الخيارات مفتوحة والسقف عال.. المناعة اليمنية استثنائية
تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT
يمانيون/ تقارير
في خضم اختلاط مشاعر الإحباط وتصادمها لدى محور الشر وأنصارهم، تتزايد التكهنات بأشكال السيناريوهات المتوقعة لاختراق هذه المناعة اليمنية الاستثنائية، من أجل إنهاء روح المقاومة لدى الشعوب الحرة، بعض هذه السيناريوهات يبدو فيها التسريب المتعمد واضحا، بقصد زعزعة نفسية الداخل اليمني، وهز ثقته بقيادته وجيشه، وحتى دفعه لاتخاذ قرار بالنأي عن اعتمالات الصراع والذهاب إلى ما يحقق له وضعا معيشيا مستقرا بعيدا عن الأزمات وكفى.
ومثل هذه المنهجية ليست بالغريبة وتعمل بها أمريكا كثيرا في المجتمعات المستهدفة، بحيث يجري خلخلة الروح المعنوية لدى المجتمع بأكثر من شكل وأسلوب، وصولا إلى فصله عن النظام، مع الإبقاء على لحظة الانهيار إلى ساعة الصفر، وتحددها أمريكا وفق ما يتوافق وجاهزيتها لإدارة البلد ومصادرة قراره، وتأمين مصادر الثروة تمهيدا لنهبها، والمواقع الاستراتيجية.
مثل هذا المشهد رأيناه مؤخرا في سوريا، التي صدم السقوط السريع للنظام فيها كل العالم. وكما في سوريا، يراد لهذا السيناريو أن يتحقق في العراق وفي الأردن، والأولوية اليوم لليمن، وعلى قاعدة تنفيذ هجمات عسكرية من الخارج وخلق الصراع والفوضى من الداخل، إلا أن الاشتغال على هذا السيناريو يكشف استمرار حالة الغباء السياسي المزمنة التي تتلبّس الإدارة الأمريكية أيا كان شكلها أو منبعها، فجميعها تعمل بموجهات مخططات المجلس الصهيوني الذي يدير الولايات من وراء الستار.
اليمن، تَبين أنه حالة استثنائية وحالة نادرة، فإرادته متكاملة بين الشعب والقيادة، وفكره يقوم على ثوابت من الصعب القفز عليها، فالمنطلقات الدينية والأخلاقية جزء أصيل من تركيبة الإنسان اليمني، كما أن هناك خاصية أخرى يتميز بها اليمني، وهي استشعار المسؤولية الناتج بطبيعة الحال عن الالتزام الديني والأخلاقي، على أنه في الحالة اليمنية ليس حبيس الكسل والتقاعس، أو مراعاة المصالح الخاصة، أو المخاوف من عصا العقاب. إنها واضحة وضوح الشمس تترجمها وتعكسها الأفعال على ساحة الممارسة والتفاعل مع قضايا الأمة.
عدم إدراك واشنطن ولندن وما تسمى “تل ابيب” لهذه الحقائق، تجعل من أساليبهم في الحرب النفسية أو في تحديد سيناريوهات إسقاط الدولة حسب توهماتهم، في مهب الريح، لأنها ستصطدم بدروع بشرية أقل ما يخشونه هو الموت، فضلا عن كونهم مشبعين بثقافة البذل لغايات نبيلة، لله ولإحياء الناس جميعا، ولجم مطامع الأعداء.
الخيارات مفتوحة والسقف عال
في مقابل ما يتم الترويج له أو تسريبه من مشاهد متخيلة في ذهنية قادة التخطيط الصهاينة والأمريكان، تكشف الشواهد اليمنية عن التعاطي الهامشي مع مثل هذه الطروحات إلا من باب قراءتها وتحليها من أجل معرفة كيف يفكر العدو، ومن هو العدو الذي أمامنا.
اليمن، وقبل الحديث عن العودة إلى تصعيد العدوان ضده حماية للكيان الصهيوني، قالها مبكرا: مبدأنا ثابت، وخياراتنا مفتوحة، وليس هناك خطوط حمراء أمامنا، وأي فعل يمكن أن يسبب وجعا للكيان الصهيوني أو الأمريكي فإنه سيلقى الاهتمام.
الأسبوع الماضي قرأ عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، رسالة دول العدوان بالتصعيد بفهم عال، فأعاد لهم رسالة اليمن بقيادته وشعبه وقواته المسلحة، وقال “اليوم يبدو أن لدى دول العدوان رسالة بالتصعيد، بقراءة خاطئة، معتمدين على ذبابهم ونشوة ذهابهم إلى دمشق”. وقال “أي محاولة أخرى للمزيد من المؤامرات ضد بلدنا فإن خيارات شعبنا وقواته الباسلة وقبائله الأعزاء ومواطنيه الأحرار مفتوحة وستكون الأهداف وسقفها فوق المتوقع في كل الميادين بإذن الله”، ولفت إلى أن الشعب اليمني كان بقواته، “أقل مما هو عليه الآن، بفضل الله، من الخِبرة والاستعداد والإعداد لمواجهة أي تصعيد يهدف لإشغاله عن القضية الفلسطينية الأولى”.
الفشل برؤية علمية
وبالحديث الدارج، أو بالنقاش البسيط أو بالتحليل العلمي تبدو محاولات إخضاع اليمن مسألة مستحيلة، فبلد تلتفّ كل مكونات منظومته السياسية والعسكرية والاجتماعية حول هدف واحد، وبقناعة واحدة، مسألة من الصعب اختراقها أو التأثير عليها، كما من الصعب تمرير أي أهداف لا تجد لها حاضنة تتبناها وتعمل على رعايتها، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، علو مستوى العقيدة القتالية لدى المقاتل اليمني والتي ظهرت عيانا للعالم خلال السنوات العشر الماضية، يُعد سندا لا يمكن كسره، ومن جهة ثالثة، اليمن متحرر من أي اعتبارات سياسية، ولا تدفعه مطامع أو مكاسب، إيمانه بالله مطلق، وأومر الله هي أساس منهجه في التعاطي مع قضايا الأمه.
وشواهد معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” تؤكد على ذلك، فخلال (15) شهرا لم يأبه اليمن لتلويحات وتلميحات وتهديدات أمريكا والكيان الصهيوني لوقف عملياته الإسنادية، فأطلقت قواته المسلحة أكثر من 1100 صاروخ وطائرة مسيّرة ضد العدو الصهيوني، واستهدفت ما لا يقل عن 211 سفينة مرتبطة بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا. كما دمرت -خلال هذه الفترة- 14 طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ9 ومقاتلة من طراز F18. هذا فضلا عن ملايين المغتصبين دفعتهم الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليمنية للسهر وللفرار فجرا إلى الملاجئ.
زعزعة ثقة العدو
أضف إلى ما سبق، الحِرفية ومهنية التكتيكات العسكرية التي شهد لها العدو قبل الصديق، وفي واحدة من هذه التكتيكات التي بدأ المحللون ينصحون بتحليلها وجعلها ضمن مناهج العلوم العسكرية، نجاح اليمن في زعزعة ثقة العدو بقدراته وإمكانياته، رغم ما يتميز به من تفوق في التقنية ومجال التسلُّح، فاليمن الذي ظل في ذهنية قوى الاستكبار حتى وقت قريب دولة ضعيفة تتنازعها الخلافات وتنهكها الصراعات، أظهر حالة نادرة من التماسك، كما نجح بأريحية بالوصول إلى عمق العدو الصهيوني وفضح كذبة نظرية الردع، وحطم كبرياء أمريكا في عرض البحر على مرأى ومسمع من العالم، وجعلها تجر أذيال حاملات الطائرات التي كانت يوما ورقة رابحة لإرهاب شعوب المنطقة.
هذه المعطيات مجتمعة وأخرى، جعلت قيادات عسكرية ونخبا سياسية وفكرية أمريكية وإسرائيلية، تقف طويلا للتأمل وإجراء مقاربات، طمعا في استخلاص حقيقة تبعث السكينة إلى أنفسهم بإمكانية تحقيق هدف إسكات أزيز السلاح اليمني، وهو يجوب الفضاءات الواسعة وصولا لهدفه المعادي، إلا أن الجهد الفكري والتحليلي دائما ما يصل إلى حقيقة غير مرغوب فيها، بأن اليمن بخصائصه ثم بعملياته العسكرية النوعية والاستراتيجية، لا تشجع على تكوين أي تصور بأن الانتصار عليه يمكن أن يكون سهلا. نعم سيكون بمقدور أمريكا أو الكيان استهداف الأعيان المدنية كالعادة، إلا أن ذلك لن يقترب به من أي هدف، فضلا عن كونه تعبيرا واضحا عن الشعور بالعجز والفشل.
الأثر العكسي للتصعيد الأمريكي
أيا كان السيناريو، فإن تجربة العدوان خلال السنوات الماضية لا شك بأنها قد زرعت ورسخت فكرة لدى الأمريكان بأن مآلات استخدام العنف مع اليمن هي الفشل، وأنه كلما زاد هذا العنف زادت همة اليمنيين لامتلاك أدوات الانتصار، وربما هذه المرة ستكون فاتورة دول العدوان باهظة، وسيدفعونها من مصالحهم ومن تواجدهم إجمالا في المنطقة، فضلا عن كون ذلك سيرسخ المعادلات الجديدة بصيغتها اليمنية، وسيدخل العالم مع اليمن حقبة جديدة لا يكون فيها للأمريكان تأثير، فيما سينزوي الكيان الصهيوني في انتظار لحظات اتخاذ القرار الحاسم والنهائي لإجراء مجارحة البتر التي لن تُبقي له أثرا في الجسد العربي والإسلامي.
نقلا عن موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فضلا عن
إقرأ أيضاً:
مطهر الأشموري:التحديث الأمريكي الصهيوني للمرتزقة!!
أمريكا بالتأكيد هي شريكة ومشاركة بل وتدير وتشرف على العدوان السعودي الإماراتي على اليمن..
فالسعودية النظام ومن استقطبوهم لم يكونوا يستطيعون العدوان على اليمن إلا بدعم أمريكي غربي، والعنوان استعادة الشرعية واستعادة الدولة وغير ذلك من التخريجات والخزعبلات.
من وصفوهم بالشرعية لايستطيعون بدورهم رفع شعارات مثل “قادمون يا صنعاء” أو حتى شعار محمد العرب “نحن هنا أين أنتم” إلا بالعدوان السعودي الأمريكي الغربي، وبالتالي فكلهم أدوات وفق المثل الشعبي “سرة في جحر كلب”..
وهكذا فالذين رفعوا شعار قادمون يا صنعاء اضطروا لاستجداء أمريكا لفرض ماعرفت هدنة وبتلقائية تجديد تلقائي، فأصبحنا ولسنوات في وضع اللاحرب واللاسلم وأي محاولة لتقارب أو تفاوض مع النظام السعودي ظلت أمريكا ترفضها وتأمر أتباعها بالرفض.
وهكذا نسينا شعار قادمون يا صنعاء حتى مجيء طوفان الأقصى وحرب الحصار والإبادة الجماعية في غزة، وكان الطبيعي أن تسير اليمن في خط إسناد غزة والمقاومة.
وهكذا بلغت غطرسة أمريكا ذروتها وقررت السير بشكل مباشر في العدوان على اليمن لمنع حصار فرضته اليمن على إسرائيل ولم تكن أمريكا تحتاج لا للنظام السعودي ولا للمرتزقة في عدوانها.
ولكن أمريكا في البحرين الأحمر والعربي خلال عام تجرعت الفشل تلو الآخر، وفي موازاتها تعرض الكيان الصهيوني لضربات يمنية فاعلة بالصواريخ والمسيرات وفي ظل هذا العجز والفشل أمريكياً وإسرائيلياً عادوا لتذكر الأنظمة العميلة وربطاً بهم تذكر مرتزقة اليمن.
الخونة بالعمالة للنظامين السعودي والإماراتي هم بالتلقائية ك”سرة في جحر كلب” عملاء للأمريكي والصهيوني..
ولايفرق اليهودي عن السعودي عند الحاجية للخونة المرتزقة، وبالتالي فنتنياهو اليهودي يأمر الأنظمة العميلة له لأن تأمر المرتزقة بتجديد شعار قادمون يا صنعاء، فإذا هم في السابق رفعوه ربطاً بالسعودية فعليهم رفعه ربطاً باليهودي “الكل واحد أو سواسية”.
هاهم في سقوط وسفاهة فضائيات يرفعون ذات الشعار تنفيذاً لأوامر نتنياهو ولم يعد يحتاج المشهد غير أمر “العرب” بالمجيء ليعيدنا إلى عبارة “نحن هنا أين أنتم”..
تصور أن تقرأ تصريحاً ينسب لمسؤول أمريكي يقول “لايمكن هزيمة واقتلاع مليشيات الحوثي إلا بالقوات اليمنية على الأرض”..
لهؤلاء نقول “لو في شمس كان من أمس” لأنه إذا هؤلاء الخونة والمرتزقة هم من طلبوا أنظمة العمالة أن تنصرهم ومن أمريكا والصهانة أن يشاركوهم ويدعموهم فماذا يضيفه جديد أو تجديد الشعار “قادمون يا صنعاء”..
العدوان وحرب الإبادة على غزة أثبتت أن العدوان السعودي واليهودي “سيان”.
لانحتاج لجدل سياسي إعلامي عقيم، وعلى كل من يقولون قادمون يا صنعاء السير في أفعال وتفعيل قدومهم بلا هوادة وبأي تهويد وبلا تهديد لأننا مللنا وسئمنا شعاراتكم من منبعها السعودي أو اليهودي، وفي المثل يقولون “من قالها مافعلها”.
إذا أمريكا والكيان الصهيوني لم يعد أمامهما غير إستعمال المرتزقة الذين أستعملوا سعودياً وإماراتياً فذلك قد يكون الأفضل للشعب اليمني ليحسم معركته مع المرتزقة ويطهر اليمن من خط الأمركة والصهينة ويواصل معارك الحسم مع الأعداء الخارجيين الأهم وعلى رأسهم أمريكا والصهاينة، وشعارنا الواقعي بات قادمون يا فلسطين وقادمون ياغزة وقادمون ياقدس وسيدرك كل المتآمرين على اليمن وعلى العروبة والإسلام أن زمن الاستعمار الغربي الامبريالي خارت قواه ولم يعد ينتظره غير الانهزام والمزيد من الهزائم، وعلى الذين يعيشون زهو الحالة السورية كمقياس أن يأتوا إلى اليمن التي لها مواصفات ومقاييس إيمانية قومية أخلاقية وإنسانية، فاليمن هي أصل البشرية وهي مهد العروبة وهي الحاملة لرسالة الإسلام، ومن لم يعلمه الزمن سيعلمه اليمن، فهل يعي الخونة والمرتزقة أنهم وأسيادهم وأسياد أسيادهم مجرد “سرة في جحر كلب”؟!!.