هوليوود تحترق.. حرائق لوس أنجلوس تهدد المنطقة التاريخية
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
هوليوود المدينة التي لطالما ألهمت العالم بسحرها وتاريخها العريق، تقف اليوم على حافة الخطر، فبعد أن اجتاحت حرائق الغابات أجزاء من لوس أنجلوس، وصل اللهب إلى المنطقة التاريخية، مهددًا بتدمير معالمها الثقافية ومنازلها القديمة، حيث يترقب العالم بقلق مصير هذا الصرح السينمائي، بينما يكافح رجال الإطفاء النيران المستعرة للحفاظ على إرث هوليوود من الضياع.
أصدرت السلطات الأمريكية ليلة الأربعاء الماضي، أوامر بإخلاء سكان وسط منطقة هوليوود التاريخية، وذلك إثر اندلاع حريق جديد على بعد مئات الأمتار فقط من جادة هوليوود الشهيرة.
وأعلنت مديرية الإطفاء في لوس أنجلوس عن وجود "تهديد فوري للحياة"، وأصدرت أمرًا رسميًا بالإخلاء الفوري للمنطقة، معلنةً إياها منطقة محظورة على العامة.
وقد أرفقت المديرية هذا الأمر بخريطة توضح المناطق المشمولة بالإخلاء في حي السينما الشهير.
وكان الحريق قد اندلع مساء الأربعاء في منطقة "هوليوود هيلز"، الواقعة على بعد مسافة قصيرة من جادة "هوليوود بوليفارد" الشهيرة.
وتأتي هذه الأوامر بالإخلاء في سياق حرائق غابات واسعة النطاق اجتاحت حي "باسيفيك باليساديس" في مدينة لوس أنجلوس، مما أجبر العديد من نجوم هوليوود على إخلاء منازلهم، ومن بينهم الممثل مارك هاميل، والممثلة ماندي مور، والممثل جيمس وودز.
ويكافح رجال الإطفاء في كاليفورنيا هذه الحرائق المدمرة التي تنتشر بسرعة بسبب الرياح القوية، وقد تسببت في تدمير العديد من المنازل وإغلاق الطرق، مما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان.
وقد استنزفت هذه الحرائق المشتعلة منذ وقت مبكر من يوم الأربعاء، الموارد المتاحة دون أن يتم السيطرة عليها بشكل كامل.
يذكر أن حي "باسيفيك باليساديس" هو منطقة تقع على سفح تل على طول الساحل، وتشتهر بوجود مساكن العديد من المشاهير.
قصور نجوم السينما تحترقوقد تسببت الحرائق في حالة من الفوضى، حيث أصبحت الطرق غير صالحة للسير عندما اضطر عشرات الأشخاص إلى ترك سياراتهم والفرار سيرًا على الأقدام للوصول إلى بر الأمان.
وقد دمرت الحرائق أكثر من 1000 مبنى بسبب ستة حرائق منفصلة اندلعت في لوس أنجلوس والمناطق المحيطة بها، حيث تنتشر قصور نجوم السينما.
وكان حي باسيفيك باليساديس الأكثر تضررًا، حيث انتقلت النيران التي ضربتها الرياح من عدة مئات من الأفدنة إلى أكثر من 15000 فدان منذ يوم الثلاثاء.
وفي الساعات الأخيرة، أفادت تقارير بأن الممثلين لايتون ميستر وآدم برودي، اللذين كانا قد حضرا حفل توزيع جوائز الغولدن غلوب قبل أيام قليلة، قد فقدا منزليهما في هذه الحرائق.
وفي منشور على موقع إنستجرام، شاركت الممثلة ريكي ليك حزنها لفقدان "منزل أحلامها"، واصفة إياه بأنه "جنتها على الأرض"، وأعربت عن تضامنها مع جميع المتضررين من هذا الحدث المروع.
كما أعربت الممثلة باريس هيلتون عن حزنها لفقدان منزلها في ماليبو، الذي قالت إنه شهد العديد من "الذكريات الثمينة"، وأكدت وقوفها إلى جانب جميع الأسر المتضررة من هذه الحرائق.
ولم يقدم المسؤولون حتى الآن تقديرًا رسميًا للمباني المتضررة أو المدمرة جراء حرائق الغابات، لكنهم أكدوا أن أوامر الإخلاء قد صدرت لنحو 30 ألف ساكن، وأن أكثر من 13 ألف مبنى آخر مهدد بالحرائق.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: هوليوود حافة الخطر حرائق الغابات لوس أنجلوس المنطقة التاريخية هذه الحرائق لوس أنجلوس العدید من
إقرأ أيضاً:
عين أرزاق.. ملاذ الطبيعة وكنز اللبان
سعيد حواس: المنطقة تتمتع بحماية بيئية طبيعية لمراعيها
تُعرف محافظة ظفار بجمالها الطبيعي الفريد، حيث تحتضن العديد من العيون المائية المتوزعة على الشريط الجبلي وحوافه. وتعد معظم هذه العيون دائمة الجريان على مدار العام، بينما يعتمد بعضها على كمية المخزون الجوفي المائي الناتج عن الأمطار. ومن بين هذه العيون، عين أرزاق الشرقية والغربية، الواقعة شمال منطقة عدونب بولاية صلالة، حيث تتمتع بموقعها الخلاب رغم صعوبة الوصول إليها.
ولتقريب القارئ من واقع هذه العيون، قامت "عمان" برفقة مجموعة من المهتمين برياضة المشي والتسلق والمغامرات بتنظيم زيارة ميدانية. كانت الرحلة تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا، إذ يعد الطريق إلى العيون من الأماكن التي يرتادها المستكشفون وعشاق الرياضات الشاقة، حيث يجمع بين المشي والتسلق والانحدار. وعلى الرغم من التحديات، كانت الرحلة مليئة بالمتعة والمغامرة.
وتبتعد جبال المنطقة عن صخب الحياة وضجيج المدن، حيث تتمتع بارتفاعها ووديانها الواسعة وهوائها العليل، مما يخلق جوًا هادئًا يدعو إلى التأمل والاسترخاء. ورغم صعوبة التضاريس الجبلية التي تتطلب مهارات خاصة في التسلق، تمتد شعاب منطقة أرزاق لمسافات طويلة مكسوة بأشجار اللبان الظفاري، المعروف برائحته العطرة.
خلال رحلتنا، قطعنا مسافة 9 كيلومترات مشيًا على الأقدام، واستغرقت الرحلة حوالي ثلاث ساعات متواصلة. رافقنا في هذه المغامرة سعيد بن سالم هبيس، وهو خبير في رياضة الهيكنج وممارس لها بشكل منتظم في جبال وأودية محافظة ظفار. كانت هذه الرحلة تحديًا حقيقيًا، حيث تطلبت منا القدرة على تجاوز عقبات طبيعية مثل البرك المائية العميقة والصخور الملساء.
ومع وجود العديد من البرك المائية الدائمة الجريان ومناظر الوادي الخلابة فهي بحق كنز طبيعي يعكس عظمة وإبداع الخالق العليم وخاصة عند انكسار ظل الجبل على هذه الشعاب الصخرية والتي تصدر ما يشبه الأشعة لمعانا تنعكس من على سطوح أحجارها لشدة بياضها ونعومة ملمسها وذلك نتيجة حتمية لكثرة السيول التي قد غسلتها على مدار الأزمنة. ويزيدها رونقا أشجار اللبان التي تكسو تلك السفوح المنحدرة وبواطن الشعاب المتوازية والمتلازمة.
كما التقينا بالشيخ سعيد بن سالم طمطيم حواس، أحد سكان منطقة أرزاق، الذي أطلعنا على تاريخ المنطقة ومميزاتها الجغرافية. وأوضح أن منطقة أرزاق كانت تُسكنها مربي الإبل والأغنام بسبب توافر العيون المائية والمراعي الخصبة. ورغم الوعورة التي تتمتع بها، يفضل مربي الثروة الحيوانية هذه المنطقة لما تتمتع به من حماية بيئية طبيعية لمراعيها.
وأضاف: إن منطقة أرزاق تؤدي دورًا رئيسيًا في توفير مصدر رزق للعديد من الأسر، حيث تُعد مركزًا رئيسيًا لاستخراج اللبان، الذي يُعد من المحاصيل الأساسية. كما شهدت المنطقة حركة شرائية نشطة بسبب أهمية اللبان، مما دفع العديد من المواطنين للعمل في هذا المجال، خاصة خلال موسم الحصاد. ومما يدلل على ذلك تعداد المقابر القديمة المنتشرة وشبه المندثرة على ضفاف الشعاب وفي أماكن مختلفة من المنطقة.
وأوضح، أن من مميزات عين أرزاق الشرقية والغربية أنها كانت مرعى للوعل العربي والوبر الجبلي وأصناف كثيرة من الطيور وغيرها من الحيوانات المفترسة. كما تتميز بنوعية العسل الجبلي الطبيعي ذات مذاق فريد وجودة عالية ويباع بأثمان غالية مقارنة مع غيرها من المناطق ويتنوع بتنوع الموسم ووفرة المطر واختلاف المناخ.
وأعرب الشيخ سعيد عن تقديره لجهود الحكومة، ممثلة بالمديرية العامة للمياه بمحافظة ظفار، في تركيب الأنابيب من العيون المائية، مما أسهم في توفير المياه للرعاة والسياح، وتوفير بيئة مستدامة للعيش في هذه المنطقة الغنية بالطبيعة والتاريخ.