووي، حيث يتوقع أن يطالب نتنياهو الإدارة الأمريكية بتبني موقف أكثر تشددًا، بما في ذلك إعادة فرض عقوبات مشددة والتهديد بإجراءات عسكرية.

ويُعد التوتر مع إيران جزءًا من استراتيجية إسرائيلية دائمة، تهدف لحرمان طهران من أي قدرة على تطوير سلاح نووي، رغم الانسحاب الأمريكي السابق من الاتفاق النووي خلال إدارة ترمب. وسيشير نتنياهو في قمته المفترضة مع ترمب إلى ضرورة تفعيل التنسيق الأمني مع حلفاء مثل الولايات المتحدة والسعودية لتحقيق ضغط مشترك على طهران.

وفيما يتعلق بالشق العسكري؛ يسعى نتنياهو إلى تعزيز القدرات العسكرية لجيش الاحتلال من خلال طلب تزويده بأسلحة متقدمة، أبرزها طائرات التزود بالوقود من طراز KC-46 التي تستخدم في العمليات البعيدة المدى، وطائرات مقاتلة متطورة من طراز F-15IA و F-35.

إضافة إلى ذلك؛ تشمل المطالب تزويد إسرائيل بقنابل بعيدة المدى بوزن يصل إلى طنين، تم تجميد تسليم بعضها خلال إدارة الرئيس جو بايدن، في إشارة واضحة إلى نية إسرائيل توجيه ضربات محتملة ضد أهداف بعيدة مثل إيران.

وعلى الصعيد السياسي؛ يسعى نتنياهو لاستغلال العلاقة الوثيقة مع ترمب للضغط باتجاه تطبيع العلاقات مع السعودية، حيث يراهن على رغبة ترمب في تحقيق إنجازات دبلوماسية كبرى في الشرق الأوسط، خصوصًا مع الإشارة إلى أن تطبيعًا من هذا النوع قد يواجه معارضة داخلية قوية داخل إسرائيل بسبب مطالب الفلسطينيين. كما أن تحقيق تطبيع كامل مع السعودية يمكن أن يمثل انتصارًا سياسيًا لنتنياهو، يساهم في تعزيز مكانته الداخلية.

كما تتضمن المطالب الإسرائيلية دعوة الولايات المتحدة لزيادة الضغط على الحوثيين في اليمن، حيث يعتبر نتنياهو أن الجماعة تشكل تهديدًا إقليميًا بسبب هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار البضائع عالميًا.

ومن المتوقع أن يشير نتنياهو إلى الحاجة لمشاركة الأسطولين الخامس والسادس الأمريكيين في عمليات عسكرية أوسع نطاقًا لردع الحوثيين، مما يعكس اهتمام إسرائيل المتزايد بالتهديدات البحرية وتأثيراتها الاقتصادية.

من الواضح أن هذه المطالب تهدف لتحقيق تفوق إسرائيلي مطلق في المنطقة، حيث تتلاقى المصالح الإسرائيلية مع استراتيجية ترامب الداعمة للنهج الصارم تجاه إيران. كما أن التشديد على قضايا الأمن الإقليمي واستهداف الحوثيين يتماشى مع أجندة أوسع تهدف لخلق تحالف إقليمي لمواجهة النفوذ الإيراني.

وختامًا، تعكس قائمة المطالب المتوقع أن يقدمها نتنياهو لترامب أولويات إسرائيل الاستراتيجية على مختلف الأصعدة، سواء العسكري منها أو السياسي، حيث يظهر التركيز على تعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي، وتقويض النفوذ الإيراني، والضغط لتحقيق مزيد من اتفاقيات التطبيع، في وقت تحاول فيه حكومة الاحتلال استغلال العلاقة الوثيقة مع ترامب لدفع هذه الأجندة قدمًا، إضافة إلى الرغبة الإسرائيلية في استمرار الدعم الأمريكي غير المشروط لتحقيق الهيمنة الإقليمية.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1343  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 08-01-2025 06:12 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
العثور على جثتين في حجرة معدات هبوط طائرة بأمريكا عارضة أزياء بريطانية تستأصل 8 أعضاء من جسمها للعلاج من السرطان الأيام البيض لشهر رجب 2025 وفضل صيامها هبوط اضطراري لطائرة تقل 173 راكباً .. حادث جديد يواجه بوينغ النائب الجراح يلعب "جواكر" أثناء مناقشة... مدير مكتب بشار الأسد: لا أجزم أنها لونا الشبل تعرضت... طبيبة تحذر الأردنيين من "لسعة الصقيع":... النائب الظهراوي لرئيس الوزراء:"أخذت سيارة... مصير مسؤولي النظام السوري الهاربين إلى روسيا... توقف الخدمة الصحية في مجمع ناصر الطبي باستثناء...هاليفي يتوعد بمواصلة الحرب في غزةإطلاق سراح الصحافية "سالا" المحتجزة في إيرانوزير الدفاع السوري: النظام البائد استعمل الجيش..."داخل مبنى منعزل" .. ضباط الأسد تحت...مجلس النواب: مطالبة بزيادة 100 دينار على رواتب...توغل جيش الاحتلال بمناطق في ريف القنيطرة ما حقيقة وقف النار في غزة لأسبوع مقابل قائمة...أونروا: "مسشفيات غزة أصبحت مصائد للموت" بالفيديو .. شاهد لحظة سقوط الفنان محمد رمضان من... أول تعليق من رنا سماحة بعد الانفصال باميلا الكيك تتحدث عن قناعها الشهير وسبب اختياره جوني ديب يحذر من عمليات احتيال تستهدف معجبيه زوجها كان وزيرا في عهد الأسد .. ممثلة سورية شهيرة... اتهامات للاحتلال بعرقلة تحقيقات أممية حول جرائم جنسية وتعذيب بحق الأسرى لتخطي الضائقة المالية .. برشلونة يبيع قميص ميسي ومقتنيات وعشب ومقاعد "الكامب نو" الاتحاد يقصي الهلال ويطير لنصف نهائي كأس خادم الحرمين فريق فني أردني لتقييم الشبكة الكهربائية السورية عبدالله القططي مدرباً لنادي الجزيرة "لم يستطع العيش بدونها" .. زوج مصري يقتل زوجته وينتحر شنقا ببث مباشر الحسناء راعية الأغنام تحصد ملايين المشاهدات وتصبح نجمة "تيك توك" تعرضت لخطأ طبي .. نجاة راقصة مصرية من الموت تحرش بقاصرات داخل مركزه وصورهن .. المؤبد لمحفظ قرآن في مصر تعليقاً على انتقادات ابنه .. والد ماسك للبريطانيين "تجاهلوه" واقعة غريبة .. موكل مصري يختطف محاميه بعد خسارته القضية كارثة تحل بعائلة برازيلية بسبب "كعكة عيد الميلاد" حسابات على فيسبوك لبيع الأطفال .. صدمة وتحرك في دولة عربية زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا ويخلف عشرات الضحايا عارضة أزياء بريطانية تستأصل 8 أعضاء من جسمها للعلاج من السرطان

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • عبد المسيح هنأ الرئيس عون: يدي ممدودة لفخامته لتحقيق كل ما ورد في خطاب القسم
  • شارل الحاج: خطاب الرئيس جوزف عون لامس وجدان كل لبناني أصيل
  • الثنائي: خطاب القسم .. إصلاحي ولكن
  • باسيل: عون أمام تحديات كبيرة أبرزها سوريا وإسرائيل
  • تصريح لافت لباسيل بعد انتخاب عون رئيساً: أتى بعملية تعيين وفرض!
  • الخازن: خطاب القسم يعِد بالكثير
  • ياسين يعلق على خطاب القسم... وهذا ما قاله
  • عون في خطاب القسم: اليوم بدأت مرحلة جديدة من تاريخ لبنان وهذا عهدي للبنانيين
  • مطالب نتنياهو من ترمب .. خارطة طريق إسرائيلية للهيمنة الإقليمية