عاشت العاصمة التشادية، البارحة ليلة صعبة، عقب هجوم استهدف القصر الرئاسي في إنجامينا، وتسبب في مقتل 18 شخصا على الأقل وإصابة آخرين.

وعلى إثر الهجوم المباغت الذي أثار الرعب في نفوس التشاديين، أغلقت السلطات مختلف الطرق المؤدية إلى الرئاسة أمام حركة المرور، ونشرت الدبابات في بعض شوارع العاصمة.

وبدأ الهجوم على القصر الرئاسي مساء الأربعاء، حيث سمع إطلاق نار كثيف في محيط القصر الرئاسي، ثم استمرار تبادل إطلاق النار بين المهاجمين، وحراس القصر الرئاسي لساعات.



وبالرغم من تصريحات مقتضبة أدلى بها الناطق باسم الحكومة عبد الرحمن كلام الله، بعد ساعات من الهجوم وأكد فيها أن الوضع تحت السيرة، فقد استمر حالة الترقب والقلق بين سكان العاصمة.


تفاصيل في الصباح
ومع ساعات الصباح الأولى بدأ تتكشف تفاصيل بشأن العملية، لكن الحكومة لم تجب على كافة الأسئلة بشأن الهجوم، كما لم توجه أصابع الاتهام لجهة محددة.

فقد أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة التشادية أن مجموعة مسلحين تضم 24 شخصا، حاولت الولوج إلى القصر الرئاسي مساء أمس الأربعاء، فهاجمت في البداية وبعنف عددا من عناصر الحرس الرئاسي.

وأشار في تصريح أدلى به للتلفزيون الرسمي، إلى أن المهاجمين قتلوا في البداية أحد حراس القصر، ثم تمكنوا من اختراق مسافة قصيرة داخل مقر الرئاسة، قبل أن تتمكن القوات المسلحة التشادية من التصدي لهم.

وأوضح أن المهاجمين "كانوا تحت تأثير الكحول والمخدرات بشكل واضح" مضيفا لقد "عثرنا على زجاجات من الكحول وكذلك آثار المخدرات، لقد كانوا مشوشين تماما".

"محاولة مضطربة وغير مفهومة"
الحكومة التشادية استبعدت على لسان المتحدث الرسمي باسمها، فرضية "المسار الإرهابي" ووصفت الهجوم بأنه "محاولة مضطربة وغير مفهومة".

وشددت الحكومة على أن منفذي الهجوم "ليسوا إرهابيين، ولم تكن معهم أسلحة حربية".
فيما أكدت قيادة أركان الجيش التشادي أنه لم يتم بعد التعرف على المجموعة، مؤكدة أن التدخل السريع من الجيش مكن من السيطرة على الوضع، وعودة الهدوء.


احتمالات متوقعة
وفي ظل غياب توجيه اتهام رسمي لجهة محددة بالوقوف وراء الهجوم، يرى متابعين أن ثمة احتمالات بشأن منفذي الهجوم، وذلك بناء على الوضع العام الذي يعرفه هذا البلد الإفريقي المضطرب أمنيا.

ويرى عدد من المتابعين أن الاحتمال الأول، قد يكون محاولة انقلابية يقودها جنود غاضبون، أو عملية لتنظيم "بوكو حرام" فيما تبقى كل الاحتمالات واردة في ظل تعقيد المشهد السياسي والأمني بتشاد.

ويلفت بعض المتابعين إلى تصريح سابق للرئيس التشادي محمد ادريس ديبي، تعليقا على قراره إلغاء اتفاق التعاون الأمني والعسكري مع فرنسا قال فيه: "أعرف أننا سنحارب، وقد أخذت في الاعتبار التبعات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية والإعلامية التي قد تترتب على هذا القرار الاستراتيجي، ولم استبعد إمكانية استغلال مواطنينا للأسف لمحاولة زعزعة استقرار بلدنا".

أحداث عرفتها تشاد
ويأتي الهجوم على القصر الرئاسي في تشاد، عقب أحداث وتطورات عرفها هذا البلد خلال الأشهر والأسابيع الأخيرة، من بينها الانسحاب العسكري الفرنسي من البلاد، حيث بدأت فرنسا بالفعل بنقل نحو ألفي جندي فرنسي ومعدات عسكرية خارج تشاد، فيما أعلنت الخارجية التشادية أن فرنسا نقلت بالفعل سلاحها الجوي وأن المقاتلات الفرنسية غادرت الأراضي التشادية بشكل كامل.

ويرى متابعون أن هذه التحركات تعكس تزايد الضغوط على فرنسا في المنطقة بعد سلسلة من الانقلابات العسكرية التي شهدتها دول الساحل، وتثير تساؤلات بشأن مستقبل العلاقات بين فرنسا وبلدان الساحل.

وعرفت الأشهر الأخيرة أيضا اندلاع معارك ضارية بين بين الجيش التشادي ومقاتلي جماعة بوكو حرام، في منطقة بحيرة تشاد.


وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل 96 عنصرا من جماعة بوكو حرام، فيما أكد الجيش التشادي مقتل 15 من جنوده وإصابة آخرين في المعارك الضارية مع بوكو حرام.

وتعرضت التشاد، على مدى الأشهر الأخيرة لهجمات من "بوكو حرام"، حيث شن مقاتلو الجماعة أواخر أكتوبر الماضي هجوما على قاعدة عسكرية في منطقة بحيرة تشاد أسفر عن سقوط نحو 40 قتيلا، وفق السلطات المحلية.

كما يأتي هذا الهجوم بعد أشهر من الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها محمد ادريس ديبي من الجولة الأولى بنسبة 61 بالمئة من الأصوات، فيما وصفتها المعارضة بالمزورة، حيث قال مرشح المعارضة الرئيسي سوكسيه ماسرا، إن الانتخابات "سرقت".

ورغم عودة الهدوء إلى شوارع العاصمة إنجامينا، الخميس، فإن حالة الترقب والقلق ما تزال قائمة في ظل عدم معرفة تفاصيل بشأن الهجوم على قصر الرئيس.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية التشادية هجوم القصر الرئاسي هجوم القصر الرئاسي تشاد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القصر الرئاسی الهجوم على بوکو حرام

إقرأ أيضاً:

تشاد: هجوم على القصر الرئاسي يخلف 19 قتيلا والسلطات تؤكد السيطرة على الوضع

قالت الحكومة التشادية الأربعاء إن الوضع "تحت السيطرة" بعد "محاولة لزعزعة الاستقرار". وكان شهود قالوا إنه سمع دوي رصاص مساء بالقرب من مقر الرئاسة في العاصمة التشادية نجامينا. ووفق مصادر أمنية عدة، شن مسلحون هجوما داخل القصر لكن حرس الرئاسة تمكنوا من السيطرة عليهم.

إعداد: فرانس24
تابِع

أعلنت الحكومة التشادية أن 18 مهاجماً قتلوا وأصيب 6 آخرون، بالإضافة إلى مقتل أحد أفراد الأمن الرئاسي وإصابة ثلاثة آخرين، بينهم حالة خطرة، في هجوم استهدف القصر الرئاسي في نجامينا مساء الأربعاء.

وقال وزير الخارجية والمتحدث باسم الحكومة، عبد الرحمن كلام الله، إن قوات الأمن أحبطت الهجوم بالكامل، مؤكداً أن "الوضع تحت السيطرة".

وبدأ الهجوم، الذي نفذته مجموعة مكونة من 24 مسلحاً مدججين بالأسلحة، حوالي الساعة 19:45 بالتوقيت المحلي واستمر قرابة ساعة.

وانتشرت قوات الأمن بشكل مكثف في محيط القصر الرئاسي، وأغلقت الطرق المؤدية إليه بالدبابات ونشرت عناصر مسلحة عند نواصي الشوارع. وبحسب مصدر أمني، فإن المهاجمين ينتمون إلى جماعة بوكو حرام، التي تنشط في منطقة بحيرة تشاد على الحدود مع الكاميرون ونيجيريا والنيجر.

ووقع الهجوم بعد ساعات من زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى نجامينا، حيث التقى بقادة تشاديين، من بينهم الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو، في القصر الرئاسي.

ويأتي الهجوم في ظل توتر أمني متصاعد بعد إعلان تشاد في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر إنهاء الاتفاقات العسكرية مع فرنسا، التي كانت تشكل محور الدعم الأمني والعسكري في البلاد.

وشهد الشهر الماضي مغادرة الطائرات القتالية الفرنسية لتشاد، ما مثل نهاية تعاون عسكري استمر 60 عاما.

وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أدى هجوم لجماعة بوكو حرام على قاعدة عسكرية في منطقة بحيرة تشاد إلى مقتل 15 ضابطا تشاديا.

ورد الرئيس ديبي بإطلاق عملية عسكرية واسعة ضد الجهاديين، قادها شخصيا، في خطوة أظهرت تصميم الحكومة على مواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة.

ودعت السلطات التشادية السكان إلى الهدوء، فيما ظهرت حالة من القلق في الأحياء القريبة من القصر الرئاسي، حيث سارع السكان إلى العودة إلى منازلهم وسط انتشار أمني كثيف.

فرانس24/ أ ف ب  

مقالات مشابهة

  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي على القصر الرئاسي في تشاد
  • تشاد.. مقتل 19 شخصًا في هجوم على القصر الرئاسي واعتقال 6
  • مؤكدة تضامنها .. مصر تدين الهجوم الارهابي على القصر الرئاسي في تشاد
  • مصر تدين الهجوم الذي استهدف القصر الرئاسي في تشاد
  • تشاد: هجوم على القصر الرئاسي يخلف 19 قتيلا والسلطات تؤكد السيطرة على الوضع
  • تشاد.. مجموعة مسلحة تهاجم القصر الرئاسي
  • تشاد.. مسلحون يهاجمون القصر الرئاسي في العاصمة إنجامينا‎
  • تشاد.. إطلاق رصاص من أسلحة ثقيلة قرب القصر الرئاسي
  • سماع أصوات إطلاق رصاص.. القوات التشادية تتصدى لهجوم على القصر الرئاسي