موقع 24:
2025-02-11@02:00:39 GMT

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

لبنان.. عودة الأمل وخروج من الأسر الإيراني

بانتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية، خطا لبنان خطوة مهمّة في اتجاه استعادة عافيته في ظلّ التوازن المختلف القائم في المنطقة، خصوصاً بعد خروج سوريا من تحت السيطرة الإيرانيّة واستعادة الأكثريّة السنّية دورها الطبيعي في هذا البلد المهمّ.

ما لا بدّ من الإشارة إليه قبل أي شيء أن رئيس الجمهوريّة الجديد حرص في خطابه الأول على تأكيد "احتكار الدولة للسلاح".

مثل هذه العبارة تعطي فكرة عمّا هو آت على لبنان في غياب الهيمنة "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران، وهي هيمنة مورست عبر ميليشيا مذهبية مسلّحة اسمها "حزب الله" الذي كان يستثمر في الفراغ الرئاسي.

جاء انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانيّة، رغماً عن إرادة الحزب، الذي ليس سوى لواء في "الحرس الثوري"، ليعطي فكرة عن تراجع المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة العربيّة. لم يستطع الحزب الذي يهيمن على قرار الثنائي الشيعي الحؤول دون وصول جوزيف عون إلى قصر بعبدا. بكلام أوضح، خرجت رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة من الأسر الإيراني بعدما فشل "حزب الله" في فرض مرشحه كما حصل في العام 2016. كان مرشّحه وقتذاك ميشال عون الذي حوّل رئاسة الجمهورية إلى دائرة من الدوائر الرسميّة اللبنانية التي تتحكّم بها "الجمهوريّة الإسلاميّة".
حاول الحزب إنقاذ ماء الوجه في الساعات التي سبقت انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهوريّة. منع جوزيف عون من الحصول، في دورة التصويت الأولى، على أكثرية الثلثين في مجلس النواب. لكنّه ما لبث أن تراجع بعدما أجل رئيس المجلس نبيه برّي الانتخاب ساعتين حصل خلالهما لقاء بين جوزيف عون وممثلين عن "حزب الله" وحركة "أمل". الأكيد أن الحزب سعى في هذا اللقاء إلى الحصول على ضمانات محددة من بينها تأمين أموال عربيّة لإعادة إعمار ما تسبب في تهديمه في جنوب لبنان حيث الأكثرية الشيعية وفي مناطق معينة في البقاع وفي الضاحية الجنوبيّة لبيروت.
تنفذ هذه الضمانات أو لا تنفّذ، ليس ضرورياً حصول ذلك. المهمّ أنّه بات على "حزب الله" التعاطي مع واقع لبناني جديد في شرق أوسط مختلف. في النهاية، لم يكن ممكنا الإتيان بجوزيف عون رئيساً للجمهوريّة لولا الضغوط الأمريكيّة والسعودية والفرنسيّة.
ليس صدفة أن جوزيف عون زار السعودية قبل فترة قصيرة وليس صدفة أنّ المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين حرص على إغراء رئيس مجلس النوّاب نبيه بري عندما قال له إن التصويت النيابي الشيعي لجوزيف عون سيؤدي إلى تعاط أفضل للمجتمع الدولي مع "أمل" و"حزب الله".


حرص هوكشتاين على التأكيد لبري، عندما طلب منه تقديم ثلاثة أسماء كي يختار الثنائي الشيعي أحدها، أن لا مرشح آخر غير جوزيف عون. هذا ما فعله أيضاً المبعوث السعودي الأمير يزيد بن فرحان والمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان.
يستحيل عزل الحدث اللبناني عن الحدث الإقليمي. أطلق "حزب الله" ومن خلفه إيران رهينة اسمها رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة. من كان يتصوّر حدوث ذلك في يوم من الأيام؟ الواقع أنه ما كان حلماً لبنانياً صار حقيقة مثل حقيقة خروج النظام العلوي وآل الأسد من حكم سوريا وذلك للمرّة الأولى منذ 54 عاماً.
مع انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهوريّة ومع الخطاب الشامل الذي ألقاه، مباشرة بعد انتخابه، دخل لبنان مرحلة جديدة برعاية عربيّة ودولية. لم يكن ذلك ممكناً لولا الهزيمة التي لحقت بـ"حزب الله" الذي قرّر شنّ حرب على إسرائيل وبالمشروع الإيراني في المنطقة. يمكن الآن الكلام عن استعادة لبنان للأمل. المهمّ أن يتمكن جوزيف عون من تنفيذ بعض ما ورد في خطابه الأوّل كرئيس للجمهوريّة، وهو خطاب أقل ما يمكن أن يوصف به أنّه خطاب شامل ومتكامل، خصوصاً عندما يتحدّث عن وجود "أزمة حكم وحكّام" في لبنان.
يبقى أنّ ما لا يمكن تجاهله الدور الإيجابي لنجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال الذي استطاع تمرير مرحلة الفراغ الرئاسي بأقلّ قدر ممكن من الخسائر في ظروف في غاية التعقيد.
مع وجود جوزيف عون في قصر بعبدا، هناك رابح وحيد هو لبنان، لبنان العربي قبل أي شيء آخر، لبنان الذي حاولت إيران قطع صلته بالخليج العربي وتحويله "ساحة" لما يسمى "جبهة الممانعة".
لم تكن "الممانعة" سوى لعبة تستهدف نشر البؤس والدمار في المنطقة وتفتيت العالم العربي والمجتمعات العربيّة دولة بعد دولة ومجتمعاً بعد مجتمع… خدمة لمشروع إيراني لا أفق له.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية جوزيف عون إسرائيل وحزب الله جوزیف عون رئیسا الجمهوری ة فی المنطقة ة اللبنانی للجمهوری ة حزب الله

إقرأ أيضاً:

المرشد الإيراني يلتقي وفدا من حركة حماس

استقبل المرشد الإيراني علي خامنئي صباح اليوم السبت في إيران وفدا من حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

والتقى خامنئي وفد حماس المكون من رئيس مجلس شورى الحركة محمد درويش، والقياديين خليل الحية ونزار عوض الله.

ونشر حساب المرشد الإيراني على منصة "إكس" صورا من اللقاء، في حين لم تذكر وسائل الإعلام الإيرانية أي تفاصيل عن الاجتماع.

رئیس و اعضای شورای رهبری مقاومت فلسطین حماس صبح امروز با حضرت آیت‌الله خامنه‌ای رهبر انقلاب اسلامی دیدار کردند. pic.twitter.com/SD1lFWxkom

— KHAMENEI.IR | فارسی ???????? (@Khamenei_fa) February 8, 2025

وكانت إيران أكدت سابقا أن اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة يعد ّانتصارا للمقاومة الفلسطينية.

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن "شعب فلسطين وقف ضد الكيان الصهيوني بقوة وكرامة وحقق هذا الإنجاز العظيم"، وفق تعبيره.

مقالات مشابهة

  • السفير الإيراني: نُجدد استعدادنا لدعم لبنان في النهوض الاقتصادي وإعادة الإعمار
  • عن عودة النازحين السوريين: وزيرة الشؤون الاجتماعية تكشف موقف لبنان
  • أمين «الشعب الجمهوري» عن رفع أجور القطاع الخاص: يخفف العبء عن الأسر
  • ما الذي تغيّر بين الأمس واليوم؟
  • عودة لبنان للحضن العربي
  • مستوى التراجع الإيراني الذي يخدم مصالح المنطقة
  • ‏توأم الأسر والنصر
  • فادي مكي الوزير الشيعي الخامس الذي فك عقدة حكومة لبنان
  • المرشد الإيراني يلتقي وفدا من حركة حماس
  • بالفيديو| محمد بن راشد: صناعة الأمل هي صناعة للحياة