اليوم 24:
2025-04-15@09:50:10 GMT

تحليل: العلاقات الفرنسية الجزائرية على المحك مجددا

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

تشهد العلاقات المضطربة على مر التاريخ بين فرنسا والجزائر، خضات جديدة مع توقيف مؤثرين جزائريين على ذمة التحقيق في فرنسا بسبب رسائل كراهية نشروها، ومواجهة دبلوماسية جديدة حول توقيف كاتب جزائري فرنسي في العاصمة الجزائرية.

وأوقفت السلطات في باريس مؤخرا ثلاثة مؤثرين جزائريين، للاشتباه في تحريضهم على الإرهاب، ووضع منشورات تحث على ارتكاب أعمال عنف في فرنسا ضد معارضين للنظام الجزائري.

أحدهم أوقف الجمعة في ضواحي غرونوبل بعد نشره مقطع فيديو، تم حذفه في وقت لاحق، يحث المتابعين على « الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية »، بحسب لقطة مصورة من شاشة لوزير الداخلية برونو ريتايو.

ونشر هذا الرجل « أنا معك يا زازو »، مخاطبا مؤثرا جزائريا آخر، يدعى يوسف أ المعروف باسم « زازو يوسف »، كان قد اعتقل قبل ساعات قليلة، بشبهة الدعوة إلى شن هجمات في فرنسا ضد « معارضي النظام الحالي في الجزائر »، بحسب القضاء الفرنسي.

ونشر الشخص الثالث الذي تم اعتقاله على تطبيق تيك توك: « اقتلوه، دعوه يتعذب »، في إشارة إلى متظاهر جزائري معارض للنظام. كما فتح القضاء أيضا تحقيقات ضد اثنين آخرين من المؤثرين الفرنسيين الجزائريين بسبب فيديوهات تنشر الكراهية.

وقال المعارض الجزائري شوقي بن زهرة لوكالة فرانس برس، إن « العشرات » من مستخدمي وسائط التواصل الجزائريين أو مزدوجي الجنسية نشروا محتوى معاديا على الإنترنت.

كان لدى يوسف أ. أكثر من 400 ألف متابع على تطبيق تيك توك. وقد حذفت المنصة حسابه منذ ذلك الحين.

واتهم بن زهرة، وهو نفسه لاجئ سياسي في فرنسا، السلطات الجزائرية بالوقوف وراء هذه « الظاهرة » والدليل بحسبه أن المسجد الكبير في باريس، الذي تموله الجزائر، « يستقبل أيضا مؤثرين ».

وردت مؤسسة مسجد باريس على هذه التصريحات « التشهيرية » التي أدلى بها « مدون مغمور » واعتبرتها جزءا من « حملة افتراء غير محتملة »، لكنها أكدت على « دورها البناء في العلاقات بين البلدين ».

وحسب العديد من المعارضين الجزائريين في فرنسا الذين التقتهم وكالة فرانس برس، فإن هذه الرسائل العنيفة بشكل خاص ازدادت حدة بعد أن غيرت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، موقفها من قضية الصحراء.

في صيف 2022، بدأ الرئيس الفرنسي خطوة « للتقارب » مع الجزائر بشأن « مسألة الذاكرة، مسألة الماضي الاستعماري »، المرتبطة بحرب الاستقلال التي خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى، لكن موقفه من الصحراء المغربية اعتبرته الجزائر « خيانة »، كما لاحظ ريكاردو فابياني، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية.

سبب آخر من أسباب التوتر هو مصير الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال (75 عاما )، الذي يقبع في السجن في الجزائر منذ منتصف نوفمبر بتهمة المساس بأمن الدولة، وهو في وحدة العناية الصحية منذ منتصف ديسمبر.

وبحسب صحيفة « لوموند » الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لموقع « فرونتيير » الإعلامي الفرنسي المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، تبنى فيها موقفا مغربيا يقول إن أراضي مغربية انتزعت من المملكة في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.

وكان الرئيس الفرنسي اعتبر الإثنين أن « الجزائر التي نحبها كثيرا والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تسيء إلى سمعتها، من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج »، مطالبا بالإفراج عن الكاتب المحتجز « بطريقة تعسفية تماما ».

وعبرت وزارة الخارجية الجزائرية عن استغرابها « التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر، والتي تهين، في المقام الأول، من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المتهاونة والمستهترة ».

ووصفتها بـ »التدخل السافر وغير المقبول في شأن جزائري داخلي ».

وأشار مدير مركز الدراسات العربية والمتوسطية في جنيف حسني عبيدي في تصريح لوكالة فرنس برس، إلى أن العلاقة بين البلدين وصلت إلى « نقطة اللاعودة ».

وأعرب عن أسفه لأن « تصريحات ماكرون القاسية وغير المألوفة » من شأنها « تعزيز دعاة القطيعة التامة بين البلدين » و »تكشف فشل الرئيس (الفرنسي) في سياسته الجزائرية ».

أما كريمة ديراش، الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في باريس، فاعتبرت أننا « أمام رئيس دولة فرنسي لا يعرف كيف يتصرف »، و »يترك انفعالاته تتغلب عليه ولا يحترم القواعد »، وسلطة جزائرية « حساسة جدا تجاه كل ما يصدر عن الدولة الفرنسية ».

وشددت على أنه على الرغم من هذه « المناوشات » المتكررة بانتظام، تظل العلاقة الفرنسية الجزائرية « متينة » من الناحيتين الاقتصادية والأمنية، مضيفة بسخرية أن « فرنسا والجزائر ثنائي يتنازع بانتظام ».

 

عن (فرانس برس)

كلمات دلالية الجزائر الصحراء المغرب تبون فرنسا ماكرون

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الجزائر الصحراء المغرب تبون فرنسا ماكرون فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

الجزائر تحتج على احتجاز أحد موظفيها القنصليين في فرنسا

استدعت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، السبت، السفير الفرنسي في الجزائر، ستيفان روماتي، لإبلاغه احتجاج الجزائر الرسمي على قرار القضاء الفرنسي بوضع أحد موظفي قنصليتها بضاحية كريتاي في باريس رهن الحبس المؤقت.
واعتبرت الجزائر، في بيان، قرار توقيف موظفها القنصلي "خرقا صارخا" للاتفاقيات الدولية التي تحكم العلاقات الدبلوماسية، مشيرة إلى أن عملية التوقيف جرت دون إخطار مسبق عبر القنوات المعتمدة، وفي انتهاك للحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها الموظف أثناء أدائه لمهامه الرسمية.
أخبار متعلقة العدوان على غزة.. استشهاد 3 فلسطينيين في قصف خيمة للنازحينالبديوي يرحب باستضافة سلطنة عمّان للمحادثات الإيرانية الأمريكية .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } علاقات الجزائر وفرنسا (أرشيفية)العلاقات الجزائرية الفرنسيةودعت الجزائر إلى "الإفراج الفوري" عن الموظف و"احترام كافة حقوقه القانونية والدبلوماسية"، مشيرة إلى أن هذه القضية تمثل سابقة في العلاقات الثنائية بين الجزائر وفرنسا، وتندرج ضمن سياق قالت إنه يهدف إلى "تقويض مسار إعادة بعث العلاقات" الذي كان قد اتفق عليه مؤخرا بين رئيسي البلدين.
واعتبر البيان أن هذا التطور "غير المبرر" سيضر بشكل بالغ بالعلاقات الثنائية، مشددا على أن الجزائر "لن تترك هذا الوضع دون تبعات" وستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية موظفيها.

مقالات مشابهة

  • فرنسا: قرار الجزائر بحق الدبلوماسيين لن يمر بلا عواقب
  • وزير الداخلية الفرنسي: ليس لدي أي هوس بالسلطات الجزائرية ولا بالشعب الجزائري
  • الجزائر تدافع عن قرارها بطرد 12 موظفا في السفارة الفرنسية
  • باريس تدعو الجزائر إلى العدول عن قرار طرد موظفين في السفارة الفرنسية
  • توترات جديدة في العلاقات بين فرنسا والجزائر بعد قرار السلطات الجزائرية طرد 12 موظفا في السفارة الفرنسية
  • الجزائر تطلب من 12 موظفا في سفارة فرنسا مغادرة الأراضي الجزائرية خلال 48 ساعة  
  • الجزائر تطرد (12) موظفاً من السفارة الفرنسية
  • الخارجية الجزائرية تعلن احتجاجها على احتجاز أحد دبلوماسييها في فرنسا
  • الجزائر تحتج على احتجاز أحد موظفيها القنصليين في فرنسا
  • الخارجية الجزائرية: أبلغنا سفير باريس باحتجاجنا الشديد إثر حبس موظف قنصلي جزائري بفرنسا