موقع 24:
2025-02-11@07:31:58 GMT

ترامب وماسك... مشعلا الحرائق

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

ترامب وماسك... مشعلا الحرائق

بعد أن كان لدينا شخص واحد في فترة ترامب الأولى يهوى إشعال الحرائق، أصبح لدينا اثنان. ماسك يدخل معه بحماسة في المعركة. لقد بدآ اللعبة مبكراً وحتى قبل أن يتسلما منصبيهما الجديدين. حرائقهما لا تقتصر على الداخل الأمريكي ولكنها تعدت الحدود. ترامب يغضب المكسيك وكندا والدنمارك، وماسك يتدخل في شؤون الألمان، ويطالب بإسقاط الحكومة في لندن.

يعيش هذان الرجلان الصاخبان نشوة النصر في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ويسعيان إلى استثمار الزخم إلى أقصى حد وخارج حدود بلديهما. لقد سهلت عليهما قدرتهما الفائقة على استغلال وسائل التواصل الاجتماعي الوصول والتأثير في أكبر قدر من الناس. ماسك، يملك المنصة الأهم في التأثير السياسي، وتلاحقه اتهامات بأنه يستخدمها بطريقة غير عادلة للدفع والترويج لمعتقدات مناصريه، والتضييق على انتقادات خصومه. ورغم أنه ينفي هذه الاتهامات، فإن «إكس» أصبحت المنصة التي يجد فيها المؤيدون له حرية كاملة للتعبير عن آرائهم، حتى لو كانت خزعبلات أو نظرية مؤامرات.

ترامب وماسك ناقمان ومدفوعان بالثأر، ويعبران عن تجارب شخصية مهينة. ترامب الذي كان ليبرالياً طوال حياته تحول إلى عدو الليبراليين، اليسار، عندما أصبح رئيساً. استهدفوه بكل الطرق المشروعة والمحظورة. تعرض للملاحقة ونبش ماضيه وقصصه القديمة مع العاهرات، وروجت عنه قصص مكذوبة عن سهرات ليالٍ حمراء في موسكو عرضته لابتزاز. تشكلت في داخله كراهية للنخبة «الحاقدة المعتوهة» التي تريد الإطاحة به، وهذا ما حدث في نهاية المطاف.
ماسك الذي كان أيضاً ليبرالياً ديمقراطياً أصبح شخصية ناقمة متعطشة للثأر من إدارة بايدن التي ضيقت على تجارته وعلى الأفكار اليسارية التي دفعت ابنه للتحول الجنسي. في حوار شهير له تحدث ماسك عن موت ابنه وبنبرة الشخص الذي تعرض للخيانة وطعن في ظهره. لهذه الندبات النفسية ثمنها. ومن المؤكد أن غضب وثأر أغنى رجل في العالم لن يكونا مثل غضب رجل مفلس. وغضب رئيس أمريكا ورغبته الجامحة في الثأر لن تكون مثل غضب رئيس دولة هامشية. والاثنان يملكان ذاتاً متضخمة ليس من السهل خدشها. وربما يدفع اليسار والليبراليون ثمن إهانة هذين الرجلين، وتلطيخ سمعتيهما بالوحل. لقد جعلوا ترامب مجرد مخادع مصاب بداء الكذب المرضي ومغتصب ومدمن على معاشرة النجمات الإباحيات، كما جعلوا ماسك شخصية معتوهة ومدمناً على المخدرات. النتيجة كانت انقلابات كبيرة، لم يسيطر ترامب وماسك سياسياً فقط ولكن ثقافياً أيضاً.
هدفهما الأكبر صعود الأفكار اليمينية في الغرب عموماً، ولهذا يدعمان الأحزاب اليمينية في أوروبا. إن انتصار هذه الأحزاب سيعني أن الموجة الحمراء ستجرف التيارات اليسارية لسنوات قادمة. ورغم أنهما يتقاطعان في بعض المواقف فإن وجهاتهما أيضاً تختلف في بعض الأحيان. ترامب مشغول بالمال وملء جيوب الأمريكيين، ورغبته في إقفال الحدود تأتي في هذا السياق. ترامب يهاجم من يسميهم المغتصبين والقتلة، ويسعى لتطهير المجتمع الأمريكي منهم ليقدم نفسه بصورة المنقذ لأمريكا والمعيد لها عظمتها المفقودة. ولكن ماسك يقدم نفسه ليس فقط ثائراً سياسياً بل أيضاً بوصفه محارباً ثقافياً. فهو داعية للتكاثر لأنه يعتقد أن أعداد الغربيين تراجعت أمام المهاجرين، ويتحدث عن غزو ثقافي للغرب سيغير من هويته. هجومه على حكومة ستارمر بتهمة تساهله مع عصابة الاغتصاب الباكستانية، يأتي على خلفية ثقافية بحجة أن التراخي معه خوفاً من تهمة العنصرية والإسلاموفوبيا. إذا بقيت خطوط حمراء في أوروبا لم يفجرها ترامب، فإن ماسك سيكمل المهمة، ولهذا اشتكى أحد النواب في البرلمان بعد التصويت برفض التحقيق في قضية «عصابة الاغتصاب» بأنها لن تذهب بعيداً، لأن ماسك سيواصل التغريد حولها.
سيحتل ترامب وماسك عناوين الأخبار، ويشعلان المزيد من الحرائق، وبعضها ستكون حرائق جيدة بسبب غرور وتعالي النخبة اليسارية لفترة طويلة، ولكن لا يبدو أن الاثنين قادران على استخدام المكابح، والخشية أن يستخدما للترويج لدعاة العنصرية والكراهية والرهاب من الأجانب.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عودة ترامب ترامب وماسک

إقرأ أيضاً:

"فايننشال تايمز": هل يستطيع أحد أن يوقف إيلون ماسك؟

قبل أن يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر الماضي، بدا أن خطة أكبر داعم مالي له، إيلون ماسك، لتقليص تريليونات الدولارات من الإنفاق الحكومي الأمريكي لا تتعدى مجرد شعارات وسلسلة من المنشورات الاستفزازية على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن خلف الكواليس، كان أغنى رجل في العالم يجند بهدوء مديرين تنفيذيين في مجال التكنولوجيا وعدداً كبيراً من المبرمجين الشباب، الذين سرعان ما قدموا صدمة لأحد أكبر الأجهزة البيروقراطية في العالم، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز".

قام مبعوثون من ما يسمى بـ"وزارة كفاءة الحكومة" التابعة لماسك باختراق وكالات حكومية رئيسية، وأقالوا أو أوقفوا عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين، وحصلوا على كميات هائلة من البيانات الحساسة في مجالات الأمن والصحة والمالية. هجوم صادم

وعلى الرغم من أن هذه الوزارة تعتبر فرعاً مُعاد تشكيله من البيت الأبيض، إلا أن مسؤوليها نصبوا أنفسهم داخل الحكومة الفيدرالية، في وزارة الخزانة الأمريكية، ووزارتي الخارجية والصحة، وإدارة الطيران الفيدرالية، والعديد من الهيئات الأخرى الأصغر – لدرجة أن بعضهم بات ينام في المباني الفيدرالية.
وقد تم إغلاق وكالة المعونة الأمريكية (USAID) البالغة ميزانيتها 40 مليار دولار فعلياً، حيث تم إلغاء عقودها، وتقليص عدد موظفيها من 10,000 إلى حوالي 600 فقط.
وفي هجوم صادم للمشرعين البارزين، بدأ موظفو "دوج" في مراجعة تريليونات الدولارات من التحويلات المالية، وحصلوا على أرقام الضمان الاجتماعي، وتفاصيل الحسابات المصرفية، وحتى السجلات الصحية للمواطنين الأمريكيين.
وقالت مجموعة من ثمانية أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزب الديمقراطي في رسالة احتجاج إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع: "لم يتم تقديم أي معلومات إلى الكونغرس أو الجمهور حول من تم تعيينه رسمياً في 'دوج'، أو بموجب أي سلطة أو لوائح تعمل هذه الوزارة".

Can anyone stop Elon Musk’s hostile takeover of the US government? https://t.co/2CGu6TjJFX

— Financial Times (@FT) February 7, 2025 انقلاب؟ وفي واشنطن العاصمة، انضم أعضاء ديمقراطيون في الكونغرس إلى الاحتجاجات ضد ماسك أمام وزارة الخزانة، حاملين لافتات كُتب عليها "أوقفوا الانقلاب" و"لم ينتخب أحد ماسك".
حتى داعمو "دوج" الأوائل اندهشوا من سرعة تنفيذها للقرارات. يقول جيمس فيشباك، المستثمر الذي قدم المشورة للوزارة عند تشكيلها في نوفمبر (تشرين الثاني): "ما تفعله دوج فاق كل توقعاتنا... إنهم يتحركون بسرعة وبإلحاح".
لكن العواقب الوخيمة لهذا الهجوم على الوكالات الحكومية بدأت تتجلى بسرعة، حيث لم تُسلّم أدوية علاج فيروس نقص المناعة البشرية في جنوب إفريقيا وأماكن أخرى، وتم تعليق تجارب سريرية لإنقاذ الحياة، وتوقفت بعض المواقع الإلكترونية الحكومية عن العمل بشكل متكرر.
يقول النائب الديمقراطي جيمي راسكين: "ليس لدينا فرع رابع للحكومة يُدعى إيلون ماسك. الهجمات على الخدمة المدنية – من مراقبي الحركة الجوية إلى مفتشي الأغذية والأدوية – تهدف إلى تقويض سلطة الكونغرس، وهي سلطة الشعب".
ماسك ضد البيروقراطية

تحوّل ماسك إلى أبرز الشخصيات التكنولوجية الليبرالية في وادي السيليكون، الذين يرون أن اللوائح الحكومية تعرقل الابتكار والأرباح.
وعلى الرغم من أن شركاته تستفيد من عقود حكومية تزيد عن 20 مليار دولار، إلا أنه طالما اشتكى من العقبات التنظيمية التي تعيق عمل "تسلا" و"سبيس إكس" وغيرهما.
وبعد أن بدأ ماسك في التبرع بـ 250 مليون دولار لحملة إعادة انتخاب ترامب، سعى للحصول على دور في تقليص حجم الدولة، محدداً هدفاً مستحيلاً بتوفير 2 تريليون دولار، أي ما يقرب من ثلث ميزانية الحكومة السنوية البالغة 6.8 تريليون دولار.
حتى بعض قادة الجمهوريين، الذين لطالما كانوا يؤيدون تقليص الحكومة، شككوا في طموحات ماسك. وعندما سئل السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل في ديسمبر (كانون الأول) عما إذا كانت "دوج" ستنجح، أجاب: "من يعلم؟".

TIME's new cover: Inside Elon Musk's war on Washington https://t.co/95Qictx4zP pic.twitter.com/QZ73CZqtnM

— TIME (@TIME) February 7, 2025

وفي يناير (كانون الثاني)، خفض ماسك التوقعات، مشيراً إلى أن "دوج" قد تتمكن فقط من تحديد تخفيضات بقيمة تريليون دولار. ولم يمضِ وقت طويل حتى غادر فيفيك راماسوامي، الشريك في قيادة الوزارة، ومعه المستشار القانوني الرئيسي لها.
لكن أي شكوك حول مدى فاعلية "دوج" تبددت بعد الخطوات الأولى لحملة خفض التكاليف، حيث أصبح فريق ماسك بمثابة إدارة الموارد البشرية للحكومة، وعرض تعويضات مالية مقابل الاستقالة لملايين الموظفين، وألغى برامج التنوع والمساعدات والتنمية.
قوبل هذا الهجوم على الخدمة المدنية بسخط من النقابات العمالية ومنظمات الحقوق المدنية، لكنه لقي ترحيباً من أصدقاء ماسك في وادي السيليكون. يقول كيث رابوا، المستثمر التكنولوجي والداعم لترامب، والذي يعرف ماسك منذ أكثر من عقدين: "الحكومة الأمريكية أصبحت قوة مدمرة في المجتمع الأمريكي".

استراتيجية ماسك

يبدو أن "دوج" استلهمت أساليبها من قطاع الشركات الناشئة، حيث تعكس تحركاتها عن كثب تلك التي نفذها ماسك عندما استحوذ على "تويتر" عام 2022، عندما سرّح 80% من الموظفين وخفض التكاليف بشكل حاد.
حتى الرسائل الإلكترونية التي أُرسلت لموظفي الحكومة الفيدرالية لحثهم على قبول عروض الاستقالة تضمنت عبارات مماثلة لما استخدمه ماسك عند إعادة هيكلة "تويتر".
كما استعان ماسك بفريقه الداخلي الذي ساعده في السيطرة على "تويتر"، بالإضافة إلى مجموعة من المهندسين الشباب، الذين لبّوا نداءه لـ"ثوريين صغار في الحكومة ذوي معدل ذكاء مرتفع للغاية"، على استعداد للعمل لأكثر من 80 ساعة في الأسبوع.

التحديات القانونية والسياسية

على الرغم من التحركات السريعة لـ"دوج"، إلا أن خططها واجهت بعض العوائق. ففي الأسبوع الماضي، منع قاضٍ فيدرالي تسليم بيانات وزارة الخزانة إلى ماسك، كما تم تمديد الموعد النهائي لقبول تعويضات الاستقالة لبعض الموظفين بقرار من محكمة في ماساتشوستس.

A federal judge has barred the US Treasury from handing data from its payments system to outsiders, in an early legal blow to Elon Musk’s crusade to slash government spending. https://t.co/PLRx83VDtC pic.twitter.com/07JJ6LJ9MV

— Financial Times (@FT) February 6, 2025

كما أن المقاومة السياسية بدأت تظهر، حيث أشار ترامب نفسه إلى أن هناك حدوداً لسلطة ماسك، قائلاً: "لا يمكن لإيلون أن يفعل شيئاً دون موافقتنا"، لكنه في نفس الوقت أثنى على جهوده، قائلاً إنه "يكتشف فساداً وإهداراً هائلاً".
وفي حين أن وزارة العدل في إدارة ترامب من غير المرجح أن تتخذ إجراءات ضد "دوج"، فإن الكونغرس قد يكون العقبة الأهم أمام توسعها، خاصة إذا قررت استهداف برامج الضمان الاجتماعي أو ميزانية البنتاغون، التي يحظى تمويلها بدعم واسع في الحزب الجمهوري

مقالات مشابهة

  • ترامب يؤكد تواصله مع الرئيس الصيني: لدينا علاقة شخصية جيدة
  • إيلون ماسك: لا أخطط لشراء تيك توك
  • ترامب وماسك.. ثنائي مفاجئ يُهدد بكشف أسرار الحكومة الأميركية
  • ترامب يتوقع أن يكشف ماسك عن هدر بالمليارات في البنتاغون
  • ترامب: ماسك سيكشف هدرا بالمليارات في وزارة الدفاع
  • إيران: مستعدون للتفاوض مع واشنطن ولكن ليس تحت الضغوط القصوى
  • قرار قضائي يثير غضب إيلون ماسك..
  • إيلون ماسك يحسم موفقة من شراء تيك توك
  • للتأكد من الولاء لترامب..مرشحون لمناصب استخباراتية يخضعون لاختبارات شخصية
  • "فايننشال تايمز": هل يستطيع أحد أن يوقف إيلون ماسك؟