اعترافات إيرانية بهزيمة كبرى في سوريا وانتقادات حادة للدور الروسي
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
اعترف جنرال إيراني بارز بهزيمة طهران هزيمة منكرة في سوريا بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي كان حليفا رئيسيا لها في المنطقة، حسب تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" وترجمته "عربي21".
وجاءت تصريحاته بعد أسابيع من محاولة المسؤولين الإيرانيين التقليل من خسارة سوريا وانهيار النظام الموالي لها والذي قاده بشار الأسد.
وأشار التقرير إلى أن رؤية الجنرال تتناقض بشكل كبير مع الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية بشأن الانهيار السريع لنظام بشار الأسد.
وجاءت التصريحات المشار إليها في شريط صوتي لخطاب ألقاه الجنرال بهروز إسباطي الأسبوع الماضي بمسجد في طهران، وظهر يوم الإثنين في الإعلام الإيراني، وهي تصريحات تتناقض مع تصريحات وزير الخارجية والمسؤولين الآخرين في إيران.
وقال الجنرال إسباطي: "لا أعتقد أن خسارة سوريا أمر يجب أن نفتخر به". ونشر الشريط الصوتي على موقع تابع لجماعة عبدي ميديا في جنيف، وجاء فيه: "لقد هزمنا، وهزمنا بشكل سيء وتلقينا ضربة قوية وكانت صعبة".
وكشف إسباطي أن العلاقة مع الأسد كانت متوترة قبل أشهر من فراره، وقال إن الرئيس المخلوع رفض الاستماع لمطالب إيرانية متكررة والسماح للميليشيات التي تدعمها إيران فتح جبهة أخرى ضد إسرائيل من الأراضي السورية، وذلك في الفترة التي أعقبت 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال إن إيران قدمت له خطة شاملة حول كيفية استخدام مصادرها العسكرية في سوريا لضرب إسرائيل. وهاجم الجنرال روسيا التي تعتبر من أكبر حلفاء سوريا بأنها ضللت طهران من خلال الزعم بأن المقاتلات الروسية تقوم بضرب مواقع المعارضة المسلحة، في الوقت التي كان تقوم فيه بإسقاط القنابل على سهول مفتوحة.
وقال إن روسيا قامت بإغلاق الرادار على الضربات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا، العام الماضي، مما سهل تنفيذ هذه العمليات.
وظلت إيران الحليف المهم لسوريا وعلى مدى عدة عقود. وتحولت في عهد بشار الأسد الذي قمع الثورة ضده إلى مركز قيادة وإمدادات لحلفائها في لبنان وتحكمت طهران بمطارات ومخازن أسلحة وأدارت قواعد لإنتاج المسيرات والصواريخ، وفقا للتقرير.
وفي الوقت الذي تسيطر فيه جماعات المعارضة على سوريا وتبحث عن تشكيل حكومة إئتلاف، فستحاول إيران البحث عن طرق لتجنيد متمردين بأي طريقة ممكنة كما قال الجنرال، مضيفا "سنقوم بتفعيل كل الشبكات التي عملنا مع على مدى السنوات" و "سنفعل كل الطبقات الاجتماعية التي عاش رجالنا فيها على مدى السنوات. وسنكون ناشطين على منصات التواصل الإجتماعي ونستطيع إنشاء خلايا مقاومة".
وقال الجنرال الإيراني "الأن نستطيع العمل هناك كما نعمل في أي ساحة دولية وقد بدأنا".
وقد أدهشت تعليقات الجنرال الإيرانيين، إما بسبب ما ورد فيها من كلام صريح أو بسبب مكانة المتحدث. فهو قائد أعلى في القوات المسلحة الإيرانية، المظلة التي تضم الجيش والحرس الثوري، وله سجل من الأدوار البارزة بما في ذلك القائد العام لقسم الإنترنت في القوات المسلحة.
وأشرف في سوريا على العمليات العسكرية الإيرانية ونسق عن قرب مع الوزراء السوريين ومسؤولي الدفاع ومع الجنرالات الروس متجاوزا حتى القائد العام لفيلق القدس، الجنرال إسماعيل قاآني، الذي يشرف على شبكة الميليشيات الإقليمية المدعومة من إيران.
ونقلت الصحيفة عن مهدي رحمتي، المحلل البارز في طهران والخبير في الشؤون السورية، قوله في مقابلة هاتفية إن خطاب الجنرال إسباطي كان مهما لأنه أظهر أن بعض كبار المسؤولين لديهم الجرأة للخروج عن الدعاية الحكومية ويتحدثون بصراحة مع الجمهور.
وقال رحمتي إن "الجميع يتحدثون عن خطابه في اللقاءات ويتساءلون عن سبب حديثه عن هذه الأشياء، وبخاصة من على منبر عام" و "وقد قدم بوضوح ما حدث لإيران وأين تقف الآن. وبطريقة تحذر السياسة المحلية".
وأشار الجنرال إسباطي إلى أن انهيار نظام الأسد كان محتوما نظرا للفساد والقمع السياسي والضائقة الاقتصادية التي تواجه الناس، من انقطاع الكهرباء إلى الرواتب القليلة.
وأضاف أن الأسد تجاهل التحذيرات التي طالبته بالإصلاح. وعلق المحلل رحمتي أن مقارنة ما قاله الجنرال بالوضع الحالي في إيران لا يمكن تجاهله.
وعلى الرغم من تأكيدات الجنرال بشأن تفعيل الشبكات، فإنه لا يزال من غير الواضح ما الذي تستطيع إيران أن تفعله فعليا في سوريا، نظرا للمعارضة العامة والسياسية التي واجهتها في البلاد والتحديات التي تواجهها في الوصول إليها، إن برا أو جوا. وحذرت "إسرائيل" من أنها ستدمر أي جهود إيرانية تكتشفها على الأرض في سوريا.
وبينما تتمتع إيران بخبرة العمل في العراق بعد الغزو الأمريكي في عام 2003 ، بما في ذلك زرع الاضطرابات، فإن الجغرافيا والمشهد السياسي في سوريا يختلفان كثيرا، وهو ما يطرح المزيد من التحديات، وفقا للتقرير.
وقال عضو في الحرس الثوري قضى سنوات في العراق كإستراتيجي عسكري في مقابلة هاتفية، إن تعليقات الجنرال إسباطي حول تجنيد إيران للمتمردين طموحة وليست عملية في هذه المرحلة.
وأضاف أنه في حين اعترف الجنرال إسباطي بالهزيمة المنكرة، فإنه سعى أيضا إلى تعزيز الروح المعنوية وتهدئة المحافظين الذين يطالبون إيران بتحرك أقوى.
وقال المسؤول في الحرس الثوري، إن سياسة إيران لم تحسم بعد ولكن تم التوصل إلى إجماع في الاجتماعات التي حضرها حيث تمت مناقشة الاستراتيجية.
ولفت إلى أن إيران ستستفيد إذا انزلقت سوريا إلى الفوضى لأن إيران تعرف كيف تعمل وتضمن مصالحها في مشهد مضطرب. ويتمتع الحرس الثوري في إيران بسلطة تحديد السياسة الإقليمية وتجاوز وزارة الخارجية.
إلا أن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، له الكلمة الأخيرة في الأمور الرئيسية للدولة. وقال في خطابين على الأقل منذ سقوط الأسد إن المقاومة لم تمت في سوريا، مضيفا أن شباب سوريا سيستعيدون بلادهم من "المتمردين"، الذين وصفهم بعملاء إسرائيل والولايات المتحدة.
وكان الرئيس مسعود بزشكيان ووزير الخارجية عباس عراقجي أكثر ميلا إلى المصالحة، حيث قالا إنهما يفضلان الاستقرار في سوريا والعلاقات الدبلوماسية مع الحكومة الجديدة.
وشغل التوتر المحيط بهذه الآراء المتنافسة بشأن سوريا المسؤولين، لدرجة أنهم قاموا بحملة للتحكم بالأزمة.
وألقى كبار القادة العسكريين والخبراء المقربين من الحكومة خطابات وعقدوا جلسات أسئلة وأجوبة مع الجماهير في المساجد ومراكز المجتمع في العديد من المدن، وفقا لـ"نيويورك تايمز".
وألقى الجنرال إسباطي خطابه، في 31 كانون الأول/ديسمبر أمام ضباط الجيش والمصلين في المسجد. وكان عنوان خطابه "الإجابة على الأسئلة حول انهيار سوريا".
وبدأت الجلسة عندما أخبر الجنرال إسباطي الحشد أنه غادر سوريا على متن آخر طائرة عسكرية إلى طهران في الليلة التي سبقت سقوط دمشق في أيدي المعارضة.
وانتهت الجلسة بإجابته على أسئلة من الحاضرين. وقدم تقييمه الأكثر جدية للقدرة العسكرية الإيرانية في محاربة إسرائيل والولايات المتحدة.
وعندما سئل عما إذا كانت إيران سترد على مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله على يد إسرائيل، أجاب بأن إيران ردت بالفعل، في إشارة إلى وابل الصواريخ الذي أرسلته في الخريف الماضي. وعندما سئل عما إذا كانت إيران تخطط لتنفيذ جولة ثالثة من الضربات المباشرة على إسرائيل، قال إن "الوضع" لا يمكنه تحمل وبشكل واقعي هجوما آخر على إسرائيل.
وعندما سئل عن سبب عدم إطلاق إيران صواريخ على القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة، قال إن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى شن الولايات المتحدة هجمات انتقامية أكبر على إيران وحلفائها، مضيفا أن الصواريخ الإيرانية العادية - وليس المتقدمة - لا يمكنها اختراق أنظمة الدفاع الأمريكية المتقدمة.
وعلى الرغم من هذه التقييمات، قال الجنرال إسباطي إنه يريد أن يطمئن الجميع بعدم القلق، وأضاف أن إيران وحلفاءها ما يحتفظون باليد العليا على الأرض.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية إيراني سوريا الأسد روسيا إيران سوريا الأسد روسيا صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قال الجنرال بشار الأسد فی سوریا أن إیران قال إن
إقرأ أيضاً:
على الغرب أن يرفع عقوبات سوريا الآن
ترجمة: أحمد شافعي -
لم تحظ خطط البنتاجون غير المعلنة مسبقا بسحب القوات الأمريكية البالغ عددها ألفي فردا من شرقي سوريا إلا باهتمام ضئيل الأسبوع الماضي، بعد أن طغى عليها عرض البانتومايم السريالي الذي قام به دونالد ترامب بشأن غزة. ومن المعروف أن هذه القوات الأمريكية تساعد القوات الكردية السورية في احتواء بقايا الخطر الذي يمثله الجهاديون التابعون للدولة الإسلامية المعتقل منهم تسعة آلاف فرد في معسكرات اعتقال. والخوف في حالة رحيل الولايات المتحدة يتمثل في أن يحدث هروب جماعي يؤدي بمرور الوقت إلى تجدد خطر الدولة الإسلامية الإرهابي على أوروبا وبريطانيا والغرب.
يمثل الانسحاب الأمريكي المقترح قطعة واحدة من قطع أحجية الصورة السورية المعقدة التي تتحدى الأصدقاء والخصوم على السواء في أعقاب ما جرى في ديسمبر من إطاحة بدكتاتورية بشار الأسد. خلافا لترامب، تريد تركيا والمملكة العربية السعودية ودول الخليج ـ المتنافسة جميعا على النفوذ ـ زيادة انخراطها في سوريا وليس تقليله. وتريد أوروبا دولة ديمقراطية مستقرة يمكن أن يرجع إليها اللاجئون آمنين. ولا ترى إسرائيل ـ التي تعاني من جنون عظمة عدواني ـ إلا أخطارا محتملة، في حين تسعى روسيا وإيران المهزومتان إلى استعادة موطئ قدم.
ووسط كل ذلك ثمة أحمد الشرع، مقاتل القاعدة السابق وزعيم هيئة تحرير الشام الإسلامية التي أطاحت بالأسد، والمعين حديثا رئيسا مؤقتا لسوريا. ويتوقف عليه ـ بدرجة غير مريحة ـ مستقبل هذا البلد المقسم الخرب. ومن حوله تعاد صياغة جغرافيا الشرق الأوسط السياسية وتوازن القوى على نحو جذري.
وثمة سؤال واحد يهيمن الآن. لقد كان سقوط الأسد خبرا سعيدا في منطقة يعز فيها الأمل. فهل الفرصة التي تسنح بسبب هذه الثورة الشعبية معرضة الآن لخطر الزوال؟
في لقاءين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوجان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قال الشرع إن أولوياته هي حماية سلامة الأراضي السورية، وتوحيد الفصائل المتنافسة في جيش وطني، وتكوين إدارة شاملة منتخبة، وإعادة البناء بعد ثلاثة عشر عاما من الحرب الأهلية. وهذه مهمة هائلة الضخامة، والشرع يفتقر إلى الخبرة. ويتشكك البعض في تخليه عن جذوره. غير أن مساعدته ـ في ظل غياب أي بدائل جيدة ـ مقامرة يجب أن يقبلها قادة المنطقة.
وإردوجان ـ الذي ساعد هيئة تحرير الشام في قاعدة إدلب ـ له أولوياته الأنانية. فهو يرجو أن يفرض نفوذا بعيد الأمد على ممتلكاته العثمانية السابقة. ويريد للملايين الثلاثة من النازحين السوريين إلى تركيا أن يرجعوا إلى وطنهم، فضلا عن عقود إعادة الإعمار المربحة. وفوق ذلك كله يريد إنهاء ما يراه خطرا إرهابيا كرديا.
ويأتي اقتراح الشرع بدمج المقاتلين الأكراد السوريين ـ المجتمعين في (القوات الديمقراطية السورية) المدعومة أمريكيا ـ في جيشه الوطني الجيد ملائما لتركيا. ولا يميز إردوجان بين (القوات الديمقراطية السورية) وحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي. وتحتل قوات تركية مناطق من شمالي سوريا. وترعى أنقرة الجيش الوطني السوري ـ وهو عبارة عن ميلشيات عربية متفرقة تتصادم بين الحين والآخر مع (القوات الديمقراطية السورية).
تزعم تركيا أنها قادرة على قيادة القتال ضد الدولة الإسلامية، ولذلك فلا حاجة لمواصلة قوات أمريكية التعاون مع أكراد سوريا، وذلك طرح مشكوك فيه. ولكن هذا الغرور [التركي] يروق لترامب الذي سعى ولم ينجح في سحب القوات الأمريكية خلال ولايته الأولى. ويقول ترامب الآن ـ بقصر نظر ـ إن سوريا "ليست معركتنا". وصحيح أن قرار الولايات المتحدة بالتخلي عن حلفائها الأكراد يزيل مصدر إزعاج رئيسيا في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا.
ولكن هناك عقبة ــ بل عدة عقبات في واقع الأمر. فأكراد سوريا يفضلون ـ على نحو مفهوم ـ الاحتفاظ بالحكم الذاتي الذي اكتسبوه بشق الأنفس في روج آفا. ولا يريدون استيعابهم في جيش تديره ميليشيات الشرع، التي كان بينهم وبينها قتال ذات يوم. وليست لهم أي مصلحة في مساعدة تركيا على سحق الحلم البعيد العزيز القديم بتقرير المصير الوطني في المناطق ذات الأغلبية الكردية في سوريا والعراق وإيران وتركياـ حتى لو كان زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان مستعدا للاستسلام كما تردد.
مرة أخرى، تواجه القضية الكردية نقطة تحول ــ وتخاطر بتصادم مع دمشق وأنقرة في آن واحد.
وقد يسعد لاعبون إقليميون آخرون برؤية الشرع فاشلا. فقد استغلت إسرائيل الفوضى المحيطة بسقوط الأسد في تدمير القوات المسلحة السورية. كما رسخت احتلالها لمرتفعات الجولان. وبرغم دعوات الشرع إلى التعايش السلمي، تظل إسرائيل مستريبة فيه بشدة وحليفه أردوجان الداعم لحماس الذي يعد خصما محتملا في المستقبل. والواقع أن سوريا، الضعيفة، وإن لم تكن فوضوية، تناسب أغراض إسرائيل.
ولا تزال روسيا وإيران، داعمتا الأسد السابقتان، كامنتين تتربصان. فبعد انسحابها في ديسمبر، تتحدث طهران عن إعادة بناء النفوذ عبر الباب الخلفي، باستخدام "خلايا المقاومة" والشبكات السرية. وفي الوقت نفسه، تتفاوض روسيا بلا خجل من أجل الاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين. وفي محادثات جرت الشهر الماضي مع الشرع، الذي أمضى فلاديمير بوتن عقدا من الزمان وهو يحاول قتله، قيل للدبلوماسيين الروس إن موسكو "يجب أن تعالج أخطاء الماضي". وطالب الشرع أيضا بإعادة الأسد من موسكو لمواجهة العدالة. لكنه كان حريصا على ألا يحرق جسوره مع روسيا. والواقع أن القوى الغربية تنبهت لذلك.
يواجه الشرع مشاكل أخرى لا حصر لها، منها كيفية المضي قدما في "الحوار الوطني" والتحرك نحو الانتخابات الموعودة، وضمان حماية حقوق الأقليات ضمانا فعليا، وإعادة بناء المؤسسات الوطنية في أرض ممزقة لا يسيطر على معظمها سيطرة ملموسة. وذلك بحق أمر شاق. ومهما يكن سجل الشرع السابق، فإنه والشعب السوري بحاجة إلى المساعدة في الوقت الحاضر، لأن تكلفة الفشل، إذا ما قيست بتجدد الفوضى وسوء التحالفات، قد تكون باهظة.
ولهذا السبب فإن مشكلة رئيسية أخرى ـ هي التأخر غير المبرر في رفع العقوبات الغربية المفروضة في عهد الأسد ـ تعد ضارة للغاية ومدمرة للذات. فعلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، بل وأميركا في عهد ترامب، أن تتوقف عن المراوغة، وعن حساب المزايا، وأن تفتح بالكامل منافذ المساعدات المالية والتجارية والأمنية وإعادة الإعمار، بالتعاون مع الشركاء المحليين والدول العربية. فالفرصة نادرة لتحويل الأخبار الجيدة إلى قصة نجاح دائمة وخدمة للمصالح الغربية من خلال بناء سوريا صديقة ومزدهرة ومتسامحة وديمقراطية.
هي فرصة لا تتكرر إلا مرة في كل جيل. ولن تسنح مرة أخرى. ويمكن بسهولة أن تضيع.
• سيمون تيسدال معلق في الشؤون الخارجية بصحيفة أوبزرفر.
** عن ذي جارديان البريطانية