فاجأت الصحفيين وأفقدت بعضهم وظيفته.. ميتا تُلغي برنامج تدقيق الحقائق
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
تفاجأ الصحفيين المشاركين في برنامج شركة "ميتا"، بإلغاء شراكاتها في برنامج تدقيق الحقائق، بشكل مفاجئ، وهو ما أخرج بعضهم من العمل.
وخلال السنوات القليلة الأخيرة، باتت فكرة "تدقيق الحقائق" تتعرّض لهجوم من طرف عدد متزايد من السّاسة وجماعات المصالح التي تُوصف بكونها "تتحدى الحقائق"؛ خاصة "اليمين"، فيما تحولت الفكرة لـ"كلمة قذرة" لوصفها بـ"كتم الحقائق غير المريحة".
وفي السياق نفسه، لعب الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرغ، على هذه الفرضية، الثلاثاء، حيث أهان مدققي الحقائق ووصفهم بـ"متحيزون سياسيًا للغاية"، وقال إنهم "دمّروا الثقة أكثر مما خلقوها، وخاصة في الولايات المتحدة".
من جهته، الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، رحّب بتغييرات ميتا. وكذلك فعل النطاق الأوسع من وسائل الإعلام المؤيدة لترامب. فيما قالت لورا إنغراهام من شبكة "فوكس"، الثلاثاء: "ترامب يحصل على نتائج"، وذلك في معرض إشادتها بـ"التغيير الكبير الذي أجرته ميتا".
أيضا، وجد دوني أوسوليفان من شبكة "سي إن إن" في مقابلاته مع المشاركين في تجمع ترامب، أن الموالين لمجموعة "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" قد شعروا بالانزعاج من وجود عمليات تدقيق الحقائق عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث اعترضوا على تعديل المحتوى الذي وصفوه بـ"الرقابة".
وقالت رئيس تحرير منصة Check Your Fact، جيسي ستيلر، لشبكة "سي إن إن": "هذه ضربة لموقعنا على الويب والعمل الذي نقوم به. سوف نتأثر بشكل كبير وسوف تتوقف عملياتنا. هذا ليس جيدًا للخطاب والحوار".
بدوره، قال الصحفي السابق في "سي إن إن" والذي يدير الآن موقع تدقيق الحقائق Lead Stories، آلان دوك، إنّ: "مؤسسته فوجئت بإعلان ميتا واتهام زوكربيرغ بالتحيز".
وأضاف دوك: "لم تشكك ميتا أبدًا في Lead Stories بشأن التحيز السياسي خلال سنواتنا الست في البرنامج. في الواقع، كنا لنخسر عقدنا إذا اشتبهوا في ذلك"، مبرزا أن "موقعه على الويب سيظل قيد العمل".
وفي الوقت نفسه، أشار دوك، لكونه يتوفّر على "مصادر تمويل أخرى، بما في ذلك شركة ByteDance الأم لـ TikTok"، مردفا: "لكن قرار ميتا يؤثر على بعض أعماله في الولايات المتحدة، وللأسف، هذا يعني أن بعض الصحفيين الجيدين جدًا سيبحثون عن عمل في مكان آخر".
وأضاف دوك: "بدون التحقق من الحقائق على ميتا، سوف يحتفل مروجو المعلومات المضللة وكأننا في عام 2016".
وكان يتم تخفيض ترتيب المحتوى خوارزميا على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بمجرد تصنيف المنشور على أنه: زائف أو يفتقر إلى السياق، بغية تجنب نشر معلومات مضللة.
وقالت مديرة الشبكة الدولية لمدققي الحقائق (IFCN)، أنجي دروبنيك هولان، إن: "القرار سيضر بمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يبحثون عن معلومات دقيقة وموثوقة لاتخاذ القرارات بشأن حياتهم اليومية وتفاعلاتهم مع الأصدقاء والعائلة".
إلى ذلك، رفضت المحررة السابقة لمنصة PolitiFact، هولان، ادّعاء زوكربيرغ بشأن التحيز، قائلة: "إن خط الهجوم يأتي من أولئك الذين يشعرون أنهم يجب أن يكونوا قادرين على المبالغة والكذب دون دحض أو تناقض".
وكان الصحافي والمؤلف المخضرم، دان غيلمور، خلال عام 2016، عبر مقال، قال فيه: "إن الصحافيين الأمريكيين ملزمون بفضح المرشحين الرئاسيين عندما يكذبون".
وقالت مؤسسة Science Feedback، وهي شريكة أخرى لميتا في برنامج تدقيق الحقائق، إن: "الجمهور يواجه خطرا متزايدًا من التضليل من قِبَل جهات فاعلة قوية تعطي الأولوية لمصالحها الخاصة على حساب رفاهية جمهورها أو الصالح العام".
وأوضحت "ميتا" أنها: "ستتبنى نظام ملاحظات المجتمع، لتدقيق الحقائق، على غرار برنامج منصة إكس، الذي يشجع المستخدمين العاديين الذين لديهم وجهات نظر مختلفة على الاتفاق على ملاحظات تصحيحية للمحتوى المضلِّل".
وأضافت Science Feedback: "في حين أن نموذج المصادر الجماعية للتحقق من المحتوى قد ينجح من الناحية النظرية، فإنه لا يمكن أن ينجح بطريقة سحرية دون الاعتماد على الخبرة، خاصة في الموضوعات العلمية والتقنية المعقدة مثل تلك التي تتناولها ساينس فيدباك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات الولايات المتحدة ترامب التواصل الاجتماعي الولايات المتحدة التواصل الاجتماعي ترامب المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عيد مار مارون: الحقائق المرّة... وإمكانات النهوض؟
كتب نقيب محرري الصحافة جوزيف قصيفي في"الجمهورية": يحلّ عيد مار مارون هذه السنة وفي قصر بعبدا رئيس للجمهورية بعد سنتَين وشهرَين وخمسة أيام من الشغور. في هذه الفترة، ما من فريق ماروني إلّا وسعى إلى تسجيل أهداف في مرمى الآخر، محاولاً أن تكون له اليد الطولى في الاستحقاق لجهة المرشح الذي يرتاح إليه ويمكن أن ينسج معه علاقات وثيقة تمكّنه من جني الثمار التي يشتهي خدماتياً وسياسياً، وقطع الطريق على كل من يحاول منافسته.
وكانت نداءات البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي التي حضّت النواب، وخصوصاً الكتل البرلمانية المسيحية على الذهاب إلى الاستحقاق متفقين على اسم مرشح، أو متوافقين على حضور جلسة انتخاب رئيس يختارونه من بين مرشحين عدة، تذهب سدى. المهم أن يكون في بعبدا رئيس تنتظم بوجوده هرمية الدولة من القاعدة إلى الرأس، من أجل أن يدور المحرّك هادراً، ومذكّراً بأنّ الحياة الدستورية بحلقاتها كافة يجب أن تنطلق في إعادة عملية البناء. ما كان الاستحقاق ليتأخّر لو أنّ قادة الموارنة حزموا أمرهم، وتوقفوا عن الحرب الضروس التي أصلوها عنواناً في ما بينهم، وقد تخطّت تصريحاتهم المتبادلة في أحيان كثيرة أدبيات التخاطب. وليهرب القادة الموارنة من القصور الذي رسفوا فيه، كانوا يجدون مشجباً يعلّقون عليه خلافاتهم. والحقيقة المرّة هي "أنّ دود الخل منه وفيه"، وعبثاً المكابرة وتجهيل الفاعل. أمّا اليوم وقد انتُخب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية بعد طول مخاض، وفي مناخات دولية وإقليمية داعمة، وتشكيل حكومة جديدة تواجهها مسؤوليات كبيرة على كل المستويات. فيبقى السؤال: أين الموارنة اليوم من الواقع الجديد في لبنان على إيقاع التحوّلات التي حصلت فيه، وفي المنطقة؟
في عيد مار مارون الذي يصادف بعد شهر بالتمام على انتخاب الرئيس جوزاف عون، يواجه الموارنة تحدّيات ثلاثة:
أ - الالتزام بخط الكنيسة المارونية التي لم تتخلَّ عن رسالة الحويّك في وحدة الأرض، والتعدّدية والتنوّع، والعيش الواحد.
ب - الحفاظ على الانتشارية المارونية، بالتالي المسيحية وتعزيزها، وعلى هوية الأرض في مناطق وجودها.
ج - إعتبار الانتشار الماروني في العالم إمتداداً للحضور اللبناني في أرضه، والنظر إليهما كوجهَين لعملة واحدة يؤدّيان رسالة واحدة في خدمة لبنان والشعب الماروني، وفق استراتيجية تتجاوز كل الحسابات السياسية والحزبية.
د - العودة إلى الدولة والإنخراط فيها والتطوّع في الجيش والأجهزة الأمنية، ودخول الوظيفة العامة، كما كانت عليه الحال عشية نشوب الحرب اللبنانية في العام 1975.
إذا استطاعت الكنيسة المارونية وقوى الطائفة السياسية والحية ونخبها استيعاب دروس الماضي القريب والبعيد، وتقدير خطورة ما حَلّ بها من نكسات، يمكن الحديث عن تعافٍ ماروني يُصحّح الخلل أو بعضه على الأقل، ويُقلّص دائرة الإحباط نسبياً، ويؤشر إلى جدّية التعامل مع الملفات التي يتوقف مستقبل الموارنة في لبنان على حلّها. إذا أراد الموارنة أن يظلوا ملح لبنان، عليهم مواجهة الحقائق الصعبة بشجاعة المؤمن بقضيّته وتصميمه، وعدم التمثل بالنعامة التي تدفن رأسها بالرمال.