ستظل التجربة اليابانية فريدة وملهمة ومدهشة وشاهد ودليل على قوة الإرادة ونجاحها بالرغم من التحديات الصعبة لما حدث من القصف الذرى على هيروشيما وناجازاكى فى كارثة مأساوية غيرت مجرى التاريخ، فلقد أسقطت الولايات المتحدة فى ٦ أغسطس ١٩٤٥ أول قنبلة ذرية فى التاريخ على مدينة هيروشيما، هذه القنبلة دمرت المدينة وقتلت عشرات الآلاف وأدت إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بسبب الإشعاع والتأثيرات الضارة بصحة الإنسان على المدى الطويل وفى التاسع من أغسطس تم إسقاط قنبلة ذرية ثانية على مدينة ناجازاكى تسببت فى دمار وخسائر بشرية فادحة وبعد القصف أعلنت اليابان استسلامها بدون شروط مما أدى إلى انتهاء هذه الحرب العالمية الثانية وبالرغم من تلك المأساة التى حدثت لليابان من أول استخدام لهذا السلاح الفتاك والمدمر والتى يبقى تأثيره على صحة الانسان سنوات عديدة من مخاطر الإشعاع الذرى على الأجيال المتعاقبة، ومع كل تلك الكوارث ارادة اليابان في الحياة والصمود والنجاح والصدارة، وتحدت كل الصعاب وتجاوزت كل المخاطر، وفى سنوات قليلة أصبحت اليابان من الدول الصناعية الكبرى تضاهى ألمانيا والسويد من حيث الجودة، وأصبحت رقمًا مهمًا فى العالم فى صناعة السيارات والأجهزة الإلكترونية وتصدرت السوق العالمى للسيارات العلامات اليابانية كتويوتا ونيسان وهوندا ومازدا وسوبارو، من حيث الكفاءة والرفاهية والسرعة والمرونة والنعومة والسلامة والسعر كل ذلك بجودة عالية ولا منافس للمصانع والشركات اليابانية فى المنتجات الإلكترونية والمنزلية والكهربائية كتوشيبا وبناسونيك والروبوتات والغسالات والثلاجات والتكييفات كشارب ومن دقة الصناعة ونوعية المنتجات وتطورها السريع نظر الشعب المصرى والعالم العربى إلى تلك المنتجات اليابانية بعين الأبهار والدهشة ولذلك أطلق على دولة اليابان كوكب اليابان كأنهم ليسوا كبقية سكان الأرض وللناس كل الحق فى أن تطلق هذا المسمى فمن وسط نكبة ومحنة ومأساة لم تحدث فى التاريخ، فهى الدولة الوحيدة التى أسقطت عليها قنابل ذرية ومع ذلك تتعافى فى سنوات قليلة وتصبح أحد أهم الدول الصناعية الكبرى علمًا بأنها ليس لديها مواد خام فيتم استيراد ها من الخارج ومع ذلك استطاعت أن تتصدر المكانة العالمية الأولى فى جودة الإنتاج والسعر التنافسى مع المنتج المثالى وذلك بفضل اتباع تهيئه وتجهيز المناخ المناسب بوضع استراتيجية للجودة الشاملة باسس يابانية أصيلة كالادارة بروح الفريق والإدارة الابوية والإدارة بالمشاركة وإلغاء الهدر واليقين بإمكانية التحسين المستمر، وبهذه الاستراتيجية إرادة الحياة والتطلع إلى الأفضل دائما تجاوز المشروع اليابانى الواقع المؤلم وأصبح مثالا يحتذى لروح التحدى، وكان كوكبا مضيئا ينير الطريق لدول كثيرة وأحسنت الدولة المصرية صنعا بإنشاء المدارس اليابانية فهناك ٥٥ مدرسة نأمل أن نتوسع فى انتشارها، فهى مدارس تعلم نمطًا جيدًا للتعليم كأعمال التفكير ودقة الملاحظة بدلا عن الحفظ مع الاهتمام بالسلوك التربوى وتنمية روح الفريق والعمل الجماعى والتربية الأخلاقية، ومن يرد البناء والتنمية فعليه أن يسير على خطى الناجحين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كوكب اليابان حاتم رسلان التجربة اليابانية الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
أزمة اقتصادية تواجه اليابان بسبب تراجع عدد المواليد
وكالات
تواجه اليابان أزمة سكانية خطيرة تهدد مستقبل البلاد، مع استمرار تراجع معدلات الولادة إلى أرقام قياسية.
ووفقًا لدراسة أجرتها جامعة توهوكو اليابانية، يُتوقع أنه بحلول عام 2720 لن يكون هناك أطفال تحت سن الـ 14 عامًا في اليابان، مما يشير إلى تصاعد الأزمة بشكل أسرع من المتوقع.
واستندت الدراسة إلى إحصاءات مواليد اليابان لعام 2024، حيث كشفت أنه في 5 يناير 2720، سيكون هناك طفل واحد فقط في اليابان تحت سن 14 عامًا، مقارنةً بدراسة سابقة أجريت في 1 أبريل 2023.
وكان من المتوقع أن تشهد اليابان هذا التراجع الكبير بحلول 2821، وهذا يشير إلى أن الفجوة السكانية ستتسارع بمقدار قرن كامل مقارنةً بالتوقعات السابقة.
وتواجه اليابان تحديات ضخمة تتعلق بتناقص الولادات وشيخوخة السكان، مما يهدد بتقليص قوتها العاملة في المستقبل.
وفقًا للتوقعات الصادرة عن المعاهد البحثية، سجلت البلاد في العام الماضي انخفاضًا كبيرًا في عدد المواليد، حيث بلغ العدد أقل من 700 ألف طفل، وهي المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ بدء تسجيل الإحصاءات، رغم أن الحسابات الحكومية كانت تشير إلى أن ذلك سيتحقق في عام 2038.