نحن فى "مصر" فى أشد الإحتياج للإصلاح الثقافى قبل أن نتوجه إلى الأزهر الشريف، بتصحيح الخطاب الدعوى، وإنهاء عصر من الظلام الذى يقسم الوسط الثقافى على إتساع رقعته، سواء أدب، أو فنون، أو حتى الخطاب الدينى فى المساجد والزوايا، وفى مراكز خاصه تصدر الفتوى، دون حساب أو رادع من مؤسسات الدوله، المنوط بها حق الدفاع عن صحيح الدين الإسلامى خاصه!!.


وفى واقع الأمر ومن البديهى والمنطقى لأى نهضه فى أى مجتمع أو فى أى 
" قبيله " حينما تشرع فى إجراء إصلاحات ( لأعطاب الزمن عليها )،توجب أن تستنهض نفسها أولًا، بعزيمة رؤيتها وقوة إيمانها،وتُوَثقْ قدراتها على أنها قادرة على ( نفض غبار الزمن!! ) وتعديل مسارها، سواء السياسى أو الإقتصادى، من منطلق أن هناك لدى هذه ( القبيله ) أو الجماعه أو الدوله، حضارة وثقافه مُتَرْجمهَ ومعاصره، توارثتها عن طريق عقائدها وأديانها وعلومها وفنونها حتى فى "مواويلها الشعبيه" التى تروى على الربابة أو السمسمية سواء !!
وثقافه الأمه، تُنقلْ وتُدَرسْ وتُغرسْ فى المدرسه والبيت، وفى تجمعات الأولاد فى الأحياء أو المساجد والكنائس !
كل هذه الوسائط أعتقد بأن مسئوليتها متعدده وليست وزارة الثقافه وحدها بل والإعلام من أهم هذه الوسائط !!.
فلقد شاهدنا وقرانا عن "د.طه حسين، والعقاد، ود.زكى نجيب محمود، ونجيب محفوظ، توفيق الحكيم، والسحار، ود.إدريس، وانيس منصور ) وغيرهم سواء فى تسجيلاتهم للإذاعه أو التليفزيون أو فى تسجيل لهم فى أحاديثهم جعلت الأمه تتمسك بالتحول الإقتصادى من رأسمالى إلى إشتراكى، وجعلت الأمه تؤمن بنظرية الإنتماء الوطنى ( شديد العنصرية ! ) 
كما وَلَدتْ الثقافة رؤية ثابتة وموحدة نحو القومية العربية فى زمن "جمال عبد الناصر".
بل وصلت الثقافة فى صورها المختلفة إلى أنها أصبحت غذاء وعشاء الشعب..
وفى هذه الحقبات الزمنية قيل بأن "شعب مصر" يتغذى كرة قدم مع "محمد لطيف" ويتعشى "غناء أم كلثوم" ويستنهض بخطاب جمال عبد الناصر !!
كانت الثقافة الموجهة.. قادرة على أن تجعل الأمة  تقف وراء أية فكرة  وتحارب من أجل هذه الفكرة حاربت عقب تأميم قناة السويس سنة "1956" وحاربت فى "الوحدة سنة 1958 " وحاربت فى "بناء السد العالى" وحاربت فى "التأميم سنة 1961 " وإنتشرت من خلال تصدير إغنية إلى تصدير "قوات مسلحة وأسلحة" أرسلت إلى الجزائر والكونغو واليمن وغيرهم !!
حتى إنكسارنا فى 1967 كانت الثقافة تغذى المصريون بفكرة النكسة "وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة"!! "ويد تبنى ويد تحمل السلاح "وغيرها من كلمات حملتها الثقافة الموجهة إلى وجدان الأمة فإقتنعت بها وحملتها شعارًا!!.
وحتى بعد حرب 73 وبعد عقد إتفاقيات السلام وإنتقالنا إلى "سوق حرة" بدلًا من "سوق موجهة" كانت الثقافة هى العنصر الحامل للفكرة  السياسية والإقتصادية، وكان "الإعلام" هو المنبر وهو الباعث ولكن "الثقافة هى المادة" وليس بغريب أن كان الإعلام "نافذة الثقافة" وكانت الوزارة المسئولة هى وزارة الإرشاد القومى أو "الثقافة والإعلام" وكان الفصل بينهما ربما لأغراض أخرى ربما أهمها زيادة الحقائب الوزارية ومجاملة بعض الطامحين للمناصب !!

لكن نعود مره أخرى لأهمية "الإصلاح الثقافى" قبل التوجه(إلى الإصلاح الدعوى ) حيث أن الثقافه فى المحروسة لم تؤدى دورها فى ظل مسئوليات طالت لعشرات السنوات دون عناية ( بقصور الثقافه ) وبمكتبات القرى والنجوع التى ربما قد إهتمت بها الدوله بعد محرقه "قصر ثقافة بنى سويف" ورعايه خاصه من مؤسسة الرئاسه فى حينها تحت ضغط ضرورة الإهتمام "بالإصلاح الثقافى"!!.
فلا بأس من إقامة معارض للكتب، ومهرجانات للسينما، وإحتفالات بالأوبرا، ولكن فى غياب "الإصلاح الحقيقى" لعقل الإنسان المصرى، وتصحيح المسار بتفعيل الدستور والذى وافق عليه الشعب بالإجماع تقريبًا عام 2014 !!
!!

[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الْوَعْي الرَّقَمِيّ.. الْمَاهيّةُ وَاَلْأَهَمْيّةُ

استطاعةُ الفَرْدِ على توْظيف التكنولوجيا الرَّقميّة بتطبيقاتها المتباينة بما يُسْهم في تحقيق الغايات المنْشودة وبما يؤدي إلى تنمية الأبعاد المعرفيّة، والتقنيّة، والوجدانيّة، وفق معايير الأمن السلامة عبر الفضاء الرَّقميّ المفْتوح؛ فإن هذا يشير إلى الوعْي الرَّقميّ في صورته الكليّة، وهذا يؤدي بالمستخدم أن يُصْبحَ حيويًّا، بمعنى يمتلك من النَّشَاط المُسْتدام ما يجعله مُنْتجًا في أيّ مجالٍ نوْعيّ ينْتمي يُنْتسبٌ إليه.
إذا ما أمْعنَّا النَّظر في ماهية الوعْي الرَّقميّ نجد إنَّ البُعدَ الاجتماعي له دورٌ واضحٌ في تشكيل هذا النَّمط من الوعْي؛ حيث لا يتوقف الأمْرُ على تبادل الخبرات فقط، بل تتكون هناك علاقاتُ، وآلياتٌ للتواصل الاجْتماعيّ تسْمح بتعميق الخبرات في بعض الأحيْانِ، وتنحو بالفرد تجاه التَّعمَّقِ في مجال بعينه، وهنا نُدْركُ أهميّة هذا البُعد الذي قد يرْسُم مستقبل كثيرٍ من مُسْتخدمي التَّقنيّة الرَّقميّ عبر الفضاء المُتطوّر الذي يفيض بكثير من الخِبْرات المُتنوّعة.
نُشير إلى أن إدراك المُسْتخدم لكافة المخاطر التي قد تتأتَّى عبر التعامل مع صور البيئات الرَّقميّة المختلفة من مقومات الوعْي الرَّقميّ بشكلٍ رئيسٍ، وهنا نُعلن مدى أهمية امتلاك الفرد للمعلومات الصحيحة المرْتبطة بالاستخدام، والتوظيف التقَنيّ؛ فإذا ما امتلك هذا المُسْتخدم المهارات دون ما يرتبط بها من معارف، وما يتعلق بها من مخاطرَ تُشكّلُ تهديداتٍ بعينها؛ فإن المتوقع أن يواجه الفردُ مزيدًا من المشكلات، والتحديّات، والصُعوبات عبر البوابة الرَّقميّة.
أرى أن تحقيق أقْصَى استفادةٍ من أنْظمة البيئات الرَّقميّة بكافة تنوُّعها مرْهونةٌ بماهية الوعي الرَّقميّ؛ حيث إن تعْقيداتِ الفضاء الرَّقميّ يصعب التعامل معها دون فِقْهٍ تامٍّ شاملٍ للمكون المعْرفيّ، والمهاريّ، والقيميّ بما يضْمنُ أن يقف الفرْدُ على المَشْرب الطيّب، ويهْجُر براثن الغواية، أو الانْزلاق في بؤرِ الظَّلام، أو التَّعرض إلى موجات تزييف الوعْي في جوانبه، وأبعاده، ومستوياته المختلفة.
أضْحى تشْكيلُ الوعْي الرَّقميّ أمرًا بالغ الأهميّة، ولا خلاف بشأنه، كونه يشكل سياجَ حماية يدرك من خلاله الفرد الفُرَصَ، والتهديدات؛ ليعمل على اقْتناص الفُرَصَ التي من شأنها أن تُضيفَ إلى خبراته، وتزيد من تمكنه، وتعمَّقه التقَنيّ؛ ومن ثم ينعكس هذا الأمْرُ بصورةٍ إيجابيّةٍ على مجال التخصص، وفي المقابل يمْكن للمستخدم أن يتّقى كافة التهديدات التي تضير بمستقبله، سواءً المِهْنيّ، أو التقَنيّ، ويؤثر على مكّون شخصيّته بشكلٍ سلبيٍّ.
كثيرٌ منّا يتوقف عند حدّ الاستخدام الذي يحقق الاستفادة المنْشُودة عبر التقَنيّاتِ الرَّقميّة، وتطبيقاتها المتطورة، وقليلٌ منا يسْعى للكشف عن التفاصيل بُغْية فهْم، واستيعاب التفاصيل الخاصة بالبيئات الرَّقميّة التي نتعامل معها؛ من أجل أن يستفيد بصورة غير مسْبوقةٍ؛ كمقْدرته على أن يشارك في تحْسين، وتطْوير مُدْخلات، وعمليات، ومُخْرجات المُكوّن التقَنيّ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تطبيقات الذكاء الاصْطناعيّ.
يمكن أن أدَّعِي أنّ الوَعْي الرَّقَميّ لا ينْفكُّ عن فقْه المستخدم للعديد من المفاهيم، وما تحمله من معانٍ عميقةٍ؛ حيث إنها تشكل لبِنةً البِنَى المعْرفيّة الصحيحة التي تعد أحد روافد الحماية الفكْريّة، والتي ترتبط بالأداء المهاريّ في صورته السليمة بما يضمن أن نقفَ على أعْتاب التطوَّر، والتقدَّم، ونتخلّى عن كل ما من شأنه أن يؤدي للوقوع في صراعٍ غير مُجْدٍ؛ لذا يتوجب علينا الاهتمام بترسيخ ماهية تلك المفاهيم في صيغتها الإجْرائيّة البسيطةِ التي يتقبلها الفرْدُ في ضوء ما يمتلك من خبراتٍ سابقةٍ تُعزّزُ لديه اسْتيعَابها، والاسْتفادة منها.
نحن نحتاج أن يعِيَ الفرْدُ ماهيّة المُواطنةِ الرَّقميّة كونُها أحد المفاهيم الرَّئيسة التي يتمخّضُ عنها مزيدًا من المبادئ المُهِمّةِ التي من شأْنها أن تُنْظَّمَ آليات التَّعامل الآمنِ، وتحقق الاستخدام الوظيفيّ، وتضْمنُ الحقوق بعد معلوميّة الواجبات، كما أن إدراك المُسْتخدم لطرائق الحماية الرَّقميّة بشكلٍ وظيفيّ من الأمور المُهِمّةِ التي تنْعكِسُ على تحْفيزه، وتقّدمه نحو المزيد من النِتَاج التقَنيّ الذي قد نصفه بالمبتكر، وهذا لا ينْفكُّ عن مفهوم التطوَّر الرَّقميّ، وصوره المختلفة؛ بالإضافة إلى معرفته بماهيّة الشّمُول الرَّقميّ.
إن التربية الرَّقميّة كمفهومٍ رئيسٍ تُعدُّ أحد ضمانات الاسْتخدام الآمنِ، والمسئول عن كافة صور التقَنيّات الرَّقميّة؛ ومن ثم فهي داعمٌ رئيسٍ لمكنون الوَعْي الرَّقميّ، وهنا يتوجب علينا أن نهْتمَّ بمجالاتِ التَّربِيَةِ الرَّقميّة، ومُسْتهدفاتُها في صورة برامج مقْصُودةٍ، جاذبةٍ تقدم للمستخدم الرَّقميّ ما يُصْقلُ لديه أبْعادَ هذا النَّمَطَ من الوعْي، كما نشير إلى أن هنالك المزيدَ من المفاهيم الداعمة، والمساندة لماهية الوعي الرَّقميّ، وأهمية تنْميته لدى المسْتخدم التقَنيّ؛ حيث الأمْنُ السيْبَرانيّ، والهُويّة الرَّقميّة، وصناعة المعلومات، وموثوقيتُها، وطرائق، وآليات الإبْحَار الآمنة، إلى غير ذلك من المفاهيم المُسْتحدثة منها، وغير المُسْتحدثة، والتي يصْعُبُ حصْرُهَا.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

مقالات مشابهة

  • برج الحمل .. حظك اليوم الخميس 13 مارس 2025: إنجازات عظيمة
  • استشهاد شاب فلسطيني متأثرا بإصابته عقب ملاحقة قوات العدو له في القدس
  • آية عبدالله تحيي الليلة السابعة لـ"هل هلالك 9".. غدا
  • صحة الشرقية: فحص أكثر من 259 ألف طالب بمبادرة عيون أطفالنا.. مستقبلنا
  • السيسي يكرم متورط في إعدامات ميدانية بسيناء.. واستنكار حقوقي (شاهد)
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الْوَعْي الرَّقَمِيّ.. الْمَاهيّةُ وَاَلْأَهَمْيّةُ
  • عاجل مليشيا الحوثي تعلن رسميا السماح لكل السفن الأمريكية والبريطانية والأوروبية الوصول الى مواني إسرائيل سواء كانت محملة بالغذاء او بالأسلحة باستثناء سفن إسرائيل
  • عبدالله بن زايد يلتقي وزيرة الثقافة الفرنسية ويشهد التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين
  • عبدالله بن زايد يبحث التعاون الثقافي مع وزيرة الثقافة الفرنسية في باريس
  • عبدالله بن زايد يبحث التعاون مع وزيرة الثقافة الفرنسية في باريس