عُقد في روما مساء الخميس اجتماع بشأن سوريا، يضم وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية، وقالت الخارجية الإيطالية إن الاجتماع، الذي يرأسه وزير خارجية إيطاليا أنتونيو تاياني، يهدف إلى تقييم الوضع في سوريا بعد شهر من سقوط نظام بشار الأسد.

وأوضح تاياني أن الإشارات الأولى المقبلة من دمشق إيجابية، وأضاف أن زيارته، الجمعة، لسوريا ستشهد لقاءات بمسؤولين كبار، منهم رئيس الإدارة الجديدة أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني.

وركّزت مناقشات اجتماع روما على التحديات التي تواجهها الحكومة الانتقالية في سوريا، ومنها صياغة دستور جديد، ودمج المكونات المختلفة للمجتمع السوري، والجهود الرامية إلى إعادة إحياء الاقتصاد، كما يناقش الاجتماع التحضير لمؤتمر الحوار الوطني الذي أعلنته السلطات السورية.

وفي جولته الأخيرة قبل مغادرته منصبه مع انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن وتولّي دونالد ترامب سدة الرئاسة خلفا له في 20 يناير/كانون الثاني الجاري، بحث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع نظرائه الأوروبيين في روما سُبل إرساء الاستقرار في سوريا.

إعلان

وفي تصريح لصحفيين لدى بدء المحادثات، قال وزير الخارجية الإيطالية إنّ القوى الغربية تسعى لكي تكون "سوريا مستقرة وموحدة". لكنّ المخاوف تتزايد على خلفية تهديد تركيا بشنّ هجوم ضدّ الوحدات الكردية في سوريا، وخصوصا تلك المرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة "إرهابيا".

وأصرّ بلينكن، الأربعاء الماضي، على أنّ تركيا لديها "مخاوف مشروعة" بشأن مقاتلي حزب العمال الكردستاني داخل سوريا، ودعا إلى حلّ في البلاد يشمل مغادرة "المقاتلين الإرهابيين الأجانب".

وأضاف خلال مؤتمر صحافي في باريس "هذا مسار سيتطلب بعض الوقت، وفي غضون ذلك، ما لا يصبّ بعمق في صالح كل الإيجابيات التي نراها تحصل في سوريا، سيكون (اندلاع) نزاع، وسنعمل بجدّ بالغ لضمان ألا يحصل ذلك".

ويشارك في محادثات روما وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس.

تخفيف العقوبات

وتتناول المحادثات في روما مسألة تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، وقال تاياني "علينا أن نعالج مسألة العقوبات. ليست أمرا مفروغا منه لأن الأوضاع السياسية تغيّرت".

وأشار وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، الأربعاء، في تصريح إذاعي، إلى أن بعض العقوبات المفروضة على سوريا "قد تُرفع سريعا".

وأعلنت واشنطن من جهتها هذا الأسبوع تخفيفا مؤقتا للعقوبات المفروضة على سوريا "لعدم عرقلة" توفير الخدمات الأساسية.

لكنّ المسؤولين الأميركيين يقولون إنهم سينتظرون لرؤية التقدم قبل أي تخفيف أوسع للعقوبات، ومن غير المرجّح أن تقبل إدارة بايدن في أيامها الأخيرة التكاليف السياسية لشطب هيئة تحرير الشام في سوريا من قائمة "الإرهاب" السوداء.

من جهتها، تبدو القوى الغربية متفقة إلى حد كبير بشأن سوريا، إلا أن بعض الخلافات لا تزال قائمة.

وكرّر بلينكن دعوات الولايات المتحدة للدول الأوروبية لإعادة مواطنيها المحتجزين في سوريا، بسبب نشاطهم مع تنظيم الدولة الإسلامية والذين يقبعون في معسكرات شاسعة يديرها المقاتلون الأكراد.

إعلان

وزار وزير خارجية فرنسا ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك الأسبوع الماضي دمشق، حيث التقيا قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.

من جهته، تعهّد الشرع، الذي يواجه تحدّي إعادة توحيد البلاد، حلّ كلّ الفصائل المسلحة ومن بينها هيئة تحرير الشام.

والتقت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط باربرا ليف الشرع الشهر الماضي، وأبلغته بأن واشنطن ألغت المكافأة المالية البالغة 10 ملايين دولار والتي كانت مخصصة لمن يدلي بمعلومات تساعد في اعتقاله.

وتعهّدت الحكومة اليمينية في إيطاليا تقليص الهجرة، حيث سعى ملايين السوريين إلى الحصول على لجوء في أوروبا أثناء الحرب ببلادهم، مما أثار ردود فعل عنيفة في بعض أجزاء القارة هزّت السياسة الأوروبية.

وعلى نقيض القوى الأوروبية الكبرى الأخرى، تحركت إيطاليا لتطبيع العلاقات مع نظام الأسد قبل أسابيع فقط من سقوطه.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وزیر الخارجیة فی سوریا فی روما

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإيراني: نجري مشاورات نووية مع روسيا والصين وأوروبا لتعزيز الثقة ورفع العقوبات

يمانيون../

أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده تجري مشاورات نووية مع روسيا والصين وأوروبا لتعزيز الثقة ورفع العقوبات.

ونقلت وكالة “سبوتنيك” عن عراقجي قوله في تغريدة على برنامج “إكس”، اليوم الاثنين: “البرنامج النووي الإيراني كان وسيظل سلميًا بالكامل، وننفي أي احتمال لعسكرة البرنامج النووي الإيراني”.

وشدد على أن طهران لن تتفاوض تحت الضغط أو التهديد، مشيرًا إلى أن المشاورات مع الترويكا الأوروبية، وروسيا، والصين تجري على أساس الاحترام المتبادل، بهدف تعزيز الثقة والشفافية مقابل رفع العقوبات.

وأكد عراقجي أن “إيران تعاملت مع الولايات المتحدة وفق مواقفها، فكلما تبنت نهجًا محترمًا، قوبلت بالمثل، وعندما لجأت للتهديد، واجهت رد فعل مناسبًا”.

وكان الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قد أكد يوم أمس الأحد، أن “إيران تعتبر أي توتر أو اضطراب أو صراع، يضر بها وبالمنطقة والعالم”.

وقال بزشكيان، خلال اتصال هاتفي مع رئيس وزراء النرويج، يوناس جار ستوره، إن “إيران لم تسع أبدا إلى صنع أسلحة نووية، وذلك بناء على فتوى قائد الثورة”. مؤكدا أن “الكيان الصهيوني هو العامل الرئيسي للتوتر والأزمات في المنطقة”، حسب وكالة “تسنيم” الإيرانية.

وصرحت بعثة إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة، بأن “طهران لن تناقش تفكيك برنامجها النووي”.

وأوضحت البعثة الإيرانية، أن “طهران قد تنظر في إجراء محادثات بشأن المخاوف من استخدام برنامجها النووي عسكريا”. مؤكدة أنه “إذا كان الهدف من المفاوضات إزالة المخاوف حول عسكرة البرنامج النووي الإيراني، فيمكن نقاش ذلك”.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح أمس الأحد، بأنه يسعى للتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، لكنه حذّر من أن “الوقت المتاح للمفاوضات ينفذ”، على حد تعبيره.

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحب عام 2018، من الاتفاق النووي خلال ولايته الأولى، وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران. وفي فبراير الماضي، أطلق مجددا سياسة “الضغوط القصوى”، في محاولة لوقف صادرات النفط الإيرانية تماما.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الإيراني: نتعاون مع وكالة الطاقة الذرية وندعو واشنطن لرفع العقوبات
  • وزير الخارجية يشارك في اجتماع بشأن فلسطين في الدوحة
  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية الدنمارك يوقعان مذكرة تفاهم في كوبنهاغن
  • وزير الخارجية المصري يتوجه إلى قطر لمتابعة مخرجات القمة العربية
  • وزير الخارجية الأميركي: لا حل عسكريا للصراع في أوكرانيا
  • علاقات "سوريا الجديدة" مع واشنطن وموسكو.. كيف يراها الشرع؟
  • وزارة الخارجية : المملكة تُرحّب بتوقيع الاتفاق الذي يقضي باندماج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن مؤسسات الدولة السورية
  • وزير خارجية إيطاليا يعرب عن قلق بلاده من تصاعد العنف في سوريا
  • وزير الخارجية الإيراني: نجري مشاورات نووية مع روسيا والصين وأوروبا لتعزيز الثقة ورفع العقوبات
  • نائب وزير الخارجية يستقبل وزير خارجية إريتريا