هذا المقال بقلم خلف بن أحمد الحبتور، رجل أعمال إماراتي ورئيس مجلس إدارة مجموعة "الحبتور" الإماراتية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن وجهة نظره ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN

مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية في التاسع من يناير الجاري، يلوح في الأفق عهد جديد يحمل الأمل بإعادة الحياة إلى وطن طالما أنهكته الأزمات المتراكمة.

هذا الانتخاب ليس مجرد خطوة لإنهاء فراغ دستوري دام لسنوات، بل يمثل بداية مرحلة حاسمة، مليئة بالتحديات والفرص، تتطلب قيادة حكيمة ورؤية واضحة لتحقيق الأمان والازدهار للبنان.

الرئيس جوزاف عون أظهر منذ اللحظة الأولى أنه قائد يتمتع بالشفافية والوضوح. كلماته في خطاب القسم جاءت خالية من المجاملات الدبلوماسية المعتادة، مما يعكس شخصيته الصادقة وحبه العميق للوطن. رؤيته واضحة وأهدافه محددة، وعلى رأسها تحقيق الأمن والأمان وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس متينة تخدم الشعب وتحقق العدالة.

خارطة طريق للنهوض

لقد أكد الرئيس عون في خطابه على أهمية استعادة هيبة الدولة وتحصين سيادتها، وهو مطلب أساسي لبناء مستقبل آمن. حديثه عن إعادة بناء المؤسسات يعكس التزامه بتطوير الدولة وتعزيز ثقة الشعب بها. كما شدد على ضرورة الوحدة الوطنية ودور الشباب في قيادة التغيير، ما يمنح الأمل في استنهاض لبنان بمشاركة جميع مكوناته.

لبنان اليوم يواجه أزمات متعددة، لكن هذه الأزمات قد تكون نقطة انطلاق لإعادة البناء. فإعادة الثقة بين الدولة والشعب تتطلب خطوات ملموسة لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، وهو ما شدد عليه الرئيس بقوله: "لبنان لن ينهض إلا بسواعد أبنائه المخلصين".

من جانب آخر، فإن تنفيذ القرارات الدولية، مثل القرارين 1559 و1701، سيكون ضرورياً لإرساء الاستقرار وإبعاد لبنان عن محاور الصراع الإقليمية. رؤية العماد عون بأن "لبنان لن يكون ساحة لتصفية الحسابات" تعزز الأمل في مستقبل وطني مستقل بعيد عن التوترات الإقليمية.

أهمية اختيار رئيس وزراء كفء

في هذه المرحلة الجديدة المليئة بالأمل من تاريخ لبنان، إن من بين الأولويات الملحّة تعيين رئيس وزراء يتمتع بالكفاءة والخبرة الاقتصادية، قادر على قيادة مرحلة الإصلاح الاقتصادي، شخصاً نزيهاً وصاحب رؤية قادرة على جذب الاستثمارات وإعادة الثقة بمؤسسات الدولة. هذا التعيين سيسهم بوضع الأساس لخطة شاملة تعيد لبنان إلى مسار النمو والاستقرار.

دعوة للأشقاء الخليجيين

لبنان كان في الماضي، وسيستعيد موقعه بإذن الله، كرمز للثقافة والتنوع ومنارة للتسامح. الرئيس جوزاف عون يدرك أهمية دور الأشقاء الخليجيين في دعم نهضة لبنان، ولهذا دعاهم للعودة والمساهمة في إنعاش اقتصاده. هذه الدعوة ليست فقط اقتصادية، بل هي تعبير عن المحبة والتقدير للدور الخليجي في بناء لبنان.

وأنا بدوري – كأحد أكبر المستثمرين في لبنان، وعاشق أبدي لهذا البلد الجميل – أضمّ صوتي إلى دعوة الرئيس، وأدعو المستثمرين العرب والخليجيين واللبنانيين المقتدرين إلى اغتنام هذه الفرصة للمساهمة في إعادة بناء هذا الوطن، وكلّي ثقة أن هذه الدعوة ستلاقى بكثير من الترحيب والحماسة. بجهود كل المحبين المشتركة، يمكن تحويل التحديات إلى فرص وإعادة لبنان إلى مكانته كوجهة للاستثمار والثقافة.

ختاماً: الأمل والعمل

إن انتخاب العماد جوزاف عون محطة مفصلية في تاريخ لبنان. قيادته الصادقة وشفافيته تمنحنا جميعاً أملاً بمستقبل أفضل. لكن هذا الأمل يحتاج إلى عمل جاد وتكاتف من الجميع لتحقيقه.

لبنان يستحق الأفضل، ومع قيادة حازمة ودعم شعبه وأشقائه، يمكن بناء وطن يليق بتاريخه ومكانته. فليكن هذا العهد الجديد فرصة لبداية مشرقة، ولنتذكر دائماً أن الأمل لا يُبنى إلا على العمل والإخلاص.

لبناننشر الخميس، 09 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: جوزاف عون

إقرأ أيضاً:

«الخارجية الألمانية»: تولي جوزيف عون رئاسة لبنان فرصة للإصلاح والتغيير

أكدت الخارجية الألمانية، أنّ انتخاب عون رئيسا جديدا للبنان يمثل فرصة للإصلاح والتغيير، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية.

وذكرت الخارجية الألمانية، أنها تقف إلى جانب الشعب اللبناني للمضي قدما في المرحلة المقبلة.

يذكر أنه بعد شغور رئاسي استمر لأكثر من عامين، انتخب مجلس النواب اللبناني، قائد الجيش اللبناني، العماد جوزيف عون، رئيسا للبنان.

وأدى الرئيس اللبناني، جوزيف عون، اليمين الدستورية، وأمام مجلس النواب، أكد في أول خطاب له أن لبنان ستشهد مرحلة جديدة من تاريخها، لافتا إلى أن لبنان بقي كما هو رغم الحروب والتفجيرات وسوء إدارة الأزمات.

وأضاف الرئيس اللبناني، أن الجميع سيصير تحت حكم القانون ولا حصانة لمجرم أو فاسد ولا تدخل في القضاء، متعهدا بالطعن في أي قانون يخالف أحكام الدستور، وداعيا إلى استشارات نيابية سريعة لتكليف رئيس للحكومة.

كما تعهد «عون» بممارسة دوره كقائد أعلى للقوات المسلحة لتأكيد حق الدولة في احتكار حق حمل السلاح، وبإجراء مناقشة سياسية دفاعية كاملة بما يمكن الدولة اللبنانية من إزالة الاحتلال الإسرائيلي عن الأراضي اللبنانية، مؤكدا أنه لن يتم التفريط في سيادة واستقلال لبنان.

اقرأ أيضاًالرئيس السيسي يهنئ جوزيف عون على توليه منصب رئيس لبنان

«وزير الاقتصاد اللبناني»: المرحلة القادمة ستعكس إيجابية وثقة كبيرة تجاه لبنان في ظل قيادة الرئيس جوزيف عون

أول تصريحات الرئيس اللبناني الجديد: السلاح بيد الدولة وحدها.. ولا توطين للفلسطينيين في بلدنا

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني الجديد يتعهد بتأكيد حق الدولة في احتكار السلاح
  • «الخارجية الألمانية»: تولي جوزيف عون رئاسة لبنان فرصة للإصلاح والتغيير
  • العاهل الأردني يهنئ لبنان بمناسبة انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا
  • أيوب: عهدنا ان نضع يدنا بيده لبناء لبنان
  • جوزاف عون.. نظرة على سيرة الرئيس الرابع عشر للجمهورية في لبنان
  • شخصيات دينية وسياسية هنأت بانتخاب جوزاف عون رئيساً للجمهورية
  • جوزاف عون الرئيس الرابع عشر
  • أبو الحسن: متفائلون رغم التحديات واسم العماد جوزاف عون كان أوّل خياراتنا
  • أفرام: سنُعطي فرصة لـالتوافق على جوزاف عون