موقع النيلين:
2025-03-13@06:01:59 GMT

عادل الباز: المبادرة.. مأزق تركيا!! (1-2)

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

1 تضج الأسافير بما تسميه (المبادرة التركية). ما هي تلك المبادرة؟ وما تفاصيلها؟ لا أحد يعرف على وجه التحديد والدقة وكل ما رشح عنها أن تركيا أبدت رغبتها في التوسط بين السودان والإمارات من جهة، وبين السودان والمليشيا من جهة أخرى. ولقد وجدت هذه الفكرة ترحيباً من الإمارات ومن حكومة السودان، بينما لم نسمع رأياً من المتمردين، باعتبار أن الكفيل سيتكفل بوضع أجندتها على طاولة المفاوضات.


2
هذه هي المعلومات المؤكدة، وما عدا ذلك لا يعدو أن يكون مجرد تخرصات أسافير ساكت. لا تعنيني المبادرة التركية الآن، ما يهمني هو فهم الأسباب التي دفعت تركيا للدخول في تلك المبادرة ، تُرى من الذي أدخلها في هذه الورطة ولماذا؟ لا شك أن تركيا وحدها لم تسارع بهذه المبادرة لإنقاذ السودان؛ فالحرب ظلت مستمرة لعامين ولم نسمع من الأتراك حساً ولا ركزاً.
كما هو واضح، أن التحرك التركي وراءه الإمارات، فهي المستفيد الوحيد من التحركات التركية. ومن المعلوم أن الإمارات تحركت الآن بعد أن أدركت أن مشروعها الاستثماري في الجنجويد قد فشل، وانتهت أكذوبة الدعم السريع إلى مجرد نهابة وكسيبة وقتلة. ثم إن تآمرها على السودان ودعمها لمرتكبي الإبادة الجماعية أصبح يُنشر على صفحات الصحف العالمية التي تنشر أيضاً يومياً إمدادات الإمارات للجنجويد بالسلاح.
إضافة إلى ذلك، تمرغت سمعة الإمارات في الأمم المتحدة، حيث أثبتت التقارير الأممية دعمها للجنجويد. ثم ها هي تستعد للوقوف أمام المحاكم الدولية باعتبارها دولة تدعم مرتكبي الإبادة الجماعية بالسلاح. فشل مشروع الإمارات وساءت سمعتها، فهرولت تبحث عن وسطاء جدد لينقذوها.
سبب آخر جعل الإمارات تتجه إلى تركيا لدفعها نحو وساطة جديدة هو يأسها من الوساطات السابقة؛ إذ فشلت تحركات دول الجوار في التوسط، كما فشل الاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد، وأخيراً فشل تحالف جنيف في إحداث أي اختراق أو دفع السودان للتراجع عن مواقفه، وكلها جهود تقف وراءها الإمارات بشكل أو بآخر.
أخيراً، تحاول الإمارات استثمار علاقاتها الاقتصادية مع تركيا؛ إذ تجاوز حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2023 .. 20 مليار دولار، بزيادة قدرها 107% مقارنة بالعام السابق وتهدف تركيا إلى زيادة حجم تجارتها مع الإمارات إلى 40 مليار دولار في غضون خمس سنوات، وفقاً لتصريحات وزير التجارة التركي عمر بولات
هذه هي الأسباب التي دفعت الإمارات للجوء إلى تركيا للتوسط اضافة لما تعتقده الامارات من علاقات جيدة لتركيا مع السودان وتأثير، ولكن لماذا وافقت تركيا على لعب دور وساطة لا تملك فيه مقومات كافية للنجاح؟
بدا لي أن سبب موافقة تركيا للدخول في هذه الورطة هو عدم إلمامها بتفاصيل الصراع في السودان، ومسبباته، وجذوره. كما أنها لم تدرس الموضوع بعمق، ولا أظن أن دبلوماسييها على معرفة كافية واطلاع على المبادرات التي قُدّمت من أطراف متعددة دولية وإقليمية، والأسباب التي قادت لفشلها.
رغم الاهتمام القديم لتركيا بالسودان والروابط التاريخية واهتمامها بإفريقيا – فهي ثالث أكبر مستثمر هناك – إلا أن معرفتها بتفاصيل مجريات السياسة السودانية ضعيفة. ويعود ذلك إلى انشغال تركيا الآن بملفات دولية وإقليمية بالغة الخطورة على أمنها القومي وعلاقاتها الدولية، وأبرزها الملف السوري الذي استطاعت أن تحقق فيه إنجازاً ضخماً بالمساهمة في إسقاط نظام عصابة الأسد – لعنة الله عليه – إضافة إلى ملف الحرب في أوكرانيا.
3
إزاء هذا الوضع، لماذا زجّت تركيا بنفسها في سوق المبادرات، ذلك السوق الكاسد الذي لم تحقق فيه أي من المبادرات نجاحاً يُذكر؟ وقلت إنني مشفق على تركيا لأنها تورطت في ملف يصعب أن تحقق فيه اختراقاً. لماذا؟ ببساطة، تركيا لن تستطيع أن تكون محايدة بل يجب أن تكون منحازة لحكومة السودان. كيف ولماذا؟… نواصل.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

عمرو مصطفى يعود للعمل مع الهضبة

خاص

صرح الموزع الموسيقي والمنتج عادل حقي عن عمل فني جديد سيجمعه بالثنائي عمرو دياب وعمرو مصطفى خلال الفترة القادمة من خلال أغنية جديدة بعد غياب سنوات.

وأوضح عادل حقي خلال حديثه في “عرب وود” أن هذا التعاون يعيد الأجواء التي جمعتهم في عامي 2004 و2005.

وأوضح أيضا أنه تواصل مع الفنان عمرو مصطفى على المستوى الشخصي فور علمه بمرضه، بعيدا عن مواقع التواصل الاجتماعي لأنه أراد الاطمئنان عليه دون إثارة جدل أو كسب تعاطف .

ويأتي هذا التعاون بعد فترة طويلة من الانقطاع بينهما، حيث كانت خلافاتهما حديث الجمهور لفترة ؛ وبالرغم من تأكيد عمرو مصطفى على عدم التعاون مجددًا مع الهضبة ، إلا أن الأزمة الصحية قلبت الموازين خاصة بعدما وجه عمرو دياب رسالة تمنّي بالشفاء العاجل له، مما فتح بابا لعودة العلاقات مرة أخرى.

ومن ناحية أخرى، طمأنت مصادر مقربة من عمرو مصطفى الجمهور بأن عملية استئصال الورم السرطاني تمت بالنجاح ، وأن حالته مستقرة إلى حد كبير .

ونال مرض عمرو مصطفى تفاعل كبير من زملائه في الوسط الفني ، وقام العديد من النجوم بدعمه وتمني الشفاء له .

مقالات مشابهة

  • ‏مندوب السودان  بـ”جنيف” يقدم رؤيته لوقف تدهور الأوضاع الإنسانية
  • عزلة بلااختراق: مأزق حكومة بورتسودان في استعادة الاعتراف الأفريقي
  • قانون جديد يلاحق الإمارات داخل البرلمان الأمريكي
  • عمرو مصطفى يعود للعمل مع الهضبة
  • حواضر السودان .. بحيرة شمال دارفور .. الكنابي .. المنطقة البديلة
  • كاتب صحفي: واشنطن تتواصل مع حماس.. ونتنياهو يبحث عن مخرج سياسي
  • استمرار مأزق أحلام.. ملخص الحلقة الحادية عشر من مسلسل إخواتي
  • أحمد عبد الوهاب في مأزق بسبب خطيبته بمسلسل الكابتن
  • ميلوني في مأزق سياسي بعد حكم المحكمة العليا بتعويض المهاجرين
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون