وصف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر نفسه فى أحد اللقاءات العالمية قائلا: «أقدم نفسى لحضراتكم بحسبانى رجلا مسلمًا، تخصص فى دراسة الإسلام وفهمه كما أراده الله للناس، وكما بلغه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أنا مسلم محب للبشرية جمعاء، مهموم بقضايا السلام بكل أبعاده الدينية والاجتماعية والعالمية، أبحث عن هذا السلام وأتمناه للناس، كل الناس، مهما اختلفت أوطانهم وأجناسهم وقومياتهم وكيفما كانت أديانهم وعقائدهم ومذاهبهم».
فضيلة الدكتور أحمد الطيب الحسانى هو الإمام الـ50 للجامع الأزهر الشريف تولى المشيخة فى الثالث من ربيع الثانى 1431هـ–19 مارس 2010م عقب وفاة الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى.
ولد الإمام الطيب فى أسرة صوفية عريقة بقرية القرنة غرب مدينة الأقصر وتربى فى ساحة والده الشيخ محمد الطيب، حفظ القرآن وتدرج فى مراحل التعليم الأزهرى المختلفة، والتحق بمعهد إسنا الدينى ثم قنا الدينى ثم كلية أصول الدين، حصل فضيلته على درجة الماجستير شعبة العقيدة والفلسفة عام 1971 ثم العالمية 1977. ثم الدكتوراه من كلية أصول الدين بالقاهرة ودرس اللغة الفرنسية بالمركز الثقافى الفرنسى فى قلب القاهرة، عقب تخرجه فى كلية أصول الدين، ليمكث به 5 سنوات متتالية حتى صار يتحدث الفرنسية كأهلها وليترجم عددًا من المراجع الفرنسية إلى اللغة العربية. ثم سافر فى مهمة علمية إلى باريس بفرنسا وحصل على درجة أستاذ بجامعة باريس 1988م وانتدب عميدًا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان 1955، ثم درس بعدد من جامعات العالم الإسلامى فى الرياض، والدوحة والعين وإسلام أباد، ثم عين عميدًا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بباكستان فى 1999، ثم عين مفتيًا للجمهورية لمدة عام فى 2002 ليصبح المفتى الثامن عشر للديار المصرية، ثم عين رئيسًا لجامعة الأزهر الشريف من (2003-2010) ليكون الرئيس العاشر للجامعة، حتى جلس على كرسى المشيخة فى مارس 2010 ليصبح الشيخ الخمسين للأزهر الشريف ويتولى رئيس مجلس حكماء المسلمين وهو عضو هيئة كبار العلماء والمجلس الأعلى للأزهر ومجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصرى والعديد من عضويات المجامع والمجالس والجمعيات والمؤسسات واللجان.
ثمانية عقود من العطاء ونشر الخير والاعتدال، عزز خلالها «الطيب» مكانة الأزهر العالمية ورسخ قيم الحوار الحضارى بين الأديان. إلى جانب ذلك امتاز شيخ الأزهر بإنسانيته وطيبته وعرف عنه جبر الخواطر ومن ذلك مؤخرًا وفى لفتة إنسانية، حيث حرص فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على جبر خاطر طفل أقصرى وإدخال السرور والسعادة فى قلبه، حينما وجده يبكى جانب المنصة، التى تقام عليها الفعاليات، حيث طلب فضيلته إحضاره لمعرفة سبب بكائه فأخبره الطفل بإلغاء فقرته المخصصة لإلقاء قصيدة شعرية وذلك لضيق وقت الاحتفال بافتتاح معهد «محمد عطيتو» النموذجى لغات فى مدينة القرنة بالأقصر، وعلى الفور طلب شيخ الأزهر من الحضور وقف مراسم الافتتاح للاستماع للطفل الذى ألقى قصيدته عن أدب أهل الصعيد وشهامتهم، كما حرص فضيلته على تشجيعه والتقاط صورة تذكارية معه، كما استقبل فى مكتبه مؤخرًا السيدة زينب الشربينى التى ضربت مثلا للأم المثالية بفضل تفانيها فى رعاية ابنها الطالب بكلية الدراسات بجامعة الأزهر فرع دمياط الذى يعانى من مرض «الجسم الزجاجى» الذى يمنعه من الحركة وخلال اللقاء أعرب شيخ الأزهر عن تقديره الكبير لهذه الأم، مشيدًا بصبرها وقوة وفائها لابنها والذى حرصت على نقله يوميًّا من المنزل إلى مقردراسته منذ طفولته حتى الجامعة وتحمل المشقة فى مشهد يجسد درسًا إنسانيًّا يعبر عن الأمهات المصريات المكافحات ووجه بمساعدتها من بيت الزكاة والصدقات.
أولى فضيلة الإمام الطيب أهمية كبرى للحوار بين الحضارات والثقافات والأديان المختلفة مع الإيمان بخصوصية كل منها وضرورة احترام الاختلاف بين الأمم وأتباع الديانات، وهذا ما جعله يتبوأ مكانة رفيعة فى العالم العربى والإسلامى، دوليًا، بالإضافة إلى حصوله على تكريمات عديدة محلية ودولية وعالمية، مؤخرًا فى عام 2024 أجرى سلسلة من المجلات الخارجية لتعزيز الرسائل الحضارية ودعم القضايا الإسلامية على رأسها نصرة الحق الفلسطينى وأسهمت هذه الزيارات فى تعزيز مكانة الأزهر كأبرز المؤسسات الدينية والفكرية على المستويين العربى والعالمى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب جامع الازهر الشريف شیخ الأزهر أصول الدین
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يبحث مع وزير الشؤون الإسلامية السنغافوري سبل دعم مسلمي سنغافورة
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، السيد ماساجوس ذو الكفل، وزير الشؤون الإسلامية بسنغافورة، لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك.
شيخ الأزهر يستقبل المقرِّر الخاص بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدةوقال الإمام الأكبر إنَّ الأزهر يحتضن طلاب العلم من مختلف دول العالم، ويسعى لنشر منهجه الوسطي وموقفه من مختلف القضايا من خلال هؤلاء الطلاب الوافدين الذين هم بمثابة سفراء له، مشيرًا إلى أن الأزهر يدرس تعاليم السلام بدون أجندات، انطلاقًا من أن الإسلام في حدِّ ذاته رسالة سلام تحمي الإنسان من الانحرافات التي تسعى لتأليه رغبات الإنسان وشهواته، وهو ما جعل الأزهر مستمرًّا في حراسة علوم الشريعة وتعزيز السلم والوئام الداخلي في المجتمعات.
الوزير يؤكد أن بلادَه تسعى لتعزيز العلاقات مع الأزهر الشريفمن جانبه، أعرب الوزير عن سعادته بالتَّواجد في الأزهر الشريف، ولقاء فضيلة الإمام الأكبر، مؤكدًا أن بلادَه تسعى لتعزيز العلاقات مع الأزهر الشريف وفتح أفق جديدة للتعاون، لما يحظى به الأزهر من ثقة كبيرة لدى مسلمي سنغافورة، مشيرًا إلى أن معظم القيادات الدينية في سنغافورة درست في الأزهر، ولدينا ٢ مفتيين تلقَّوا دراستهم في كليات جامعة الأزهر، مضيفا: "خريجو الأزهر في سنغافورة دعاة سلام، ونأمل أن يذهب كل طلابنا للأزهر لما يحظى به من ثقة من مسلمي سنغافورة، ولينهلوا من نفس منابعه الوسطية الأصيلة".
وأكَّد الوزير السنغافوري أن مسلمي سنغافورة لهم دور كبير في استقرار وتطور هذا البلد وتقدمه، وقد أسهم الأزهر في إرساء السلام والوئام في بلادنا من خلال خريجيه الذين ينشرون الأخوة والتعايش، ويراعون السياق السنغافوري كبلد متعدد الأديان والأعراق، ويركزون على الجانب العملي والتطبيقي في إنزال الأحكام الشرعية على الواقع المعاصر ومراعاة كافة العناصر المحيطة، مصرحًا "نحن ممنونون بما يقدمه الأزهر من دعم كبير لنا، ورعايته لأبناءنا، واعتماد الشهادات السنغافورية لدى جامعة الأزهر، كل هذه الأمور تعزز علاقتنا وتقوي روابطنا بالأزهر".