كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، عن خطط إسرائيلية لإنشاء منطقة نفوذ في سوريا في ظل الواقع الجديدة.

وذكر تقرير أعده مراسل الصحيفة للشؤون السياسي إيتمار إيخنر، أن "إسرائيل تضع رؤية تشغيلية جديدة أمام الواقع الجديد في سوريا وتعبّر عن غضبها من زيارات كبار المسؤولين الغربيين إلى النظام الجديد للمتمردين في دمشق".



وقال التقرير إن كبار المسؤولين في إسرائيل يقولون إنه سيكون من الضروري الحفاظ على منطقة احتلال تبلغ 15 كم داخل الأراضي السورية، حيث سيحافظ الجيش الإسرائيلي على وجود يضمن أن موالي النظام الجديد لن يكونوا قادرين على إطلاق صواريخ نحو هضبة الجولان، وكذلك منطقة تأثير تمتد على 60 كم داخل سوريا - حيث سيكون هناك سيطرة استخباراتية إسرائيلية لضمان عدم تطور تهديد ضدها".



وأضافت الصحيفة، أنه "في إسرائيل، يُصدمون مما يُسمى العمى من الغرب تجاه النظام الجديد لزعيم المتمردين الجهاديين أبو محمد الجولاني، الذي كان في الماضي عضوا في تنظيم القاعدة ولكنه انفصل عنه مؤخرا ويزعم أنه أصبح معتدلاً حيث تتوافد الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا إلى الجولاني"، وفق مسؤول إسرائيلي.

وخلال اجتماع المجلس الوزاري الأمني السياسي، سخر الوزير آفي ديختر قائلا - على غرار الإعلان عن شركة "شيلومو سيكست" الذي كان يقول "شيلومو دائمًا نعم" - إن العالم يقول "الجولاني دائما نعم" بحسب التقرير.

وأشارت الصحيفة، إلى أن "الغرب يرسل الآن ممثلين كبارا إلى دمشق، على أمل أن تُنفذ تصريحات الجولاني حول الاعتدال وإنشاء حكومة تحترم حقوق الإنسان، وأن سوريا تحت قيادته قد تتجه نحو نظام ديمقراطي – رغم أن الجولاني نفسه قال إن الانتخابات في البلاد غير متوقعة في السنوات القادمة".

وقال مسؤولون رفيعو المستوى، إن "الغرب يريد أن يكون أعمى عمدا، لأنهم يتعاملون مع أخطر الأشخاص في العالم وهم أعضاء سابقون في القاعدة ومن المدهش أن العالم سقط في الفخ مرة أخرى فالعالم العربي من حولنا يدرك هذا ويحذر الغرب، لكنهم لا يستمعون. سقوط الأسد والمحور الإيراني في سوريا هو بالتأكيد شيء جيد، لكن هناك تهديدات جديدة تنشأ".

وأشار مسؤول إسرائيلي، إلى أن "المتمردين في سوريا قد أرسلوا رسائل إلى إسرائيل بأنهم لا يسعون للحرب معها، لكنه شكك في ذلك فقد يكون هذا صحيحًا لعام أو عامين، ربما حتى لعشرة أو عشرين عامًا. لكن لا أحد يستطيع ضمان أنهم لن يتوجهوا إلينا في المستقبل".

وأضاف، أن "هؤلاء الأشخاص يشكلون تهديدًا كبيرًا. الجولاني يريد الآن أن يرفعوا العقوبات عن سوريا لجلب الأموال من الخارج. ولكن على المدى الطويل، يجب على إسرائيل الحفاظ على منطقة احتلال ومنطقة تأثير في سوريا".

وأفاد المسؤول أنه "في إسرائيل يأملون أن يقدم الرئيس المنتخب للولايات المتحدة دونالد ترامب، بعد تنصيبه في 20 يناير، دعمًا كاملًا لإسرائيل ضد سوريا ولبنان.



وتابع، "في الوقت الحالي، سيتعين علينا البقاء هناك والحفاظ على مساحة تبلغ 15 كم خالية من الصواريخ نسيطر عليها، وكذلك منطقة تأثير تبلغ 60 كم حيث يمكننا التأكد من عدم تطور تهديد ضد إسرائيل. نحن نبني رؤية تشغيلية للواقع الجديد".

ولفتت الصحيفة في تقرير إلى أن "إسرائيل قلقة من انتشار حماس والجهاد الإسلامي في سوريا، مع غض نظر الجولاني".

وعن ذلك يقول المسؤول الإسرائيلي، "لن نسمح لهم بالاستقرار في سوريا كما لم نسمح لإيران بذلك ونعتقد أن الجولاني يفضل أن يبقوا هناك حتى يحاولوا العمل ضد إسرائيل ويكون لديه مجال للإنكار".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سوريا الجولاني حماس سوريا حماس الاحتلال المقاومة الجولاني صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

مجلة إسرائيلية: احتلال إسرائيلي عنيف يتكشف جنوبي سوريا

وسّعت إسرائيل الأسابيع الماضية احتلالها جنوبي سوريا، وعملت منذ الساعات الأولى لسقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد على بسط سيطرتها على المناطق الحدودية خاصة منطقتي القنيطرة ودرعا، فأجرت غارات جوية واقتحامات برية أسفرت عن سقوط ضحايا من المدنيين، وهجرت مئات السكان، وقتلت العديد من المزارعين، وسعت لتفكيك نسيج المجتمع السوري.

وهذا ما جاء في تقرير لمجلة "972" الإسرائيلية، تناول العمليات العسكرية الإسرائيلية ومقاومة السكان السوريين، وفي هذا الصدد أخبر عمر حنون (47 عاماً) المجلة "إننا انتهينا من حرب طويلة للتو، ولكننا مستعدون لخوض أخرى مع إسرائيل دفاعا عن بلدنا".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4كاتب أميركي: هل تصمد روح سوريا الحرة أمام التقلبات؟list 2 of 4إيكونوميست: ارفعوا الحصار عن سورياlist 3 of 4لوموند: مجلس مصالحة يحاول حل النزاعات الموروثة من الحرب بسورياlist 4 of 4ليبراسيون: الألغام والذخائر غير المنفجرة كابوس المدنيين في سورياend of list

وتناول الصحفي طارق السلامة -والذي أبقى على اسمه الحقيقي مجهولا خوفا من العواقب- ردود فعل السوريين وآراءهم.

وكانت إسرائيل قد نفذت 600 هجوم خلال الأيام الثمانية الأولى من عملياتها العسكرية، مستهدفة مواقع تابعة للجيش السوري السابق، ومدنا في جميع أنحاء البلاد من اللاذقية وحمص إلى ريف دمشق، كما تقدّمت القوات البرية مسافة 20 كيلومترا داخل الأراضي السورية، وأقامت 9 قواعد عسكرية وبنى تحتية في المناطق المحتلّة.

سياسات التهجير والتقسيم

وبدأت القوات الإسرائيلية احتلالها بلدة رسم الرواضي بريف القنيطرة منذ 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث اقتحمت البيوت بالقوة ودمّرت بعضها، وأجبرت مئات السكان على مغادرة منازلهم، وفق التقرير.

إعلان

وقال علي الأحمد، أحد وجهاء القرية البالغ من العمر 65 عاما إن الجنود "كسروا الأبواب، وفتّشوا البيوت وهدموا بعضها، ثم جمعوا الكثير من العائلات في مدرسة مهجورة".

وأضاف أن ممارسات الجيش الإسرائيلي هذه استمرت على مدى الـ4 شهور الماضية، وقدّر عدد الأهالي الذين تم تهجيرهم من القرية بحوالي 350 شخصا، وقد استولت القوات الإسرائيلية على أراضيهم لاستخدامها لأغراض عسكرية.

ولفت التقرير إلى أنه رغم تصريحات الجيش الإسرائيلي بأن وجوده في سوريا مؤقت، فإن الوقائع على الأرض تشير إلى نية الاحتلال البقاء في سوريا، إذ صرّح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأنهم مستعدون للبقاء في سوريا إلى أجل غير مسمّى.

وذكر المحامي محمد فياض -الناشط في مجال حقوق الإنسان والذي اعتقلته القوات الإسرائيلية وتهجمت عليه في يناير/كانون الثاني لتغطيته عملياتها- أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين كثيرا ما "يدخلون القرى في سيارات مدنية بيضاء لجمع البيانات، ويقومون بإجراء استبيانات إحصائية بحجة تقديم المساعدات الإنسانية".

وأضاف أنهم "يعرضون علينا الطعام والدواء والكهرباء والعمل بعد أن يأخذوا كل شيء منا، وفي الشهور الماضية عرضوا مكررا على السكان المحليين 75 دولارا على الأقل يوميا لبناء البنية التحتية للقواعد العسكرية" ولكن السكان "يرفضون أي تدخل يهدف إلى تقسيم سوريا".

المقاومة في المناطق الريفية

وفي قرية الرفيد قرب القنيطرة، واجه السكان انتهاكات متكرّرة من القوات الإسرائيلية، إذ اقتلعوا أشجارا معمّرة يتعدى عمرها 100 سنة، وأطلقوا النار على كل من حاول الاقتراب من الأرض، وقتلوا شابين أثناء تنقلهما على دراجة نارية وكانا يحملان مسدسا بغرض حماية الماشية، حسب التقرير.

وأوردت "972" الإسرائيلية نقلا عن المدرس بدر صافي وهو من أهالي القرية أن "الجنود يقتحمون أراضينا مرارا يوميا ويصادرونها بالقوة، صديقي فقد أرضه وهو يقيم الآن في منزلي، وأسمع بكاءه كل يوم لأنهم سلبوا منه أرضه ومنزله وكل ما يملك".

إعلان

وفي حديثه عن موقف الأهالي الرافض للاحتلال، قال الشيخ أبو نصر (70 عاما) من بلدة الرفيد "إن هذه أرضنا، زرعنا فيها العنب والتين ولا نعترف بدولة الاحتلال. لم تأتِ قوات الحكومة السورية الجديدة لمساعدتنا ونحن وحدنا هنا ولكننا سنبقى على أرضنا حتى لو حكمنا غيرنا" وفق التقرير.

استغلال الطائفة الدرزية

وسعت إسرائيل إلى استغلال وجود الطائفة الدرزية في مدينة جرمانا جنوبي سوريا لتبرير تدخلها العسكري، خاصة وأن عددا من أبناء الطائفة يخدمون في الجيش الإسرائيلي.

ولكن المحامي مكرم عبيد من المدينة نفى رواية الجيش الإسرائيلي بأن الحكومة تهجمت على الطائفة، وأكد للمجلة أن الأحداث التي وقعت كانت عبارة عن اشتباكات فردية لم تكن مرتبطة بأي تهديد حكومي مباشر.

وبدورها، رفضت الطائفة الدرزية المساعدات الإسرائيلية، معتبرةً أن تدخل إسرائيل يسعى لتأجيج الفتنة بين مكونات المجتمع السوري، وأوضح الأستاذ الجامعي فريد عياش من دمشق أن تدخّل إسرائيل يوسّع الشرخ بين الدروز وباقي السوريين، ويزيد الاضطرابات بالدول المجاورة مما يخدم مصالحها".

وخلص التقرير إلى أن السوريين مجمعون على مقاومة الوجود الإسرائيلي، مشيرا إلى تأكيد فياض بأن "الجنوب السوري سيحافظ على كرامته، ولدينا مبادئ واضحة مفادها أننا لا نريد تكرار أحداث 1967 أو التخلي عن بيوتنا وأراضينا".

مقالات مشابهة

  • مصر لن يكون هناك منطقة عربية.. نشأت الديهي يحذر من مخططات استهداف مصر
  • فلسطين.. قصف مدفعي مكثف من آليات إسرائيلية شرق جباليا شمال غزة
  • مجلة إسرائيلية: احتلال إسرائيلي عنيف يتكشف جنوبي سوريا
  • قوة إسرائيلية تخرق الحدود اللبنانية في منطقة الوزاني
  • حضرموت على صفيح ساخن.. صراع نفوذ بين أدوات العدوان ينذر بانفجار مسلح
  • دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تسعى لفرض نفوذ أوسع بغزة
  • دبلوماسي فلسطيني سابق: إسرائيل تفشل في إنهاء حماس وتسعى لفرض نفوذ أوسع بغزة
  • جرت في بلد محاذٍ لإيران.. محادثات إسرائيلية – تركية بشأن سوريا
  • محادثات تركية إسرائيلية لتجنب الصراع العسكري في سوريا
  • في أذربيجان.. محادثات تركية إسرائيلية لتفادي الصدام في سوريا