اللغة التى جعلتهم يقهروا الظلام
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
فى اليوم العالمى للغة برايل وهى اللغة التى يستخدمها المكفوفون وضعاف البصر فى كل مناحى الحياة، وهى تعتبر الشفرة التى يتواصلون بها مع واقعهم، فقد اخترعها لويس برايل فى القرن الـ 19 وهو فرنسى الجنسية، وأصبحت المنقذ لهم وتنير عالم المكفوفين، فحقا من الظلام يبزغ نور الأمل، فقد عوضتهم عن نعمة فقد البصر وأصبحوا يقرأون ويتعرفون على العالم الخارجى ويدرسوا من خلال لغة برايل للحصول على المعلومات والعلوم وتستند كتابة برايل على 6 نقاط أساسية، أما طريقة قراءة هذه الأحرف، فتتم من اليسار إلى اليمين.
فقد يظن أصحاب الجوهرتين المبصرين عندما يشاهدون أحد فاقدى البصر يسيروا فى الطريق بصحبة مرافقيهم أن فقدانهم للبصر يُغلقَ عليهم سراديبَه المُوحِشة، وإن أصابتهم به ابتلاء أو أنَّ حياتَهم صارتْ بلا قيمةٍ، لكننى أجد فى حديثى معهم عندما أرى أيا منهم فيكون ردهم مفاجئة غير متوقعة وهو أن الله تعالى قد من عليهم بنعمة كف البصر، تخيل عزيزى القارئ مدى إيمانهم وتعايشهم مع هذه الإعاقة البصرية حتى فى إذاعة القرآن الكريم عندما تستضيف أيا منهم تجده متفوقا ومتعايشا تماما مع حالته وراضيا عنها، فمعظم هؤلاء لم يعلنوا استسلامهم بسبب فقد البصر ولم يندبوا حظهم، بل أرى معظمهم يحبون المزاح ومنهم من نجح فى مجال الحرف اليدوية وأخرين أصبحوا مشاهير كل فى مجاله، وهناك العديد من الأمثلة التى تثبت أنهم قهروا هذا الظلام، بل أبدلهم الله بصيرة رائعة تحدوا بها ذلك الظلام بل وتصد عنهم رياح اليأس، وقد عشت قريبة من نماذج كثيرة فى القرية والمدينة وكنت أشاهد الأمل يملأ نفوسهم، فقد كانت محفظة القرآن التى كرمها وزير الاوقاف فى الشهر الماضى بالشرقية والتى توفيت عن عمر يناهز الـ 72 عاما كفيفة البصر، ومنها إلى قيثارة السماء وأيقونة زمانِه، وصاحب الصوت المُتبتل االخاشِعُ والذى أطلقوا عليه أنه هبةٌ من السماء وهو الذى أصبح رمزا للشهر الفضيل شهر رمضان الكريم الشيخ محمد رفعت، الصوت النورانى، وتشعر حين تسمعه تلاوة وأذانا أنه كيانًا ملائكيًّا، كذلك الشيخَ على محمود، صاحب الصوت المتفرد، فكانَ صاحبَ موهبةٍ فذَّةٍ ومدرسةٍ عريقةٍ فى التلاوة والإنشاد، وتتلمذَ فيها كلُّ مَنْ جاءوا بعدَه من القُراء والمُنشدين، واشتُهرَ بأنه سيدُ القراء ووصفوه بانه يجمعُ فى أوتار صوته كلَّ آلات الطّرب، وتوالى بعد ذلك من القراءِ الكبار مثل الشيخ محمد الفيومى، والذى وُلد كفيفًا، ولكنه حقق شهرة لاتزالُ باقية وممتدة فى التلاوة والابتهالات الدينية، وكذلك الشيخ محمد عبدالعزيز حصَّان، الذى اشتُهر بالقارئ الفقيه، لغزارةِ علمِه فى فنون التلاوةِ والقراءاتِ، والشيخ أحمد أبوالمعاطى، الذى كانَ صاحبَ مدرسةٍ مُتفردةٍ فى فنون الأداء، ومن المصريين المشاهير فاقدى البصر أيضا عميد الأدب العربى، طه حسين، حيث أطلق عليه قاهر الظلام، وهو الذى أصبح الأشهر فى العصر الحديث للأدب العربى، بل ولقب بعميد الأدب العربى، كذلك الموسيقار عمار الشريعى، أحد أعمدة الموسيقى فى مصر، رغم فقدان بصره أصبح له علامات وبصمات فى الموسيقى المصرية والعربية، من خلال ألحانه المميزة التى لاتزال محفورة فى الأذهان، وكذلك الموسيقار سيد مكاوى، الذى أصبح مطربا وكان خفيف الظل ولم تشعر أمامه أثناء حفلاته بأنه كفيف بل ترك علامات وبصمات فى الموسيقى المصرية والعربية رغم فقدان بصره، من خلال ألحانه المميزة، لقد أثبتوا للعالم أن الإعاقة ليست فى الجسد على الإطلاق، قال تعالى «فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِى فِى الصُّدُور» صدق الله العظيم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صدق الله العظيم بين السطور نجوى عبدالعزيز
إقرأ أيضاً:
ما هي منطقة الشفق بمياه المحيطات؟.. أسرار في عالم الظلام
الغوص على أعماق ضحلة في مياه المحيطات يعتبر مغامرة مميتة بنسب عالية، وذلك لانعدام وصول ضوء الشمس على مسافة معينة وهي التي تُعرف حينها بمنطقة الشفق أو المنطقة المظلمة، وهنا يصعب على الإنسان رؤية يديه كمثال دقيق لوظف الظلام الدامس.
متى ينعدم ضوء الشمس بالمياه؟قد ينتقل ضوء الشمس الداخل إلى الماء لمسافة تصل لحوالي 1000 متر بأعماق المحيط في ظل الظروف المناسبة، ولكن نادرًا ما يكون هناك أي ضوء بعد بلوغ الـ200 متر، حيث تتراوح منطقة الشفق ما بين 200 إلى 1000 متر تحت الماء.
وبشكل علمي تنقسم أعماق المحيطات إلى ثلاث مناطق بناء على طول العمق ومستوى الضوء، فقبل بلوغ الـ200 متر، يُطلق على هذا الجزء الأكبر من المحيط اسم المنطقة المضيئة أو منطقة ضوء الشمس، والتي تحتوي على الغالبية العظمى من مصائد الأسماك التجارية وهي موطن للعديد من الثدييات البحرية والسلاحف البحرية المحمية، ولا ينفذ إلى ما هو أبعد من هذا العمق إلا كمية صغيرة من الضوء، بحسب موقع «oceanservice».
المناطق المظلمة تحت الماءأما داخل المنطقة بين 200 و1000 متر، المعروفة بالمظلمة أو الشفق، تتبدد شدة الضوء بسرعة مع زيادة العمق، حيث تصبح عملية البناء الضوئي غير ممكنة.
وفيما بعد تنقسم المنطقة غير المضيئة في المحيطات إلى منطقة الأعماق أو التي تُعرف بمنطقة منتصف الليل بين 1000 و4000 أمتار، ومن ثم الهاوية وتقع بين 4000 و6000 متر، ومنطقة الهادوبلاجيك أو منطقة الهادال 6000 متر وأعمق من ذلك، وهناك توجد حياة غامضة مليئة بالحيوانات البحرية التي لم يتم اكتشافها بعد، حيث تشكل لغزًا كبيرًا للعلماء.
ويعتبر خندق ماريانا هو أعمق منطقة تم اكتشافها من قبل العلماء على الإطلاق في مياه المحيط الهادي، والذي يصل عمقه إلى 10935 مترًا ما يعادل 35876 قدمًا، مما يجعله أعمق من ارتفاع جبل إيفرست.