الجزيرة:
2025-04-17@19:40:47 GMT

شهادات خاصة.. هكذا نهشت الكلاب جثث الشهداء شمال غزة

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

شهادات خاصة.. هكذا نهشت الكلاب جثث الشهداء شمال غزة

غزة- "كنتُ أشاهد الكلاب تنهش جثت أصدقائي الثلاثة ولم أقدر على منعها أو فعل شيء، قضت 10 أيام كاملة وهي تتناول لحومهم حتى حولتهم إلى هياكل عظمية ومن ثم سحبتها بعيدا"، يقول الشاب لؤي (31 عاما) من شمال قطاع غزة للجزيرة نت.

في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حاول لؤي الفرار برفقة أصدقائه من المناطق الغربية لمخيم جباليا إلى مدينة غزة قبل أن تباغتهم طائرة مسيّرة إسرائيلية بصاروخ قضى على ثلاثتهم، وتركه في حالة خطيرة.

وبقي الشاب -الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملا- وحيدا يتخذ من بقايا منزل مقصوف ملجأ له يحاول مداواة جراحه بنفسه لأكثر من شهرين حتى تمكن من اقتناص الفرصة والوصول إلى مدينة غزة، ليروي التفاصيل.

أوضاع معقدة

يقول لؤي إن الكلاب الضالة تسير في مجموعات وإذا وجدت جثة ملقاة في الطرقات مكثت في المكان إلى حين إنهاء مهمتها بالتهامها، وهو ما حدث مع أصدقائه الذين كان يراقبهم يوميا من خلف المبنى دون أن يقوى على سحبهم بسبب تردي وضعه الصحي وخشية اكتشافه من قبل جنود الاحتلال، ولولا وجوده هناك لما تعرف أحد على هوياتهم.

مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على شمال غزة مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2024، اتخذ الجيش من القصف العنيف وسيلة لإجبار الفلسطينيين على إخلاء منازلهم، ومنع عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، مما زاد من تعقيد الأوضاع الميدانية التي حالت دون الوصول للمصابين والشهداء فتُركوا في الشوارع، ومنذ ذلك الحين توالت مناشدات المواطنين لانتشال عشرات الجثث لكن دون جدوى.

إعلان

وحصلت الجزيرة نت على نسخة من مقطع فيديو مصور، وثقه الشاب أحمد علي (40 عاما) صبيحة يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما تمكن من التسلل والوصول لتفقد منزله في منطقة الصفطاوي القريبة من عمليات جيش الاحتلال شمال مدينة غزة.

ومع وصوله، تفاجأ علي بنهش كلب جثة شاب ملقاة في الطريق، مما دفعه لاستخدام الحجارة لإبعاده عن الجثمان بعدما تمكن من نهش كتفيه وبطنه.

ويقول للجزيرة نت إنه اضطر للزحف خوفا من نيران القناصة وتمكن من ربط قدمي الشهيد بحبل طويل كي يسحبه دون أن يضطر للوجود في منتصف الطريق، ونجح بإخراجه لمنطقة آمنة، وتم دفنه من قبل الجهات المحلية في مستوصف طبي بمنطقة الشيخ رضوان بمدينة غزة بعدما لم يتعرف عليه أحد.

قضية خطيرة

كما حصلت الجزيرة نت على مقطع مصور خاص يعود تاريخه إلى الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، لنهش كلب جثة شاب في المنطقة ذاتها التي تشهد حاليا تقدما لقوات جيش الاحتلال وقصفا مدفعيا مكثفا، حيث لم يتمكن أحد من سحب الجثة التي بقيت ملقاة على الأرض بسبب خطورة الوصول إليها، فيما لم تعرف هوية الشاب الذي هاجمته طائرة مسيّرة (كواد كابتر).

وفي الخامس من ديسمبر/كانون الأول الماضي، تمكن الشاب يوسف (29 عاما) من الخروج من شمال غزة عبر طريق التفافي بعيدا عن نقطة التفتيش التي أقامها جيش الاحتلال شرق مخيم جباليا خوفا من الاعتقال. وقال للجزيرة نت إنه قطع مسافة ألف متر تقريبا في طريق خطرة جدا استشهد فيها عدد من الفلسطينيين بعدما استهدفتهم نيران الجيش وهم يحاولون الفرار منها.

تفاجأ يوسف -الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط- خلال طريقه بمشاهدة قدم صناعية لأحد جيرانه كان قد حاول الخروج برفقة ابنه -قبله بأيام من الطريق نفسه-، وعلم أنها دليل استشهاد صاحبها بعدما تحول لكومة عظام هو وابنه دون أن تظهر أي من ملامحهما بعدما نهشت الكلاب جسديهما مع آخرين.

إعلان

في السياق، يقول محمود بصل المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة إنه رغم وجود 10 آلاف شخص تحت أنقاض المنازل في مختلف محافظات القطاع، فإن القضية الأخطر حاليا هي انتشار جثامين الشهداء في شوارع شمال غزة، وتعرضها للنهش من الكلاب الضالة نتيجة عدم قدرة طواقم الدفاع المدني ومقدمي الخدمة على الوصول للمنطقة.

وأضاف للجزيرة نت أن أكثر من 5 آلاف شخص قتلوا في شمال القطاع منذ بدء العملية العسكرية قبل 3 أشهر، ولا يزال عدد كبير منهم في الشوارع وتحت الأنقاض.

ونقل عن أحد المواطنين الذين خرجوا من شمال غزة قوله إن الكلاب الضالة كانت صغيرة وضعيفة البنية بسبب غياب الطعام وليس لديها القدرة على الهجوم والاعتداء على المواطنين في بداية العملية البرية هناك، لكنها الآن أصبحت كبيرة الحجم وتستطيع أن تهاجم المواطنين وتعتدي عليهم.

محمود بصل يؤكد أن الاحتلال يمنع الدفاع المدني من الوصول إلى جثث الشهداء (الجزيرة) سياسة ممنهجة

وحسب المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، فإن الكلاب الجائعة كانت تحتاج 6 ساعات كحد أقصى حتى تنهش الجثة كاملة، أما الآن فتحتاج أيامًا لالتهامها بعدما أصيبت بتخمة من لحوم البشر، وهذا يدل على وجود أعداد كبيرة من الشهداء في الشوارع.

وأكد أن مناشدات كثيرة وصلتهم لوجود شهداء في الطرقات لكن طواقم الإنقاذ لا تستطيع فعل شيء بعد منع الاحتلال لها من الوصول إلى تلك المناطق، وأضاف "في حال انسحاب قوات الاحتلال سنكون هناك على الفور، لكن غالبا سيكون الوقت نفد ولن نجد إلا عظام وهياكل الشهداء".

ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ما وصفه بالعديد من الأنماط المتكررة لمنع دفن الضحايا وتعمد تركهم في العراء، إضافة إلى مشاهد نَشَرها عناصر من الجيش الإسرائيلي أنفُسهم تظهر إلقاءهم جثامين الفلسطينيين لتنهشها الكلاب الضالة، في مخالفة للقانون الدولي.

ليما بسطامي اعتبرت منع الاحتلال دفن جثامين الشهداء فعلا ممنهجا لتخويف الفلسطينيين (الجزيرة)

واعتبرت ليما بسطامي مديرة الدائرة القانونية في المرصد أن منع دفن جثامين الضحايا بات "فعلا ممنهجا يعكس أقصى درجات الإذلال واللاإنسانية، ويمثل جزءا من إستراتيجية متعمدة تهدف للقضاء على الوجود الروحي والمادي للفلسطينيين في قطاع غزة".

إعلان

وقالت بسطامي للجزيرة نت إن هذا الفعل يظهر "نية إسرائيل في تكريس الإبادة الجماعية كفعل شامل يمتد إلى ما بعد القتل، وعندما تُترك الجثامين مكشوفة لتنهشها الحيوانات الجائعة يتحول الموت ذاته لرسالة رعب موجهة لباقي السكان".

وأضافت أن منع دفن الجثامين وما يترتب عليه من تشويه يصنف جرائم خطيرة بموجب القانون الدولي، حيث تحظر اتفاقيات لاهاي وجنيف أي معاملة حاطّة بالكرامة، كما أن تشويه الجثث يعد جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الذي يجرم الحط من كرامة الشخص التي تمتد لما بعد موت الإنسان.

وأكدت بسطامي أن ما يجري لا يقتصر على الضحايا وإنما هو تعذيب لذويهم أيضا، حيث إن مشاهدتهم جثة شخص عزيز تدنس بهذه الطريقة يعرضهم لمعاناة نفسية ويلحق الأذى بهم، ويعتبر نظام روما الأفعال اللاإنسانية التي تتسبب عمدا في معاناة شديدة، جريمة ضد الإنسانية ما دام ارتكابها تمّ في هجوم واسع النطاق وموجه ضد مجموعة من السكان المدنيين.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدفاع المدنی الکلاب الضالة للجزیرة نت شمال غزة تمکن من

إقرأ أيضاً:

غزة - شهداء وإصابات في غارات جوية إسرائيلية

أفاد مصدر طبي فلسطيني ، مساء اليوم الخميس 17 أبريل 2025 ، باستشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة عدد آخر ، في سلسلة غارات جوية إسرائيلية استهدفت قطاع غزة .

وقال المصدر إن 4 فلسطينيين استشهدوا، وجرح آخرون، إثر غارة جوية شنها طيران الاحتلال الحربي على منزل عائلة النجار في شارع غزة القديم في جباليا البلد بمدينة غزة.

كما استشهد الشاب هيثم نبيل جندية برصاص الاحتلال في حي الزيتون شرق المدينة، فيما استشهد عدد آخر من المواطنين وجرح العشرات بعضهم في حالة خطيرة، إثر قصف إسرائيلي على منطقة الشعف بحي التفاح شمال شرق غزة.

وأكد المصدر الطبي، استشهاد مواطن بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة قيزان رشوان جنوب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وقالت مصادر طبية إن 32 شهيدا ارتقوا في غارات الاحتلال على مناطق عدة في قطاع غزة منذ فجر اليوم، بينهم 23 في شمال القطاع.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية بالفيديو: 6 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين شمال قطاع غزة صحة غزة تُصدر تقريرها اليومي وتعلن ارتفاع أعداد الشهداء والإصابات بالفيديو: "جثامين مُتفحمة".. 23 شهيدا إثر 3 مجازر ارتكبها الاحتلال الليلة في قطاع غزة الأكثر قراءة غزة - 3 شهداء ومصابون إثر قصف الاحتلال مدينة خانيونس حماس تقدم طعنا قانونيا لدى وزارة الداخلية البريطانية لإلغاء تصنيفها كمنظمة محظورة  نتنياهو يبلغ وزراءه بمقترح مرتقب من الوسطاء لوقف إطلاق النار في غزة بعد القصف بالطائرات.. الاستهداف للقطاع الخاص الفلسطيني يتوسع  عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • غزة - شهداء وإصابات في غارات جوية إسرائيلية
  • إسرائيل تكثّف حربها على خيام النازحين بغزة
  • شهداء في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين شمال قطاع غزة
  • صحة غزة تُصدر تقريرها اليومي وتعلن ارتفاع أعداد الشهداء والإصابات
  • الاحتلال شن حملة اعتقالات شمال الضفة الغربية
  • خيام النازحين تحت النار.. عشرات الشهداء والجرحى بقصف للاحتلال على القطاع
  • تسليم شهادات للصحفيين المشاركين في دورة تكوينية خاصة بالاستثمار في الجزائر
  • تسليم شهادات للصحفيين المشاركين في دورة تكوينية خاصة بالاستثمار في الجزائ
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • قوات الاحتلال تطلق النار على فلسطيني شمال القدس