#سواليف

للوقحين #أدعياء #حقوق_المرأة و #الأقليات

#الشيخ_كمال_الخطيب

ما أن بدأت أصداء #انتصارات #الثوار #السوريين على فلول الجزار بشار وتحريرهم حلب وحماة وحمص وصولًا إلى دمشق، فما أن بدأت أصداء هذه الانتصارات تدوي في مشارق الأرض ومغاربها، وفي عواصم أمريكا والدول الغربية وقد أصاب قادتها وأجهزة استخباراتها الذهول، وإذا بهم يخرجون من دواليب استخباراتهم تلك الأسطوانة المشروخة، فبدأ مسؤولوهم وإعلامهم يرددون كأنهم جوقة واحدة بل كأنهم سرب غربان سود: وماذا سيكون مصير الأقليات في سوريا؟ وماذا عن حقوق المرأة في سوريا؟ وهل يسمح في سوريا بشرب الكحول؟ وهل سيفرض الحجاب على كل النساء؟ وغير ذلك من بذور الشرّ التي راح ينثرها هؤلاء الغربان الغربيون.

مقالات ذات صلة دراسة طبية: حصيلة الشهداء في غزة أعلى بنحو 40 في المئة من أرقام وزارة الصحة في قطاع غزة- (صور) 2025/01/10

إنها نفس الأسئلة بل إنها نفس بذور الشرّ نثروها في فضاء الإعلام والسياسة يوم وصل الرئيس الشهيد محمد مرسي إلى الحكم في مصر بعد انتخابات شارك فيها المصريون بعد خلع حسني مبارك يوم 25/1/2011، وهي نفس بذور الشرّ نثروها يوم طُرد الأمريكان من أفغانستان واستولت طالبان على الحكم، وكذلك فعلوا يوم وصل الإسلاميون إلى الحكم في تونس بعد ثورات الربيع العربي، وكذلك فعلوا يوم وصل الإسلاميون إلى الحكم في الجزائر مطلع التسعينيات من القرن الماضي.

إنها وقاحة الغرب وسفالته، حيث لا تحرّكه القيم ولا المبادئ ولا الأخلاق، وإنما تحرّكه المصالح المادية والخلفية العنصرية الصليبية، وإلا فما بال هؤلاء الذين يتشدّقون بحقوق الأقليات في سوريا كانوا منخرسين وصامتين إزاء سحق وتسلط وإذلال وظلم 75% من المسلمين من أهل السنة في سوريا تمارسها ضدهم أقلية طائفية علوية لا يتجاوز عددها 10% ويساندها 15% من أقليات أخرى. فلماذا لم نسمع صوت الضمير والإنسانية والأخلاق طوال 54 سنة حيث المسلمون هناك يُسحقون ويُقتلون ويُشردون وتُنهب أملاكهم؟ ولماذا لم نسمع أدعياء حقوق الإنسان ونصرة حقوق المرأة خلال 54 سنة لم نسمعهم ينتصرون للمرأة السورية تغتصب أمام زوجها وأطفالها، وتجبر على الحمل من مغتصبها، ويقتل أطفالها وتشرّد وتلجأ إلى مخيمات الذلّ واللجوء، وتطرق أبواب أوروبا تنتظر المساعدات الشهرية الإغاثية؟ لماذا لم نسمعهم يقولون وأين حقوق المرأة بل وأين حقوق الأكثرية يا بشار؟

وأين كانت إنسانيتهم وأخلاقهم ومبادئهم ودموع تماسيحهم على الأقليات والمرأة بينما هم يتفرجون ويتمتعون منذ أربعة عشر شهرًا بعذابات وجرائم ومحارق ومجازر وتدمير ينزل بأهل غزة من قبل حليفهم الإسرائيلي، بل إن كل ذلك يجري بسلاحهم ودعمهم السياسي لإسرائيل في المحافل الدولية؟ أين إنسانيتهم وأخلاقهم وهم يرون الأطفال في غزة يموتون من البرد والجوع بعد أن قُتل منهم قريبًا من “18000” طفل بالرصاص وصواريخ الطائرات، منهم “850” طفلًا عمرهم أقل من سنة واحدة، وأن “35,000” طفل يعيشون أيتامًا بعد قتل والديهم؟ أين إنسانيتهم وهم يتحدثون عن حقوق المرأة بينما هم يتفرجون على قتل أكثر من “12,000” امرأة شهيدة في غزة ولا يفعلون شيئًا لـ “60,000” امرأة حامل لا تجد أي فرصه لرقابة علاجية لرعايتها وجنينها بعد أن تم تدمير المشافي والعيادات ومنع إيصال الدواء والعلاجات إلى غزة، فلماذا كانوا صامتين منخرسين بل شركاء فيما يجري؟

ها هم يتباكون خوفًا من فرض الحجاب على المرأة السورية، فأين كانت إنسانيتهم ومشاعرهم الرقيقة يوم كانت تُسحل المرأة السورية ويُنزع عنها حجابها في الشارع على يد قوات سرايا الدفاع يقودها رفعت الأسد شقيق حافظ خلال مجزرة حماة عام 1982؟ ولماذا لم نسمع لهم صوتًا يوم سمعت شهادات الممرضات في مستشفى كمال عدوان في غزة يوم دمّره الإسرائيليون فاعتقلوا الممرضات وقاموا بخلع الحجاب عن رؤوسهن تحت تهديد السلاح؟

شمّاعة حماية الأقليات

وبالحديث عن هذا السلاح الذي يشهره الغرب بل السموم التي يبذرها، إنه سلاح حقوق الأقليات وحقوق المرأة وهو في حقيقته بذر للتفرقة والطائفية الخبيثة، ولعلّه يكون مقدمة وسببًا لتدخلات مباشرة وغير مباشرة تستهدف مشروع التغيير الذي حصل في سوريا على يد أبناء سوريا وشعبها وتُوج يوم 8/12/2024 بخلع بشار وهروبه.

إننا نستحضر الماضي الذي يقول لنا إن السبب الرئيسي في تحريك الحملات الصليبية على شرقنا الإسلامي، هي تلك الفرية بأن المسلمين قد نبشوا قبر المسيح عليه السلام “نحن المسلمين لا نؤمن أصلًا أن المسيح قد قُتل ولا أن له قبرًا” وأن هدف تلك الجيوش هو حماية قبر المسيح، فكانت حملات صليبية احتلت القدس وحوّلت المسجد الأقصى إلى إسطبل لخيولهم.

ومثل استعمال ذلك السلاح في الماضي البعيد فإنه قد تم استعماله يوم تحركت جيوش فرنسا ضد الدولة العثمانية واحتلت دمشق بزعم حماية نصارى الشام، وكان موقف الجنرال غورو لما وقف على قبر صلاح الدين وركله برجله وهو يقول: “ها قد عدنا يا صلاح الدين” يقصد أنه بعد أن طردهم منها صلاح الدين بعد هزيمتهم يوم حطين. ويومها وقف القيادي الوطني السوري المسيحي فارس الخوري وقال جملته المشهورة في الجامع الأموي سنة 1920: “أنا فارس الخوري ونيابة عن المسيحيين أطلب الحماية منكم أيها المسلمون وأرفضها من فرنسا”. وكذلك فعل وقال القائد الإنجليزي اللورد اللمبي لما احتل القدس، وكانت عبارته التي فضحت سياسة بلاده: “الآن انتهت الحروب الصليبية”، وفي جامع الأزهر في القاهرة في سنة 1919 وقف الأب سيرجيوس وكان شخصية وطنية مصرية وقال: “إذا كان الإنجليز يتمسّكون ببقائهم في مصر بحجة حماية القبط فأنا أقول لهم: “ليموت القبط وليحيا المسلمون أحرارًا”. وكم كانت واضحة كلمات الباحث اللبناني فيكتور سحاب في كتابه من -يحمي المسيحيين العرب؟- والذي صدر سنه 1981، حيث قال فيه: “إن استبعاد التأثر بالأقوال العاطفية التي تصدر عن الغرب بين الحين والآخر فيما يخص مصير المسيحيين العرب، هو من ضمانات الموضوعية واجتناب الخداع الذاتي. وليس من المبالغة القول إن برميل نفط في الحسابات الغربية غير المعلنة أهم من عشرة مسيحيين عربًا، تلك حقيقة لا بد من وضعها في أساس كل تحليل سليم”. وقال: “لا بد للمسيحيين العرب من نبذ المشروعات الغربية التي تضع مصيرهم في المهب وتدفعهم إلى المقامرة بوجودهم لتحقيق مصالح ليست مصالحهم”.

رضينا بهم ولم يرضوا بنا

يقول الدكتور فهمي هويدي في كتابه الرائع النافع -مواطنون لا ذميّون-: “ما حكم المسلمون بلدًا إلا وأبقوا على ما فيه من ديانات وملل. وما حكم غير المسلمين بلدًا إلا وألغوا كل اعتقاد آخر ولم يبقوا فيه إلا على دينهم أو مذهبهم. تلك شهادة ينطق بها سجلّ علاقات المسلمين بغيرهم على مدار التاريخ، ذلك أن اعتزاز الإسلام بالإنسان مهما كان اعتقاده ولونه وجنسه ثم إيمان المسلمين بالسابقين من الأنبياء وبشرعية وجود أصحاب الديانات الأخرى الذين اعتبرهم القرآن الكريم أهل كتاب، لهم مكانهم في المجتمع الإسلامي، هذه العناصر في مجموعها هي التي أفسحت المجال لبقاء واستمرار تلك الجماعات غير المسلمة وسط مجتمعات المسلمين عبر ذلك التاريخ الطويل، وهي التي أفرزت في النهاية ما قد نسميه الآن قضية وحقوق الأقليات غير المسلمة، وبالمقابل فإن أوروبا المسيحية، ونحن هنا نتحدث عن التاريخ، قد اختصرت الطريق من بدايته وكان رفض اعتراف الكنيسة بنبوة محمد ﷺ وبتعاليمه، هي القضية التي لم تحسم في الفاتيكان إلا في العام 1964. كان هذا الموقف هو الأساس الذي بنت عليه أوروبا المسيحية في عدم الاعتراف بشرعية وجود المسلمين، وكان من نتيجة ذلك الموقف أن أوروبا المسيحية لم تسمح باستمرار وجود المسلمين فيها وما جرى في الأندلس وصقلية خير شاهد على ذلك، فكانت خيارات المسلمين هناك القتل أو التنصير أو الطرد، أي أنها كانت درجات في اقتلاع الجذور وإلغاء كيان الأقلية المسلمة وهذا ما أدى إلى اختفاء الإسلام تمامًا من الأندلس وصقلية”. ويشهد على ذلك ما قاله العالم الألماني الشهير “آدم ميتز”في كتابه -الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري- حيث قال: “إن أكبر فرق بين الإمبراطورية الإسلامية وبين أوروبا التي كانت كلها على المسيحية في العصور الوسطى، يتمثل بوجود عدد هائل من أهل الديانات الأخرى بين المسلمين. فتلك الجماهير الكثيفة التي تشكل أغلبية أهالي سوريا ومصر والعراق إنما كانت تدين بالمسيحية وقد اعتنقت الإسلام بأفواج متلاحقة منذ القرن الأول من الهجرة بملء حريتها، في حين أن من بقي من هؤلاء النصارى موزعين إلى طوائفهم المعروفة بتسمياتها المختلفة، إنما هم شهود عدل عبر التاريخ على سماحة الإسلام”.

هكذا كان المسلمون دائمًا

كانت المعايشة بين المسلمين الأكثرية وبين أهل الكتاب الأقلية حاضرة منذ بدء الدعوة، وكانت تتم بتلقائية وبعيش كريم. يقول الدكتور مصطفى السباعي ابن مدينة حمص في كتابه الرائع -روائع من حضارتنا-: “لقد كان للرسول ﷺ جيران من أهل الكتاب وظل يتعهدهم ببرّه ويتبادل معهم الهدايا حتى أن امرأة يهودية دسّت له السم في ذراع شاة أهدتها إليه، لما كان من عادته أن يتقبل هديتها ويحسن جوارها.

وجاء مرة وفد نصارى نجران، فأنزلهم ﷺ في المسجد وسمح لهم بإقامة صلاتهم فيه، وكانوا يصلون في جانب منه ورسول الله ﷺ والمسلمون يصلّون في جانب آخر .

وها هو أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وقد شكت إليه امرأة مسيحية من سكان مصر أن عمرو بن العاص رضي الله عنه قد أدخل دارها في المسجد كرهًا عنها، فيهتم خليفة المسلمين ويسأل عمرو بن العاص عن ذلك ليخبره أن المسلمين كثروا وأصبح المسجد يضيق بهم وفي جواره دار هذه المرأة، وقد عرض عليها عمرو ثمن دارها وبالغ في الثمن، فلم ترض مما اضطر عمرو إلى هدم دارها وإدخالها في المسجد ووضع قيمة الدار في بيت المال تأخذه متى شاءت. ومع أن هذا مما تبيحه القوانين المعاصرة وهي حالة يُعذر فيها عمر على ما صنع، فإن أمير المؤمنين لم يقبل ذلك وأمر أمرًا بهدم البناء الجديد من المسجد ويعيد إلى المرأة المسيحية دارها كما كانت.

يقول الدكتور إسماعيل الفاروقي: “لقد مدّ المسلمون تلك الميزة -حرية الاعتقاد- التي منحها الله لليهود والمسيحيين والصابئين في القرآن حتى اشتملت الزردشتيين والهندوسيين والبوذيين والموالين للديانات الأخرى عندما اتصلوا بهم”.

ويقول المستشرق والعالم الألماني آدم ميدز: “اعترف المسلمون للمجوس بأنهم أهل ذمة منذ قبلت منهم الجزية على عهد رسول الله ﷺ. وفي القرن الرابع الهجري كان لهم كاليهود والنصارى رئيس يمثلهم في قصر الخلافة ودار الحكومة، وقد كان هذا الاعتراف المبني على احترام الاعتقاد سببًا رئيسيًا في استمرار تلك المعتقدات حتى بقي منها ما بقي واندثر ما اندثر بفعل حركة التاريخ وليس بإرادة السلطة الإسلامية”.

وصف الدكتور فهمي هويدي كيف أن المسلمين وهم الأغلبية، كانوا يحسدون اليهود على ما وصلوا إليه وما تمتعوا به من حقوق، حتى أن الشاعر المصري الحسن بن خاقان قد قال: “

يهود هذا الزمان قد بلغوا غاية آمالهم وقد ملكوا

العزّ فيهم والمال عندهمو ومنهم المستشار والملك

يا أهل مصر إني قد نصحت لكم تهوّدوا فقد تهوّد الفلك

فهل لا يزال هناك محلّ بعد للتساؤل عما إذا كان غير المسلمين تمتعوا بالجنسية أو حق المواطنة في المجتمع الإسلامي؟ ألا تنطق هذه الشهادات بأنهم بوجه عام لم يكونوا مواطنين فقط بل كانوا مواطنين متميزين حسدهم المسلمون في بعض الأحيان على ما تمتعوا به من سلطان ونفوذ وثراء؟ حتى شكا البعض في الأغلبية المسلمة من اضطهاد النافذين من الأقلية غير المسلمة لهم.

ليقرأوا العهدة العمرية أو ينخرسوا

لقد سمعنا وقاحتهم، الإعلاميون والسياسيون الغربيون يسألون السيد أحمد الشرع القائد الجديد في سوريا عن حقوق الأقليات وعن حقوق النساء، وهل سيسمح في سوريا بشرب الويسكي. ونفس السؤال سألوه للدكتور حازم إسماعيل الأسير في سجون السيسي لما ترشّح للانتخابات عام 2012 قبل منعه من استمرار الترشح في مصر، قائلين له هل سيسمح للمرأة في مصر بلبس المايوه؟ حتى قال قائل: كل ما يشغلهم لبس المايوه وشرب الويسكي، يريدوننا سكارى وعراة.

ما أوقحهم وهم يسألون هذه الأسئلة بينما لا يشغلهم وجود عشرات المقابر الجماعية ووجود أكثر من 120 ألف مفقود ووجود 13 مليون مهجّر. إن هذا لا يشغلهم بينما هم يتباكون على حقوق الأقليات وحقوق المرأة، ما أنصفهم لو أنهم قرأوا العهد والميثاق الذي أعطاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لبطريرك النصارى في القدس صفرونيوس والتي كان نصّها: “بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان. أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم، أن لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينقص منها ولا من حيّزها، ولا من شيء من أموالهم، ولا يكرهون على دينهم، ولا يضام أحد منهم. وكان ختام العهدة قوله: وعلى ما في عهد هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين”. وختم عمر الكتاب بتوقيعه ثم شهد عليه خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان.

ومثل عهدة عمر لنصارى القدس كانت عهدة أبي عبيدة عامر بن الجراح لطائفة السامريين اليهود في نابلس.

لقد أعطى الإسلام غير المسلمين حق مباشرة التصرفات التي تتعارض مع ما تقضي به الشريعة الإسلامية ما دامت شرائعهم ودياناتهم تسمح بها، وإباحة الخمر وتربية الخنزير هما أبرز مثال على ذلك، وأفتوا بأنه إذا أتلف أحد من المسلمين خمر الذميّ أو خنزيره كان عليه غرمه، ويضمن المسلم قيمة خمره وخنزيره إذا أتلفه كما ورد في كتاب -الدرّ المختار-، وأورد ذلك الشيخ أبو الأعلى المودودي في كتابه -نظرية الإسلام وهديه.

ففي الوقت الذي أعطى المسلمون لغيرهم حق بناء معابدهم فإنها الرواية الطريفة التي يرويها المستشرق الألماني آدم ميتز فيقول: “إن الكنيسة الرسمية منعت نصارى أرمينيا في ذلك الوقت المبكر من دق النواقيس وهو ما فعلته الكنيسة الإنجليزية البروتستانتية مع الكاثوليك حتى القرن التاسع عشر، وهو ما لا يزال مطبقًا حتى الآن مع البروتستانت في إسبانيا وصقلية”.

وما أروع ما قاله ابن العراق الدكتور عبد الكريم زيدان في بحثه الرائع عن حقوق الأقليات في الإسلام، حيث قال: “إن مصدر الحقوق والواجبات للذميين هو القانون الإسلامي أي الشريعة الإسلامية وليس مصدرها القانون الداخلي لدولة أخرى، ومن ثم فإن هذه الحقوق والواجبات لا تتأثر مطلقًا بسوء معاملة الأقليات غير المسلمة في الدول غير الإسلامية، فلا يجوز لدار الإسلام أن تسيء معاملة الأقليات غير المسلمة في إقليمها بحجة الأخذ بقاعدة المعاملة بالمثل لأن هذه القاعدة تقف ولا يُعمل بها ما دامت لا تتضمن ظلمًا وانتقاصًا لحقوق غير المسلم التي قررتها الشريعة الإسلامية التي من قواعدها الآية الكريمة {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ}.

أمام عظمة هذا الدين ورسالته وتعاليمه تتقزم كل هرطقات وشعارات أدعياء حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وحقوق المرأة. فما أوقحهم وهم يعرفون أنهم يكذبون. إن مظلمة السوريين طوال 54 سنة تقول لكم: ما أوقحكم ألا فانخرسوا. وإن مظلمة الغزيين خلال 14 شهرًا الأخيرة تقول لكم: ما أوقحكم ألا فانخرسوا يا….

نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة.

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف أدعياء حقوق المرأة الأقليات الشيخ كمال الخطيب انتصارات الثوار السوريين حقوق الأقلیات حقوق المرأة غیر المسلمة فی کتابه فی سوریا عن حقوق ا کانت على ما فی غزة فی مصر

إقرأ أيضاً:

هذا ما ينقص المسلمين الجدد في إسبانيا

مدريد– تشعر نورا بسعادة غامرة وهي تصوم ثاني رمضان لها، ولم يكن قد مضى على إسلامها 4 سنوات، ولم تكن تعلم تفاصيل الأحكام الشرعية الأساسية بداية إسلامها، كوقت الإمساك أو الفطور، ولم يكن حولها من يرشدها إلى تفاصيل العبادات الأساسية رغم محاولتها المتكررة للبحث وسط زخم المعلومات اللامحدود على صفحات الإنترنت.

واتخذت نورا بوراس (29 عاما) قرار ترك المسيحية الكاثوليكية واعتناق الإسلام بقرار شخصي، حيث تقول الشابة الإسبانية المولودة في غرناطة وتسكن في مدريد، إنها كانت تبحث عن إجابات لأسئلة كثيرة لم تجدها في المسيحية، لكنها بالمقابل وجدت الطمأنينة في الإسلام.

وعن طريقة تعلمها شعائر الصيام والصلاة، تقول نورا للجزيرة نت إنها تمكنت أخيرا من تعلم الشعائر الإسلامية بعد أن تعرفت على عائلة أردنية تسكن في إسبانيا، أمضت معهم رمضان الماضي، وشاركت معهم في الفعاليات المناصرة للقضية الفلسطينية طوال فترة الحرب الأخيرة على غزة.

أصدقاء نورا الناشطون في دعم القضية الفلسطينية كانوا خير معين لها في صيام رمضان (الجزيرة) قرار مصيري

لم يكن قرار الانتقال من المسيحية إلى الإسلام سهلا، لكنه كان قرارا فرديا خالصا، كما تصف نورا للجزيرة نت لحظة نطقها الشهادة قبل 4 سنوات في مسجد إشبيلية الكبير، حيث ذهبت وحدها إلى هناك بعد أن أرشدها أحد أصدقائها الذين اعتنقوا الإسلام مؤخرا، بينما كانت أمها وأختها يتابعنها من خلال مكالمة الفيديو.

وتقول نورا إن عائلتها أعطتها مساحة الحرية في قرارها الذي اتخذته، لكن فضول الأسئلة مازال يلازمهم منذ سنوات إسلامها الأربع، بدءا من الصلاة والصيام، مرورا بالسؤال عن الأطعمة والأشربة الحلال، ووصولا إلى قرار لبس الحجاب الذي تقول نورا إنها تشعر بالطمأنينة عند ارتدائه، لكنها لم تستطع بعد اتخاذ قرار ارتدائه بصورة دائمة.

ارتداء الحجاب بالنسبة لنورا قرار مصيري (الجزيرة)

وبينما تتناول حبات التمر الأولى، وتدعو في سرها دعاء الصائم عند فطره، أكملت نورا حديثها للجزيرة نت وهي تسترجع بعض ذكرياتها مع عائلتها بداية فترة إسلامها، وتصف كيف كانت شقيقتها تسترق النظر إليها عند أدائها الصلاة في البيت، حتى أنها طلبت في أحد الأيام أن تدعها تجرب الحجاب والصلاة من باب الفضول.

إعلان

وإن كان الطابع العام هو إعطاء الحرية والمساحة الكافية للأفراد المسلمين بين العائلات المسيحية في إسبانيا، إلا ذلك لا يخلو أيضا من بعض المواقف التي يجد المسلمون الجدد فيها أنفسهم في موقف رافض لتقبلهم.

فعل سبيل المثال، تقول نورا إن والدتها لا تزال حتى اليوم لا تتقبل شكلها عندما ترتدي الحجاب، وتصفها بأنها ترتدي لباسا قديما، بل وتطلق عليها بعض الأوصاف التي تصفها بـ"المزعجة والتي تفتقد للاحترام" قبل أن تستدرك الأم أنها تصف ابنتها بتلك الأوصاف وتتراجع عن ذلك.

وردا على سؤال الجزيرة نت حول علاقتها بالمجتمع من حولها، تقول نورا إن شيئا لم يختلف بعد أن قررت اعتناق الإسلام، لكنها على سبيل المثال لا تستطيع مشاركة أصدقائها الإسبان في التجمعات التي يقيمونها خلال رمضان، لتعارضها مع وقت الصيام أو لاحتوائها على مشروبات محرمة، وتقول "كمسلمون، نحن فعلا بحاجة لمجتمع قوي يعيننا على الحفاظ على ديننا هنا".

صداقة نورا (يسار) مع عائلة أردنية تسكن في إسبانيا ساعدها في تعلم أحكام الإسلام (الجزيرة) الحاجة إلى مُعين

تقول نورا إن سعادتها كانت غامرة عندما أخبرتها صديقتها عن تفسير بعض الآيات القرآنية التي لم تفهمها بنفس العمق عندما قرأتها من خلال المصحف المترجم للغة الإسبانية، وتقول "كان لدي شعور أن هناك شيئا لا أفهمه من القرآن عندما أقرأه بمفردي، فالترجمة لا تعطي القرآن حقه، وتأكدت من ذلك عندما أخبرتني صديقتي بتفسير بعض الآيات، لقد شعرت أني أصبحت أقرب للقرآن".

ويتفق مع ذلك الدكتور حسام خوجة، مدير المركز الثقافي الإسلامي في مدريد، والذي يقيم في إسبانيا، حيث يقول إن "نصوص القرآن الكريم المترجمة إلى الإسبانية لا تمتلك الروحانية التي توفرها العربية" مؤكدا أن المسلمين الجدد بحاجة لمن يساعدهم في فهم القرآن ومعانيه، داعيا إلى بذل مزيد من الجهود في مثل هذه المشاريع.

المركز الثقافي الإسلامي يقدم 15 برنامجا نهاية الأسبوع (الجزيرة)

ويقول خوجة للجزيرة نت إن هذه الدروس واحدة من بين عشرات البرامج التي يقدمها المركز، والذي يعتبر واحدا من أكبر المراكز الإسلامية والمساجد في أوروبا، مستهدفة أبناء الجالية المسلمة والمسلمين الجدد على حد سواء.

إعلان

ويؤكد بحكم تجربته على مدى 15 عاما وأنشطة المركز، التي تستهدف المسلمين الجدد بشكل خاص، أن المجتمع الإسباني بشكل عام متقبل للمسلمين "لكن المشكلة تكمن في أنظمة العمل، حيث تمنع المسلمات في غالب الأحيان من الحصول على عمل في حال كانت محجبة" معتبرا أن ذلك ما زال أحد رواسب التأثر بظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا.

ويوصي مدير المركز الجالية الإسلامية في إسبانيا بعدم التشبث بالتعامل مع أبناء جنسيتهم فقط، والانفتاح على تقبل المسلمين الجدد من أبناء الجنسية الإسبانية أو الجنسيات الأخرى، وتجنب الإقصاء بين المسلمين، قائلا "يوجد نقص في اندماج المسلم الجديد مع أبناء الجالية المسلمة في نفس البلد".

مساحة المركز الثقافي الإسلامي تصل إلى 15كيلومترا مربعا (الجزيرة) العودة إلى الفطرة

أطلقت بياتريس أدارفي على نفسها اسم عائشة، بعد أن أسلمت في الأول من رمضان قبل 3 سنوات، وتقول للجزيرة نت إنها ترفض استخدام مصطلح "المتحولين للإسلام" موضحة "نحن عدنا إلى فطرتنا الصحيحة بعد أن ابتعدنا عنها، ولم نتحول من حال إلى آخر".

وعن دافعها لاعتناق الدين الإسلامي، تقول إنها وجدت فيه الإجابات عن أسئلة عميقة مثل سبب الوجود في هذه الحياة، ولم تجده في الإلحاد الذي اتخذته سبيلا قبل إسلامها، وتقول "كانت اللحظة الحاسمة عندما استجاب الله دعائي بمساعدة ابني الصغير على تجاوز عقبات النطق، رغم أني لم أكن مسلمة لكني أدركت أن هناك إلها".

واتجهت عائشة (35 عاما) لقراءة القرآن وفهمه حتى قبل إسلامها، وأعانها على ذلك بشكل رئيسي مجموعة من أبناء الجالية المسلمة في إشبيلية التي ولدت وتسكن بها، وتقول "لقد صبروا علي كثيرا لمدة عامين كاملين، وأنا أسألهم عن كل شيء".

واليوم، تبذل عائشة جهدا في نشر الأفكار وشرح معاني الإسلام عبر حساباتها على مواقع التواصل، مؤكدة أن وجود المجتمع الإسلامي حولها وخاصة في المسجد أعانها على الثبات على دين الإسلام، وأبعدها عن شعور العزلة عن مجتمعها، مؤكدة أنها محظوظة في ذلك "فبعض الإسبان في مدن أو قرى أخرى تنبذهم عائلاتهم بعد إسلامهم، ولا يجدون مجتمعا يحتضنهم بشكل كاف".

مقالات مشابهة

  • في أي عام هجري فرض الصيام على المسلمين ؟
  • ما دور المسلمين الجدد بالغرب في نشر الإسلام؟
  • بالتعاون مع التضامن الاجتماعي.. أزهر مطروح ينظم لقاء توعويا حول حقوق المرأة
  • شبانة: الأهلي لن يستكمل الدوري حتى لو رحل الخطيب
  • رابطة حقوقية: الإفراج عن 13 سجينة في مأرب يعزز حقوق المرأة
  • واشنطن ترحب باتفاق حكومة دمشق مع قسد.. قلقة على الأقليات
  • منتدى حقوقي يستنكر التراجعات الحقوقية التي شهدها المغرب
  • إحياء سيرة كمال الجزولي في سدني
  • الخطيب يلتقي مستثمرين في الطاقة الخضراء لبحث مشاريع تنموية واعدة
  • هذا ما ينقص المسلمين الجدد في إسبانيا