اِقْتَضَت سُنَّةَ اللَّهِ وشَرِيعَته فى الكَوْنُ، أُنْ يُكَوُّنّ الإنْسَانِ أعْظَمُ مَخْلُوقَاته فِى الأَرْضِ، لِيُكَوُّنّ خَلِيفَته فِيهَا، يمارس مهمته فى التعمير والبناء، وإعْلاَءُ قَوْلُ الْحَقِّ وإقَامَةُ العَدْل، وقد ذُهِّبْت الآية الكريمة فى ذلك بقوله تعالى: «وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً» الآية رقم (٣٠) من سورة البقرة، وعلى هدى هذا النص القرآنى الكريم، يعتبر الإنْسَانِ هوَ الثروة البشرية الحقيقية لهذا التقديس لإقامة شعائر اللَّهِ فِى الأَرْضِ، وللحفاظ على استمراريتها واستمرارية النوع البشرى والحفاظ عليه من الانقراض، شَرَعَ اللَّهِ شَعِيرَة الزَّوَاجُ وهو اقتران الذكر بالأنثى، أو اِرْتِباط رجل بامْرَأَةٍ اِرْتِباطاً شَرْعِيّاً، وهذه الرابطة العقدية تقتضى بها القواعد الفقهيه الدينية والمذهبية، وتنظمها القوانين والتشريعات الوضعية، وعن نظرة الإسلام للنكاح يراه هو السبب فى وجود الحياة البشرية على وجه الأَرْضِ، فهوا عصبها وإرادة اللَّهِ لها البقاء والعيش فى حب وأمان واستقرار وسلام، لقد عظُمَ اللَّهِ الزَّوَاجُ وكرَّمه وبجَّله ووقَّره، ورآه عظيمًا بتجلى عظمة قدرته، وقول الحق تبارك وتعالى فى محكم التنزيل: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» الآية رقم (21) من سورة الروم، وقد حُثَّت عليه السنة النبوية الشريفة،وجعلته سُنَّة الإسلام وَعَنْ أبى ذر رضى الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى اللَّهِ وسلم: «إِنَّ سُنَّتَنَا النِّكَاحُ» أخرجه أحمد فى «مسنده».


وَعَنْ مصالح الزَّوَاجُ العظيمة ومقاصده الشريفة الكريمة، أكدت مطربة الأوبرا الفنانة مى فاروق على حقها برجحان هذا الحق فى زَّوَاجُ شرعى، بعد أن صارت «ثيِّبًا» وفارَقَتْ زَوْجَهَا الأول، وتم عقد ميثاق شرعى على زوجها الثانى الفنان النجم الشاب محمد العمروسى، وهو أيضا زَوَّجَ لِزيجَة سابِقة، ومن ثم تجمعت إرادة الزوجين،على أحقيتهم فى هذا الموروث الإنسانى، والفطرة البشرية السليمة التى فطر اللَّهِ الناس عليها، لإقَامَةُ شَرَعَ اللَّهِ فى الأَرْضِ، بتَوْثِيقُ هذا العَقْدُ وتحريره بالطَّريقة الشَّرعيَّة، قِرَاناً بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ جَمَعَ بَيْنَهُمَا فى مَوَدَّةٌ ورَحْمَةَ مُهْتَدِينَ بهُدَيَه وسنة رسوله الكريم، وبإِشْهارٌه والاحْتِفَاءً به تَرْحِيباً وَتَكْرِيماً أَمَامَ النَّاسِ كَافَّةً.
وفى وسط فَرْحَةٌ حَفَلَةٌ الزِّفافُ لهذا العُرْسُ، الذى يُشَارِك فَرْحَةٌ السُّرُورُ والْبَهْجَةُ فيه، أهل الفن والطرب ومطربى دار الأوبرا، يشاركهم أبناء الزوجة مى فاروق غِبْطة هذا الْفَرَحُ ومسرّه، وفَجْأةً خَياليَّة غَيْرَ متوقّعة، يخرج علينا شِرذِمَةُ من نُفاياتٌ مواقع التواصل الاجتماعى، أَعَمَّاهم الجَهْلُ بِضَلاَلِهِمْ لأَنَّهُمْ لَا يَقُيمُونَ لشَعَائِرَ اللَّهِ وَزْناً، فَهُمْ لا يُدَرِّكُون الأَخْطَاءِ من سلامة التعبير فى القوْلُ، التى تمجُّه الأسماعُ ويَتَنَافَر منها المجتمع ويَأْبَاه كُرْهًا، بعد أن قامو هؤلاء الْمُتَشَدِّقُونَ بتنمرهم وسُوءُ خُلُقِهم، واستهتارهم بالحياة الخاصة لنجل المطربة القاصر، كأنهم عباقرة فى شرح لغة الجَسَدُ، وتَحْدِيدٌ فى تعابير وَجْهِ الطفل بمظهره المادى والمعنوى، المعبر بغضبه على هذا الزَّوَاجُ مع شرح تفصيلى زائف، للحركات والإيماءات والملامح الظاهرة على باقى أجزاء جسده، وهذا مَا إِلَّا تهويلاً من هؤلاء الفوضويون الْكَاذِبُونَ أصحاب النفوس الخبيثة، الذين إختلقو واقعة بعيدة كل البعد عن الحقيقة وليس فيها أصل من الوجود، ولكن بأفعالهم وانحرافاتهم قد اُنْتُهِكُوا حرمة الحياة الخاصة لصورة الطفل ومظهره المادى، بالاشارة إلى حركات وإيماءات أعْضَاءِ جَسَدُه وْ مَلاَمِحِ وَجْهِ، على مرأى ومسمع رواد الفضاء الإلكترونى دوَّنَ اِعْتِبارٌ للحق فى الخصوصية، أو الضمانات القانونية اللازمة لحماية هذا الحق، وليس أمامى إلا توجيه رسالة لهؤلاء نُحَذِّر فيها، من محارم اللَّهِ أو تَعَدَّى حُدُودُه، ولا تَكُونُوا من الظَّالِمِينَ أو عونًا لَهُمْ،لانَ ابنُ آدم مسئول أَمَامَ اللَّهِ عن قوله وفعله وعمله، وقد ذكر ذلك فى قوله تعالى: «مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ» الآية رقم (١٨) من سورة ق: وقوله تعالى «إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا»الآية رقم (٣٦) من سورة الإسراء، ثم حديث رسول الله عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضى الله عنه بقول رسول الله الكريم له: أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا. قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!».رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَقَالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
ومن خلال هذا المقال أَقُدِّم التهنئة إلى الْعَرُوسَيْن بحديث أشرف خلق الله بقوله لحديث أبى هريرة - رضى الله عنه - أَن النبى - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - كَانَ إِذَا رَفَّأَ الإِنْسَانَ إِذَا تَزَوَّجَ قَالَ: «بَارَكَ اللهُ لَكَ، وَبَارَكَ عَلَيْكَ، وَجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِى خَيْرٍ». رواه الترمذى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سورة البقرة الأوبرا ى الأ ر ض من سورة الله ع هذا ال

إقرأ أيضاً:

الطفلة زهراء الجومري.. النصر صبر ساعة وبفضل الله تعالى

 

 

من شاهد الطفلة زهراء الجومري وهي تترقب انتشال والدتها من تحت أنقاض منزلهم الذي استهدفه العدو الأمريكي يوم السبت الماضي بأمانة العاصمة صنعاء.. يشاهد بعمق حقيقة إجرام العدو الأمريكي المتجذر في الإجرام منذ مراحل تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية على دماء أبناء الأمريكيتين الأصليين.. نموذج من آلاف الأطفال الذين قتلهم العدو الإسرائيلي في غزة.
يكفي نظرات الطفلة زهراء المتلهفة بكل شوق لرؤية والدتها، تلك النظرات التي بالتأكيد لن تحرك رمشاً واحدا لبعض القيادات العربية التي باتت تساند العدو الأمريكي والإسرائيلي جهاراً نهاراً، بل يتسارعون لدفع المليارات من الدولارات لاسترضاء الغباء الأمريكي المتمثل في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
مثل هذه الجرائم لا يرتكبها العدو الأمريكي في حق الشعب اليمني إلا وله أهداف غير معلنة.. فحين يزعم أنه يستهدف قيادات تساند حكومة صنعاء؛ هو في الحقيقة يستهدف الروح المعنوية في الشارع العام، يهدف إلى خلق رهاب وفزع لدى المواطنين في مختلف المحافظات اليمنية الحرة بأن أمريكا لا ترحم صغيرا ولا كبيرا، لا ترحم طفلا أو امرأة، لا ترحم مريضا أو عاجزا.. العدو الأمريكي يسعى إلى تكرار سيناريو دخوله العراق حين استقبل العراقيون الجيش الأمريكي بالورود.. وهذا بحد ذاته غباء ما بعده غباء.
لنفترض أن المخابرات الأمريكية لا تعلم أن الشعب اليمني أصبح واعياً جداً ومدركاً ماهية الولايات المتحدة الأمريكية وما هي السياسية الإجرامية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية للسيطرة على البلدان.. قد لا تعلم المخابرات الأمريكية أن الشعب اليمني يعلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية تنتهج نهج القتل والتعذيب والترهيب والتخويف لإخضاع خصومها.. قد لا تعلم أننا نعلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بنهب الثروات الطبيعية للشعوب التي تحتلها.. قد لا تعلم أننا نعلم بأن الولايات المتحدة الأمريكية أضعفت الثروة الزراعية والحيوانية والسمكية والبحرية والصناعية في البلدان التي تحتلها بهدف تجويعها والسيطرة عليها.. قد لا تعلم أننا نعتبر الولايات المتحدة الأمريكية نموذجا حقيقيا يمثل الشيطان الأكبر على الأرض.. السؤال: لماذا تستهدف أمريكا المدنيين؟
للإجابة على السؤال: ماذا يعني الإجرام الأمريكي في استهدافه للمدنيين؟.. فالإجابة تتمثل في حقيقة تضاف إلى حقيقتهم، فحين فشل العدو الأمريكي من تحقيق أهدافه العدوانية على الشعب اليمني وكسره عن مساندته لأبناء غزة؛ ذهب لاستهداف أهداف مدنية لإشباع رغباته الإجرامية، وإشعال حقد الشعب اليمني أكثر وأكثر، وهذا ما فعله.. فعقب كل جريمة يرتكبها العدو الأمريكي باستهداف المنازل ويذهب ضحيتها الأطفال والنساء يزيد الشعب اليمني حقده على النظام الأمريكي، يزيد الشعب اليمني قوة وعزيمة وإصرارا على مواجهة هذا الصلف الإجرامي.. يزداد الشعب اليمني يقينا أنه في موقف الحق مع غزة.. يزداد ثباتا بأنه في الطريق الصحيح التي أكد الله سبحانه وتعالى على نهجه في القرآن الكريم.. يزداد الشعب اليمني يقينا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تملك أي ذرة إنسانية، يزيد الشعب اليمني يقينا بأن العدو الرئيسي للشعوب والأمة الإسلامية هو النظام الأمريكي المجرم.
مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستمرار العدوان الأمريكي الإسرائيلي على اليمن، تستمر وتيرة الشعب اليمني في امتلاك القدرات العسكرية التي تمكنها من الحد من جرائم أمريكا ويفرض على العدو الإسرائيلي إيقاف عدوانه على قطاع غزة؛ وهذه المسألة مسألة وقت، فـ”النصر صبر ساعة”.. كما أن المواجهة اليوم لم تعد مواجهة داخلية ضد العملاء أو مواجهة إقليمية ضد دول تحالف العدوان.. المواجهة اليوم تتمثل في مواجهة العدو الحقيقي الذي أخبرنا الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه عنه حين قال في سورة المائدة “يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين”.. كما أن الشارع اليمني قيادة وشعبا متوكل على الله سبحانه وتعالى، مواقفه منطلقة من منطلقات إيمانية إنسانية لا يتراجع عنها أبداً، ويمتلك اليقين بأن النصر بفضل الله سبحانه وتعالى وحده.

مقالات مشابهة

  • فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة .. اعرف وقتها والقصص المستفادة منها
  • سنن يوم الجمعة وأفضل الأعمال فيه.. سورة الكهف والتبكير إلى الصلاة
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. بين طواف الحجاج حول الكعبة وطواف الجياع بين ركام غـزة
  • خطبة الجمعة غدًا لوزارة الأوقاف.. «ونغرس فيأكل من بعدنا»
  • تأملات قرآنية
  • هل ترديد الأذكار والتسبيح بسرعة ينقص الثواب.. أمين الفتوى يجيب
  • كنت في شبابي سيئ الخلق وتبت فهل أرى عملي في ابنتي؟.. علي جمعة يرد
  • الطفلة زهراء الجومري.. النصر صبر ساعة وبفضل الله تعالى
  • سجناء المُطالبات المالية
  • الآية اليمانية…