شهدت منطقة قيفة رداع بمحافظة البيضاء تصاعدًا خطيرًا في المواجهات بين مليشيا الحوثي وقبائل آل مسعود، حيث توسعت دائرة الاشتباكات لتشمل قرى ومناطق جديدة وسط قصف مكثف على الأحياء السكنية وفرض حصار خانق على الأهالي.

ووفقًا لمصادر قبلية، اندلعت اشتباكات بالقرب من معسكر القصير، مرورًا بغول أهل الذراع والحركة، وصولًا إلى وادي الصراري والوثبة.

كما امتدت الاشتباكات إلى قرى السبلة والسوداء المجاورتين لمنطقة حنكة آل مسعود بمديرية القريشية.

وأوضحت المصادر أن مليشيا الحوثي شنت حملة عسكرية ضخمة شملت تعزيزات ثقيلة من دبابات وعربات مدرعة، بالإضافة إلى استحداث نقاط عسكرية مفاجئة في منطقة عبس الواقعة بين مديريتي السوادية والشرية، وصولًا إلى نقطة القرن شمال رداع.

قصف وحصار خانق

واستهدفت مليشيا الحوثي منازل المواطنين في حنكة آل مسعود بالدبابات والطيران المسير من معسكر القصير المجاور.

وأفادت مصادر محلية باستمرار القصف الممنهج على المنازل والمساجد، بما في ذلك استهداف مسجد أبو بكر الصديق ومسجد زيد بن حارثة في الحنكة باستخدام الطيران المسير والمفخخ.

كما أسفرت الهجمات عن استشهاد عدد من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وإصابة آخرين بجروح بالغة، وسط تدهور الوضع الإنساني بسبب الحصار الحوثي المفروض على القرية، والذي يمنع نقل الجرحى للعلاج في مستشفيات المنطقة.

استمرار القصف العشوائي تسبب في دمار واسع بمنازل المواطنين والبنية التحتية للمنطقة، كما أدى إلى حالة من الذعر بين الأهالي، خاصة النساء والأطفال.

وتشير المصادر إلى أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا مع تصاعد الانتهاكات الحوثية.

فشل الوساطات وتصاعد التوترات

تحدثت مصادر محلية عن فشل الوساطات القبلية في التوصل إلى اتفاق لتهدئة الأوضاع، حيث رفضت قبائل آل مسعود مطالب الحوثيين بتسليم أربعة من أبنائها كرهائن، في مقابل الإفراج عن أربعة آخرين تحتجزهم المليشيا منذ أربع سنوات.

كما تطالب المليشيا بفرض سيطرتها بالقوة على المنطقة، بما في ذلك فرض "عناصرها الثقافيين" الطائفيين في مساجد القرية لنشر أفكارها العقائدية.

وخلال تلك المفاوضات وفرض الحملة العسكرية الحصار على السكان بالمنطقة منذ أيام حاولت المليشيا اقتحام منطقة "الخشعة" القريبة مما أدت إلى اشتباكات مسلحة مع القبائل أسفرت عن إصابة اثنين من مرافقي قائد الحملة بجروح خطيرة.

ومع ذلك، لا تزال المليشيا تحاول فرض سيطرتها بالقوة على المنطقة، بما في ذلك فرض "عناصرها الثقافيين" الطائفيين في مسجد القرية لنشر أفكارها العقائدية.

وتشير المصادر إلى أن الحادثة تأتي في سياق انتقامي مرتبط بثأر قديم يعود إلى سنتين، عندما اقتحمت المليشيا مسجدًا محليًا ومنعت حلقات تحفيظ القرآن، ما أدى إلى مقتل اثنين من أبناء المنطقة آنذاك ولم يتم محاسبة عناصر المليشيا.

في المقابل، ترفض القبائل تسليم أبنائها وتؤكد تمسكها بالدفاع عن أراضيها، وسط مخاوف من تصعيد عسكري قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع بشكل واسع.

وأكدت القبائل رفضها القاطع للخضوع للابتزاز الحوثي، مشددة على حقها في الدفاع عن أراضيها وأبنائها، ومطالبة بالإفراج الفوري عن المختطفين السابقين.

ووجهت قبائل آل مسعود دعوة إلى قبائل قيفة والبيضاء ومذحج وبكيل للاستجابة لنداء "النكف" والدفاع عن أبناء قيفة

والوقوف صفًا واحدًا لوقف الانتهاكات والعدوان الحوثي وردعه.

 

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: آل مسعود

إقرأ أيضاً:

46 شهيدا بقطاع غزة وحصار المشافي يشتد

ذكرت مصادر طبية للجزيرة أن 46 فلسطينيا استُشهدوا في غارات متفرقة لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر اليوم، 31 منهم شمالي القطاع، في حين تواصل الحصار على المشافي شمالا وجنوبا.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر في القطاع، وصل منها للمستشفيات 51 شهيدا و78 مصابا خلال 24 ساعة.

وأفادت بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 45 ألفا و936 شهيدا و109 آلاف و274 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وظهر اليوم الأربعاء، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مدرسة تؤوي نازحين بجباليا البلد شمالي قطاع غزة.

كما أفاد جهاز الدفاع المدني -في بيان- بانتشال جثامين 5 شهداء وعدد من الجرحى، جراء استهداف مقاتلات الاحتلال مجموعة من الفلسطينيين قرب بوابة متنزه بلدية غزة في شارع عمر المختار.

وضع المشافي

وعلى الصعيد الصحي، قال مدير مستشفى العودة (شمالي قطاع غزة)، للجزيرة، إن آليات للاحتلال الإسرائيلي تحاصر المستشفى وتطلق النار عشوائيا.

بدوره، أعلن مستشفى ناصر في خان يونس توقف الخدمة الصحية باستثناء أقسام العناية والعمليات نتيجة أزمة الوقود، وحذر من كارثة إنسانية وصحية قد تؤدي إلى موت المرضى اختناقا في قسم العناية المركزة.

إعلان

كما ناشد مستشفى ناصر المؤسسات الدولية التدخل العاجل لإدخال الوقود لضمان استمرار تقديم الخدمة الطبية.

وفي السياق، أعلن مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان توثيق 136 غارة على 39 مرفقا طبيا في غزة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 ويونيو/حزيران 2024، مؤكدا أن تعمد تدمير المنشآت الطبية قد يرقى لعقاب جماعي يشكّل جريمة حرب.

من جانبه، أكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن أكثر من 12 ألف شخص في غزة لا يزالون بحاجة إلى عمليات إجلاء طبي، مضيفا أن المنظمة تواصل حث إسرائيل على زيادة معدل الموافقات على عمليات الإجلاء الطبي.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل -بدعم عسكري أميركي وعلى مرأى ومسمع من العالم كله- حربا مدمرة على غزة أسفرت عن أكثر من 155 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة متفاقمة.

مقالات مشابهة

  • منصة يمنية تكشف حقيقة فيديو متداول بشأن استهداف مسجد في البيضاء باليمن قالت اسرائيل انه مسجد معاوية
  • شاهد | قبائل قيفة ومشائخ آل مسعود يتبرأون من بقايا التكفيريين ويدعمون الدولة
  • تحويل محيط مسجد المصطفى بشرم الشيخ إلى منطقة ذات طراز تراثي مميز
  • شبكة حقوقية تدين القصف الحوثي والحصار على قرية في رداع وتصفها بـ"جرائم حرب"
  • شهيدان و12 جريحاً في قصف حوثي على قرى سكنية بمحافظة البيضاء
  • مليشيات الحوثي تقصف منازل المواطنين بالدبابات والطائرات المسيرة بمحافظة البيضاء... عاجل
  • مليشيات الحوثي تقصف بالأسلحة الثقيلة منازل المواطنين في قرية حنكة آل مسعود في البيضاء
  • مليشيا الحوثي تفرض حصارًا على قرية في البيضاء وسط تصاعد التوترات مع القبائل
  • 46 شهيدا بقطاع غزة وحصار المشافي يشتد