الإفتاء: الشرع يأمر بالمحافظة على البيئة ويجذر من تلويث مياه الأنهار
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
تلويث مياه الأنهار.. قالت دار الإفتاء المصرية إن تلويث مياه الأنهار أمرٌ محرَّمٌ شَرعًا، وعَمَلٌ مُجَرَّمٌ قَانونًا؛ لما فيه من إفسادٍ للبيئة، واعتداء على نعمة المياه وعلى حقوق كلِّ الناس فيها.
حكم تلويث مياه الأنهار بالشرعوجعل الله تعالى الماء أصل الحياة؛ قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ﴾ [الأنبياء: 30]، وبَلَغ من حرص الشريعة على الحفاظ على الماء أَنْ أَمَر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحفظ الشَّرَاب ليلًا.
فقال صلى الله عليه وسلم: «غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَحُلُّ سِقَاءً، وَلَا يَفْتَحُ بَابًا، وَلَا يَكْشِفُ إِنَاءً، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا، وَيَذْكُرَ اسْمَ اللهِ، فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ» متفق عليه، واللفظ لمسلم؛ كما نَهَى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المتفق عليه أن يَتنفس الشارب في الإناء أو يَنْفخ فيه، والحكمة من ذلك: حماية الماء أو الطعام مما قد يَعلقُ فيه من الجوف.
واوضحت الإفتاء أن تلويث مياه الأنهار مخالفةٌ لللآداب، وامتهانٌ لها أيضًا، والحكم الشرعي في ذلك هو الحُرْمَة؛ وذلك لما يلي:
أَوَّلًا: الاعتداء على الماء بالتَّلويثِ هو اعتداءٌ على حقوق كلِّ الناس؛ وذلك لحديث: «الناسُ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: فِي الْكَلَإِ، وَالْمَاءِ، وَالنَّارِ» رواه الإمام أحمد في "المسند"، والإمام أبوداود في "السنن".
ثانيًا: من الآداب التي أرشدنا الشرع إليها الحفاظ على الماء، والنَّهيُ عن تلويثه؛ فقد حذَّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تلويث الماء عمومًا، و"نهى النبي صلي الله عليه وآله وسلم أَنْ يُبَالَ فِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ" رواه الإمام مسلم في " صحيحه".
كما حَذَّرنا الشرع الكريم من التَّبوُّل والتغوُّط في أماكن الماء التي يَرِدُ عليها الناس؛ فعند أبي داود وابن ماجه بسنديهما: «اتَّقُوا الْمَلَاعِنَ الثَّلَاثَةَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ».
واضافت الإفتاء أن العلة في النهي عن ذلك هو حماية الماء من أن يكون موطنًا للأمراض والأوبئة، وهذه العلة بعينها مُتحقِّقة في تلويث مياه الأنهار والترع.
ثالثًا: وَرَدَ في السُّنَّةِ أحاديث كثيرة تدل على فضائل ماء النيل على الخصوص.
ومنها: ما في "صحيح الإمام مسلم" من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ»؛ وتلويث مياه نهر النيل فيه امتهانٌ وانتقاصٌ له، وقد حثَّنا الشرع الكريم على الحفاظ على النِّعَم من الامتهان.
رابعًا: تلويث مياه النيل فيه من زيادة تكلفة إصلاح هذا الفساد على الدولة في إعادة تدوير هذا الماء وتحليته ليكون صالحًا للاستعمال.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مياه الأنهار الأنهار البيئة التلوث صلى الله علیه وآله وسلم
إقرأ أيضاً:
كيف يأمر الله نبيه في سورة الكهف بقتل بني آدم تعمداً..علي جمعة يجيب
كيف يأمر الله نبيه بقتل بني أدم آخر تعمداً كما في سورة الكهف؟.. سؤال ورد الى الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ، وأجاب قائلا: سيدنا الخضر عليه السلام اختلف العلماء حول مسألة أنه نبي من الأنبياء أم من الملهمين ، وفرضا لو أن الله أمره أو ألهمه ، بقتل الغلام خشية أن يهلك أهله بالفساد ، فهو أمر طبيعي ، لأن الله عز وجل أمرنا بالقتل في مواطن كثيرة .
وأضاف جمعة خلال فيديو له عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك ، قائلا : أن الله عز وجل أمر بالقتل دفاعا عن النفس ـ وأمرتا بالقتل قصاصا ، وأمرنا بالقتل بالحق وليس بالباطل ، فالله يحي ويميت فعندما يأمر أحد بقتل آخر فهذا قتل بالحق وليس ظلما وعدوانا .
وأوضح جمعة القتل كبيرة من الكبائر إذا كن بدون وجه حق أو قتل بدون ذنب ،أما إذا كان القتل بسبب واضح وجلي كان يكون بأمر القاضي ، أو قائد الجيش أو من لهم حق إصدار هذا القرار ، فما بالك بر العزة سبحانه وتعالى فأمره واجب النفاذ .
هل صلاة الشروق حرام؟سؤال ورد إلى الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، خلال استضافته باحد البرامج الفضائية ، واجاب قائلا: صلاة الشروق ليست محرمة كما يشيع البعض وهي ركعتان تؤدى بعد ارتفاع الشمس قدر رمح ، لافتا الى ان قدر الرمح يرتفع خلال ثلث الساعة ، فإذا كان شروق الشمس على 5.30 ننتظر حتى 5.50 ثم نصلي ركعتي الشروق ، ولها فضل عظيم كأجر عمرة تامة تامة ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
وأضاف جمعة : لا يجوز اداء صلاة الشروق قبل ارتفاع الشمس قدر رمح لأن قبل ذلك وقت منهي عن الصلاة فيه ، أما من يقول بحرمة هذه الصلاة ، لأنها مرتبطة بعبادة الشمس فهذا شخص جاهل لا يعرف شيئا .