مركز محمد بن راشد للفضاء يُعلن عن بدء الاستعدادات النهائية لإطلاق القمر الاصطناعي “محمد بن زايد سات”
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
دبي – الوطن:
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء أمس عن بدء الاستعدادات النهائية لإطلاق “محمد بن زايد سات”، القمر الاصطناعي الأكثر تطورًا في المنطقة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر المركز بدبي، بحضور سعادة سالم حميد المري، مدير عام المركز، وعامر الصايغ الغافري، مدير مشروع “محمد بن زايد سات”، وحصة علي حسين، نائب مدير المشروع، بالإضافة إلى فريق العمل المسؤول عن القمر الاصطناعي، وعدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام العالمية والمحلية.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قد أعلن عن المهمة في عام 2020، حيث تم تسمية القمر الاصطناعي تيمناً باسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة. وكان صاحب السمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، ورئيس مركز محمد بن راشد للفضاء، قد اعتمد إطلاق القمر الاصطناعي رسمياً في وقت سابق خلال عام 2024.
بعد تطويره في دولة الإمارات، تم نقل “محمد بن زايد سات”، القمر الاصطناعي الأكثر تطورًا في المنطقة، إلى المعهد الكوري لأبحاث الفضاء في كوريا الجنوبية، حيث تم الانتهاء من الاختبارات البيئية بنجاح. شملت هذه الاختبارات الصارمة، التي تهدف إلى ضمان تحمل القمر الاصطناعي لظروف الفضاء القاسية، اختبارات الفراغ الحراري، واختبارات الاهتزاز، واختبارات الصوتيات، واختبارات خصائص الكتلة. بعد ذلك تم نقل القمر الاصطناعي إلى موقع الإطلاق في الولايات المتحدة الأمريكية استعدادًا للتحضيرات النهائية.
قال سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء: “يمتلك القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات أهمية خاصة في مسيرة دولة الإمارات، حيث يعكس التزامها الثابت بالتقدم والابتكار بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة. إن محمد بن زايد سات ليس مجرد إنجاز تكنولوجي، بل هو تجسيد لإرادة دولة الإمارات في الريادة بمجال علوم الفضاء، وسعيها المتواصل للمساهمة الفاعلة في مجتمع الفضاء العالمي. ومع كل خطوة نخطوها نحو المستقبل، نؤكد دورنا على تمكين الأجيال القادمة وتحقيق طموحاتهم للاستفادة من إمكانيات علوم الفضاء لدعم الإنسانية وتعزيز التنمية المستدامة على كوكب الأرض.”
الإمكانات التقنية
يمثل القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات، الذي تم تطويره بالكامل بواسطة فريق من المهندسين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، خطوة محورية في مسيرة دولة الإمارات نحو الريادة في مجال استكشاف الفضاء. يجسد هذا القمر الاصطناعي التزام الدولة بالاستفادة من تقنيات الفضاء المتقدمة لدعم التنمية المستدامة وتعزيز التعاون العالمي.
يتميز محمد بن زايد سات بامتلاك إمكانيات متطورة تضع معيارًا جديدًا في مجال رصد الأرض، حيث يوفر دقة في التقاط الصور تفوق سابقيه بمعدل الضعف، وسيكون قادرًا على التقاط صور أكثر بـ 10 أضعاف من الأقمار الاصطناعية التقليدية. وستتم معالجة هذه الصور وتسليمها في أقل من ساعتين، مما يتيح تطبيقات حيوية في مجالات متنوعة مثل مراقبة البيئة، والإغاثة من الكوارث، وإدارة البنية التحتية، ما يساعد صناع القرار على اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة. كما يوفر محمد بن زايد سات دقة غير مسبوقة في تحديد مواقع التصوير. وتعزز الكاميرا عالية الدقة وسرعات نقل البيانات المحسنة – التي تتفوق أربع مرات على القدرات الحالية – من مكانته كأداة مبتكرة في مجال رصد الأرض.
شراكات محلية
لقد ساهم محمد بن زايد سات في تعزيز اقتصاد الفضاء في دولة الإمارات من خلال مساهمة الشركات المحلية في تصنيع 90% من هيكله الميكانيكي ومعظم وحداته الإلكترونية. تم ذلك من خلال التعاون مع شركات إماراتية رائدة مثل ستراتا، والإمارات العالمية للألومنيوم، وهالكن، وفالكون، وEPI، و ركفورد زيليركس. هذه الشراكات لا تعمل على تعزيز قدرات دولة الإمارات في تكنولوجيا الفضاء فحسب، بل تساهم أيضًا في نقل المعرفة والمهارات المتقدمة إلى المواهب الإماراتية، مما يعزز من قدرة الدولة التنافسية في مجال استكشاف الفضاء على الساحة العالمية.
من جانبه، قال عامر الصايغ الغافري، مدير مشروع محمد بن زايد سات: “يُمثل القمر الاصطناعي محمد بن زايد سات خطوة مهمة في مجال الابتكار التكنولوجي والهندسة الدقيقة، بفضل العمل المتواصل لفريقنا في مركز محمد بن راشد للفضاء. تم تزويد هذا القمر الاصطناعي بأحدث أنظمة التصوير، ليُقدم بيانات عالية الدقة وبسرعة غير مسبوقة. يمثل محمد بن زايد سات تقدمًا كبيرًا في مجال رصد الأرض، ويُتيح تطبيقات تدعم مجموعة واسعة من القطاعات، بدءًا من مراقبة البيئة وصولًا إلى التخطيط الحضري وإدارة الكوارث.”
بمجرد إطلاقه، سينضم “محمد بن زايد سات” إلى أسطول الأقمار الاصطناعية النشط لدولة الإمارات، مما يعزز بشكل كبير قدرات مركز محمد بن راشد للفضاء في هذا المجال. سيقوم مركز محمد بن راشد للفضاء بتشغيل القمر الاصطناعي، مما يوفر تبادلاً سريعاً للبيانات على مدار الساعة عبر نظام متقدم. تتمتع حلول التصوير هذه بتطبيقات متنوعة تشمل رسم الخرائط، ومراقبة البيئة، والملاحة، وإدارة البنية التحتية، والإغاثة في حالات الكوارث.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
ناسا تدخل خدمة جي بي إس إلى سطح القمر قريبا
تعمل ناسا الآن على تطوير نظام ملاحي مشابه لما هو موجود على الأرض، ولكن على سطح القمر، يسعى هذا المشروع من وكالة الفضاء إلى تسهيل تنقل رواد الفضاء في المهمات المستقبلية، بدءا من التنقل البسيط على سطح القمر وصولا إلى إنشاء قواعد قمرية طويلة الأمد.
وقد نجحت تجربة "جهاز استقبال نظام تحديد المواقع القمرية" الذي كان جزءا من مهمة "بلوغوست"، التي هبطت مركبتها مؤخرا على سطح القمر في مطلع هذا الشهر، في إظهار القدرة على استقبال إشارات نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" المرسلة من مدار الأرض.
تعتمد التجربة القمرية على تقنية كانت مستخدمة منذ مدة طويلة على الأرض، وهي "نظام الأقمار الصناعية للملاحة العالمية"، وهو شبكة من الأقمار الاصطناعية تشمل نظام "جي بي إس" المعروف.
ويعد استخدام هذا النظام شائعا في جميع المجالات تقريبا، بدءا من توجيه الهواتف الذكية إلى إدارة حركة الطيران، مما يجعله أداة موثوقة للملاحة الدقيقة.
ومن خلال نجاح تسلّم وتتبع إشارات نظام الأقمار الاصطناعية للملاحة العالمية على القمر، مهد جهاز الاستقبال الطريق أمام رواد الفضاء للاعتماد على أنظمة ملاحة مشابهة لتلك التي يستخدمونها على الأرض.
إعلانووفقا لكيڤن كوغانز من برنامج الاتصالات والملاحة الفضائية في ناسا، يعد تتبع إشارات النظام الملاحي على القمر حدثا ثوريا في مجال الملاحة القمرية.
يضمن النظام الجديد القدرة على تتبع المواقع والسرعات بدقة، متزامنة مع توقيت الأرض، وهو ما يعد تمكينا لرواد الفضاء والمركبات الفضائية من التنقل بين مواقع القمر بدقة غير مسبوقة.
كما يُتوقع أن تسهم هذه التكنولوجيا في تسهيل الملاحة بين الأرض والقمر، التي كانت تقليديا تتطلب مزيجا معقدا من الملاحظات وقراءات المستشعرات والحسابات الرياضية.
يعزى نجاح جهاز الاستقبال الموجود على متن المركبة الفضائية إلى وكالة الفضاء الإيطالية التي ساعدت في تنفيذ المشروع، ويعد الجهاز أول قطعة تصل إلى القمر من المعدات التي طوّرت بمساعدة أيد إيطالية.
وبمجرد أن تصبح التكنولوجيا قابلة للاستخدام بشكل كامل، تهدف ناسا ووكالة الفضاء الإيطالية إلى جعلها متاحة لجميع وكالات الفضاء، مما يفتح المجال لاستخدام هذا النظام الملاحي المبتكر في المهمات القمرية المستقبلية.
كما تهدف ناسا إلى استخدام هذا الجهاز في بعثاتها المأهولة المستقبلية ضمن برنامج "أرتميس" الذي سيضمن وجودا مستداما للبشر على سطح القمر بحلول عام 2027 وفقا للخطة الموضوعة.
ويشير مهندس ديناميكيات الطيران في مركز غودارد للطيران الفضائي جويل باركر إلى أن الوكالة تسعى إلى تمكين مزيد من المهمات الفضائية من أجل مصلحة الجميع، بهدف التعاون مع شركاء دوليين.
وسيخضع الجهاز لمزيد من الاختبارات خلال ما تبقى من مهمة "بلوغوست" البالغة 14 يوما، في حين سيبقى على اتصال مباشر مع نظام الأقمار الاصطناعية للملاحة العالمية عبر مسافة تقدّر بحوالي 360 ألف كيلومتر.
إعلان