الجزيرة:
2025-01-10@10:53:42 GMT

شهادات خاصة.. هكذا نهشت الكلاب جثث الشهداء شمال غزة

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

شهادات خاصة.. هكذا نهشت الكلاب جثث الشهداء شمال غزة

غزة- "كنتُ أشاهد الكلاب تنهش جثت أصدقائي الثلاثة ولم أقدر على منعها أو فعل شيء، قضت 10 أيام كاملة وهي تتناول لحومهم حتى حولتهم إلى هياكل عظمية ومن ثم سحبتها بعيدا"، يقول الشاب لؤي (31 عاما) من شمال قطاع غزة للجزيرة نت.

في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حاول لؤي الفرار برفقة أصدقائه من المناطق الغربية لمخيم جباليا إلى مدينة غزة قبل أن تباغتهم طائرة مسيّرة إسرائيلية بصاروخ قضى على ثلاثتهم، وتركه في حالة خطيرة.

وبقي الشاب -الذي فضل عدم ذكر اسمه كاملا- وحيدا يتخذ من بقايا منزل مقصوف ملجأ له يحاول مداواة جراحه بنفسه لأكثر من شهرين حتى تمكن من اقتناص الفرصة والوصول إلى مدينة غزة، ليروي التفاصيل.

أوضاع معقدة

يقول لؤي إن الكلاب الضالة تسير في مجموعات وإذا وجدت جثة ملقاة في الطرقات مكثت في المكان إلى حين إنهاء مهمتها بالتهامها، وهو ما حدث مع أصدقائه الذين كان يراقبهم يوميا من خلف المبنى دون أن يقوى على سحبهم بسبب تردي وضعه الصحي وخشية اكتشافه من قبل جنود الاحتلال، ولولا وجوده هناك لما تعرف أحد على هوياتهم.

مع بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على شمال غزة مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2024، اتخذ الجيش من القصف العنيف وسيلة لإجبار الفلسطينيين على إخلاء منازلهم، ومنع عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، مما زاد من تعقيد الأوضاع الميدانية التي حالت دون الوصول للمصابين والشهداء فتُركوا في الشوارع، ومنذ ذلك الحين توالت مناشدات المواطنين لانتشال عشرات الجثث لكن دون جدوى.

إعلان

وحصلت الجزيرة نت على نسخة من مقطع فيديو مصور، وثقه الشاب أحمد علي (40 عاما) صبيحة يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما تمكن من التسلل والوصول لتفقد منزله في منطقة الصفطاوي القريبة من عمليات جيش الاحتلال شمال مدينة غزة.

ومع وصوله، تفاجأ علي بنهش كلب جثة شاب ملقاة في الطريق، مما دفعه لاستخدام الحجارة لإبعاده عن الجثمان بعدما تمكن من نهش كتفيه وبطنه.

ويقول للجزيرة نت إنه اضطر للزحف خوفا من نيران القناصة وتمكن من ربط قدمي الشهيد بحبل طويل كي يسحبه دون أن يضطر للوجود في منتصف الطريق، ونجح بإخراجه لمنطقة آمنة، وتم دفنه من قبل الجهات المحلية في مستوصف طبي بمنطقة الشيخ رضوان بمدينة غزة بعدما لم يتعرف عليه أحد.

قضية خطيرة

كما حصلت الجزيرة نت على مقطع مصور خاص يعود تاريخه إلى الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، لنهش كلب جثة شاب في المنطقة ذاتها التي تشهد حاليا تقدما لقوات جيش الاحتلال وقصفا مدفعيا مكثفا، حيث لم يتمكن أحد من سحب الجثة التي بقيت ملقاة على الأرض بسبب خطورة الوصول إليها، فيما لم تعرف هوية الشاب الذي هاجمته طائرة مسيّرة (كواد كابتر).

وفي الخامس من ديسمبر/كانون الأول الماضي، تمكن الشاب يوسف (29 عاما) من الخروج من شمال غزة عبر طريق التفافي بعيدا عن نقطة التفتيش التي أقامها جيش الاحتلال شرق مخيم جباليا خوفا من الاعتقال. وقال للجزيرة نت إنه قطع مسافة ألف متر تقريبا في طريق خطرة جدا استشهد فيها عدد من الفلسطينيين بعدما استهدفتهم نيران الجيش وهم يحاولون الفرار منها.

تفاجأ يوسف -الذي فضل ذكر اسمه الأول فقط- خلال طريقه بمشاهدة قدم صناعية لأحد جيرانه كان قد حاول الخروج برفقة ابنه -قبله بأيام من الطريق نفسه-، وعلم أنها دليل استشهاد صاحبها بعدما تحول لكومة عظام هو وابنه دون أن تظهر أي من ملامحهما بعدما نهشت الكلاب جسديهما مع آخرين.

إعلان

في السياق، يقول محمود بصل المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة إنه رغم وجود 10 آلاف شخص تحت أنقاض المنازل في مختلف محافظات القطاع، فإن القضية الأخطر حاليا هي انتشار جثامين الشهداء في شوارع شمال غزة، وتعرضها للنهش من الكلاب الضالة نتيجة عدم قدرة طواقم الدفاع المدني ومقدمي الخدمة على الوصول للمنطقة.

وأضاف للجزيرة نت أن أكثر من 5 آلاف شخص قتلوا في شمال القطاع منذ بدء العملية العسكرية قبل 3 أشهر، ولا يزال عدد كبير منهم في الشوارع وتحت الأنقاض.

ونقل عن أحد المواطنين الذين خرجوا من شمال غزة قوله إن الكلاب الضالة كانت صغيرة وضعيفة البنية بسبب غياب الطعام وليس لديها القدرة على الهجوم والاعتداء على المواطنين في بداية العملية البرية هناك، لكنها الآن أصبحت كبيرة الحجم وتستطيع أن تهاجم المواطنين وتعتدي عليهم.

محمود بصل يؤكد أن الاحتلال يمنع الدفاع المدني من الوصول إلى جثث الشهداء (الجزيرة) سياسة ممنهجة

وحسب المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، فإن الكلاب الجائعة كانت تحتاج 6 ساعات كحد أقصى حتى تنهش الجثة كاملة، أما الآن فتحتاج أيامًا لالتهامها بعدما أصيبت بتخمة من لحوم البشر، وهذا يدل على وجود أعداد كبيرة من الشهداء في الشوارع.

وأكد أن مناشدات كثيرة وصلتهم لوجود شهداء في الطرقات لكن طواقم الإنقاذ لا تستطيع فعل شيء بعد منع الاحتلال لها من الوصول إلى تلك المناطق، وأضاف "في حال انسحاب قوات الاحتلال سنكون هناك على الفور، لكن غالبا سيكون الوقت نفد ولن نجد إلا عظام وهياكل الشهداء".

ووثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ما وصفه بالعديد من الأنماط المتكررة لمنع دفن الضحايا وتعمد تركهم في العراء، إضافة إلى مشاهد نَشَرها عناصر من الجيش الإسرائيلي أنفُسهم تظهر إلقاءهم جثامين الفلسطينيين لتنهشها الكلاب الضالة، في مخالفة للقانون الدولي.

ليما بسطامي اعتبرت منع الاحتلال دفن جثامين الشهداء فعلا ممنهجا لتخويف الفلسطينيين (الجزيرة)

واعتبرت ليما بسطامي مديرة الدائرة القانونية في المرصد أن منع دفن جثامين الضحايا بات "فعلا ممنهجا يعكس أقصى درجات الإذلال واللاإنسانية، ويمثل جزءا من إستراتيجية متعمدة تهدف للقضاء على الوجود الروحي والمادي للفلسطينيين في قطاع غزة".

إعلان

وقالت بسطامي للجزيرة نت إن هذا الفعل يظهر "نية إسرائيل في تكريس الإبادة الجماعية كفعل شامل يمتد إلى ما بعد القتل، وعندما تُترك الجثامين مكشوفة لتنهشها الحيوانات الجائعة يتحول الموت ذاته لرسالة رعب موجهة لباقي السكان".

وأضافت أن منع دفن الجثامين وما يترتب عليه من تشويه يصنف جرائم خطيرة بموجب القانون الدولي، حيث تحظر اتفاقيات لاهاي وجنيف أي معاملة حاطّة بالكرامة، كما أن تشويه الجثث يعد جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الذي يجرم الحط من كرامة الشخص التي تمتد لما بعد موت الإنسان.

وأكدت بسطامي أن ما يجري لا يقتصر على الضحايا وإنما هو تعذيب لذويهم أيضا، حيث إن مشاهدتهم جثة شخص عزيز تدنس بهذه الطريقة يعرضهم لمعاناة نفسية ويلحق الأذى بهم، ويعتبر نظام روما الأفعال اللاإنسانية التي تتسبب عمدا في معاناة شديدة، جريمة ضد الإنسانية ما دام ارتكابها تمّ في هجوم واسع النطاق وموجه ضد مجموعة من السكان المدنيين.

 

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدفاع المدنی الکلاب الضالة للجزیرة نت شمال غزة تمکن من

إقرأ أيضاً:

ارتفاع عدد الشهداء بالقطاع ودعوات أممية لحماية المدنيين

استشهد عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة جراء غارات متفرقة للاحتلال على القطاع، ووصل عدد الشهداء في غزة إلى أكثر من 45 ألف شهيد منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. في الوقت ذاته دعت الأمم المتحدة الدول الأعضاء للإصرار على حماية المدنيين، وضمان سير جميع العمليات الإنسانية بغزة.

فقد استشهد 17 فلسطينيا في غارات مكثفة للاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء، 13 منهم في شمال القطاع.

وأفاد مراسل الجزيرة بارتفاع عدد ضحايا قصف طائرة مسيّرة للاحتلال حي الشعف شرقي مدينة غزة إلى 5 شهداء، مشيرا إلى وقوع عدد من المصابين.

كما أصيب عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف دراجة نارية في شارع المزرعة بمدينة دير البلح، وسط القطاع.

وقال مراسل الجزيرة إن دبابات الاحتلال قصفت حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة بشكل عنيف، مما أسفر عن دمار واسع طال المنازل والبنية التحتية.

وفي جنوب القطاع، تعرضت المناطق الشمالية الغربية لمدينة رفح لقصف مدفعي مكثف، بينما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة الفخاري شرق خان يونس، مما أدى إلى إصابات في صفوف المدنيين.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب، خلال الـ24 ساعة الماضية، 3 مجازر بحق العائلات في القطاع، وصل منها إلى المستشفيات 31 شهيدا، و57 مصابا.

إعلان

وبذلك يرتفع العدد الإجمالي للشهداء إلى 45 ألفا و885، في حين يبلغ عدد المصابين 109 آلاف و196، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كارثة بالمستشفيات

هذا، وقد جددت وزارة الصحة في غزة تحذيرها مما وصفتها بكارثة إنسانية تعصف بالمستشفيات والمرافق الطبية المتبقية على رأس عملها في القطاع.

وقالت، في بيان، إن مخزون الوقود لدى تلك المستشفيات نفد، بسبب السياسة التقطيرية التي يتبعها الاحتلال في إدخال الوقود.

وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال يجبر قوافل المساعدات، بما فيها سيارات الوقود، على سلوك طرق مليئة باللصوص وقطاع الطرق، لسرقتها تحت حمايته.

وأوضحت أنه تم سرقة آخر شحنة من الوقود أمس الاثنين، بينما كانت في طريقها إلى المستشفيات من خلال مؤسسات أممية.

تحذيرات أممية

وفي شأن ذي صلة، حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر من أن الجهود الإنسانية في قطاع غزة تواجه عقبات متزايدة.

وأكد، في بيان، أن الجهود الأممية لإنقاذ الأرواح في القطاع وصلت إلى نقطة الانهيار.

وقال فليتشر إن القوات الإسرائيلية غير راغبة في ضمان سلامة قوافل المساعدات الأممية بالقطاع، وأشار إلى أن جنودا إسرائيليين أطلقوا أكثر من 16 رصاصة على قافلة أممية عند نقطة التفتيش بين جنوب قطاع غزة وشماله.

كما قال إن غارة إسرائيلية استهدفت ليلة الجمعة مركبة كانت تحمي جزءا من قافلة مساعدات أممية، وأضاف أنه تم نهب 6 صهاريج وقود، دخلت من معبر كرم أبو سالم، ولم يتبق سوى القليل من الوقود لعمليات الإغاثة.

وكشف فليتشر أن بعثة الأمم المتحدة في جباليا واجهت، قبل بضعة أيام، جنودا إسرائيليين هددوا مرضى في حالة حرجة، واعتقلوا 4 منهم.

ودعا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى الإصرار على حماية المدنيين، وضمان سير جميع العمليات الإنسانية بغزة.

وأكد أن سكان غزة تحملوا أكثر من 14 شهرا من النزوح، والصدمات، وتدمير المدارس والمستشفيات والبنية تحتية المدنية، والمجاعة.

إعلان

وتعاني المستشفيات خصوصا من نقص حاد في الإمدادات الطبية، في حين يعاني السكان من نقص بالمواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.

مقالات مشابهة

  • روان أبو العينين تكشف التحديات التي تواجه إدارة «ترامب»
  • 46 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • حصيلة الشهداء في غزة تقترب من 46 ألفا
  • الاحتلال يرتكب 6 مجازر في غزة.. وعدد الشهداء يرتفع إلى 45936 فلسطينيا
  • عشرات الشهداء بغزة والمقاومة تستولي على مُسيرات إسرائيلية
  • ارتفاع عدد الشهداء بالقطاع ودعوات أممية لحماية المدنيين
  • جُلّهم من الأطفال والنساء.. ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين بقطاع غزة إلى 45.885 شهيدًا
  • ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 45,885 بينهم آلاف الأطفال والنساء
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 45885 شهيدا