بوابة الوفد:
2025-02-11@01:21:00 GMT

حكم التهرب من دفع الضرائب والجمارك

تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية إن التهرب من دفع الضرائب والجمارك ودفع الرشوة لإنقاصهما غير جائز شرعًا؛ موضحة أن هذه الالتزامات المالية عبارة عن مقدار محدد تفرضه الدولة في أموال المواطنين نظير خدمات والتزامات تقوم بها لصالح الجميع ولخلق نوع من التوازن في المجتمع .

وأوضحت الإفتاء أن أقر جماعة من فقهاء المذاهب المتبوعة الضرائب، لكنهم أسموها بـ"الخراج"، وأسماها بعضهم بـ"النوائب"، وهي اسم لما ينوب الفرد من جهة السلطان؛ إعمالًا لما تقرَّر في الشريعة الإسلامية أن في المال حقًّا سوى الزكاة؛ فقال تعالى: ﴿وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ﴾ [البقرة: 177] فجُمِعَ في الآية بين إيتاء المال على حُبه وبين إيتاء الزكاة، مما يدل على أن في المال حقًّا سوَى الزكاة، وقال صلى الله عليه وآله وسلم -مؤكدًا هذا المعنى حين سُئل عن الزكاة-: «إِنَّ فِي المَالِ لحَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ» رواه الترمذي.

 

سلطة ولي الأمر في فرض الضرائب


وأضافت الإفتاء أن ولي الأمر يجوز له أن يفرض ضرائب عادلة في تقديرها وفي جبايتها إلى جوار الزكاة؛ وذلك لتغطية النفقات العامة والحاجات اللازمة للأمة، باعتبار أن ولي الأمر هو القائم على مصالح الأمة التي تستلزم نفقات تحتاج إلى وجود مورد ثابت، لا سيما في هذا العصر الذي كثُرت فيه مهام الدولة واتسعت مرافقها.
وكان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أوَّل مَن اجتهد في فرض أموال تُؤْخَذ من الناس من غير زكاة أموالهم؛ لتحقيق المصالح العامة؛ كالخراج، فالخراج واجب على كل من بيده أرض خراجية نامية، سواء أكان مسلمًا أم كافرًا، صغيرًا أم كبيرًا، عاقلًا أم مجنونًا، رجلًا أم امرأةً؛ وذلك لأن الخراج مئونة الأرض النامية، وهم في حصول النماء سواء.
وقيام سيدنا عمر رضي الله عنه بفرض ضريبة الخراج على الأراضي كان لمصالح عامة ظهرت له؛ منها: الحاجة لإيجاد مورد مالي ثابت للأمة الإسلامية بأجيالها المتعاقبة، وتوزيع الثروة وعدم حصرها في فئة معينة، وعمارة الأرض بالزراعة وعدم تعطيلها.
قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: وإنما كان الخراج في عهد عمر رضي الله عنه، يعني: أنه لم يكن في الإسلام قبل خلافة عمر رضي الله عنه، فضريبة الخراج لم تكن مفروضة في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا في عهد خليفته الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وفَعَلَ عمر رضي الله عنه ذلك بعد استشارته لكبار الصحابة من المهاجرين والأنصار. انظر: "الاستخراج لأحكام الخراج" للحافظ ابن رجب الحنبلي (ص: 16، ط. دار الكتب العلمية)، و"الموسوعة الفقهية" (19/ 56) وما بعدها.

موقف الإسلام من فرض الضرائب
أوضحت الإفتاء أن الإسلام لا يمنع فرض الضرائب؛ فقد تقرَّر في الشريعة الإسلامية أن في مال المسلم حقًّا سوى الزكاة؛ ويدل على ذلك قوله تعالى: ﴿لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ البِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ وَالمَلائِكَةِ وَالكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي البَأْسَاءِ وَالضَّرَاءِ وَحِينَ البَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ المُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177]، فالآية قد جُمِعَ فيها بين إيتاء المال على حبه وبين إيتاء الزكاة بالعَطْفِ المقتضِي للمُغايرة، وهذا دليل على أن في المال حقًّا سوَى الزكاة لتصح المُغايرة. انظر: "تفسير الفخر الرازي" (5/ 216، ط. دار إحياء التراث العربي) وما بعدها.
وأخرج الترمذي والدارمي في "سننيهما" عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت: سُئل النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الزكاة فقال: «إِنَّ فِي المَالِ لحَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ» ثم تلا هذه الآية التي في سورة البقرة ﴿لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ﴾، قال القرطبي في "تفسيره" (2/ 242، ط. دار الكتب المصرية) بعد ذكره للحديث المذكور: [والحديث وإن كان فيه مقال فقد دلَّ على صحته معنى ما في الآية نفسها من قوله تعالى: ﴿وَأقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ﴾، فذكر الزكاة مع الصلاة، وذلك دليل على أن المراد بقوله: ﴿وَآتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾ ليس الزكاة المفروضة، فإن ذلك يكون تكرارًا. والله أعلم] اهـ.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الضرائب والجمارك دفع الضرائب والجمارك التهرب الضرائب الجمارك عمر رضی الله عنه ى الزکاة الم ال

إقرأ أيضاً:

تدشين توزيع الزكاة العينية في مديرية حبيش بمحافظة إب

يمانيون/ إب دشن وكيل محافظة إب محمد الشبيبي اليوم، مشروع توزيع الزكاة العينية من محاصيل الحبوب للفقراء والمساكين.

يستهدف المشروع 1500 أسرة من أبناء مديرية حبيش لموسم حصاد العام 1446 هـ 2025م تحت شعار “وآتوا حقه يوم حصاده”.

وأشار الشبيبي إلى أهمية المشاريع الخيرية التي تنفذها هيئة الزكاة ومنها مشروع توزيع الزكاة العينية الذي لا يقتصر على مديرية حبيش بل في كافة مديريات المحافظة.. مؤكدا أهمية أداء فريضة الزكاة تطهيراً للنفوس والأموال ولكي تقوم الهيئة بواجباتها تجاه الفقراء والمساكين والتخفيف من معاناتهم.

ودعا الجميع للتعاون مع هيئة الزكاة وأن يؤدي هذه الفريضة تبرئة لذمتهم لكي يرحمنا الله بالأمطار والبركة في الرزق.

من جانبه أكد مساعد مدير المديرية علي النهمي، أهمية دور الزكاة في التخفيف من معاناة الفقراء والمحتاجين، حسب المصارف الثمانية المنصوص عليها في القرآن، مؤكداً أن فريضة الزكاة ركن من أركان الإسلام وعلى المجتمع تأديتها.

ولفت إلى أهمية المبادرة في دفع الزكاة وبما يحقق النماء والبركة وتطهير وتزكية أموال المكلفين.

فيما أوضح مدير فرع هيئة الزكاة بالمديرية عبدالمجيد الشبيبي، أن مكتب الزكاة في مديرية سيوزع 1500 قدح من الحبوب المتنوعة بما جادت به أرض حبيش هذا العام ،داعيا المتأخرين عن تسليم الزكاة إلى سرعة تسليمها لكي يتسنى صرفها على الفقراء والمساكين وعلى بقية المصارف الثمانية المنصوص عليها في كتاب الله.

حضر التدشين مساعد مدير المديرية عبدالملك الأهنومي والمسؤول الاجتماعي بالمديرية عبدالملك شباع، ونائبا مديرا فرع هيئة الزكاة بالمديرية فهد العزي، وعبدالواسع الفلاحي.

مقالات مشابهة

  • وظائف شاغرة في هيئة الزكاة والضريبة
  • أمين الفتوى: إخراج الزكاة في شكل شنط رمضان جائز شرعا بشروط
  • تدشين توزيع الزكاة العينية في مديرية حبيش بإب
  • إخراج مال الزكاة في شنط رمضان| أمين الفتوى بدار الإفتاء يُجيب
  • لقجع: إصلاحات الحكومة في قوانين المالية أفضت إلى الحد من التهرب الضريبي
  • تدشين توزيع الزكاة العينية في مديرية حبيش بمحافظة إب
  • وكالة الهجرة والجمارك الأميركية نشأتها واختصاصها
  • فرع الزكاة بإب يُحيي ذكرى سنوية الشهيدين القائد والرئيس الصماد
  • تصاعد الخلاف الإسرائيلي الداخلي بشأن قانون التهرب من الخدمة العسكرية
  • متلبسين.. إحالة مسئول كبير بمكافحة التهرب الضريبي وآخرين للجنايات (خاص)