اليوم 24:
2025-02-11@01:01:18 GMT

تحليل: العلاقات الفرنسية الجزائرية على المحك مجددا

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

تشهد العلاقات المضطربة على مر التاريخ بين فرنسا والجزائر، خضات جديدة مع توقيف مؤثرين جزائريين على ذمة التحقيق في فرنسا بسبب رسائل كراهية نشروها، ومواجهة دبلوماسية جديدة حول توقيف كاتب جزائري فرنسي في العاصمة الجزائرية.

وأوقفت السلطات في باريس مؤخرا ثلاثة مؤثرين جزائريين، للاشتباه في تحريضهم على الإرهاب، ووضع منشورات تحث على ارتكاب أعمال عنف في فرنسا ضد معارضين للنظام الجزائري.

أحدهم أوقف الجمعة في ضواحي غرونوبل بعد نشره مقطع فيديو، تم حذفه في وقت لاحق، يحث المتابعين على « الحرق والقتل والاغتصاب على الأراضي الفرنسية »، بحسب لقطة مصورة من شاشة لوزير الداخلية برونو ريتايو.

ونشر هذا الرجل « أنا معك يا زازو »، مخاطبا مؤثرا جزائريا آخر، يدعى يوسف أ المعروف باسم « زازو يوسف »، كان قد اعتقل قبل ساعات قليلة، بشبهة الدعوة إلى شن هجمات في فرنسا ضد « معارضي النظام الحالي في الجزائر »، بحسب القضاء الفرنسي.

ونشر الشخص الثالث الذي تم اعتقاله على تطبيق تيك توك: « اقتلوه، دعوه يتعذب »، في إشارة إلى متظاهر جزائري معارض للنظام. كما فتح القضاء أيضا تحقيقات ضد اثنين آخرين من المؤثرين الفرنسيين الجزائريين بسبب فيديوهات تنشر الكراهية.

وقال المعارض الجزائري شوقي بن زهرة لوكالة فرانس برس، إن « العشرات » من مستخدمي وسائط التواصل الجزائريين أو مزدوجي الجنسية نشروا محتوى معاديا على الإنترنت.

كان لدى يوسف أ. أكثر من 400 ألف متابع على تطبيق تيك توك. وقد حذفت المنصة حسابه منذ ذلك الحين.

واتهم بن زهرة، وهو نفسه لاجئ سياسي في فرنسا، السلطات الجزائرية بالوقوف وراء هذه « الظاهرة » والدليل بحسبه أن المسجد الكبير في باريس، الذي تموله الجزائر، « يستقبل أيضا مؤثرين ».

وردت مؤسسة مسجد باريس على هذه التصريحات « التشهيرية » التي أدلى بها « مدون مغمور » واعتبرتها جزءا من « حملة افتراء غير محتملة »، لكنها أكدت على « دورها البناء في العلاقات بين البلدين ».

وحسب العديد من المعارضين الجزائريين في فرنسا الذين التقتهم وكالة فرانس برس، فإن هذه الرسائل العنيفة بشكل خاص ازدادت حدة بعد أن غيرت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، موقفها من قضية الصحراء.

في صيف 2022، بدأ الرئيس الفرنسي خطوة « للتقارب » مع الجزائر بشأن « مسألة الذاكرة، مسألة الماضي الاستعماري »، المرتبطة بحرب الاستقلال التي خلفت مئات الآلاف من القتلى والجرحى، لكن موقفه من الصحراء المغربية اعتبرته الجزائر « خيانة »، كما لاحظ ريكاردو فابياني، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية.

سبب آخر من أسباب التوتر هو مصير الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال (75 عاما )، الذي يقبع في السجن في الجزائر منذ منتصف نوفمبر بتهمة المساس بأمن الدولة، وهو في وحدة العناية الصحية منذ منتصف ديسمبر.

وبحسب صحيفة « لوموند » الفرنسية، فإن السلطات الجزائرية انزعجت من تصريحات أدلى بها صنصال لموقع « فرونتيير » الإعلامي الفرنسي المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، تبنى فيها موقفا مغربيا يقول إن أراضي مغربية انتزعت من المملكة في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.

وكان الرئيس الفرنسي اعتبر الإثنين أن « الجزائر التي نحبها كثيرا والتي نتشارك معها الكثير من الأبناء والكثير من القصص، تسيء إلى سمعتها، من خلال منع رجل مريض بشدة من الحصول على العلاج »، مطالبا بالإفراج عن الكاتب المحتجز « بطريقة تعسفية تماما ».

وعبرت وزارة الخارجية الجزائرية عن استغرابها « التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بشأن الجزائر، والتي تهين، في المقام الأول، من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المتهاونة والمستهترة ».

ووصفتها بـ »التدخل السافر وغير المقبول في شأن جزائري داخلي ».

وأشار مدير مركز الدراسات العربية والمتوسطية في جنيف حسني عبيدي في تصريح لوكالة فرنس برس، إلى أن العلاقة بين البلدين وصلت إلى « نقطة اللاعودة ».

وأعرب عن أسفه لأن « تصريحات ماكرون القاسية وغير المألوفة » من شأنها « تعزيز دعاة القطيعة التامة بين البلدين » و »تكشف فشل الرئيس (الفرنسي) في سياسته الجزائرية ».

أما كريمة ديراش، الباحثة في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي في باريس، فاعتبرت أننا « أمام رئيس دولة فرنسي لا يعرف كيف يتصرف »، و »يترك انفعالاته تتغلب عليه ولا يحترم القواعد »، وسلطة جزائرية « حساسة جدا تجاه كل ما يصدر عن الدولة الفرنسية ».

وشددت على أنه على الرغم من هذه « المناوشات » المتكررة بانتظام، تظل العلاقة الفرنسية الجزائرية « متينة » من الناحيتين الاقتصادية والأمنية، مضيفة بسخرية أن « فرنسا والجزائر ثنائي يتنازع بانتظام ».

 

عن (فرانس برس)

كلمات دلالية الجزائر الصحراء المغرب تبون فرنسا ماكرون

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: الجزائر الصحراء المغرب تبون فرنسا ماكرون فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

الوزير الأول: العلاقات الثنائية الجزائرية-التونسية تشهد تطوراً متسارعاً

أكد الوزير الأول، نذير العرباوي، أن العلاقات الثنائية الجزائرية-التونسية، تشهد تطوراً متسارعاً نحو تحقيق شراكة تكاملية وإندماجية.

وقال الوزير الأول، في كلمة له على هامش إشرافه على إحياء ذكرى أحداث ساقية سيدي يوسف، أن العلاقات الثنائية الجزائرية-التونسية، تشهد تطوراً متسارعاً نحو تحقيق شراكة تكاملية وإندماجية. مستمدة قوتها من الإرادة السياسية المشتركة بين رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ونظيره التونسي، قيس سعيد.

وأعرب العرباوي عن ارتياحه لمخرجات اللجنة الثنائية لتنمية وترقية المناطق الحدودية، التي التأمت بالجزائر في جانفي 2024. والتي تمخض عنها تبني خطة طريق عملية تتضمن مشاريع تنموية حقيقية تخدم سكان المناطق الحدودية. وتكرس التوجه نحو شراكة استراتيجية بين البلدين.

كما أكد على أهمية اجتماع لجنة المتابعة لترقية المناطق الحدودية في جانفي 2025. الذي يعكس الأولوية الكبرى التي تحظى بها هذه المشاريع التنموية المشتركة.

وجدد الوزير الأول التأكيد على العزم الراسخ لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، على المضي قدماً في تعزيز العلاقات الثنائية مع تونس. والارتقاء بها إلى أعلى المستويات، وفاءً لنهج الشهداء وتماشياً مع تطلعات الشعبين الشقيقين.

إحياء الذكرى 67 لأحداث ساقية سيدي يوسف: محطة خالدة في سجل النضال المشترك بين الجزائر ووتونس

كما أكد الوزير الأول، نذير العرباوي، في كلمته بالمناسبة، أن أحداث تبقى منارة نضالية مشتركة بين الجزائر وتونس ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم. وتجسد إحدى المحطات الأكثر مأساوية في تاريخ الكفاح من أجل التحرر والاستقلال.

واستذكر الوزير الأول الهجوم الوحشي الذي تعرضت له قرية ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري 1958. عندما استهدفتها القوات الجوية الفرنسية، ما أسفر عن استشهاد العشرات وجرح المئات من الجزائريين والتونسيين.

وأوضح أن هذه الجريمة تعكس الوجه الحقيقي للاستعمار الفرنسي الذي ادعى التحضر. بينما مارس أبشع المجازر بحق المدنيين العزل، مستعملاً حتى الأسلحة المحظورة.

كما اعتبر أن ما حدث في الساقية هو مثال صارخ على سياسة العقاب الجماعي التي انتهجها الاحتلال الفرنسي. حيث لم يتوانَ عن استهداف كل من قدم الدعم لجيش التحرير الوطني في كفاحه المشروع من أجل الاستقلال.

وأكد الوزير الأول أن إحياء ذكرى ساقية سيدي يوسف كل عام هو بمثابة تخليد للقيم النبيلة التي جمعت الشعبين الجزائري والتونسي في نضالهما المشترك. وتجسيد للتآخي والتضامن الذي صنع أمجاد التحرير والاستقلال.

كما شدد على أن هذه الذكرى ستظل منارة للأجيال القادمة، تستلهم منها روح التضحية والصمود في وجه كل التحديات.

وأشار الوزير العرباوي إلى أن هذه الملحمة البطولية، التي امتزجت فيها دماء الجزائريين والتونسيين. ستبقى رمزاً لوحدة المصير بين البلدين. في وقت لا تزال فيه العديد من الشعوب حول العالم تكافح لنيل حريتها وحقها في تقرير مصيرها. رغم استمرار السياسات القمعية والإبادات الجماعية وسط صمت دولي مخزٍ.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • أزمة جديدة أثارتها مشاركة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف بأولمبياد باريس
  • رئيس وزراء فرنسا الأسبق: تحركات إيجابية لإنهاء الأزمة الجزائرية الفرنسية
  • دو فيلبان: لا مصالحة دون اعتراف صريح بتاريخ فرنسا المأساوي في الجزائر
  • الرئيس اللبناني يؤكد عزمه على تطوير العلاقات اللبنانية الجزائرية في كل المجالات
  • الخارجية الفرنسية: مستعدون لدعم الحكومة اللبنانية
  • بن طالب: الجزائر ليست مدانة للمستشفيات الفرنسية
  • بن طالب: الجزائر لا تمتلك أي ديون مع المستشفيات الفرنسية
  • الوزير الأول: العلاقات الثنائية الجزائرية-التونسية تشهد تطوراً متسارعاً
  • السفير الفرنسي في لبنان: فرنسا ستكون على الموعد لدعم رئيس الحكومة وفريقه
  • فرحات عباس من إنكار الأمة الجزائرية إلى الثورة (بورتريه)