«تقي رؤوف» .. شابة شرقاوية تبدع في صناعة المنتجات الجلدية اليدوية
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
منذ آلاف السنين، ظل الجلد عنصرًا أساسيًا في حياة البشر، حيث تحوّل بيد الحرفيين إلى تحف فنية تحمل بصمات الإبداع والمهارة، فصناعة الجلود اليدوية ليست مجرد حرفة، بل هي فنٌ يعبر عن اللمسة الشخصية والذوق الرفيع، إذ يدمج الصانع بين تقنيات قديمة وأسلوب عصري، وكل قطعة جلدية تصنع يدويًا تصبح قصة جديدة، تروي تفاصيل لا تُرى في المنتجات الجاهزة، مما يجعلها الخيار الأمثل لمن يبحث عن التفرد والجودة في عالم يزدحم بالخيارات السريعة والمُصنعة.
ففي عالم يتسارع فيه التقدم التكنولوجي، تبرز بعض القصص التي تعيدنا إلى الجذور الحرفية، حيث تصنع الأيدي البشرية أشياءً لا يمكن أن يصنعها أي آلة، واحدة من هذه القصص هي قصة «تقي رؤوف»، تلك الشابة الثلاثينية التي تبلغ من العمر 37 عامًا، والتي قررت أن تبدأ حياتها لصناعة المنتجات الجلدية، حيث بدأت رحلتها بخطوات صغيرة، ولكن سرعان ما تحولت إلى مشروع كبير يُعبر عن إبداعها وحبها للفن اليدوي.
بداية النجاح
لم تكن بنت مدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، قد خططت لهذه الرحلة، بل كانت مجرد محاولة شخصية في البداية، حينما بدأت بتعلم أساسيات صناعة الجلود، رغبًا منها في تحقيق حلم كانت قد حلمت به، ثم انتقلت إلى التجربة العملية في منزلها، فكانت تصنع الحقائب الصغيرة والمحافظ، ولكن مع مرور الوقت، اكتشفت أنها تمتلك مهارة فريدة في التعامل مع الجلود، وأن هذا المجال قد يكون أكثر من مجرد هواية، بعدما نشرت في أواخر عام 2018 صورًا علي مواقع التواصل الإجتماعي لمجموعة من منتجات الجلود تبرز موهبتها، الأمر الذي حظي بإعجاب متابعيها وطالبوها بالإستمرار .
ما يميز «تقي» فى صناعة منتجات الجلود اليدوية، هو إبداعها الفطري في التصميم، فهي لا تقتصر على تطوير التصاميم الموجودة في السوق، بل تسعى دائمًا لتقديم منتجات مبتكرة تمزج بين الطابع العصري واللمسة التقليدية، ففي كل قطعة تصنعها تتسم بالابتكار والتفرد، حتى أن بعض العملاء يطلبون منها تصميمات مخصصة وفقًا لاحتياجاتهم الخاصة، وتقول «تقي»: "أعتبر كل منتج أصنعه بمثابة منتج مختلف جدًا عن غيره، ويروي قصة لا يمكن أن تكررها أي آله".
استطاعت الشابة الثلاثينية، أن تحفر أسمها بحروف من نور في عالم صناعة المنتجات اليدوية من الجلود الطبيعية، وأصبحت قادرة على صنع منتجات مثل: “شنط - ومحفظة - وچواكيت - وسجاد - واكسسوارات - والعديد من المنتجات" بجودة تضاهي مثيلتها من المستوردة التي تغزو الأسواق.
التحديات التي واجهتها
لم يكن طريق «تقي» مفروشًا بالورود، مثل أي مشروع ناشئ، حيث واجهت العديد من التحديات التي كادت أن تُوقف مسيرتها، وكانت البداية صعبة، حيث كان من الصعب عليها إيجاد الخامات الجيدة بأسعار معقولة، بالإضافة إلى التنافس الشديد من المنتجات الجاهزة التي تغزو الأسواق، ولكنها صممت على أن تظل وفية لمبادئها، وحرصت على أن تبقى الجودة و التفرد هما الركيزتين الأساسيتين لمشروعها.
كما أن «تقي» واجهت العديد من الصعاب في بداية عشقها للجلود، حيث واجهها أزمة في كيفية توفير الوقت الكافي لممارسة موهبتها في عشق فنها، لكونها متزوجة ولديها من الأبناء سارة وتبلغ من العمر 14 عامًا، وياسمينا وتبلغ من العمر 9 سنوات .
النجاح والتوسععلى الرغم من تلك التحديات، استطاعت بنت مدينة الزقازيق، أن تبني اسمًا مميزًا في سوق المنتجات الجلدية، وبدأت أعمالها الصغيرة تتوسع تدريجيًا، لتصبح علامة تجارية بأسم «CUERO» تعرف بالتميز والجودة، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، استطاعت أن تصل إلى جمهور أوسع، وأن تكتسب قاعدة عملاء يقدرون قيمة الأعمال اليدوية، وتخطط لتوسيع نطاق أعمالها إلى أسواق أخرى.
ذاع صيت «تقي» فى الخارج، من خلال تصميماتها الحرفية الفريدة في صناعة منتجات الجلود اليدوية، واستطاعت تصدير منتجاتها إلي عدد من الدول، في إشارة لنجاح بنت الشرقية وثقل موهبتها .
الدعم والمساندة
الداعم الأكبر لبنت الشرقية، كان لوالدتها وشقيقتها، وزوجها وأصدقائها، الذين كانوا لا يتوانون جهدًا في مواصلة دعمها وحثهم لها علي الأستمرار والإيمان بموهبتها في صناعة المنتجات الجلدية اليدوية بطراز عصري وحديث يواكب مثيلتها من الصناعات الجاهزة.
نقل الموهبة للفتيات والسيدات
لم تكتفي ذات الـ 37 عامًا عند هذا الحد فقط، بل قررت نقل خبراتها وموهبتها للفتيات والسيدات وتعليمهم الحرفة من خلال ورش تعليمية، ليدر لهم دخلًا مناسبًا يساعدهم علي المعيشة من جهة، ولنشر الحرفة وحمايتها من الاندثار من جهة آخري، وفي ذات الوقت حرفة تساعدهم من خلال المنازل دون اللجوء للخروج من المنزل وتحمل مشقة ومتاعب فرص العمل في الخارج.
طموح العالمية
في المستقبل، تأمل «تقي» في أن تصبح علامتها التجارية واحدة من الأسماء الكبيرة في صناعة الجلود اليدوية في العالم وتضاهي البرندات العالمية، فطموحاتها لا تتوقف عند حد معين، فهي تخطط لتقديم تصاميم جديدة تشمل الأثاث المنزلي و الشنط والأكسسوارات الجلدية .
الآن «تقي رؤوف» أصبحت احد أهم النماذج الناجحة في محافظة الشرقية، نظرًا لما ضربته من دليل واضح علي تحقيق الذات ومواجهة الصعاب .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجلود اليدوية المنتجات الجلدية الزقازيق محافظة الشرقية تقى الوفد المنتجات الجلدیة صناعة المنتجات فی صناعة من خلال
إقرأ أيضاً:
قتـ.لها الزوج.. مباحث ثالث الإسماعيلية تكشف لغز تغيب زوجة شابة 4 أشهر
تمكنت وحدة مباحث ثالث برئاسة الرائد احمد البيومي، من كشف غموض حادث العثور علي «عظام بشرية»، في محيط غرفة بسيطة لـ "غفير" أحد المباني حديثة الانشاء بمنطقة ارض الجمعيات بـ الإسماعيلية لحراسة المبني.
بدأت القصة من قبل 4 اشهر، بورود بلاغ بتغيب زوجة في ظروف غامضة، لتستمر التحريات حول الواقعة وظروف ملابساتها في سبيل فك اللغز وكشف الغموض.
ومع بدء توسعة غرفة الغفير في الدور الارضي والحفر حول منطقة خرسانية ظهرت له اجزاء من عظام بشرية ليقرر إبلاغ الشرطة.
وبعد حفر أستمر لساعات طويلة نجحت فيها الشرطة بالتعاون مع الدفاع المدني من استخراج الجثمان بالكامل، ومحاولة التوصل إلي هويته.
وشكل اللواء أحمد عليان مدير المباحث الجنائية فريق بحث بإشراف العميد مصطفي عرفة رئيس مباحث المديرية والمقدم محمد هشام مفتش مباحث ثالث والرائد أحمد بيومي رئيس مباحث قسم ثالث لكشف لغز الجثمان وسرعة التوصل إلي هويته.
ومع العمل 4 أشهر متواصلة توصل ضباط المباحث الجنائية بالتعاون مع مصلحة الأمن العام، الي هوية الجثمان بعد فحص جميع بلاغات التغيب ومراجعة الكاميرات حول المنطقة وإجراء فحوصات الطب الشرعي وتبين أنه لسيدة في العشرينيات من العمر تدعي ش.م.
وتوصلت تحريات النقباء عبدالله صبحى وعمر السعيد وزياد عفيفى واحمد جمال معاونو مباحث قسم ثالث الاسماعيلية إلي أن زوج المجني عليها هو المتهم بارتكاب الواقعة، بعد ظهوره معها في المنطقة قبل ارتكاب الواقعة وأنه تخلص منها بدفنها في الاسمنت وبناء حائط علي مكان الدفن.
ونجح فريق البحث الجنائي في تحديد أماكن تردد المتهم باحدي المحافظات القريبة من القاهرة والتي فر إليها عقب ارتكابه الواقعة، وتمكنت مأمورية مكبرة من إلقاء القبض علي الزوج المتهم ويدعي ع. ح، وبمواجهته بتحريات المباحث أقر بارتكاب الواقعة بسبب خلافات زوجية.