السودان أنتج 64 طنا من الذهب في 2024 وصدّر نصفها
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
قال وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم لرويترز اليوم الخميس إن السودان أنتج 64 طنا من الذهب في 2024 وصدّر رسميا 31 طنا.
وأظهرت الصادرات -التي بلغت قيمتها 1.55 مليار دولار حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي- نسبة أعلى من الذهب الذي يغادر البلاد عبر القنوات الرسمية.
ويقع جزء كبير من إنتاج السودان من الذهب في مناطق تسيطر عليها الآن قوات الدعم السريع شبه العسكرية، في حين يستمر استخراج كميات كبيرة من المناطق التي يسيطر عليها الجيش.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي أوضح تقرير نشره موقع الجزيرة نت أن صادرات السودان من الذهب ارتفعت خلال الفترة السابقة رغم الحرب المستمرة منذ نحو 20 شهرا، وذلك بعد توجه رؤوس أموال وطنية نحو التعدين التقليدي إثر توقف الاستثمارات وتراجع النشاط الاقتصادي والتجاري، كما دفع تدمير المصانع وتوقف سوق العقارات أصحاب الحرف نحو مواقع إنتاج الذهب التي ترافقها عشرات المهن الأخرى.
وينتشر قطاع التعدين الأهلي أو التقليدي للذهب في معظم أنحاء السودان، إذ يتمركز في 14 من بين 18 ولاية بالبلاد، ويعمل فيه أكثر من مليوني شخص ينتجون نحو 80% من كمية الذهب المنتجة هناك، حسب شركة الموارد المعدنية التابعة لوزارة المعادن.
إعلانويعمل أغلبية المعدنين بأجر في استخراج حجارة تحمل بضعة غرامات من الذهب يتم طحنها واستخراج الذهب منها عبر "طواحين"، ويتم إخراج الحجارة من آبار تعطي مؤشرات عبر أجهزة الكشف عن المعادن عن وجود المعدن النفيس.
ويرى خبراء أن التعدين التقليدي مصدر للتلوث، إذ يستخدم الزئبق العضوي أو السائل بغرض استخلاص الذهب من الصخور، ويتم فرزه باليد ويسخن على شعلة أو على فرن حتى يتبخر الزئبق ويُعزل الذهب.
وكانت عائدات صادرات الذهب تشكل المصدر الرئيسي لموارد البلاد من العملات الأجنبية بعد انفصال جنوب السودان في عام 2011 الذي ذهبت معه نحو ثلثي عائدات النفط التي كانت تشكل 90% من موارد العملة الصعبة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
من السودان إلى الساحل.. كيف أعادت الأزمات تشكيل إفريقيا في 2024؟
شهد عام 2024 تحولات كبرى في إفريقيا، حيث لعبت الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية دورًا حاسمًا في إعادة تشكيل المشهد العام في القارة.
من السودان الذي واجه نزاعات داخلية مدمرة، إلى منطقة الساحل التي تزايدت فيها الأنشطة الإرهابية والصراعات المسلحة، برزت إفريقيا كساحة معقدة من التحديات والتغيرات.
لذلك نحاول من خلال هذا التقرير الإجابة على كيف أعادت الأزمات تشكيل إفريقيا في 2024؟.
السودان
دخل السودان عام 2024 في ظل استمرار الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.
النزوح القسري طال ملايين السكان، بينما شهدت مناطق مثل دارفور وكردفان انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، وعلى الرغم من جهود الوساطات الإقليمية والدولية، ظلت الأزمة تراوح مكانها دون حلول جذرية.
الساحل الإفريقيشهدت منطقة الساحل تصعيدًا غير مسبوق في أعمال العنف، خاصة مع توسع نفوذ الجماعات الإرهابية مثل "داعش" و"القاعدة".
دول مثل مالي والنيجر شهدت انقلابات عسكرية، زادت من تعقيد المشهد الأمني والسياسي.
وفي ظل انسحاب القوات الفرنسية وإعادة هيكلة الاستراتيجيات الدولية في المنطقة، تراجعت قدرة الحكومات المحلية على مواجهة التحديات الأمنية.
التداعيات الاقتصادية والتغيرات المناخيةإلى جانب الأزمات السياسية، عانت إفريقيا من تدهور اقتصادي بسبب ارتفاع معدلات التضخم، وتراجع الاستثمارات، وارتفاع تكلفة المعيشة.
كما أدى التغير المناخي إلى تفاقم الأزمات الزراعية والمائية، ما دفع المزيد من السكان نحو الهجرة أو النزوح الداخلي.
التحديات والفرص
بينما كانت أزمات 2024 نقطة تحول سلبية في مسار القارة، إلا أنها أظهرت أيضًا الحاجة إلى تعاون إقليمي أعمق وتدخلات دولية أكثر فاعلية.
تعزيز التنمية المستدامة، وتقوية المؤسسات الوطنية، وخلق حلول مبتكرة للأزمات، تمثل الأولويات التي قد تُعيد رسم ملامح إفريقيا في السنوات القادمة.
يُعد عام 2024 تذكيرًا قويًا بضرورة معالجة جذور الأزمات الإفريقية بدلًا من الاكتفاء بإدارة تداعياتها.
في ظل صعود التحديات، يبقى المستقبل الإفريقي مرهونًا بقدرة الدول والشعوب على تحويل الأزمات إلى فرص للنهوض والتنمية خصوصًا أن إفريقيا تملك ثروات طبيعية.