قال الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الدين والتصوف يلعبان دورًا هامًا في معالجة الكثير من المشاكل النفسية التي قد يعاني منها الإنسان، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين التصوف وعلم النفس الحديث.

وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، خلال فتوى له، اليوم الخميس، أن علم النفس الحديث يختزل النفس البشرية في رغبات وشهوات الجسد، ويركز على تطوير الإمكانيات المنحطة داخل الإنسان، بينما التصوف يرتقي بالنفس إلى أفق الروحانيات، ويحث الإنسان على السمو والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى.

وأضاف الدكتور مهنا أن التصوف لا يتعامل مع النفس باعتبارها مجرد كائن مادي، بل يؤمن بأن الإنسان عبارة عن كائن روحاني يحمل في داخله عالمًا أكبر، ويذكر قوله تعالى: "تزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر".

وأكد أن التصوف يعيد الإنسان إلى حقيقته الروحية ويعالج مشكلاته النفسية من خلال الرغبة في الوصول إلى الله، ويقوم بتزكية النفس وتوجيهها نحو الخير، مما يجعله علاجًا أكثر شمولًا للنفس البشرية، مشيرا إلى أن التصوف ليس مجرد تهريج أو خيال، بل هو تحقيق لخلافة الله في الأرض.

وأضاف: "التصوف دعوة حب أخلاقي، وهي إعادة ترميم للإنسان من الداخل، حيث يسعى الصوفي لتحقيق التوازن بين الجسد والروح والعقل، ليصل إلى حالة من الكمال الروحي."

كما أضاف أن التصوف يعزز من الأخلاق والمعرفة، ويعلم المسلم كيفية التعامل مع الحياة من خلال ذكر الله والتفكر في عظمته. وأوضح أن التصوف هو دعوة للعودة إلى القيم الحقيقية، والابتعاد عن المادة والهوى، ليعيش الإنسان حياة متوازنة تشبع الروح والعقل.

وأكد أن علم النفس الحديث لا يتداخل مع التصوف في جوهره، حيث إن علم النفس يركز بشكل أساسي على معالجة الرغبات والشهوات البشرية، بينما التصوف يرفع الإنسان إلى مستويات أعلى، ليعيش حياة مليئة بالسلام الداخلي والرضا عن النفس، ويسعى للوصول إلى الله بكل ما لديه من قدرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التصوف الدكتور محمد مهنا المزيد

إقرأ أيضاً:

الدقيقة بـ 34 سنة.. علي جمعة يكشف مدة عمر الإنسان بالنسبة للزمن الكوني

أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، أن الله سبحانه وتعالى لم يترك الإنسان عبثًا، بل وضع له برنامجًا تكليفيًا لمصلحته أولًا وأخيرًا، سعيًا للبهجة، والرفاه، والراحة. 

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء ومفتي مصر الأسبق، خلال تصريحاته اليوم، الثلاثاء، أن الحقيقة التي يجب أن ندركها هي أن الدنيا محدودة، والزمن فيها نسبي، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم حين قال: "تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة". 

ولفت علي جمعة، إلى أن هذه النسبية تجعل أعمارنا على الأرض تبدو قصيرة للغاية عند قياسها بالزمن الكوني، فإذا قسمنا 50 ألف سنة على 24 ساعة، ثم قسمنا الناتج على 60 دقيقة، نجد أن الدقيقة الواحدة تعادل 34 سنة من عمر الإنسان. 

حقيقة تخفي الجن في صورة حيوان.. علي جمعة يحسم الجدلهل الملائكة لا تدخل بيت فيه كلب؟ على جمعة يجيب.. فيديوحكم تسمية الكلاب بأسماء الإنسان .. على جمعة يجيبحكم تربية الأسود والنمور وتعقيم القطط والكلاب.. علي جمعة يوضح

وتابع: "بمعنى أن الإنسان الذي عاش 68 سنة، لم يعش على الأرض سوى دقيقتين فقط بمقياس هذا الزمن النسبي!"، مستشهدًا بقوله تعالى: "قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم فاسأل العادين قال إن لبثتم إلا قليلًا". 

وأشار إلى أن الزمن في الكون ليس موحدًا، ففي مواضع يكون اليوم بألف سنة، وفي أخرى بخمسين ألفًا، وربما بمليارات السنين، وهو ما يفسر حقيقة خلق السماوات والأرض في ستة أيام، التي ليست بالضرورة أيامًا مكونة من 24 ساعة كما نعرفها. 

وأضاف أن الكون الذي نعرفه ليس إلا جزءًا صغيرًا من الحقيقة الكبرى، قائلًا: "إحنا كُرة كده، واحنا فسفوسة في الكُرة، حجم الكُرة دي كما ذكرنا من قبل 570 مليار سنة ضوئية، واللي إحنا عارفينه منها حوالي حاجة و90، يعني السُّدس فقط! سبحان الله، وباقي المنظومة كلها رغم ناسا وغيرها لا نعرف عنها شيئًا".

وأشار إلى أن العلم، رغم تطوره، لم يصل إلا إلى هذا السدس فقط، بينما الكون مستمر في الاتساع، مستشهدًا بقول العالم المصري الدكتور علي مصطفى مشرفة في كتابه "الكون يزداد اتساعًا"، والذي قال: "يعني إحنا النهاردة راصدين 570 مليار سنة ضوئية، ممكن بعد كده يكون الرقم ده ضعف أو أكثر، لأن الكون في حالة تمدد مستمر".

وأوضح أن هذه الحقيقة تعكس قول الله تعالى: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا"، وعلى الرغم من التقدم العلمي الهائل، إلا أننا ما زلنا نجهل الكثير عن الكون، مشددًا على أهمية التأمل في خلق السماوات والأرض كما أمرنا الله، حيث قال: "الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض".

وفي سياق حديثه عن التكليف الإلهي، أكد الدكتور علي جمعة، أن الأوامر الإلهية والنواهي لم تُفرض إلا لصالح الإنسان، حتى ينعم بالطمأنينة والسلام الداخلي، مشيرًا إلى أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأن ذكر الله تعالى له أثر أكبر من الصلاة نفسها، كما جاء في قوله تعالى: "ولذكر الله أكبر". 

وأضاف أن التكليف الإلهي ليس تقييدًا للإنسان، بل هو السبيل لحياة متزنة مليئة بالسعادة والراحة، فمن التزم به عاش مستقرًا، ومن أعرض عنه عاش في قلق وضياع.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد ومنصور بن زايد يتبادلان الحديث حول جهود نشر مقومات السعادة بين الناس
  • رمضان.. فرصة للتدرب على ضبط النفس والتحكم في الانفعالات
  • رمضان شهر اغتنام الفرص
  • الدقيقة بـ 34 سنة.. علي جمعة يكشف مدة عمر الإنسان بالنسبة للزمن الكوني
  • ازهاق النفس البشرية محرمة بكافة الشرائع السماوية،
  • وزير الري: نظم الري الحديث ترشد المياه وتزيد الإنتاجية الزراعية
  • حتى لا تذهب البشرية إلى نهاية تاريخها
  • بين اللغة والتحليل النفسي
  • سمعُك في رمضان
  • فتاة: هل يظهر الجن للإنسان على هيئة حيوان؟.. على جمعة يجيب