عمّان- يعدّ الأردن وجهة بارزة للسياحة الدينية في منطقة الشرق الأوسط، إذ تزخر المملكة بتاريخ عريق يعكس تعاقب الحضارات على أرضها، بفضل ما تحتضنه من مواقع مقدسة وآثار تاريخية مرتبطة بمواقع الحج المسيحي، والمواقع الإسلامية التاريخية، لتُمثّل السياحة الدينية في الأردن ركيزة أساسية في تعزيز التفاهم بين الشعوب، ونشر قيم التسامح، كما أنها تسهم في تسويق البلاد كوجهة دينية عالمية، تدعم الاقتصاد الوطني عن طريق جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.

وضمن سعي وزارة السياحة والآثار الأردنية إلى تطوير السياحة الدينية والثقافية، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية رائدة للحج المسيحي، نظمت الوزارة بالتعاون مع الفاتيكان أمس الأربعاء، مؤتمرا صحفيا بعنوان "الأردن: فجر المسيحية"، وبحسب وزيرة السياحة لينا عناب فإن الأردن سينظم بالتعاون مع الفاتيكان معرضا تراثيا في دولة الفاتيكان ضمن جهود الوزارة لتسليط الضوء على "أهمية الأردن كفجر بزوغ للدين المسيحي".

وقالت الوزيرة عناب في كلمة لها بالمؤتمر الصحفي إنه سيجري عرض أكثر من 90 قطعة أثرية نادرة، اختيرت بعناية لتروي قصة عن التراث الأردني المتشابك مع جذور المسيحية، وإن هذه القطع الأثرية تتنوع بين فسيفساء دقيقة ورموز قديمة، مثل رمز السمكة الذي يعتبر من أهم وأندر القطع الأثرية في تاريخ المسيحية، مشيرة إلى أن المعرض يبرز اكتشافات تسرد تطور المسيحية في الأردن عبر العصور.

جانب من وادي مادبا جنوب العاصمة عمان حيث يوجد عدد من المواقع المسيحية القديمة (شترستوك) مناطق الجذب

وسيأخذ المعرض الزائر -تضيف الوزيرة عناب- في رحلة عبر الزمن لاستكشاف مواقع مقدسة في الأردن، تعد محطات رئيسة للحج المسيحي المعتمدة من الفاتيكان، ومن أبرزها: تل مار إلياس مسقط رأس النبي إيليا عليه السلام، وكنيسة سيدة الجبل في عنجرة التي تخلد ذكرى السيدة مريم العذراء، وجبل نيبو مقام النبي موسى عليه السلام (قرب مادبا)، وقلعة مكاور موقع استشهاد يوحنا المعمدان (النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام)، ومعمودية المسيح عيسى عليه السلام، حيث تعمّد على يد يوحنا المعمدان في منطقة المغطس على ضفاف نهر الأردن.

ومنطقة المغطس هي مكان مقدس لدى المسيحيين يحج إليها الحجاج المسيحيون من جميع أنحاء العالم، وفيها الكثير من كنائس الطوائف المسيحية المتعددة، وهي موقع مدرج ضمن التراث العالمي لمنظمة اليونسكو

منطقة مغطس السيد المسيح تعد جزءا من تجربة الحج المسيحي (شترستوك)

ومن أبرز مناطق الجذب الأخرى للسياحة الدينية المسيحية في المملكة كنيسة القديس جورج في منطقة مادبا، وتشتهر بخريطة مادبا الفسيفسائية التي يعود تاريخها للقرن السادس، وهي التي تصور الأراضي المقدسة لدى المسيحيين، كما أن هناك مغارة أهل الكهف (وهي تراث إسلامي مسيحي) التي يعتقد أنه نام فيها الفتية السبعة الذين ذكرت قصتهم في القرآن الكريم والإنجيل، وتقع المغارة في منطقة الرقيم قرب العاصمة الأردنية عمان.

إعلان

من جانب آخر، قال المدير العام لهيئة تنشيط السياحة في الأردن عبد الرزاق عربيات إن السياحة الدينية الإسلامية والمسيحية في الأردن "تعتبر في غاية التميز، إذ يوجد لدينا برامج "العمرة بلس"، وهي تستقطب المسلمين الذين يأتون من دول بعيدة جغرافيا بعد أداء مناسك العمرة في السعودية، حيث يتوجهون للأردن لزيارة مقامات الصحابة والأنبياء، فالأردن يحتوي العديد من قبور الصحابة والأنبياء.

مغارة أهل الكهف القريبة من عمان حيث يعتقد أنها المغارة المذكورة في القرآن الكريم (شترستوك)

ومن أبرز مقامات الصحابة والأنبياء في الأردن مقام النبي شعيب قرب السلط، ومقام النبي هارون في منطقة البتراء، فضلا عن مقام الصحابة الكرام جعفر بن أبي طالب، وعبد الله بن رواحة، وزيد بن حارثة.

ويضيف عربيات أنه على أرض الأردن حدثت المعارك الإسلامية الكبرى كمعركة اليرموك ومؤتة، وبالتالي "نتحدث عن تجربة سياحية ودينية فريدة، وفق برامج مفصلة ومعدة بعناية لهذه الغاية" حسب تصريح عربيات.

جانب من قلعة عجلون التي بناها صلاح الدين الأيوبي (هيئة تنشيط السياحة الأردنية) خطط تسويقية

ويفيد مدير هيئة تنشيط السياحة في الأردن أن لدى هيئته خططا تسويقية، ومنتجات سياحية طموحة، وتجارب سياحية فريدة للعام الحالي 2025 تخدم تطلعات وطموحات السائح العربي والأجنبي.

وأضاف عربيات في حديثه للجزيرة نت، أن العام الحالي يحمل الكثير من الفعاليات والأنشطة السياحية المتعددة، إذ يوجد أكثر من 60 فعالية سياحية كبيرة ومتميزة، -لأول مرة تحدث في الأردن- مضيفا "نعمل على جذب السائح العربي إلى الأردن، خاصة أن الطقس في المملكة معتدل، وربما أن عمّان العاصمة العربية الوحيدة في المنطقة التي تستطيع أن تنظم بها نشاطا خارجيا في ظل أجواء معتدلة.

وتفيد بيانات وزارة السياحة والآثار الأردنية أن عدد السياح القادمين للمملكة من الدول العربية سجل عام 2024 قرابة 3.27 ملايين سائح، بارتفاع نسبته 0.7% مقارنة بعام 2023، في حين بلغ عدد المغتربين الأردنيين اللذين زاروا بلدهم 1.7 مليون.

وجاء السعوديون في المرتبة الأولى، ثم الكويتيون على المرتبة الثانية كأكثر الجنسيات العربية زيارة للأردن، ليأتي بعدهم البحرينيون ثالثا ثم العمانيون فالإماراتيون ثم القطريون.

وسُجل تراجع في إجمالي عدد السياح القادمين إلى الأردن خلال 2024 بنسبة 3% ليصل العدد إلى 6.1 ملايين، مقارنة مع 6.3 ملايين سائح خلال عام 2023، وذلك نتيجة تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات السیاحة الدینیة فی الأردن فی منطقة

إقرأ أيضاً:

الحكومة: حظر إقامة منشآت سياحية وترفيهية ونواد منطقة مجرى نهر النيل

وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار بتعديل بعض أحكام اللائحة التنفيذية لقانون الموارد المائية والري رقم 147 لسنة 2021 الصادرة بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 81 لسنة 2023.

واستهدف التعديل زيادة نسب الإشغال لأراضي طرح النهر، المسموح الترخيص بها للمنشآت السياحية والنوادي وغيرها من المنشآت الترفيهية، حتى نسبة 40%، مع زيادة نسبة الإشغال بنسبة 10% إضافية في حالة إضافة نشاط المرسى إلى النشاط الأصلي، ويأتي ذلك بهدف دعم مجالات السياحة النيلية بصورة تعزز من قيمتها المضافة.  

وشمل التعديل الفقرتين ثانياً وثالثاً من المادة 11 من اللائحة التنفيذية المُشار إليها، وتنص الفقرة ثانياً بعد التعديل على أن يُحظر إقامة أي منشآت سياحية أو نوادٍ أو غيرها من المنشآت الترفيهية في منطقة مجرى نهر النيل وفرعيه، إلا بترخيص من وزارة الموارد المائية والري، على أن يُسمح بإشغالات سهلة الفك والتركيب، بنسبة لا تزيد على 40% من مُساحة المُنشأة، على أن تزيد نسبة الاشغالات بنسبة 10% أخرى، في حالة إضافة نشاط المرسى إلى النشاط الأصلي، طبقاً للشروط المحددة.

كما نصت الفقرة ثالثاً بعد التعديل على أنه بالنسبة للحالات الحاصلة على تراخيص سابقة من وزارة الموارد المائية والري لمُنشآت سهلة الفك والتركيب على المراسي أو المنشآت السياحية أو النوادي أو غيرها من المنشآت الترفيهية، فإن أصحابها يلتزمون عند تجديد التراخيص بمواصفات الأعمال سهلة الفك والتركيب السابق ذكرها بالبند ثانياً.

على أن يتم تخفيض نسبة الإشغالات للمنشآت سهلة الفك والتركيب لتصل إلى مساحة لا تتعدي نسبة 40% من المساحة الكلية المُرخص بها داخل مجرى نهر النيل؛ بالنسبة للمنشآت السياحية أو النوادي أو غيرها من المنشآت الترفيهية، وبنسبة 10% من مساحة المرسى، على أن يتم عمل برنامج زمني لتخفيض المنشآت الزائدة لحين الوصول إلى النسبة المُحددة، وذلك خلال ثلاث سنوات من تاريخ العمل بأحكام هذه اللائحة التنفيذية.

كما وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بتعديل بعض أحكام قرار رئيس الجمهورية رقم 423 لسنة 2019 بإنشاء مؤسسة جامعية باسم (جامعات المعرفة الدولية) لاستضافة فرع لجامعة (كوفنتري) داخل جمهورية مصر العربية، وذلك بما ينص على إضافة برنامج العلاج الطبيعي بفرع جامعة كوفنتري.

ويمنح البرنامج المُضاف درجة بكالوريوس العلاج الطبيعي، وذلك في إطار الاهتمام الراهن بهذا التخصص الطبي لما له من طلب عالمي في هذه الآونة، حيث يُكسب البرنامج المهارات الطبية والخبرة العملية للدارسين ويمنحهم فرص عمل عديدة بعد التخرج.  

مقالات مشابهة

  • تضمنت أجزاء من دول عربية..السعودية تدين خريطة إسرائيل المزعومة
  • “فجر المسيحية ..معرض أردني تاريخي في قلب الفاتيكان يستعد لاستقبال زواره
  • الحكومة: حظر إقامة منشآت سياحية وترفيهية ونواد منطقة مجرى نهر النيل
  • «ترامب» ينشر خريطة أمريكا الجديدة التي تضم كندا.. و«ترودو» يرد
  • خريطة إسرائيل التاريخية تثير غضب الأردن
  • ماذا يجري بين الأردن والسوريين؟
  • المخيمات البرية في جدة.. وجهة سياحية لعشاق الأجواء الشتوية والطبيعة البرية
  • الثقافة تعلن قرب إصدار خريطة سياحية لدليل السائحين في بغداد
  • الصين تغلق منطقة سياحية بعد الزلزال المدمر ومصرع 53 شخص