سخر عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بعد اندلاع الحرائق في كاليفورنيا، وتسببت في خسائر تقدر بـ52 مليار دولار، وهي الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة.

وكان سبب السخرية هو الربط بين حرائق كاليفورنيا، وتصريح ترامب قبل أيام قليلة وتهديده بفتح أبواب الجحيم على الشرق الأوسط، في حال لم يفرج عن الرهائن الإسرائيليين الموجودين في قطاع غزة بقبضة فصائل المقاومة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر 2023.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسرت 250 إسرائيليا في السابع من أكتوبر 2023 خلال عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها ضد مستوطنات غلاف غزة، ليرد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوان غاشم أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الآلاف من الفلسطينيين في قطاع غزة.

وعلق ترامب على حرائق كاليفورنيا باتهام الديمقراطيين بالتسبب فى الكارثة، والتى أسفرت حتى الآن عن سقوط خمسة قتلى ودمار يقدر بمليارات الدولارات، وحمل ترامب حاكم كاليفورنيا الديمقراطى جافين نيوسوم والرئيس جو بايدن مسئولية ما يجرى.

وكتب ترامب فى سلسلة منشورات على منصته للتواصل الاجتماعى تروث سوشيال يقول: "فى هذه اللحظة، جافين نيوسوم وفريقه فى لوس أنجلوس لم يقوموا باحتواء أى نسبة من الحرائق، إنها تشتعل على مستويات تتجاوز حتى الليلة الماضية. هذه ليست حكومة، لا أستطيع الانتظار حتى 20 يناير".

وكتب بعدها يقول: "لا ماء في صنابير مكافحة الحرائق، ولا أموال في وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية، هذا ما يتركه لي جو بايدن، شكرًا جو!".

وكتب ترامب منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي، توعد فيه المسؤولين عن مقتل الأسير الأمريكي الإسرائيلي عمر نيوترا -الذي كان يعتقد سابقا أنه على قيد الحياة في غزة- بأنه سيكون هناك "جحيم سيدفعون ثمنه" إذا لم يُفرج عن بقية الأسرى قبل تنصيبه في 20 يناير الجاري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترامب الرئيس الأمريكي حرائق كاليفورنيا الرهائن الإسرائيليين جحيم الشرق الأوسط الحرائق في كاليفورنيا فتح أبواب الجحيم المزيد

إقرأ أيضاً:

ترامب.. أطماع قديمة بثوب جديد

غيث العبيدي

حكاية ترامب المذهلة مع الشرق الأوسط، كانت ولا تزال تبرز طفرة الأنظمة السياسية العربية نحو الاستسلام، وخدر وعجز ويأس وتواكل وسلبية وفشل الشعوب العربية «أجيال حليب النيدو» والتي التهبت بواطن أيديهم من حرارة التصفيق له خلال فترة حملته الانتخابية، وفرحهم الحاد عندما رأوه يعبر إلى كرسي الرئاسة، وكأن الشرق الأوسط أصبح كالكابيتول من تحت قُبتيهما ينشد الجميع النشيد الوطني الأمريكي، والذي فهمه الأصوليون الأمريكيون لاحقًا، على أنه المكان الذي يستطيع ترامب ممارسة سياساته المعقدة فيه.

دائرة المستشارين المقربين من ترامب، ومن خلال معالجة تصرفاته ودراسة قراراته، توصلوا إلى أن الرجل يمثل وجه أمريكا الحقيقي، ودائمًا ما يخوضُ تلك المغامرات، لحل قضايا وأمور إقليمية قد تمت معالجتُها سابقًا وانتهى الأمر، إلا أنه يُخصخَص في حلحلتها، لإيجاد مخارجَ جديدة لها ببصمة ترامبية، أما بالتهديد والوعيد والزعيق والقوة، أَو بإغراء المعنيين ومنح الحماية الأمريكية لهم، وإعطائهم كتبهم في يمينهم، ليكونوا من الناجين، في حالة الاستنارة العربية والاستجابة والاستنفار، ضد المؤثرات الخارجية. فمن المؤكّـد أن قضيةَ تقسيم الشرق الأوسط قد تمت معالجتها باتّفاقية ”سايكس بيكو“ عام 1916، والنظر لمستقبل فلسطين أمرٌ قد تم حسمه ”بوعد بلفور“ عام 1917، إلَّا أنه يريد تقسيم المقسم وفق استراتيجية إسرائيلية، وخدمة لأمن الكيان الصهيوني، بينما قراراته المتعلقة بالحروب التجارية، والقضايا الاقتصادية، والتعويضات المالية، وإتخام الخزينة الأمريكية العامرة بالمال العربي، ومنح ما لا يملكون ”الرؤساء العرب“ لمن لا يستحقون ”الأمريكان“ قد تمت معالجتها باتّفاقية ”بريتون وودز“ عام 1944، لفرض تدفق السيولة الكافية للسياسات الأمريكية الداخلية والخارجية على حد سواء، مع أن المعلن عنها هو لتحقيق الاستقرار والثبات في السياسات النقدية العالمية، إلَّا أنها أكبر عملية ”نصب واحتيال“ في العالم، حَيثُ تم بموجبها جعل الدولار والذي تبين لاحقًا بأنه غير مغطَّىً بالذهب، المعيار النقدي الأوحد لكل التعاملات التجارية في العالم.

مما تقدم أعلاه نلاحظ أن ترامب لا يملك أيديولوجيا معينة، وأنه حاول سابقًا ويحاول الآن على مزج ودمج وتركيب عدة أيدولوجيات قديمة، ليستخلص منها مجموعة قرارات، يهذي بها ليلًا ونهار، ومركزًا فيها على قوة الدولة الأمريكية، وأن لا شيء مجانيًّا بعد الآن، ليجترها من بعده المعجبون به من العرب، فيصوِّرونه على أنه شكلٌ آخر من أشكال الرؤساء، حتى أنستهم مظاهرُ التقدير والإعجاب التي يملكونها له، أنه متراجِعٌ ومتقلب، ويحسب ألفَ حساب للأقوياء؛ لذلك يرون أنه مختلف الحضور والحديث، حتى الإهانة التي يمنحُها لهم مختلفة.

مقالات مشابهة

  • «وزير الخارجية» يشدد على ضرورة إيجاد أفق سياسي لتسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي
  • وزير الخارجية: نؤكد ضرورة إيجاد تسوية نهائية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي
  • وزير الخارجية يلتقي بمسؤولين أمريكيين ويشيد بالتعاون المشترك وضرورة تسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي
  • WP: خطة ترامب العقارية في غزة هي آخر محاولة لإعادة رسم الشرق الأوسط
  • ترامب جاد في تغيير الشرق الأوسط
  • حرائق كاليفورنيا.. جرس إنذار للحد من تأثير التغيرات المناخية.. تسببت في مقتل 29 شخصا ونزوح الآلاف من السكان و150 مليار دولار خسائر اقتصادية
  • مفارقة غريبة تكشف كذب شائعة طلاق بوسي شلبي من محمود عبد العزيز
  • ترامب.. أطماع قديمة بثوب جديد
  • برج ترامب في غزة
  • المكسيك تنفّذ عمليات تدقيق مروري على حدود كاليفورنيا لمكافحة تهريب "الفنتانيل"