لجريدة عمان:
2025-01-10@02:00:15 GMT

حفظ أولادك القرآن ليحفظهم

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

الإنسان بفطرته السوية التي فطره الله عليها يريد لأبنائه الخير والتوفيق، وأن يكونوا أبناء صالحين بررة، وأن يصلح حالهم في دينهم ودنياهم، بل يتجاوز ذلك إلى أمنياته لهم بأن ينجزو في هذه الحياة الدنيا ما لم تسعفه الهمة والزمن على تحقيقه، فهو يرسم بهم طموحات المستقبل، ويكونو سندا وعونا له، وفاعلين في مجتمعهم ووطنهم وأمتهم، وهو يسلك لتحقيق كل ذلك السبل، ولا يدخر جهدا في إنجاح ذلك كله، ولكن هنالك مفتاح لهذا الأمر، يوفق الله إليه من يحب، وهو منهج يكون به صلاح هذه الذرية، وأن يكونوا أداة للتنوير في المجتمع، وقد تجلى ذلك الأمر في حفل ختام مسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم الذي أقيم أمس لتكريم الفائزين في هذه المسابقة القيمة التي تجذر صيتها في المجتمع من خلال 32 سنة قطعتها في هذا المضمار، بالإضافة إلى انتشار مراكز تصفياتها للمتسابقين في 25 مركزا يشمل جميع محافظات سلطنة عمان، ومما أبهج الحضور، وزاد انشراح النفوس تلك الكوكبة التي تم تكريمها والاحتفاء بها وهم في مراحلهم العمرية المختلفة، وقد نشروا أعذب التلاوات على أسماع الحضور.

ومما لا شك فيه أن القرآن الكريم هو كتاب هداية فالله عز وجل يقول في محكم كتابه: "قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" فلك أن تتخيل أن الله يتكفل بهداية أبنائك، ويرشدهم إلى سبل السلام، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم الصراط المستقيم الذي تسأله إياه في كل مرة تقرأ فيها الفاتحة، فهو مطلب عظيم، وجزاء جزيل.

ولو تأملنا علاقة التربية بالقرآن الكريم لوجدنا أنها علاقة وثيقة ظاهرة جلية مجربة، فالرسول صلى الله عليه وسلم أدبه ربه وأحسن تأديبه من خلال خصال الكمال التي أسبغها عليه، وكذلك من خلال القرآن الكريم، فقد سئلت عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، ردت عليهم ردا بليغا محكما مختزلا فقالت: "كان خلقه القرآن"، والأخلاق ركيزة أصيلة في الشريعة الإسلامية، ومطلب ديني تنبني عليه علاقة العباد ببعظهم، وكذلك علاقة العباد بخالقهم.

ولو ملأنا واعاء الطفل منذ نعومة أضفاره بالقرآن الكريم لتنزلت عليه السكينة وغشيته الرحمة وحفته الملائكة، وحفظه الله من كل شر، وكلنا ذلك الرجل الذي يطمع أن يحظى أبنائه بهذه النعم والرحمات المتصلة بكتاب الله عز وجل، فالقرآن خير خالص محض، فأخذه بركة وتركه حسرة، وهو الذي ما إن سمعته حتى الجن قالوا "إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ" فهو دليل هداية ومراشد، وإذا حفر الإنسان ذاكرة ابنه بالقرآن الكريم، وتعهده بالحفظ والمراجعة له منذ صغره، وحببه إلى هذا الكتاب، قبل أن يبلغ سن التمييز، فقد غرس في قلبه النور، وأصبح اقتياده إلى الخير سهل، ونفرت نفسه من كل شر، وأصبح منبته حسنا، وصلح حاله، فهذا النور أنزله الله بواسطة جبريل عليه السلام على قلب النبي صلى الله عليه وسلم: "فقال تعالى: " وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ" وأن بتحفيظه لابنك فإنك تغرسه في قلبه، فيصلح قلبه، ويصلح سائر عمله، فالقلب هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، والقرآن هو جلاء القلوب من الصدأ الذي يلحقها، فمن يحفظ القرآن ويتعهده بالقراءة والمراجعة يكون جلاء هذا القلب دائما،فقلبه نقي مشع مثل الكوكب الدري الذي يوقد من الشجرة المباركة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "إنَّ هذه القلوبَ تصدأُ كما يصدأُ الحديدُ، قيل : يا رسولَ اللهِ فما جلاؤُها ؟ قال : قراءةُ القرآن".

فعلى المربي أن يأخذ خطوة جادة فيما يتعلق بتعليم الأطفال القرآن الكريم وتحفيظه لهم، فلا يكفي أن يرغبهم ويحفزهم بل يجب عليه أن يأخذ بيدهم ويبدأ بتعليمهم قبل أن يصلوا إلى سن الممانعة التي بعدها يتعذر من الطفل أن يذعن تلقائيا لتعليمات أبيه، فتكون العملية أصعب، كما أنه يجب أن يوفر لهم البيئة المناسبة لقراءة القرآن وحفظه، سواء كان ذلك بإلحاقهم بمدرسة مختصة لتحفيظ القرآن، أو مركز للتحفيظ، أو أن يلحقهم ببعض المساجد والجوامع التي يتوفر فيها حلق لتحفيظ القرآن الكريم، أو أن يقوم كلا الأبوين بتحفيظ الطفل والمراجعة له إذا تعذر إلحاقهم بالمدارس المختصة في هذا الجانب، فهذا أمر نبوي لكلا الوالدين، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "علموا أولادكم القرآن، فإنه أول ما ينبغي أن يُتَعَلَّمَ من علم الله هو".

وأفضل وسيلة لتعيلم القرآن من قبل الوالدين، هو تعليم الطفل من خلال أن يكون والداه قدوة له، يجد أن همهما القرآن يقرآنه آناء الليل وأطراف النهار، يمسكان المصحف بيدهما، فمن خلال التجربة والمشاهدة أن الطفل يقلد والدانه فيما يفعلانه ويقومان به، فإن كان الوالدان أغلب وقتهما يقضيانه في تصفح الهواتف، فتجد الطفل يريد أن يمسك بالهاتف حتى ولو كان في عمر السنة أو السنتين، وقد انتشر في وسائل التواصل الإلكترونية مقطع لعائلة آسيوية، يحاولون أن يعطوا طفلهم الهاتف وهو يرفضه ولا يريده، ويبكي بكاء شديدا لأنه كان يريد المصحف الذي في يدهم، وذلك عائد إلى أن الوالدان شديدا الصلة بالقراءان الكريم قراءة وحفظا، والطفل ينشأ على ما يرى عليه والدان وعلى ما عوداه عليه.

وفي زمننا الحاضر الذي تتقاذفه الفتن، ويتم اختراق البيوت بالقيم الدخيلة على المجتمع المسلم من خلال تقنيات الاتصال، فما أحرى أن يحصن الانسان أبنائه من خلال تعليمهم القرآن، وتفسيره لهم، وربطه بحياتهم ربطا وثيقا، ويكون منهج حيات متكامل، ومقياسا أصيلا لمعرفة الخير من الشر، وتوثيق الصلة بالله تعالى من خلال الصلة بكتابه، ووزرع الوازع الديني ومراقبة الله في كل عمل يقوم به الإنسان، فالقرآن يقي الابن من الوقوع في الفتن، فحافظ القرآن يزرع الله في قلبه التقوى فيأتمر بما أمره الله به، وينتهي عما نهاه الله عنه، ويكون الكتاب العزيز بوصلته في الحياة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم من خلال

إقرأ أيضاً:

رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق يمدح «المسلماني» ويهاجم من سبقوه| ماذا قال؟

في ظل التحولات المستمرة في المشهد الإعلامي المصري، علق رضا عبد السلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، ليسلط الضوء على التغييرات الإيجابية التي تشهدها إدارة ماسبيرو في الآونة الأخيرة، حيث يعبّر عن تقديره للفلسفة الجديدة التي تبناها أحمد المسلماني في قيادة المؤسسة، مؤكدًا على أهمية التواصل بين القادة والمذيعين واستجابة القيادة لمطالب الجمهور، هذه الرؤية الجديدة تأتي في وقت حساس، حيث تسعى إذاعة القرآن الكريم لاستعادة مكانتها الرائدة في مجال الإعلام الإسلامي، بعد فترة من التحديات التي واجهتها.


ونشر رضا عبد السلام، رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق، عبر حسابه الشخصي على موقع فيسبوك، قائلاً: «هذه الصورة المعبرة عن فلسفة القيادة الجديدة في إدارة ماسبيرو الأستاذ أحمد المسلماني مع أسرة إذاعة القرآن الكريم من فرسانها من المذيعين ومقدمي البرامج والأستاذ إسماعيل دويدار رئيس الشبكة والأستاذ محمد نوار رئيس الإذاعة وحوار نتج عنه قرارات انتظرها الناس كثيرا وكان هذا بيانا ممن يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن العمل الإذاعي وعن ردود أفعال الناس التي تأتيهم من كل مكان ونقلها بأمانة للقيادة وكانت هذه القرارات التي لطالما طالب بها مستمعونا بعد أن كانت توصد الأبواب وتغلق مساحات التلاقي بيننا وبين القيادة وبين رغبات  الناس والقيادة وهاهي فتحت ليكون هناك حوار ومناقشة وأخذ ورد وهكذا تزدهر إذاعة القرآن الكريم بما يرضي مستمعبها فالشكر والامتنان لهذه القيادة الجديدة التي تثبت كل يوم نيتها الصادقة وعملها المخلص في رجوع ماسبيرو لمجده القديم وعودة إذاعة القرآن الكريم رائدة في مجال الإعلام الإسلامي وواجهة مصر الإعلامية الخالدة بما تحظي به من كنوز لاتوجد في أي إذاعة للقرآن الكريم في العالم».

كما شهدت إذاعة القرآن الكريم في الآونة الأخيرة تغييرات جذرية على يد الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الذي تولى قيادة الهيئة في مرحلة دقيقة تشهد فيها وسائل الإعلام تحولات كبيرة تتطلب توازنًا بين المحافظة على الهوية الدينية للإذاعة ومتطلبات التطوير الإعلامي العصري.


تحولات إذاعة القرآن أحمد المسلماني.. توازن بين الهوية الدينية والتطوير الإعلامي

 

في الفترة الأخيرة، شهدت إذاعة القرآن الكريم تغييرات كبيرة بفضل إشراف الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، الذي تولى قيادة الهيئة في وقت حساس يشهد فيه الإعلام تحولات كبرى. وقد تطلبت هذه المرحلة إيجاد توازن دقيق بين الحفاظ على الهوية الدينية للإذاعة واحتياجات التطوير الإعلامي العصري.

 

تغييرات جذرية في إذاعة القرآن الكريم تحت قيادة أحمد المسلماني


هذه التغييرات تمثل خطوات استراتيجية لتحسين وتحديث الهيئة بما يتماشى مع التطورات الراهنة في الإعلام المحلي والعالمي.

من أبرز القرارات التي اتخذها أحمد المسلماني في الآونة الأخيرة كان نقل أربعة برامج رئيسية من إذاعة القرآن الكريم إلى إذاعات أخرى تابعة للهيئة الوطنية للإعلام.

تهدف هذه الخطوة إلى إعادة تنويع خريطة البرامج الإذاعية على مختلف المنابر الإعلامية.

نقل أربعة برامج رئيسية إلى إذاعات أخرى

البرامج التي شملها النقل تضمنت "خاطرة دعوية" التي يقدمها الدكتور محمد مختار جمعة، و"دقيقة طبية" التي يقدمها الدكتور حسام موافي، بالإضافة إلى "ومضة تفسيرية" و"دقيقة فقهية"، هذا التغيير يعكس حرص المسلماني على تعديل بنية البرامج الإذاعية بما يتماشى مع متطلبات التطوير الإعلامي، مع الحفاظ على الهوية الدينية التي تتميز بها إذاعة القرآن الكريم.

قرار وقف بث الإعلانات على إذاعة القرآن الكريم

كما تضمن التغيير الأبرز قرارًا بوقف بث الإعلانات على إذاعة القرآن الكريم اعتبارًا من الأول من يناير 2025، مع نقل الإعلانات إلى الإذاعات الأخرى التابعة للهيئة.

هذا القرار لاقى إشادة واسعة من جمهور الإذاعة، حيث كانت هناك شكاوى متكررة من عدم ملائمة الإعلانات لطبيعة إذاعة القرآن الكريم، وهو ما دفع القائمين على الهيئة لاتخاذ هذا القرار الجريء، ويعكس هذا التوجه إصرار الهيئة على الحفاظ على نقاء المحتوى الديني وعدم تشويهه بالإعلانات التي قد تكون غير مناسبة للمستمعين.

إدارة العوائد المالية بعد وقف الإعلانات

وعلى الرغم من المخاوف التي أثيرت بشأن تراجع العوائد المالية نتيجة وقف بث الإعلانات، فإن الكاتب أحمد المسلماني طمأن الجميع بأن هناك جهودًا كبيرة تبذل لضمان استقرار الوضع المالي للهيئة.

وقد وجه الشكر للمهندس خالد عبد العزيز، لدوره الفاعل مع وزارة المالية في توفير الدعم اللازم لتعويض أي خسائر محتملة جراء هذا القرار، هذا التأكيد يعكس رؤية المسلماني الاستراتيجية التي توازن بين الحفاظ على الهوية الدينية وتحقيق الاستدامة المالية للهيئة.

ولم تقتصر التغييرات على إذاعة القرآن الكريم فحسب، بل شملت الهيئة الوطنية للإعلام بشكل عام.

تكليف أسامة كمال بتطوير الرعاية الطبية لموظفي الهيئة

من أبرز القرارات الأخرى التي اتخذها أحمد المسلماني كان تكليف الإعلامي أسامة كمال بتشكيل فريق عمل خاص لتطوير الرعاية الطبية لموظفي الهيئة، وهو ما يعكس اهتمامه بالجانب الإنساني للهيئة وموظفيها.


تعيين مجدي لاشين أمينًا عامًا للهيئة الوطنية للإعلام

كما تم تعيين مجدي لاشين، الرئيس السابق للتليفزيون المصري، كأمين عام للهيئة، وهو ما يُعتبر خطوة مهمة في إطار تعزيز الخبرات القيادية داخل الهيئة.

وفي خطوة أخرى نحو التطوير، تم دراسة إلغاء الحد الأقصى للمتعاملين بنظام القطعة بالإذاعة المصرية، وهي خطوة تهدف إلى تحسين آلية العمل داخل الإذاعة وتمكين العاملين من تقديم المزيد من الإبداع والابتكار.

تعد هذه التغييرات الجذرية بمثابة بداية لمرحلة جديدة في تاريخ الهيئة الوطنية للإعلام، حيث يسعى أحمد المسلماني لتحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على الهوية الثقافية والدينية، وبين مواكبة التطورات التقنية والإعلامية.

المسلماني يصدر قرارات جريئة لتحقيق التوازن بين الهوية والتطوير في إذاعة القرآن

مقالات مشابهة

  • رئيس إذاعة القرآن الكريم السابق يمدح «المسلماني» ويهاجم من سبقوه| ماذا قال؟
  • وفد قطري يطلع على ركائز مجمع القرآن الكريم بالشارقة
  • إذاعة القرآن الكريم بلا مختار جمعة وموافي.. ورئيس الإذاعة يكشف السبب
  • رئيس الإذاعة يكشف سبب نقل برنامجي مختار جمعة وحسام موافي من إذاعة القرآن الكريم
  • توزيع جوائز مسابقة القرآن الكريم لإذاعة شمال الصعيد بالمنيا
  • ضابط تغيير خلق الله المنهي عنه في القرآن الكريم
  • أسرار الرزق والنجاح.. 10 حقائق عن وعد الله في القرآن الكريم
  • رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر للقرآن الكريم لعام 2024-2025
  • أنواع هجر القرآن الكريم ومتى يكون المسلم هاجرا لكتاب الله؟ احذر من 7 أمور